الجديد برس|

تواصلت الفوضى المالية في مناطق سيطرة التحالف جنوب اليمن، الثلاثاء، حيث شهدت العملة المحلية انهيارًا متسارعًا وفشلًا في احتواء الأزمة.

وأعلن فرع البنك المركزي اليمني في حضرموت عن العودة لاستخدام الأوراق النقدية الصغيرة التي سبق للبنك المركزي في عدن أن سحبها من السوق.

وفي بيان رسمي، أكد فرع حضرموت بدء التعامل مجددًا مع فئات الـ”200″ والـ”500″ ريال، التي كانت قد تم سحبها سابقًا رغم طباعتها دون غطاء نقدي.

تأتي هذه الخطوة في ظل أزمة السيولة الكبيرة التي تعاني منها حكومة بن مبارك، ما أدى إلى إعادة هذه الفئات إلى السوق، وهو ما يُتوقع أن يُفاقم انهيار العملة المحلية، مع احتمال تجاوز سعر صرف الدولار حاجز الـ3000 ريال في الأيام المقبلة.

من جهة أخرى، كشف محافظ البنك المركزي في عدن، أحمد المعبقي، عن تعثر المفاوضات مع السعودية بشأن وديعة جديدة.

ووفقًا لما ذكره الصحفي ماجد الداعري، المقرب من المعبقي، فإن السعودية تربط تقديم الوديعة بتغيير رئيس حكومة عدن، أحمد بن مبارك، مما يضعف آمال حل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

نبؤة أحمد بهاء الدين التي تحققت

في السياسة، كما في التاريخ، هناك لحظات تَشبه النبوءات. لا لأنها تُسجل ما سيحدث حرفياً، بل لأنها ترسم بعمقٍ نادرٍ صورة المستقبل إذا ما اختلَّ ميزانه. ومن بين هذه اللحظات، تظل كلمات الكاتب والمفكر الكبير أحمد بهاء الدين في يناير 1970، ثم بعد وفاة عبد الناصر في أكتوبر من نفس العام، بمثابة النبوءة التي تحققت.

لم يكن أحمد بهاء الدين مديحياً ولا محابياً، لكنه كان قارئاً مدهشاً لخريطة العالم العربي، وقارئاً لوجه التاريخ قبل أن يُكتب. فقد كتب، في ذروة الحصار والحرب النفسية، عن معنى وجود جمال عبد الناصر في المنطقة: الزعيم الذي لم يكن قائداً سياسياً فحسب، بل كان حائط الصد الأخير أمام لعبة الأمم.

الكاتب أحمد بهاء الدين

فقد كان يدرك أن الشرق الأوسط ليس مجرد جغرافيا، بل ساحة تنافس، كل قوة كبرى تُريد رسمه على هواها. وعبد الناصر كان "الحجرة الكؤود" أمام هذا الرسم. لم يسمح للاعبين الدوليين أن يتحكموا بالمنطقة كأنها رقعة شطرنج، ولم يُسلم مفاتيح القرار لمن هم خارج الجغرافيا والتاريخ العربي.

وها نحن بعد نصف قرن، نرى الخرائط الجديدة تُرسم على مهل، بخيوط أمريكية، وأقلام إسرائيلية، وتوقيعات عربية للأسف. نشهد قادةً يلهثون خلف تطبيعٍ مهين، وآخرين يرفعون شعارات وطنية زائفة وهم يفتحون الأبواب خلف الستار للمشاريع الانقسامية. منهم من رقص مع الذئاب، ومنهم من صار ذئبًا على أهله.

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية

نبوءة بهاء الدين كانت واضحة: إذا غابت زعامة تحمل روح الأمة، انفرط العقد، وتحول الوطن إلى قطيعٍ يبحث كل فردٍ منه عن مظلة تحميه، وعن خلاص فردي في مواجهة طوفان التمزق. وهذا ما نراه اليوم، قُطُر بلا تنسيق، صراعات دموية، تطاحن على الحدود، وتحالفات ضد الذات.

في غياب "المركز" غابت الهيبة، وفي غياب "الرمز" تجرأ الضعفاء، وتكاثر المتآمرون.

وما زال السؤال المرير يطرق رؤوسنا كل يوم: ماذا كنا؟ وماذا صرنا؟

عبد الناصر لم يكن معصوماً، ولم يكن فوق النقد.لكنه كان عنواناً للكرامة، وامتداداً لحلم التحرر، وصدى لصوت الشعوب في زمنٍ كان فيه الصمت سيد الموقف. وعندما رحل، رحل معه كثير من الأمل. ما تبقى من أثره لم يكن نظاماً، بل فكرة. الفكرة التي قاومت الانهيار زمناً، قبل أن يغدر بها الأقربون قبل الغرباء.

ولعل في نبوءة أحمد بهاء الدين اليوم، دعوة للعودة إلى الجذر، إلى الفكرة، لا إلى الأصنام.

أما الذين كلما كتب كاتب عن عبد الناصر أو دافع عن المشروع الوطني، وسموه فوراً "ناصرياً"، فهم لم يقرأوا كتاب أستاذنا الشهيد العالم جمال حمدان، الذي أدرك أن الكلمة لا تُختزل في التصنيف، وأن "الناصرية" إن وُجدت، فهي مشروع سياسي - حضاري له ما له وعليه ما عليه، لا حكمٌ مطلق ولا هتاف أجوف. مشروع يُقيمه المؤرخون لا هواة القطيع ولا تجار الرجعية.

الكاتب لا ينقّب في قبور الأموات، ولا يُصدر صكوك غفران، ولا يحكم على بشر من أهل الجنة أو الجحيم. الكاتب لا يكتب للـ"لايكات"، ولا يرتدي عباءة الوعظ الزائف. بل يكتب لأنه وجد موقفاً أخلاقياً لا يُمكن السكوت عنه.

يكفي جمال عبد الناصر شرفاً أنه مات في القمة العربية في أيلول الأسود، وهو يحاول حقن الدم العربي في عمّان.

فيا من تنتقد عبد الناصر اليوم، ما الذي فعلته لأطفال غزة؟ ما الذي فعلته حين ذُبح الحلم؟ هل تجرأت على ذئب، أم صرخت على جثة؟!

ليتك كنت ناقداً حقيقياً، لا متفرجاً على مأساة.. .، ، ، !!

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية.. ، !!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • «المركزي المصري» يبيع أذون خزانة بقيمة 57.97 مليار جنيه «اليوم»
  • سعر الدولار في البنك المركزي يسجل أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2024
  • آخر تحديث لـ سعر الدولار اليوم الأحد 27 يوليو.. تراجع العملة الخضراء
  • مزايدة على ريال الملك عبدالله تصل إلى 1520 ريالًا والمالك يرفض البيع! .. فيديو
  • الزبيدي يبحث مع المعبقي إجراءات البنك المركزي لضبط القطاع المالي والمصرفي
  • المركزي يتوقع انخفاض الدولار في السوق الموازية؛ بسبب استئناف العمل بمكاتب الصرافة
  • ترامب: أفضل الدولار القوي..وانخفاضه يُدر على أمريكا أموالا طائلة
  • نبؤة أحمد بهاء الدين التي تحققت
  • خطة النواب: الجنيه المصري مستقر.. وتراجع الدولار إلى 49 جنيهًا دليل على تحسن المؤشرات
  • سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 25 يوليو 2025.. كم تسجل العملة الأمريكية؟