بوابة الوفد:
2025-06-18@21:02:53 GMT

روميو وجوليت.. المصري

تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT

ما زالت مصر بخير وما زال هناك فنانون يؤمنون بقيمة ورسالة الفن ودوره في تشكيل الوعي وبناء الإنسان وتغير الظروف وإزالة ستائر الظلام لإشعال مصابيح النور التي تحارب الجهل والتعصب والتطرف وتشحن المجتمع بالفتن والصراعات.. على المسرح القومي المصري العتيق والعريق في وسط مدينة القاهرة الزاخرة العامرة بعد ميدان الأوبرا المصرية سابقاً ما بين بضائع الباعة الجائلين وزحام العتبة المستمر الذي حتى الآن لم تفلح معه كل السبل القانونية والتوعوية لإزالة هذا التشوه اغير الحضاري من عاصمة أم الدنيا وقلبها الفائض بالتاريخ والحضارة والثقافة، يعرض الآن على خشبة هذا المسرح مسرحية غنائية استعراضية من إخراج المخرج الكبير عصام السيد وبطولة المطرب الرائع دوماً علي الحجار والفنانة الجميلة الرقيقة رانيا فريد شوقي والنجم الصاعد الواعد المتميز محمد عادل وطه خليفة المتمكن الذي يثبت أقدامه في سجل المسرح والفنان القدير عزت زين الذي له حضور وطلة مسرحية جاذبة؛ مسرحية «مش روميو وجوليت» ومعالجة شعرية لأيمن الحداد وموسيقى بديعة معبرة لأحمد شحتوت وتصميم رقصات واستعراضات لشيرين حجازي استطاعت من خلاله كتابة حوارات جسدية لمجموعة من الشباب والشابات الذين أدوا الحركات الاستعراضية وكأنهم في ملحمة درامية راقصة متناغمة المشاعر والإرهاصات.


مسرحية «مش روميو وجوليت» وإن كانت محاكاة رمزية لكلاسكيات وليام شكسبير إلا أن المخرج عصام السيد استطاع توظيف تيمة الحب والرومانسية في إطار دراما كوميدية فلسفية تناقش قضية الفتنة الطائفية وعلاقة قطبي الأمة المصرية في محيط صراع داخل مدرسة الوحدة، حيث تندلع شرارة الخلاف والتناحر والعراك بين الشباب الذين على أعتاب الحياة وهم يتلازمون  وينشرون إشاعة عن حب خفي بين الأستاذ يوسف والأستاذة زهرة، وينكشف لنا أنهما على غير ذات الدين والعقيدة، ولا تنكر الأستاذة هذا الحب بل تؤكده وتسترجع معنا ذكريات الماضي حين كانت شبرا تجمع بين راحتيها الأحبة من مسلمين ومسيحيين في صورة واحدة، وشارع واحد تصدح فيه أجراس الكنائس مع صوت الأذان بلا فرقة ولا عركة ولا خصام، حتى جاءت طيور الظلام ومعها التكنولوجيا الحديثة من الموبايل والإنترنت لتكسر حواجز الخصوصية وتتبع الإنسان وتهتك ستر المشاعر والأحاسيس وتمنعه من الحب البرىء الطاهر بين الإخوة حتى وإن كان بلا نهاية تقليدية.. فيقرر ناظر المدرسة بحكمة وحنكة وعمق الرؤية أن يحارب التناحر والجهل من خلال مسرحية يشترك فيها جميع الطلاب، ولها درجات أعمال سنة ليجبرهم على اتخاذ سبيل الفن والثقافة بديلاً للعنف والضرب والسباب، وينجح يوسف وزهرة في تدريب الطلاب وتعليمهم من خلال التمثيل والغناء والرقص الإيقاعي الحركي مفهوم الحب بمعناه الشامل العام للمعنى والقيمة، وتحدث المفارقة الدرامية حين تقع ميرنا في حب علي زميلها في الفصل، وتناجي العذراء مريم أن ترشدها للنور، ويصدع الحجار أو الأستاذ يوسف بأغنية بارعة عن مفهوم الحب الذي لا يؤذي الآخرين من الأهل والعادات والتقاليد والمجتمع .. وتنتهي المسرحية برسالة إيجابية عن أهمية الفن في المدارس والجامعات ومدى خطورة دور المدرس في التعليم والتربية والثقافة .. شكراً لكل فنان ما زال يعمل ليسعدنا حاملاً رسالة مؤمناً بدور رغم كل الصعاب . شكرًا للدكتور أيمن الشيوى مدير المسرح القومى المصرى رمز الفن والثقافة والإبداع والتاريخ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المسرح القومى المصرى روميو وجوليت المصري وسط مدينة القاهرة

إقرأ أيضاً:

عرض مسرحية «حاجة تخوف» بأسيوط في هذا الموعد

يستعد المخرج الكبير خالد جلال لعرض مسرحيته الجديدة" حاجة تخوف" بمحافظة أسيوط، يوم الجمعة 4 يوليو، بقصر ثقافة أسيوط. 

ومن المقرر أن تعرض المسرحية ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري بالمحافظات، حيث حصل العرض المسرحي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة 17 “دورة سميحة أيوب”.

نور عمرو دياب تدعم والدتها شيرين رضا في عرض خاص لفيلم في عز الظهر.. صورفشل ذريع.. تعليق أحمد السعدني بعد تجربته في لعب الجولف

مسرحية “حاجة تخوف” من تصميم الأزياء هبة كامل ومحمد نديم وتنفيذ الإضاءة أحمد عبدالتواب ووليد فوزى وتنفيذ الصوت محمد حسنى وهيثم نبيل، موسيقى تصويرية محمد سراج ومارك نادى، ديكور الدكتور أشرف مهدى ومحمد نديم ونادر جودة، والديكور تحت إشراف الفنان القدير محمد الغرباوى وتصميم البوستر الرائع طارق هيتة والريتاتش والبامفلت أحمد شحاتة وأحمد دولا وإدارى أشرف كمال.

يبدأ العرض بمقدمة يحكيها خالد جلال بنفسه وسط أجواء مرعبة وتمثيل يجعلك تظن أنك في فيلم رعب سينمائي وليس في مسرح.

أكثر من خمسين ممثلا تراوحت أعمارهم بين الـ 15 و الـ 40 عاما قدموا لوحات مختلفة ومشاهد متنوعة تشرح فساد الروح البشرية وتجعلنا نخاف من هول السواد داخل هذا الكائن المسمى الإنسان.

24 لوحة تمثيلية لمشاهد مختلفة من حياة البشر تجعلك تبكي وتضحك، تبتسم وتصرخ رعبا.. وفي النهاية تصفق حتى تلتهب يداك.. وتتعجب كيف لهذا العدد من الممثلين ان يكونوا مثل المياه يتحركون في سلاسة عجيبة.. يتكلمون في نفس التوقيت ويختفون من على خشبة المسرح بدون أن تلاحظ.. ليضيء كشاف النهاية في المسرح بهم جميعا.

طباعة شارك خالد جلال حاجة تخوف المخرج الكبير خالد جلال سميحة أيوب

مقالات مشابهة

  • نشرة الفن: حفل زفاف ابنة الفنان ماجد المصري وصلح إسماعيل الليثي وزوجته
  • بعد 8 أشهر من رحيله.. وفاة شقيق الفنان حسن يوسف
  • في ذكرى ميلاده.. حسن حسني "جوكر السينما المصرية" الذي صنع البهجة ورحل في صمت
  • نشرة الفن| لطيفة تحسم الجدل حول سبب وفاة شقيقها .. و«الحب وبس» لـ فضل شاكر تتصدّر تريند اليوتيوب
  • خاص| يوسف مراد منير: "سجن النسا" صرخة إنسانية تُعيد الاعتبار لنساء غاب عنهن الضوء في زمن السرعة
  • في ذكراه.. علاقة الشعراوي بالنجوم.. وصية حسن يوسف واكتئاب عماد حمدي واعتزال كاريوكا
  • عرض مسرحية «حاجة تخوف» بأسيوط في هذا الموعد
  • كاظم الساهر يعود بقوة إلى خشبة المسرح بين موازين وبعلبك ويشعل القلوب بـ "مع الحب" و"Hold Your Fire"
  • في ذكرى ميلاده.. سعد عبد الوهاب الفنان الذي اختار الفن بشروطه وترك بصمة خالدة (تقرير)
  • شراكة العمالقة.. ألفا روميو تنقذ مازيراتي من الإفلاس