"صمودهن".. معرض تصوير فوتوغرافي ينتصر للمرأة
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقام في الإسكندرية في الفترة من 16 وحتى 24 أكتوبر الجاري معرض الفوتوغرافيا بعنوان "صمودهن"، بدعم من معهد جوتة.
الأعمال المشاركة جاءت نتاج مسابقة دولية للصور المعبرة عن أوضاع المرأة في كل أنحاء العالم، وخاصة المرأة التي تواجه تحديات سواء معيشية، أو نتيجة للصراعات والتوترات الدولية وبعض القضايا الإنسانية الأخرى المتعلقة بالمرأة، وقد حظى الإفتتاح بإقبال كبير من متذوقي فنون الفوتوغرافيا والفنون عامة.
28 عمل تم اختيارهم من بين عشرات الأعمال التي تقدمت للمعرض من كافة أنحاء العالم، تعكس جميعها صمود المرأة وقدرتها على تحدي الصعاب، خاصة فى المناطق المشتعلة بنيران الحروب أو تلك التي تواجه تحديات تخص عادات ومعتقدات بيئتها المحلية، ومن خلال التجول بالمعرض كانت لنا لقاءات مع بعض أصحاب الأعمال المشاركة، ممن أتاحت لهم الظروف حضور حفل الإفتتاح.
الفنان عمر نصار قدم عملا يتناول السلوكيات النمطية المفروضة على النساء في الأماكن العامة، والتي تحد من قدراتها على المشاركة المجتمعية الحية، تماشيا مع المعتقدات المحافظة، وبالمثل قدمت الفنانة سارة ذكي ثلاثة أعمال تناولت نفس الموضوع.
وعن المرأة السودانية، تناولت الفنانة إسراء الرياح أوضاع النساء النازحات من مناطق النزاع المسلح وصمودهن أمام تلك التحديات.
أما الفنانة فريدة مهدي فقد اختارت أن تتجول معنا فى ثلاثة أعمال عن حكايات الجدة وموروثاتها الخاصة فى أعمال جميلة ورقيقة.
وعن أوضاع المرأة العاملة فى الحقول وصناعة الطوب تناول الفنان احمد عماد فى أكثر من عمل صمود النساء فى تلك الأجواء الشاقة.
أما عن أوضاع المرأة الفلسطينية المتشبثة بالأرض وبالزي الفلسطيني، تناول الفنان محمود عجور صمود المرأة الفلسطينية وسط تحديات شاقة أمام جيش الإحتلال.
ومن الجزائر قدمت الفنانة جولى بومدين أكثر من عمل تناولوا حرص المرأة الجزائرية الحفاظ على الحرف التقليدية في صناعة سعف النخيل.
الفنان هاني مصطفى يبتعد بنا الى منطقة اخرى جميلة ليرصد بعدسته جولة صباحية لسيدتين مسنتين في جولة لقضاء وقت جميل بعنوان أصدقاء السادسة صباحا.
بالإضافة إلى أعمال أخرى من أوروبا ومن أميركا اللاتينية ترصد جميعها أوضاع النساء الصامدات في العالم يضمها المعرض الذي شهدت وقائع تدشينه إعجاب زواره ونقاشاتهم حول المضامين المختلفة للأعمال والقيم الفنية والتقنية للفنانين المشاركين به.
IMG-20241021-WA0007 IMG-20241021-WA0006 IMG-20241021-WA0005 IMG-20241021-WA0004 IMG-20241021-WA0003 IMG-20241021-WA0002 IMG-20241021-WA0001 IMG-20241021-WA0000المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإسكندرية صمودهن أوضاع المرأة القضايا الإنسانية
إقرأ أيضاً:
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر: دور النساء بالهجرة النبوية نقطة تحول في التاريخ الإسلامي
أوضحت د. فاطمة هنداوي، أن الهجرة النبوية تُعتبر من أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي؛ إذ مثلت نقطة تحول حاسمة في مسار الدعوة الإسلامية، وقد تجلت فيها معاني التضحية والإيمان، فقد خاض المسلمون رحلة محفوفة بالمخاطر لتحقيق أهدافهم، لعبت خلالها المرأة دورًا لا يمكن تجاهله، فقد كانت عونًا وسندًا، وتحملت أعباءً جسيمة في وقت كانت فيه الظروف قاسية وصعبة، وتجسد دور المرأة في هذه الرحلة المباركة في حفظ الأسرار، فكانت النساء في تلك الفترة موثوقات؛ فقد قمن بحفظ أسرار الهجرة ومساعدة الرجال في التخطيط لهذه الرحلة، وكان هذا الأمر ضروريًا لتفادي اكتشاف قريش لمخططات المسلمين، فلم تكن النساء مجرد شريكات في الحياة، بل كن أيضًا مساعدات فعّالات في تحضير الزاد والاحتياجات الضرورية للسفر، ولقد أظهرن قدرة على التنظيم والتخطيط، مما ساهم في نجاح الهجرة، وفي مواجهة المخاطر، تحدت النساء الظروف القاسية، حيث واجهن المخاطر المحتملة أثناء الرحلة، فقد كانت بعضهن تخرج في الليل لتقديم المساعدة والمعلومات، وهذا إن دل فإنما يدل على شجاعتهن وولائهن، إضافة إلى الأدوار العملية، وقد قدمت النساء دعمًا معنويًا كبيرًا للرجال خلال هذه الرحلة، فكانت كلماتهن تشجيعًا وتثبيتًا، مما ساعد في تعزيز الروح الجماعية للمسلمين.
واختتمت وكيل كلية الدراسات العليا حديثها خلال ملتقى البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر بقولها: إن الهجرة النبوية ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي قصة تلاحم وتعاون بين جميع أفراد المجتمع، رجالًا ونساءً، فلقد أثبتت النساء في تلك الفترة أن لهن دورًا لا يقل أهمية عن الرجال، وأنهن كن جزءًا لا يتجزأ من النجاح الذي أحرزه المسلمون في تلك المرحلة؛ لذا يجب تقدير هذا الدور والاعتراف بأهمية مساهمات النساء في تاريخنا الإسلامي.
وفي ذات السياق بينت د. منى الشاعر، أن المرأة تُعد ركنًا أساسيًا في الهجرة النبوية التي كانت من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث أسهمت بدور فعّال ومشرِّف يُذكر في مسيرة هذه الرحلة العظيمة، وهناك بعض الأدوار البارزة التي قامت بها النساء خلال هذه الفترة، ومنهم أم سلمة رضي الله عنها والتي كانت نموذجًا للثبات والإيمان، فهي من أوائل النساء اللاتي هاجرن إلى المدينة، وهي زوجة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، الذي كان أول المهاجرين من الرجال، وعندما قرر أبو سلمة الهجرة، حاولت أم سلمة مرافقتَه، لكن عائلته منعتهم من ذلك وانتزعوا ابنها منها، تقول أم سلمة":حبسني بني المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، وفرقوا بيني وبين زوجي وبين ابني"، واستمرت في البكاء لمدة عام تقريبًا، حتى جاء أحد أقاربها وطلب منهم السماح لها بالذهاب بعد أن حصلت على إذن، انطلقت في رحلة شاقة تحمل ابنها، وفي الطريق قابلت عثمان بن طلحة، الذي عرض مساعدتها، فكان يسير بجانب بعيرها، يريحها في كل محطة حتى وصلت إلى المدينة، فقصة أم سلمة تجسد قوة المرأة المسلمة وإيمانها، حيث واجهت المخاطر بصبر وثبات لتحقق هدفها في إسلامها.
وأضافت أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر: لقد ضربت ليلى بنت أبي حثمة - رفيقة الهجرة، أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة خلال هذه الرحلة المباركة، فقد كانت من النساء الأخريات اللواتي هاجرن مبكرًا، وهاجرت قبل أم سلمة نظرًا للمعوقات التي واجهتها الأخيرة، وتُظهر قصتها كيف كانت النساء شريكات في هذه الرحلة التاريخية، حيث ساهمن بجانب أزواجهن في بناء مجتمع مسلم جديد في يثرب، ولعبن دورًا محوريًا صنع التاريخ الإسلام.
من جهتها ذكرت د. حياة حسين العيسوي، أن الهجرة النبوية تمت بأمر من الله سبحانه وتعالي وتخطيط وتنفيذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أعظم الأحداث في التاريخ الإسلامي، وقد غيرت مسار البشرية وأسهمت في إخراجها من الظلمات إلى النور؛ لذا تعد الهجرة النبوية حدثًا محوريًا أسهم فيه الرجال والنساء على حد سواء، وما قامت به السيدة خديجة(رضي الله عنها) وقت الدعوة وفي بداية نزول الوحي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعد نموذجًا يحتذى للمرأة المسلمة على مر العصور، فلما بلغ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سن الأربعين، وكان يتعبد في غار حراء أتاه سيدنا جبريل، وذهب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، وقال : زملوني زملوني، فضربت أروع الأمثلة في الثبات ومساندة زوجها، فقالت أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكُـل، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق"