سواليف:
2025-12-14@20:07:54 GMT

الشرق الأوسخ الجديد

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

#الشرق_الأوسخ_الجديد

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة


منذ فجر التاريخ ومنطقتنا العربية كانت ولا زالت مطمعاً للقوى العالمية المتصارعة وذلك لأهمية موقعها الجغرافي المتحكم بحركة النقل والتجارة العالمية ووفرة إمكاناتها الاقتصادية وثرواتها ، وقد شهدت منطقتنا حملات عسكرية وصراعات كبرى وآخرها ما نشهده اليوم على أرض فلسطين ، وقد تنبه الغرب الاستعماري لما تشكله نهضة هذه الأمة من مخاطر على مصالحهم ، لذلك اجتمعوا وخطّطوا ونفّذوا وزرعوا هذا الكيان الصهيوني ليفصل الشرق العربي عن مغربه منعاً لتوحده وبناء مشروعه القومي النهضوي.


لقد ورث الاستعمار الغربي ” بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ” معظم الأقطار العربية التي كانت تخضع للدولة العثمانية والتي أنجزت الكثير في بداية عصرها ، إلّا انها خلّفت وراءها الجهل والتخلف ودولاً منهكة ومنهارة إقتصاديًا وشعوبًا متنافرة الأمر الذي سهّل على الغرب الاستعماري تنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم وأخطرها اتفاقية سايكس – بيكو عام 1916التي بموجبها أصبحت بريطانيا العظمى اول قوة عالمية تؤيد وتتبنى إنشاء وطن قومي لليهود لتتبعها الدول الاوروبية الاستعمارية في فرض انشاء وطن لليهود في مؤتمر سان ريمو عام 1920 ومن ثم قيام دويلة الكيان الصهيوني عام 1948 على جزء من أرض فلسطين كمشروع رأس مالي غربي استعماري توسعي في المنطقة ، ولضمان نجاح ونمو هذا الكيان العنصري عمدت القوى الاستعمارية إلى تنصيب أنظمة حكم ومشيخات عربية وظيفتها الرئيسية المحافظة على أمن إسرائيل ومصالحها.
ثم ورثت إمبراطورية الإرهاب الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية تركة الاستعمار الغربي في المنطقة ، وأصبحت الداعم والممول والراعي الرئيسي لهذا الكيان وشريكة في كل جرائمه ومجازره منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ، ودعمت أنظمة الحكم الأكثر ديكتاتورية وفساداً في المنطقة وحرمت الشعوب العربية من تقرير مصيرها والسير بركب الحضارة ، فبالرغم من وحدة الثقافة والعقيدة والتاريخ واللغة لشعوب المنطقة وما تملكه من ثروات وموارد طبيعية تؤهلها أن تكون الأكثر ازدهاراً وتنمية ورفاهية وأمناً إلّا إنّنا اليوم الأكثر فقراً وجهلاً واضطراباً وتشرداً وتخلفاً نتيجة تدخل وتحكم وهيمنة امبراطورية الارهاب الأمريكية عدوتنا الأولى بأنظمة حكمنا وبقية منظومتها الاستعمارية كسبب خارجي وفساد وتبعية وخنوع الأنظمة السياسية الحاكمة كسبب داخلي ” غياب الديمقراطية والحكم الرشيد ” .
ونتيجة لما سبق فإنّ أخطر ما يواجهه عالمنا العربي هو المشروع التوسعي الصهيوني الذي يمثل رأس حربه لقوى الاستعمار العالمي ، فمنذ نشأة هذا الكيان وهو يدرك جيداً إنّه مهما امتلك من عناصر القوة العسكرية حتى النووية والذرية منها فإنّ أمنه المطلق لن يتحقق بوجود دول عربية مركزية وعليه قام بتفتيتها على أسس مذهبية وطائفية وعرقية ، لذلك جرى إخراج مصر من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي وتكبيلها بموجب إتفاقية كامب ديفيد المشؤومة حتى أصبحت اليوم أقل من دولة ثانوية عادية تتسوّل قوت شعبها ومهددة وجودياً ، وكذلك جرى احتلال العراق وتقسيمه شيعًا ومذاهب وطوائف ، وجرى تدمير سوريا وكان مخططاً تقسيمها إلى خمس دويلات ، وهي لغاية يومنا هذا تعاني أوضاعاً اقتصادية خانقة وأوضاعاً أمنية غير مستقرة ، كذلك دُمِّرت ليبيا وشنَّتْ دول المحور الأمريكي التي تصدّت وأجهضت في القرن الماضي كل مشاريع النهضة والتحرر العربية حرباً لمدة تسعة أعوام على اليمن للسيطرة على مضيق باب المندب الذي يشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي ، إضافةً لذلك فإنّ الحركة الصهيونية لا ترى ولا تؤمن بالشعوب العربية ككتلة متجانسة دينياً وعرقياً واجتماعياً وثقافياً وإنّما طوائف وقبائل ومذاهب وعرقيات تتصارع فيما بينها ، وأن الدول والمشيخات غير المركزية القائمة هي أيضاً صنيعة القوى الاستعمارية ولن تُعمر طويلاً .
الشرق الأوسخ الجديد الذي يتشدق به قادة الكيان العنصري ويرسمون له الخطط والخرائط هو دمج دويلة الكيان العنصري مع محيطها من دويلات ومشيخات متآكلة لتصبح دولة طبيعية قامت على نفس الأسس التي قامت عليها دول المنطقة على أن تكون هي الدولة المحورية الرئيسية المتفوقة عليهم جميعاً عسكريا واقتصادياً وتكنولوجياً وصناعياً مما يمكنها ويؤهلها للسيطرة والهيمنة وقيادة هذا الشرق الجديد وفق رؤيتها واستراتيجيتها .
أمام هذا الواقع المؤلم وهذا التآمر الخارجي والداخلي علينا أن ندرك حجم المخاطر التي تهدد وجودنا ، ليس صدفةً ما مر به عالمنا العربي خلال السبعين عامًا الماضية من اضطرابات وعدم استقرار وإنهاك اقتصادي ومصادرة وقمع للحريات وإرهاب وتطرف وبث كل بذور الخلاف والتناحر ، وإنّما هو أمر مُخطط له وللأسف يقوم على تنفيذه من نذروا وباعوا أنفسهم من أنظمة حكم عربية لأعداء أمتنا ، هذه الأنظمة التي تقدّم كل أشكال الدعم للكيان الإجرامي اليوم في حربه التوحشية الإجرامية في فلسطين ولبنان ومكنته من الصمود ، هذه الأنظمة نثرت بذور فنائها لما كشفته حرب غزة وشكلته كحالة وعي جماهيرية كبيرة لدور ووظائف هذه الأنظمة التآمرية ، اليوم..لا خيار أمام أيٍّ منّا ! فإمّا أن تكون مقاوماً أو متصهيناً .!!!

مقالات ذات صلة خلف ستار الظلام 2024/10/21

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

مؤكدة الالتزام بدعمهم.. الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة

تحيي جامعة الدول العربية، بالتعاون مع دولها الأعضاء، اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة، الذي أقره مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، ويوافق الثالث عشر من ديسمبر من كل عام، تأكيدًا على الالتزام العربي بدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز مشاركتهم الكاملة والفاعلة في المجتمع.

وأكدت الجامعة، أن إحياء هذا اليوم يأتي في إطار حرصها على متابعة تنفيذ الالتزامات العربية والدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها الإعلان الصادر عن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية (الدوحة – نوفمبر 2025)، إلى جانب الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والغايات ذات الصلة ضمن خطة التنمية المستدامة 2030.

وأشارت إلى أنه من المنتظر أن تصدر عن أعمال الدورة الخامسة والأربعين لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، المقرر عقدها في العاصمة الأردنية عمّان، عدد من القرارات الهامة التي من شأنها دعم جهود الدول العربية في تنفيذ تلك الالتزامات وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

كما أكدت جامعة الدول العربية استمرارها، وبالتنسيق مع الدول الأعضاء، في تنفيذ مبادرة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المعنونة بـ «العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة 2023 – 2032»، والتي اعتمدتها القمة العربية في المملكة العربية السعودية عام 2023، باعتبارها أعلى سلطة لاتخاذ القرار في المنظومة العربية.

ويُعد هذا العقد إطارًا استراتيجيًا شاملًا لتعزيز الجهود الوطنية والإقليمية في مجالات الحماية والتمكين والإدماج، بما يضمن تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

وفي هذا السياق، تولي الجامعة أهمية خاصة لتنفيذ مبادرة التصنيف العربي للإعاقة، باعتبارها إحدى المبادرات المحورية ضمن العقد العربي الثاني، لما تمثله من أداة رئيسية لتوحيد المفاهيم ومعايير جمع البيانات، وبناء أنظمة وطنية أكثر فاعلية ودقة.

وانطلاقًا من هذا الالتزام، أعلنت الجامعة عن تنظيم ورشة عمل متخصصة بالتعاون مع الجمهورية التونسية، تستهدف مسؤولي ملفات الإعاقة في الدول العربية، وتهدف إلى رفع القدرات وتوضيح الجوانب الفنية والتطبيقية لتنفيذ التصنيف العربي للإعاقة على المستوى الوطني، بما ينسجم مع أفضل الممارسات الدولية ويعزز الجهود الإقليمية في هذا المجال.

وفي ختام بيانها، جددت جامعة الدول العربية دعوتها إلى مواصلة العمل العربي المشترك لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتكثيف الجهود الرامية إلى بناء مجتمعات شاملة تضمن كرامتهم وتكافؤ الفرص للجميع، بما يتسق مع أهداف التنمية المستدامة 2030 والالتزامات الإقليمية والدولية للدول الأعضاء.

طباعة شارك جامعة الدول العربية اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة الأشخاص ذوي الإعاقة ذوي الإعاقة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة القمة العربية في المملكة العربية السعودية المملكة العربية السعودية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية العقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة العاصمة الأردنية عمّان

مقالات مشابهة

  • أكبر من البيت الأبيض.. ألق نظرة داخل مركز الحضارة الإسلامية الجديد في أوزبكستان
  • مؤكدة الالتزام بدعمهم.. الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • الأمن السيبراني في المنطقة العربية
  • «سايينت» تعزز عملياتها في الشرق الأوسط لدفع التحول في قطاعات الطاقة والمرافق والنقل والاتصال
  • سماء المنطقة العربية تشهد مساء اليوم زخة شهب التوأميات
  • عاجل | استقرار سعر الذهب اليوم السبت 13 ديسمبر 2025 في مصر والدول العربية
  • السيسي وماكرون يؤكدان دعم السودان واستقرار المنطقة ويتبادلان التهاني بالعام الجديد
  • تحذير عالمي: حرارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترتفع أسرع من أي مكان آخر على الأرض!
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة