لجريدة عمان:
2025-12-14@19:38:47 GMT

حاملو «نوبل» بين العلم والسياسة

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

مرحلة متشابكة معقدة يعيشها العالم اليوم مع تقاطعات صدامية كبرى بين الساسة ورجال الأعمال وقد تكون بين الساسة والساسة إذ تحوّل أغلب رجال الأعمال إلى السياسة والعكس صحيح، وإذ يعاصر المرء اليوم صراعات دولية ومحلية تشتت تركيزه وصفاء ذهنه إن لم تؤثر مباشرة فـي واقعه اليومي وحياته المعيشة، فإن البعض يحاول الصمت نجاة بأحلامه فلا يجد النجاة، ويحاول الكلام اعتراضا فلا يملك وضوح الرؤية ولا أمان الرأي الذي قد يفضي إلى تأطير وتصنيف جاهز سلفا إن لم يفض إلى سجن أو إقصاء، لكن السياسة رغم كل تقاطعاتها وألاعيبها وأحاجيها وتقنّعاتها تشغل العالم، ويتعاطاها الجميع سواء بشكل شخصي فـي الحوارات اليومية والنقاشات العابرة، أو بشكل تحليلي تأملي كما نجدها عند المهتمين بشأنها، أو عند المنتفعين منها ومن تحولاتها سلبا وإيجابا، مع كل ذلك كان العلماء بمعزل عن اشتغالات السياسة لانشغالهم بأبحاثهم العلمية ودراساتهم الحيوية بعيدا عن معترك السياسة وكواليسها، لكن الأمر لم يعد كذلك، ليس لحرص العلماء كذلك على اقتطاع نصيبهم من كعكة السياسة وإن كان دقيقها خبز الفقراء، ولكن لأنها تؤثر على قطاعهم البحثي ودراساتهم تعزيزا أو تعطيلا، وهو ما دفع بعضهم إلى المشاركة.

«إن العديد من العلماء يميلون إلى التركيز على أبحاثهم بدلاً من السياسة، لكنهم أدركوا أن هذه لحظة لا يمكن فـيها الصمت» هذا ما قاله جوزيف ستيجليتز، الخبير الاقتصادي فـي جامعة كولومبيا الفائز بجائزة نوبل التذكارية فـي العلوم الاقتصادية عام 2001، الذي صاغ الرسالة التي أعرب 82 من العلماء الأمريكيين الفائزين بجائزة نوبل فـي اختصاصات الفـيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد فـيها عن تأييدهم للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فـي انتخابات الرئاسة الأمريكية التي ستجري قريبا، وقد عبر الموقعون بقولهم «هذه هي الانتخابات الرئاسية الأكثر أهمية منذ فترة طويلة، وربما على الإطلاق، بالنسبة لمستقبل العلم والولايات المتحدة، نحن الموقعون أدناه ندعم هاريس بقوة» بحسب ما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز».

تشيد الرسالة بنائبة الرئيس لتفهمها أن «الزيادات الهائلة فـي مستويات المعيشة ومتوسط العمر على مدى القرنين الماضيين هي إلى حد كبير نتيجة للتقدم فـي العلوم والتكنولوجيا» على النقيض من ذلك، فإن فوز الرئيس السابق دونالد ترامب «من شأنه أن يُعرّض أي تقدم فـي مستويات معيشتنا للخطر، ويبطئ تقدم العلوم والتكنولوجيا ويعيق استجاباتنا لتغير المناخ» وقال الدكتور ستيجليتز عن الرسالة: «آمل أن تكون بمثابة جرس إنذار للناس. إن إحدى عواقب هذه الانتخابات هي التأثير العميق الذي تخلفه أجندته على العلوم والتكنولوجيا» كما أشادت الرسالة باعتراف هاريس بالدور الذي يلعبه المهاجرون فـي تقدم العلوم والتكنولوجيا، سواء على المستوى الوطني أو على نطاق عالمي، والهجرة قضية رئيسية فـي انتخابات هذا العام غربيا عموما وفـي الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا، حيث وعد كلا المرشحين باتباع نهج أكثر صرامة من حملاتهما الرئاسية السابقة.

رسالة التأييد هذه هي الثانية من قبل مجموعة من الحائزين على جائزة نوبل، وكان ستيجلز قاد جهدا فـي يونيو، مع 15 من زملائه الحائزين على جائزة نوبل، لتسليط الضوء على ما قاله الموقعون أنه سيكون «تأثيرا مزعزعا للاستقرار» لولاية ترامب الثانية على الاقتصاد الأمريكي، كما جاء فـي نص الرسالة «ما مرت فـي تاريخ بلادنا فترة كنا فـيها أحوج إلى قادة يقدرون أهمية العلم فـي وضع السياسات العامة، خلال تاريخه الطويل فـي مجال الخدمة العامة، برهن جو بايدن مرة بعد مرة عن استعداده للإصغاء إلى الخبراء وعن تقديره لقيمة التعاون الدولي فـي مجال الأبحاث وعن احترامه لمساهمة المهاجرين فـي الحياة الفكرية لبلادنا»

ولكن الرسالة الجديدة، التي بدأت تتجمع بعد أن شرحت هاريس رؤيتها الاقتصادية فـي أواخر الشهر الماضي، تضم 7 موقعين جدد وتمثل شريحة واسعة فـي هذا المجال من حيث مجالات الخبرة والنهج فـي التعامل مع الاقتصاد، وتضم المجموعة الموسعة اثنين من أحدث 3 فائزين بالجائزة- سيمون جونسون ودارون أسيموجلو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وقد حصلوا على الجائزة، إلى جانب جيمس روبنسون من جامعة شيكاغو، الأسبوع الماضي عن بحثهم فـي كيفـية تشكيل المؤسسات للدول كي تصبح غنية ومزدهرة.

ختاما: أسئلة عديدة قد تطرحها هذه المشاركة السياسية لمجموعة من العلماء حول دور المختصين من العلماء والباحثين فـي تشكيل السياسات العامة للدول، ثم مدى جدوى ومدى عناية الحكومات بإشراك هذه الفئة واستشارتها فـي وضع الخطط الاقتصادية وصياغة المستقبل، وكيف يمكن لأي حكومة تعطيل هذه الطاقات وعدم الأخذ بأفكارها أو الاستفادة من آرائها؟

ثم ما مدى حرص الحكومات على تحقيق الرخاء الاقتصادي الحقيقي المتضمن رخاء اجتماعيا يعم كل الطبقات، وأمانا مجتمعيا مستداما بعيدا عن الاقتصاد الطبقي المعزز سيطرة طبقة واحدة على مفاصل اقتصادها وسحق بقية فئات المجتمع فـيها.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلوم والتکنولوجیا من العلماء

إقرأ أيضاً:

موسكو تحذر من نوايا واشنطن تجاه فنزويلا: النفط خلف الخطاب الأمريكي

حذر الدكتور ميرزاد حاجم، المحاضر في العلوم السياسية، من أن التصعيد الأمريكي الأخير تجاه فنزويلا؛ يحمل أبعادًا تتجاوز الخطاب المعلن، مؤكدًا أن موسكو تتعامل بحذر شديد مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ترى فيها مدخلًا لإعادة فرض النفوذ الأمريكي على واحدة من أهم الدول الغنية بالطاقة في أمريكا اللاتينية.

وخلال مداخلة على قناة إكسترا نيوز، أوضح “حاجم” أن الرؤية الروسية تعتبر أن الحديث عن “مكافحة المخدرات” ليس سوى غطاء سياسيا لأجندة أوسع، تستهدف إحكام السيطرة على الموارد الطبيعية الفنزويلية، وعلى رأسها النفط، فضلًا عن إبعاد رئيسها “كاراكاس” عن مسار التوازنات الدولية الجديدة التي بدأت تتشكل بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية التقليدية.

وأشار إلى أن واشنطن تسعى إلى عرقلة صعود نظام دولي متعدد الأقطاب، عبر الضغط على الدول التي تنفتح على شراكات استراتيجية مع قوى كبرى مثل روسيا والصين، معتبرًا أن فنزويلا تمثل نقطة ارتكاز مهمة في هذا التحول الجيوسياسي، وهو ما يفسر حجم الضغوط الأمريكية المتزايدة عليها.

وأكد حاجم أن موسكو ترفض أي محاولات للمساس بسيادة الدول أو التدخل في شؤونها الداخلية، مشددًا على أن أي تحرك عسكري أمريكي في فنزويلا لن ينظر إليه فقط كأزمة إقليمية، بل كتهديد مباشر لاستقرار النظام الدولي وتوازن القوى العالمي.

واختتم المُحاضر في العلوم السياسية، تصريحاته، بالتأكيد أن روسيا تراقب تطورات المشهد في أمريكا اللاتينية عن كَثَب، وتعتبر أن فرض الإملاءات بالقوة أو تحت ذرائع أمنية؛ لن يُسهم في تحقيق الاستقرار، بل ستزيد من حدة الاستقطاب الدولي.

طباعة شارك العلوم السياسية الجيوسياسية استراتيجية استقطاب دولي اكسترا نيوز

مقالات مشابهة

  • موسكو تحذر من نوايا واشنطن تجاه فنزويلا: النفط خلف الخطاب الأمريكي
  • رسالة ماجستير تتناول التماثيل الخشبية للأسرة القديمة
  • سفيرة قبرص: تمكين المرأة في العلوم والتكنولوجيا أولوية حكومية لتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة
  • رئيس الطائفة الإنجيلية: «الإعلام الرقمى» ليس تهديدًا لـ«الرسالة المسيحية»
  • إلهام أبو الفتح تكتب: المناظرة الكبري
  • سامي سعد: الأعلى للجامعات رفض ضم خريجي العلوم الرياضية للمهن الطبية
  • حجرُ الأحزاب في بركة السياسة
  • إيران.. اعتقال الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي
  • جلالةُ السُّلطان المُعظّم القائدُ الأعلى يُقيم حفلَ عشاءٍ بقصر العلم العامر
  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟