بين التشريد والتدمير والطرد عنوة، الفقر والجوع والعوز، تعيش فلسطين على مدار نصف قرن وأكثر في أنين وحسرة على الانتهاكات الممنهجة التي تتعرض إليها، فليس أسوأ على المرء أن يشعر بأنه غريب على أرضه، وبأنه لا يملك أي شبر فيها، لذلك فأن مصر الأبية بنفوذها القوي تحتضن القضية الفلسطينية وتحملها على كاهلها إلى أن يعم السلام.


قمة ثلاثية في العلمين

 

وفي السياق ذاته، تستضيف مدينة العلمين الجديدة، اليوم الإثنين، قمة ثلاثية تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لبحث آخر مستجدات المنطقة، وتطور الأوضاع على الأرض الفلسطينية.

ووصل الرئيس محمود عباس رئيس فلسطين أمس الأحد  مدينة العلمين للمشاركة في أعمال القمة الثلاثية، ويلتف حوله مجموعة من المسؤولين على رأسهم أمين سر اللجنة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى جانب ماجد فرح رئيس الاستخبارات العامة.

وعلق دياب اللوح السفير الفلسطيني على انعقاد القمة الثلاثية قائلًا: " إن القمة تجسيدًا للتشاور والتعاون المستمر للقضايا المتعددة على كافة المستويات العربية والإقليمية والدولية".


وفي وقت سابق، اجتمعت الفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين الجديدة، وأكد عدد من المصادر الدبلوماسية أن القمة توضح موقف موصر والأردن من دعم الرئيس الفلسطيني، خاصة فيما يتعلق بثوابت القضية الفلسطينية، وتكاتف الجهود الإقليمية والدولية، لإحياء المياه الراكده منذ سنوات، وإحياء عملية السلام في إطار مرجعيات الشرعية الدولية.

وتابعت أن القمة الثلاثية سترفض بشدة إحداث أي تغييرات أحاديه على الأرض من شأنه أن يمس حقوق الفلسطينيين واستقلال دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية.

 

ملفات على الطاولة

 

وعلى الصعيد نفسه، ذكر أيمن الرقي أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، أن القمة طارئة وتأتي في ظروف صعبة تعيشها فلسطين وقضيتها.

وأضاف الرقب أن مصر والأردن لهما دور عظيم في دعم القضية الفلسطينية، فمن ناحية مصر تضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها، ومن ناحية عمان التي تشرف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وأكمل أن القمة الثلاثية المقامة في مدينة العلمين ستبحث مستجدات الأوضاع المرتبطة بالقضية الفلسطينية، وذلك من أجل تفعيل عملية السلام، الذي تبحث عنه شعوب المنطقة.

وتعمل القمة على استعراض مخرجات قمتي العقبة وشرم الشيخ، اللتين جرتا برعاية أمريكية وحضور مسؤولين من مصر وفلسطين والأردن، إلى جانب إسرائيل التي لم تلتزم بهذه المخرجات الهامة، وعلى غراره سيجري مناقشة الوضع، وذلك قبل أن تعقد القمة الثلاثية للبدء في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

ومن أهم الملفات التي ستكون على محور الطاولة هو ملف "المصالحة الفلسطينية"، حيث أنه هناك حلول وسط بتشكيل حكومة تكنوقراط لا يكون لها تدخل في السياسة أو حتى يطلب منها الاعتراف بالشروط الدولية، وسوف يتم لاحقا الإعداد للانتخابات.

ومن جانبها، قال جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القمة ستبحث ما يجري من عدوان غاشم على الفلسطينيين في القدس والضفة الغرببة، إضافة إلى مناقشة قضية الانقسام الفلسطيني.

وشدد على أن القمة الثلاثية تؤكد على دعم السلطة الفلسطينية معنويًا  والمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني المقهور في أرضه، وبذل الجهود من أجل إنهاء حالة الانقسام بين الفصائل لإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

معاناة تحت الاحتلال

 

يعيش الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة صدمات متكررة على مدى أكثر من خمسة عقود بين طلقات الرصاص وهدم المنازل والترحيل الجبري والعنف من جانب الإسرائيليون الذين لا يعرفون عن السلام شيء سوى الدمار.

فمنذ أن بدأ  الاحتلال في يونيو عام 1967، كان من شأن سياسات إسرائيل الرخيصة، مصادرة الأراضي، وبناء مستوطنات غير قانونية، وسلب الممتلكات، بالإضافة إلى التمييز الصارخ، الذي حرم أصحاب الأرض الحقوق وسلب منهم العيش في أمان في بيوت كادت أن تنفجر من أحوالها، أليس الرفق بالإنسان واجب!.

فشرد أبنائها بسبب تدمير منازلهم وطرق عيشتهم، وفرض قيودًا على تنقلاتهم وعلى وصولهم إلى أراضيهم ومصادر مياههم، اعتداءات عنيفة تتغرس كل يوم في جسد كل مواطن فلسطيني حر كتب التاريخ بدمائه التي لم تجف حتى الآن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مسؤولين مناقشة الدبلوماسية محمود عباس عبد الفتاح ملك الاردن اليوم الإثنين ظروف صعبة منظمة التحرير مستجدات المنطقة القمة الثلاثیة مدینة العلمین أن القمة

إقرأ أيضاً:

السفير الفلسطيني لدى المملكة: الموقف السعودي تجاه فلسطين عنوان للثبات والمروءة

ثمن السفير الفلسطيني لدى المملكة العربية السعودية مازن غنيم المواقف السعودية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية منوهاً بتصريح صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية بشأن مؤتمر تنفيذ حل الدولتين.
وقال السفير مازن غنيم : نعرب في دولة فلسطين، قيادةً وشعبًا، عن تقديرنا العميق وامتناننا الكبير للموقف الثابت والداعم للمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – تجاه القضية الفلسطينية، الذي تجلى مجددًا في إعلان سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، حول رئاسة المملكة، بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية، للمؤتمر الدولي رفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي سيعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الاسبوع..
وقال السفير الفلسطيني إن هذا الدور الريادي للمملكة ليس بجديد، بل هو امتداد أصيل لمواقفها التاريخية والمبدئية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه – الذي رسخ دعم فلسطين بوصفها قضية العرب والمسلمين الأولى، وتواصلَ هذا النهج المبارك حتى يومنا هذا.
وأضاف: وقد جسّدت المملكة على الدوام الركيزة الأساسية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ودعم كافة الجهود الدولية والعربية والإسلامية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال، وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال : نُشيد بما أكده سمو وزير الخارجية حول دعم المملكة للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي أُطلق في سبتمبر 2024 بالشراكة مع مملكة النرويج والاتحاد الأوروبي، ونعتبر أن المؤتمر الدولي المرتقب في نيويورك يمثل فرصة مهمة للدفع قدماً نحو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتثبيت حقوقه غير القابلة للتصرف.
وتابع : وفي هذا السياق، نجدد شكرنا باسم الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، وباسم شعبنا المناضل، للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً على دعمها المتواصل والثابت سياسياً ودبلوماسياً وإنسانياً، وعلى كافة المستويات عربياً ودولياً، وحرصها الدائم على أن تكون القضية الفلسطينية حاضرة في كل المحافل الدولية، ومركزاً في أولويات العمل العربي والإسلامي المشترك.
وقال السفير الفلسطيني إن وقوف المملكة إلى جانب فلسطين اليوم، كما كانت بالأمس، هو عنوان للثبات والمروءة، وتجسيد لمعاني الأخوة الصادقة التي لم تخضع لأي حسابات ظرفية أو متغيرات إقليمية، وسنظل أوفياء لهذا الدعم الكريم حتى يتحقق لشعبنا الفلسطيني حريته الكاملة في دولته المستقلة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية: هناك حراك دولي لإنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني
  • قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية
  • المستشار الألماني: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • مدبولي: إحياء الحرف التراثية واليدوية أحد الملفات المهمة التي توليها الحكومة أولوية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: نؤكد أهمية حشد مزيد من الاعترافات بدولة فلسطين
  • ضياء رشوان يدعو لعدم الانسياق وراء الحملات التي تستهدف دور مصر المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • وقفات تضامنية لعدد من المدارس في حجة مع الشعب الفلسطيني
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ندعم جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة بغزة
  • السفير الفلسطيني لدى المملكة: الموقف السعودي تجاه فلسطين عنوان للثبات والمروءة
  • الأردن والقضية الفلسطينية: ثبات في الموقف رغم العواصف