سواليف:
2025-06-26@14:21:08 GMT

فسّر الماءَ بعد الجُهد بالماء

تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT

فسّر الماءَ بعد الجُهد بالماء

فسّر الماءَ بعد الجُهد بالماء

#ماجد_دودين

” فسّر الماءَ بعد الجُهد بالماء “هي مقولة عربية من التراث الشعبي، تحكي وراءها قصة وعبرة انتصر فيها العلم على السلطة والقوة، تدور أحداث القصة بين ملك وعالم أراد الملك أن يطرح سؤالاً تعجيزياً لا إجابة له، إلا أن العالم بفطنته وذكاءه استطاع التغلّب على الملك وفي النهاية أنقذ نفسه من عقوبة كادت تودي بحياته.

قصة مقولة فسر #الماء بعد الجُهد بالماء:

مقالات ذات صلة الصين … عالم جديد متعدّد الأقطاب !؟ 2023/08/13

كان هناك أحد الملوك الذي يرغب دائمًا في إلقاء الأسئلة التعجبيّة والتعجيزية على جميع من حوله ويستمتع دائمًا بالإجابات غير المتوقّعة والتي يعدها نوعاً من الإثارة والمتعة لمعرفة كل ما يخطر بباله حتى وإنْ كان السؤال: كيف تعرّف الماء؟ وفي أحد الأيام أرسل في طلب أحد العلماء وأبلغه أنه يريد منه حلّ مسألة فما كان من العالم إلا أن استجاب وحضر بين يدي ذلك الملك.

هناك وجّه له الملك الحديث قائلًا: أريد منك أن تعرفّ لي الماء، وفي حالة فشلك في ذلك سوف أقطع رقبتك، هنا سكت العالم لفترة وقرر أن يخوض ذلك التحدي الغريب الذي غالبًا ما قد ينتهي بقطع رأسه، وأجاب: سمعًا وطاعة يا مولاي، إذا كنت تريد أن تعرف ما هو الماء فلتنصت لي جيدًا حتى تستطيع الاستفادة من كل ما أقول.

اندهش الملك فهل يوجد حقًا تعريف للماء؟ وبدأ في الإنصات للعالم الذي جعل يشرح للملك كل ما يعرف عن الماء من تركيبه وخواصه واستخداماته وقصد من ذلك الإطالة قدْر المستطاع فهو بالتأكيد لا يريد أن ينتهي به الحال مقطوع الرقبة، وبعد فترة تزيد عن أربع ساعات قال العالم: وأخيرًا يا مولاي إذا كنت تريد أن تعرف الماء “الماء ما هو إلا الماء”، وهنا اندهش الملك… أبعْدَ كل هذا الوقت لم يتبقّ إلا أنّ “الماء هو الماء” فقال الملك لجميع الحاضرين:” فسّر الماء بعد الجهد بالماء” وقرر الملك أن يطلق سراح العالم الذي استطاع بفطنته التنصل من شطحات ذلك الملك.

العبرة من القصة:

على الرغم من فطنة العالم وعبقريّته في الهرب من ذلك الملك وتشتيت انتباهه بالمماطلة والتطويل والإطناب حتى تهدأ سريرته فلا يُصدر عليه أيّ حُكْم وهو غاضب، إلا أن هذا المثل أو هذه المقولة تم استخدامها بشكل آخر وهو أن أحدهم قد يضيع وقته في القيام على تنفيذ أمر يأخذ منه الكثير من الوقت والتفكير والمال حتى يبذل فيه جهدًا عظيمًا ويصبح الأمر بعد ذلك لا قيمة له… عديم النتائج يبدأ بعده الإنسان من نقطة الصفر مرة أخرى.

كذلك يستخدم ذلك المثل للتعبير عن مدّعي المعرفة الذي لا يأتي بأي جديد فإذا سألته في أي معلومة حتى وإن كانت معضلة كونية معقّدة أجاب دون علم …وفي النهاية لا يقدم أي معلومة جديدة سوى المعلومات المعروفة للجميع فقط مما يشعرك بالخيبة تجاهه فهو يسعى دائمًا للتعبير عن الأنا والذات وإثبات تفوّق مزيّف على الجميع.

من غير المعقول أن يبذل الفرد جهدا يرافقه بذل مادي وتحضيرات عديدة، مقابل أمر لا يعود بنفع ملموس أو محسوس، أو تحقيق غاية إنسانية له أو لغيره. وإلا فعمله ووقته وجهده تذهب أدراج الرياح، وكأنها والعدم سيان. فالعمل من دون غاية وجدوى هباء، كالكلام من غير فحوى ومعنى، وهو بهذا يحاكي شاعراً لم يحقق من قصيدته الفارغة، إلا الوزن والقافية والتي أشهر أبياتها:

الماء يجري حولنا فكأننا قوم جلوس حولهم مـــــــــــــــاء

وقد كتبت خاطرة من وحي هذا البيت من الشعر قبل سنوات عنوانها ” الحلقة المفرغة” أقول فيها:

لقد تحلّق القوم حول شاعرهم… جلسوا حوله… عيونهم تنظر إليه وتحدّق فيه بإعحاب…

إنّه شاعر قبيلتهم ولسانها الناطق بأمجادها ومفاخرها…

إنّه الإنسان الذي يملك عيوناً ترى ما لا يراه الناس…

لأنه يملك الحس المرهف والقدرة على صنع لوحات فنيّة يرسمها بالحروف والكلمات …

كان الفصل فصل الربيع والخضرة والنضرة والحياة…

الدنيا من حول القوم قطعة طبيعية رائعة…

بساط عشبي أخضر…وجداول الماء تنساب من حولهم صافية…

خيوط الشمس تلامس صفحة الماء بحياء…

عندليب صوته جميل يشدو ألحان أغنية الربيع بهدوء…

منظر رومانسي رائع …كلّ خيط من خيوطه الزاهية الباهرة البديعة يوقظ المشاعر ويحرّك أوتار الوجدان

ويصنع الإحساس بروعة الحياة ونسقها الرباني الرائع…

همس أحد الحضور وقال للشاعر: هلّا وصفت لنا هذا المنظر الفتان يا شاعرنا المبدع… أسمعنا قصيدة أو مقطوعة شعرية تصوّر ما نحن فيه…

اتّجهت العيون صوب الشاعر وتحرّكت أهدابها إليه وتعلّقت بشفتيْه…

لقد توقّع أهل القبيلة من شاعرهم أن يقول الروائع… ونسيَ القوم أن الشعر مخاض وولادة…

لقد أرادوا من شاعرهم أنْ يلد الرموز والدلالات والصور والمعاني في بحر ثواني…

حرّك الشاعر أوتار العقل والعاطفة… وأبحر إلى عالمه الداخلي يستلهم الحروف والصور والكلمات…

وطل الانتظار… وانطلق الشاعر يقول واصفاً حالهم:

الماء يجري حولنا فكأننا قوم جلوس حولهم مـــــــــــــــاء

والأرض ارض والسماء سماء والماء ماء والهواء هــواء

والبحر بحر والجبال رواسخ والنور نور والظلام عمـاء

والحر ضد البرد قول صادق وجميع أشياء الورى أشياء

والماء قيل بأنه يروي الظما والخبز واللحم السمين غذاء

ويقال إن الناس تنطق مثلنــا أما الخراف فقولها مـأمـاء

والمر مرُ ُ والحلاوة حلوة والنار قيل بأنها حمراء

والمشي صعب والركوب نزاهة والنوم فيه راحة وهناء

كل الرجال على العموم مذكر أما النساء فكلهن نســـــــاء

الميم غير الجيم جاء مصحفا وإذا كتبت الحاء فهي الحاء

مالي أرى الثُقَلاء تُكرهُ دائماً لا شـك عنـدي أنهم ثقلاء

وهكذا بدأت الحلقة المفرغة … لقد فسّر الماء بعد الجهد بالماء…

وانفض القوم من حول شاعرهم الذي خذلهم وهم يشعرون بالإحباط …

لقد نطق الشاعر بالهذيان… وليتهم تركوه يعيش الموقف ليعبّر من أعماق ذاته عنه دون إكراه وعجلة فلم يجد سوى تلك الحلقة المفرغة والمعاني الفارغة …

أما الشاعر الذي اختمرت أفكاره وملك الموهبة والأحاسيس المرهفة – البحتري- فقد قال في وصف الربيع شعراً كسلاسل الذهب حيث شبّه الربيع بإنسان يختال في مشيته فقال:

أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَلَّما

وَقَد نَبَّهَ النَوروزُ في غَلَسِ الدُجى أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّما

يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّهُ يَبُثُّ حَديثاً كانَ أَمسِ مُكَتَّما

وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسُهُ عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشياً مُنَمنَما

أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ بَشاشَةً وَكانَ قَذىً لِلعَينِ إِذ كانَ مُحرَما

وَرَقَّ نَسيمُ الريحِ حَتّى حَسِبتَهُ يَجيءُ بِأَنفاسِ الأَحِبَّةِ نُعَّما

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الماء إلا أن

إقرأ أيضاً:

جهاز يحصد الماء من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه!

 

تخيّل أن تتمكّن من الحصول على مياه شرب نقية من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه. هذا ما تمكن مهندسو معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) من تحقيقه عبر لوح أسود بحجم نافذة يُمكنه استخلاص الماء من الجو، حتى في أكثر البيئات جفافاً. هذا الجهاز الجديد، الذي يُعرف باسم «حاصد المياه من الهواء»، يعتمد على تقنية هلامية لامتصاص بخار الماء من الهواء وتحويله إلى ماء صالح للشرب.

أهمية الابتكار

أزمة المياه تُهدد العالم، حيث تشير إحصاءات إلى أن أكثر من 2.2 مليار شخص يفتقرون إلى مياه شرب آمنة، ونحو 46 مليون أميركي يعانون من ضعف التزويد أو رداءة الجودة. الحلول التقليدية القائمة على الأنهار والخزانات أصبحت تحت ضغط هائل. وهنا يأتي الابتكار الجديد ليستغل مخزوناً غير مرئي لكنه هائل. إنه بخار الماء الموجود في الهواء.

تصميم بسيط وفعّال

يتكوّن الجهاز من لوح عمودي بحجم نافذة، مصنوع من مادة هلامية سوداء تُشبه الفقاعات البلاستيكية، ومثبت داخل حجرة زجاجية باردة. خلال الليل، يمتص الهلام الرطوبة من الهواء ويتضخم، ثم تؤدي حرارة الشمس خلال النهار إلى تبخير هذه الرطوبة، فيتكثف البخار على الزجاج ويُجمع كماء نقي. التصميم مستوحى من فنّ الأوريغامي لتوسيع السطح المُعرّض للهواء وزيادة الفاعلية.

تشغيل دون طاقة

على عكس العديد من الابتكارات السابقة، لا يحتاج هذا الجهاز إلى كهرباء أو خلايا شمسية أو بطاريات. وقد تم اختباره ميدانياً لمدة أسبوع في «وادي الموت» بكاليفورنيا وهو أحد أكثر الأماكن جفافاً في أميركا. تمكّن الابتكار من إنتاج ما يصل إلى 160 مل من المياه يومياً حتى عند انخفاض الرطوبة إلى 21 في المائة، وهي كمية تقترب من كوب ماء يومياً، يمكن مضاعفتها باستخدام عدة ألواح.

مياه آمنة بدون تعقيدات

الميزة الأهم هي أن الماء الناتج آمن تماماً للشرب. الأجهزة السابقة اعتمدت على أملاح مثل كلوريد الليثيوم لتحسين الامتصاص، لكنها تسببت في تلوث الماء. استخدم الفريق في جامعة “«MIT مادة الغلسرين وأزال المسام النانوية من الهلام، مما سمح بجمع مياه نظيفة دون الحاجة إلى فلاتر إضافية.

قابلية التوسّع والتطبيق

رغم أن كل لوح ينتج كمية محدودة، فإن تركيب عدة وحدات معاً يُمكن أن يلبي احتياجات منزل كامل في البيئات الصحراوية. يتميز الجهاز بحجمه الصغير وتكلفة تصنيعه المنخفضة نسبياً. وقد تم نشر البحث في مجلة «نايتشور ووتر» (Nature Water) ما يُبرز أهميته العلمية والتطبيقية. وقد قاد المشروع البروفسور شوانهي تشاو، أستاذ الهندسة الميكانيكية والمدنية في «MIT»، وشارك فيه باحثون من المعهد ومن جامعة سنغافورة الوطنية (NUS). وقد أشرف الباحث تشانغ ليو وفريقه على التجارب الميدانية وتصميم المواد الفعّالة.

ما الخطوة التالية؟

رغم النتائج المبشرة، لا يزال الابتكار في مراحله الأولية. يعمل الفريق حالياً على توسيع حجم الألواح، وتحسين المواد المستخدمة، وإجراء تجارب ميدانية في مناطق تعاني من ندرة المياه. الهدف هو تطوير نظام مرن ومتنقل يمكن نشره في المناطق المعزولة أو في حالات الطوارئ.

يعكس هذا الابتكار من “«MIT مستقبلاً جديداً لإمكانية الوصول إلى المياه، قائماً على العلم البسيط والتصميم الذكي. في عالم يُهدده تغيّر المناخ وشح الموارد، قد يكون مثل هذا الجهاز البسيط هو المفتاح لحلّ أزمة المياه العالمية.

مقالات مشابهة

  • خبراء يحذرون من الاستحمام بالماء البارد بالصيف
  • وفد من دار نشر بريل (Brill) يزور فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين لبحث آفاق التعاون
  • الشعور بالدوار بعد السباحة .. ما السبب وما العلاج ؟
  • مبادرة شبابية لتوزيع الماء على طلبة السادس وذويهم في جامعة الأنبار (صور)
  • أهالي ابو الخصيب بالبصرة يطالبون بإعلان حالة الطوارئ: الماء مالح والخدمات سيئة
  • جهاز يحصد الماء من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه!
  • نشرة المرأة والمنوعات | السبايسي يخفض درجة حرارة الجسم بالصيف .. مخاطر الاستحمام بالماء البارد في الحر
  • سعيدة.. تسمم 3 أشخاص بالغاز المنبعث من سخان الماء
  • احترس.. الإستحمام بالماء البارد في الحر يضر أكثر مما ينفع
  • قصة وعبرة