علي جمعة يفسر قوله تعالى {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ}
تاريخ النشر: 22nd, October 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل يقول {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} فهذه واحدة من ثلاثة نتائج "الإيمان بالله، وبما أرسله من نورٍ في شخص النبي المصطفى ﷺ، ومن كتابٍ هو هداية للمتقين.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، إن القضية الثانية {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} يعني النور يؤدي إلى النور؛ عندما يكون اتباعك للنور، للبيان، للظهور، للوضوح، للجمال فإنك ستخرج من الظلمات ؛ظلمات الحيرة، ظلمات الضيق، ظلمات الدنيا والتعلق بها وهي لا نهاية لها ،كلما ظننت أنك قد حصَّلت منها شيئا وجدت من هو قد فاقك في التحصيل، أمرها عجيب لا ينتهي ومُلكها ليس بيدك، وكلها كدر ؛ فمن تعلق بها تعلق بكدر، ولذلك كان من دعاء الصالحين حيث نكرره كثيراً : "اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ، ولا تجعلها في قلوبنا". وجعلُها في القلب أن تحزن على كل مفقود، وأن تفرح بكل موجود ، فإذا خلَّصك الله من الحزن على المفقود، ومن الفرح بكل موجود ؛ كانت الدنيا في يدك وليست في قلبك ؛ فإذا فقدت تقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، أستغفر الله العظيم، وإذا وُجِدَت قلت: الحمد لله، الشكر لله، الفضل من عند الله، لا إله إلا الله ، أما من ينهار في قلبه فهو في ظلمات وليس في نور.
فالقضية الثانية التي تنتج من اتباعك للنبي ﷺ وإيمانك من خلاله بالله رب العالمين أنك ستخرج من الظلمات ؛من ظلمات الدنيا، من ضيق الدنيا، من ظلمات الحيرة، ومن ضيق الحيرة، من ظلمات التعلق وعدم القناعة والرضا ،إلى نور التوكل على الله والرضا بالله، وأن تسير في نور الله، وأن تكون راضياً عن الله فيرضى الله سبحانه وتعالى عنك {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} ترضى عن الله تعالى وتكون سعيدا بالله تعالى ، لكن هناك ناس قليلة الأدب مع الله ليست سعيدة بالله في ظلمات وليست في نور.
القضية الثالثة {وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} {وَيَهْدِيهِمْ} فيستجيب الدعاء . ولكنه سبحانه سيستجيب دعاءك بشرط أن تفهم النبي ﷺ والقرآن ؛ لأن كل الأبواب أغلقت إلا باب سيدنا النبي ﷺ ، والذي بيننا وبين الخلق هو سيدنا النبي ﷺ ، هي كده مالناش إلا سيدنا النبي ﷺ .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الظلمات الإيمان بالله النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: لا يمكن أن تأتي أربعة شهور هجرية 29 يوما
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه عندما شَرَّفَ الله الوجود بحضور حضرة النبي، كانت القضية في شأن تأريخ الهجرة؛ هل تُدوَّن من أول ما بُعِثَ، أو من السنة الأولى من مبعثه، أو من السنة الثانية من مبعثه، وكان هذا محل نقاش بين المسلمين.
وتابع علي جمعة في منشور له: وبعد انتقال النبي، جعلها سيدنا عمر رضى الله عنه ابتداءً من الهجرة، أي من تأسيس الدولة في المدينة المنورة، فبدأ التأريخ الهجري من الهجرة، ورأى سيدنا عمر رضى الله عنه أن يجعل بداية العام بعد الرجوع من الحج، فنبدأ السنة بشهر المحرم.
وكان العرب قبل الإسلام يقومون بِمَا يُسَمَّى "النسيء"، وهو أمرٌ معقد؛ لأنهم كانوا يستكثرون حرمة الأشهر الحرم: ذو القعدة، وذي الحجة، والمحرم، وكانوا يريدون سفك الدماء في هذه الأشهر. وسفك الدم فيها محرَّم، فكانوا يغيّرون أسماء الشهور.
وأضاف علي جمعة، أنه إذا جاء شهر المحرَّم غيّروه وسمَّوه صفر، ويؤجّلون المحرَّم إلى الشهر القادم، ويذهبون إلى كاهن ليحسبها لهم. فإذا جعل صفر محرَّمًا، وجاء ربيع الأول سموه صفر، وهكذا، فتتزحزح الشهور وتتغيّر مواضعها.
وبسبب هذا التزحزح لا تكتمل الدورة الزمنية، فكانوا كل سنتين يُجرون تعديلاً بالحذف والإضافة، حتى تكتمل الدورة مرة كل 18 سنة، وهكذا، وفي السنة التي حجّ فيها النبي، كانت نهاية هذه الدورة، فعادت الشهور إلى مواضعها الأصلية، فقال: « إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض». أي أن الزمان عاد إلى صورته الصحيحة، وقال تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}.
وأشار علي جمعة، إلى أن التقويم الهجري مبني على القمر، وقال: « صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمِّىَ عَلَيْكُمُ الشَّهْرُ فَعُدُّوا ثَلاَثِينَ»، فبيّن لنا القاعدة التي نسير عليها.
وذكر علي جمعة، أن السنة الهجرية تتكرر دورتها كل 8 سنوات، وتتراوح أيامها بين:
353 يومًا: تأتي مرة واحدة فقط.
354 يومًا: تأتي مرتين أو ثلاثًا.
355 يومًا: تأتي مرتين أو ثلاثًا.
وقال علي جمعة، إنه لا تأتى شهور متتالية كلها 29 يومًا، فلا يُتصوَّر أن تكون أربعة شهور متتالية (29، 29، 29، 29)، لكن قد يأتي شهران متتاليان بـ29 يومًا، ويأتي الثالث بـ30 يومًا، ليُصحِّح الدورة الزمنية.
غير أن هذه الدورة ليست منضبطة انضباطًا تامًّا كالشمس، ولذلك وجب الاعتماد على رؤية الهلال في أوّل كل شهر، فالحساب لا يُعتمد عليه اعتمادًا كليًّا، بل يُستأنَس به فقط.
وأوضح أن الفرق بين الاستئناس والاعتماد، أن الاستئناس غالبًا ما يكون صحيحًا، أما الاعتماد فصحيح دائمًا، ولذلك نجمع بين الحساب والرؤية، لأن هناك حالات لا تثبت إِلَّا بالرؤية لا بالحساب، وإن كانت قليلة، لكنها موجودة.
وتابع: فينبغي أن نفهم إن حركة القمر غير منتظمة انتظامًا تامًّا؛ ولهذا يجب الجمع بين الحساب والرؤية.
والتقويم الهجري قائمٌ على 12 شهرًا، ولا نسيءَ فيه
أما التقويم القبطي فهو شمسي، والتقويم الرومي أيضًا شمسي، ويُسمَّى الجريجوري، نسبةً إلى بابا الفاتيكان الذي أصلح الخطأ الذي كان في التقويم السابق، وهو معمول به إلى الآن.