أفضل نظام غذائي صحي لمرضى السكري
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
توصلت دراسة سويدية حديثة إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات بشكل معتدل قد يكون مفيداً لمرضى السكري من النوع الأول، حيث يساهم في ضبط مستويات السكر في الدم دون الحاجة إلى الالتزام بنظام صارم.
ووفقًا لما ذكره موقع ميديكال إكسبريس، يُعتبر السكري من النوع الأول مرضاً مزمناً يتسم بضعف إنتاج البنكرياس للأنسولين، مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم ويعرض الأعضاء لخطر التلف.
قام الباحثون باختيار 50 شخصاً مصاباً بالسكري من النوع الأول (25 رجلاً و25 امرأة)، يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويعتمدون على الأنسولين لتنظيمها.
وقد أظهرت نتائج الدراسة أن مستويات السكر لدى الذين اتبعوا النظام منخفض الكربوهيدرات بقيت ضمن النطاق المستهدف لفترة أطول مقارنة بالمجموعة الأخرى؛ حيث زادت الفترة اليومية التي تبقى فيها مستويات السكر مستقرة بمعدل 68 دقيقة إضافية. كما قلّ الوقت الذي يرتفع فيه مستوى السكر بنسبة 85 دقيقة يومياً، وهو ما يعتبر تطوراً إيجابياً لصحة مرضى السكري.
وكان النظام الغذائي للمجموعتين مشابهاً من حيث احتوائه على الكربوهيدرات الغنية بالألياف والخضروات والدهون الصحية والمكسرات والبذور والبقوليات، مما يضمن توازن العناصر الغذائية المهمة في الحمية الغذائية.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة "لانسيت" الطبية، حيث أكدت أن مستويات الكيتونات بقيت ضمن الحدود الآمنة، مما يقلل المخاوف المتعلقة بارتفاعها بشكل مفرط عند تقليل الكربوهيدرات، خاصةً أن هذا الارتفاع يمكن أن يشكل خطراً في حالات السكري من النوع الأول.
أوضحت صوفيا ستيرنر إيزاكسون، الباحثة الرئيسية وأخصائية التغذية، أن نتائج الدراسة تدعم فكرة أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يسهم في خفض متوسط مستوى السكر في الدم، مما يقلل بدوره من مخاطر تلف الأعضاء لدى مرضى السكري من النوع الأول. وأوصت إيزاكسون بضرورة التركيز على جودة الدهون والكربوهيدرات في النظام الغذائي، محذرةً من تخفيض الكربوهيدرات بشكل مفرط.
تقدم هذه الدراسة إشارة إيجابية للأطباء والمرضى على حد سواء حول إمكانية تحسين السيطرة على مرض السكري من النوع الأول من خلال تعديلات غذائية غير صارمة، مما قد يفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث حول النظم الغذائية وتأثيرها على مختلف حالات السكري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نظام غذائي السكري السكري من النوع الأول مرضى السكري من النوع الأول دراسة نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات السکری من النوع الأول مستویات السکر السکر فی الدم
إقرأ أيضاً:
مفتي نظام البراميل
أثار الظهور الأخير لأحمد بدر الدين حسون، آخر مفتي عام للجمهورية العربية السورية في عهد النظام السوري البائد، أمام قاضي التحقيق في قصر العدل بدمشق الكثير من النقاشات وردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي حوارات السوريين داخل سوريا والمهجر، وقد فتح هذا الظهور مع ثلاثة آخرين من مسؤولي النظام البائد الباب واسعا للحديث عن مسألة العدالة الانتقالية ومحاسبة من تورطوا في دعم نظام الفارّ بشار الأسد وحرضوا على قتل السوريين وإبادتهم، وكانوا جزءا لا يتجزأ من الماكينة الأمنية والعسكرية التي استُخدمت وبكل عنف وهمجية لإخماد جذوة الثورة السورية التي انتصرت بعد كلفة بشرية باهظة جدا.
شغل أحمد بدر الدين حسون منصب مفتي الجمهورية العربية السورية منذ العام 2005 وحتى العام 2021، بعد قيام رأس النظام السوري بإصدار المرسوم رقم 28 الذي ألغى بموجبه منصب المفتي لأول مرة منذ استقلال سوريا. وقد تزامن ذلك مع إعادة هيكلة وزارة الأوقاف واستحداث بدعة ما يسمى بالمجلس العلمي الفقهي الذي أنيط به إصدار الفتاوى، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها.
لم يقتصر دوره على ذلك إنما تعداه لتبرير الوجود العسكري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، وكيل المدائح للمجرم قاسم سليماني الذي قاد عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديمغرافي في سوريا
خلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية ظهر المفتي السابق أحمد بدر الدين حسون في مناسبات عديدة بشكل انحاز كليا لدعم منظومة الحكم البائد، والتسويق لنظرية المؤامرة الكونية والأسطوانة المشروخة حول العصابات الإرهابية المسلحة. ولم يقتصر دوره على ذلك إنما تعداه لتبرير الوجود العسكري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، وكيل المدائح للمجرم قاسم سليماني الذي قاد عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديمغرافي في سوريا.
ومن الوجود الإيراني إلى التدخل العسكري الروسي المباشر في العام 2015، استمرّ أحمد بدر الدين حسون على نهجه الذي اختاره في مواجهة إرادة الشعب وثورته، ليخرج بتصريحه الشهير الذي ناشد فيه الدولة السورية والجيش السوري ومتوعدا مناطق ريف حلب بأن كل قذيفة ستسقط على حلب ستباد المنطقة بأجمعها.
في العام 2017 أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان "المسلخ البشري" (Human Slaughterhouse) تحدثت فيه عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا، وقد ورد في الصفحة 19 من هذا التقرير أن المفتي كان أحد الأشخاص الثلاثة المفوضين من قبل رئيس الجمهورية للتوقيع على قرارات الإعدام، وهم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ومفتي الجمهورية.
في مسيرة أحمد بدر الدين حسون محطات عديدة ظهر فيها بموقع شيخٍ من مشايخ السلطان وقدم فيها الولاء والطاعة لمنظومة الحكم الطائفي في سوريا؛ مدافعا عنها على كل المنابر داخل البلاد وخارجها ومتخذا عددا من المواقف فُسرت في السابق على أنها زلات رجل عالم وهفوات إنسان محب لدينه، لكن مواقفه من الثورة السورية اتخذت موقع الشريك الأساسي في معركة مصيرية دخلها بالتكافل والتضامن مع منظومة الحكم، وتسبب بخسارة الحاضنة الشعبية التي تآكلت تدريجيا حيث صرف رصيده كاملا في خدمة تلك المعركة غير الأخلاقية.
النظام وحلفاؤه زورا وبهتانا لنظرية طائفية الثورة، علما أنها لم تكن يوما إلا ثورة حرية وعدالة لكامل السوريين لا فئة بعينها دفعت الثمن الأكبر من دماء أبنائها وتهجير بشرها وتدمير حجرها
كلمات كثيرة ومقابلات وتصريحات صحفية أدلى بها أحمد بدر الدين حسون لا زالت محفورة في ذاكرة الناس وأهالي الضحايا، رغم أن النظام انتهى وسطوته أصبحت من الماضي الأسود في تاريخ سوريا، وهذه عبرة لكل من اعتلى المنابر الإعلامية أو الدينية أو الاجتماعية للتفكر فيما يقولون ويكتبون كما قال يوما الشاعر ذو النون المصري:
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
لقد روج النظام وحلفاؤه زورا وبهتانا لنظرية طائفية الثورة، علما أنها لم تكن يوما إلا ثورة حرية وعدالة لكامل السوريين لا فئة بعينها دفعت الثمن الأكبر من دماء أبنائها وتهجير بشرها وتدمير حجرها. ويأتي موقف الثورة وأهلها ومن سار في ركبها؛ من أحمد بدر الدين حسون جليا واضحا ليقول إنها ثورة حق وكرامة لم تغض الطرف عن شخص حتى لو كان ذلك الشخص في أرفع موقع ديني رسمي لأهل السنة والجماعة في الجمهورية العربية السورية.
مع انتصار الثورة السورية وإشراقة فجر الحرية على تراب سوريا الحبيبة حكم الشعب السوري على المفتي المعزول حكما مبرما ونهائيا غير قابل للنقض أو الاستئناف، حكما مكتوبا بدماء الأبرياء والضحايا ودموع الأيتام والثكالى والأرامل، حكما ممهورا بخاتم الدولة السورية الجديدة وعلمها ذي النجوم الثلاث؛ أن لا حصانة لعمامة شاركت نظام البراميل في عدوانه على الشعب الأعزل وأن لا لقب لآخر مفتٍ في عهد النظام البائد إلا مفتي نظام البراميل.