لماذا يتهم الحوثيون الدبلوماسيين وعمال الإغاثة بالتجسس؟.. صحيفة أمريكية تجيب
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
يمن مونيتور/ مأرب/ ترجمة خاصة:
سلطت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم الثلاثاء، على اعتقالات الحوثيين للدبلوماسيين الأمريكيين وعمال الإغاثة اليمنيين مع المنظمات الدولية.
ولم يكن أصدقاء وزملاء شايف الهمداني السابقون يعرفون ما إذا كانوا سوف يرونه مرة أخرى أم لا.
كان الهمداني، وهو موظف يمني سابق في السفارة الأميركية في بلاده، قد اعتقل في عام 2021 على يد مسلحين حوثيين سيطروا على العاصمة صنعاء.
ثم في شهر يونيو/حزيران، ظهر السيد الهمداني مرة أخرى بطريقة مثيرة للقلق: ففي مقطع فيديو دعائي أصدره الحوثيون، اعترف بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال آدم إيرلي، الدبلوماسي الأميركي الذي عمل مع السيد الهمداني في السفارة قبل أكثر من عقدين من الزمن: “إن رؤية شايف في تلك البدلة الزرقاء للسجين، مجبراً على الاعتراف تحت الإكراه، كسر قلبي”.
تم نشر الفيديو في أوائل يونيو/حزيران بعد أيام قليلة من قيام الحوثيين – وهي ميليشيا مدعومة من إيران تسيطر الآن على معظم شمال اليمن – بسلسلة جديدة من الاعتقالات. قاموا باعتقال ما لا يقل عن 27 من موظفي وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية المحلية والدولية. في الأسابيع التالية، تم اعتقال العشرات من اليمنيين الذين يعملون لصالح منظمات مماثلة.
وقد أثارت موجة الاعتقالات التي شهدتها اليمن في يونيو/حزيران مخاوف من شن حملة قمع أوسع نطاقا ضد أولئك المرتبطين بالمنظمات الدولية والبعثات الأجنبية في اليمن. وتصاعدت التوترات بين الحوثيين والغرب على مدى العام الماضي، حيث هاجم المسلحون اليمنيون السفن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وأطلقوا الصواريخ على إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
الحوثيون يخفون شعور الضعف بالاعتقالات.. هل تسوء الأمور أكثر؟! كتاب القراءة “الجاسوس الملحد”.. تحليل اعترافات نشرها الحوثيون لـ”خلية تجسس المخابرات الأمريكية” اليمن نقطة اشتعال.. مستقبل الشرق الأوسط عقب الرد إسرائيل على إيرانقالت ندوى الدوسري، المحللة المختصة بالصراعات، إن حملة القمع والاعتقالات التي يشنها الحوثيون ضد موظفي الأمم المتحدة والموظفين الدوليين مستمرة منذ خمس سنوات على الأقل. لكنها أشارت إلى أن الجولة الأحدث من الاعتقالات لها هدف أكثر تركيزًا: خنق الدعم المحلي للقوى والمؤسسات الغربية.
وقالت الدوسري إن “استهدافهم لموظفي الأمم المتحدة هو تكتيك متعمد للابتزاز وانتزاع التنازلات من خلال استخدامهم كرهائن”، مضيفة أن “الحوثيين يسعون إلى السيطرة على من يعمل لصالح الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وتنصيب أفراد من جماعتهم للسيطرة الكاملة على المساعدات الدولية”.
اليمن موطن لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. فوفقا للأمم المتحدة، يحتاج أكثر من نصف السكان – حوالي 18.2 مليون شخص – إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية. وهذا يجعل عمل منظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية أكثر أهمية.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية موجة الاعتقالات الأخيرة واتهمت الحوثيين بمحاولة نشر معلومات مضللة من خلال اعترافات قسرية وزائفة متلفزة حول أدوار أعضاء يمنيين حاليين وسابقين في السفارة الأمريكية.
وقال تيم ليندركينج، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، في مقابلة: “نحن نشعر بحزن شديد لرؤية زملاءنا بهذه الطريقة، والذين لم يفعلوا أي شيء غير مخلص لليمن، دون استثناء”. وأضاف: “هذه الاعترافات القسرية مفبركة بالكامل. إنها مسرحية”.
وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في صنعاء في عام2014 بعد أن استولى الحوثيون على السلطة في العاصمة، ويعمل السفير الآن من العاصمة السعودية الرياض.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك أي اتهامات قد وجهت إلى المعتقلين مؤخرا. لكن الحوثيين اتهموا السيد الهمداني والآخرين الذين اعتقلوا في عام 2021 بالتآمر ضد البلاد واتهموهم بأنهم جزء من “خلية تجسس أمريكية إسرائيلية”.
وتوفي شخص واحد على الأقل، كان محتجزا في يونيو/حزيران، وهو محمد ناجي خماش (55 عاما)، أثناء احتجازه لدى الحوثيين هذا الأسبوع، وفقا لعائلته.
وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في تصريح علني بعد نشر الاعترافات المصورة، إن أعضاء شبكة التجسس المزعومة الذين تم اعتقالهم في عام 2021 لديهم دوافع “تخريبية” وراء عملهم الإنساني.
وفي مقطع الفيديو الحوثي، يزعم السيد الهمداني أنه كان يعمل بناء على أوامر السيد إيرلي، الدبلوماسي الأمريكي.
وفي يونيو/حزيران، كتب إيرلي على مواقع التواصل الاجتماعي: “هذا الفيديو كاذب ومروع. نعم، عمل شايف الهمداني معي في السفارة الأميركية في صنعاء. لا، لم يكن أي منا جاسوسا. لقد أدرنا برامج تعليمية وثقافية، بموافقة الحكومة اليمنية، لتطوير مؤسسات حرة ومستقلة”.
ثنائية الخطر الخارجي والسيطرة الداخلية.. ما وراء إدانة اليمنيين بخلايا التجسس؟! (تحليل خاص)بعد أن اجتاح الحوثيون صنعاء في عام 2014، اضطرت الحكومة المعترف بها دوليًا هناك إلى الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية. ثم شن تحالف بقيادة السعودية تدخلاً عسكريًا استمر لسنوات لطردهم، لكنه فشل. ترك ذلك الحوثيين في السلطة في شمال اليمن، وحكموا معظم سكان البلاد.
تسيطر الجماعة الآن على دولة شبه فقيرة تمتد عبر شمال اليمن وتحكمها بقبضة من حديد. وقد أكدت الاعتقالات السابقة على نمط من الاعتقالات التعسفية، وفقًا لتقارير منظمات مثل هيومن رايتس ووتش.
ونشر الحوثيون مقاطع فيديو عالية الجودة، مصحوبة بالموسيقى والرسومات، تظهر رجالاً آخرين غير السيد الهمداني (63 عاماً)، يعترفون بالتجسس أيضاً.
وحاولت صحيفة نيويورك تايمز الاتصال بعدد من أقارب الرجال المتهمين بالتجسس، إلا أن جميعهم رفضوا التحدث علناً خوفاً من انتقام الحوثيين.
وقال أحد عمال الإغاثة اليمنيين الذين ما زالوا في البلاد، والذي تحدث دون الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام، إن القمع في اليمن وصل إلى مستويات “مرعبة”. وأضاف الناشط أن هذا، إلى جانب الافتقار إلى التغطية الإعلامية والاهتمام العالمي، جعل عواقب الاصطدام بالحوثيين أكثر خطورة.
لقد وصفه ما لا يقل عن ستة يمنيين عملوا عن كثب مع السيد الهمداني أو عرفوه بأنه مواطن مخلص قضى حياته المهنية في خدمة أبناء وطنه. وهذا جعل من الصعب عليهم أن يشاهدوه يُصوَّر على أنه خائن.
ومن بين الذين يراقبون قضية السيد الهمداني عن كثب هشام العميسي، المعلق اليمني البارز الذي قال إنه تعرض للتعذيب على يد الحوثيين أثناء احتجازه لمدة خمسة أشهر.
وأضاف “نحن نعلم أن الرسالة وراء هذه الاعتقالات ليست موجهة إلى العالم الخارجي، لكنها تهدف إلى إرسال رسالة إلى الشعب اليمني العادي مفادها أنه ستكون هناك عواقب إذا عملوا مع أي شخص باستثناء الحوثيين”.
وقال السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجين تعليقا على الاعتقالات الأخيرة: “إن قيام الحوثيين بهذه الأعمال المتطرفة ضد مواطنيهم اليمنيين هو أمر قصير النظر وقاس وغير إنساني”.
ورغم هذه الإدانات، واصل الحوثيون حملتهم القمعية.
وفي أغسطس/آب، اقتحم الحوثيون مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في صنعاء واستولوا على وثائق وأثاث ومركبات. وأدان فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، هذا الإجراء ووصفه بأنه “هجوم خطير على قدرة الأمم المتحدة على أداء ولايتها”.
وأكدت الأمم المتحدة أن عددا من العاملين في المجال الإنساني الذين تم اعتقالهم في يونيو/حزيران الماضي أحيلوا إلى المحاكمة الجنائية من قبل السلطات الحوثية.
وقالت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية في رسالة مؤرخة 12 أكتوبر/تشرين الأول: “إن توجيه “اتهامات” محتملة ضد زملائنا أمر غير مقبول ويزيد من تفاقم الاحتجاز الانفرادي المطول الذي عانوا منه بالفعل”.
ومن بين العواقب الأكثر أهمية لهذه الحملة أنها دفعت وكالات الأمم المتحدة والحكومات الغربية إلى إعادة تقييم مشاركتها في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال السيد ليندركينج “إن هذا يطرح بعض الأسئلة الخطيرة للغاية على الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية حول ما إذا كان بإمكانهم الاستمرار في العمل في اليمن، وإذا كان الأمر كذلك، فبأي شروط”. وأضاف “نريد مساعدة الشعب اليمني، لكن الحوثيين يجعلون القيام بذلك بأمان أكثر صعوبة”.
المصدر الرئيس
Arrests and Spying Charges Alarm Diplomats and Aid Workers in Yemen
يمن مونيتور30 أكتوبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام سفن الناتو تتجنب البحر الأحمر بسبب الحوثيين مقالات ذات صلة
سفن الناتو تتجنب البحر الأحمر بسبب الحوثيين 30 أكتوبر، 2024
صور أقمار اصطناعية تظهر إصابة قاعدة صواريخ للحرس الثوري جراء الهجوم الإسرائيلي 29 أكتوبر، 2024
الحوثي تعلن مسؤوليتها عن هجوم بطائرة مسيرة على منطقة جنوب إسرائيل 29 أكتوبر، 2024
“حزب الله” يعلن استهداف جنوداً وآليات في إسرائيل ودبابة ميركافا جنوبي لبنان 29 أكتوبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فی یونیو حزیران الأمم المتحدة وعمال الإغاثة فی السفارة فی الیمن إذا کان فی عام على من
إقرأ أيضاً:
اليمن أمام مجلس الأمن: استمرار تهريب الأسلحة إلى الحوثيين يهدد السلم والأمن العالمي
أكدت الجمهورية اليمنية، أن استمرار تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي لا يشكل تهديداً على اليمن فحسب، بل على السلم والأمن والإقليمي والدولي، داعية لدعم الحكومة اليمنية لبسط سيطرتها على كل التراب اليمني لمنع التهديدات الحوثية للملاحة الدولية.
جاء ذلك في بيان الجمهورية اليمنية الذي ألقاه مندوب اليمن الدائم لدى الامم المتحدة السفير عبدالله السعدي، أمام مجلس الأمن في جلسة النقاش المفتوحة حول (تعزيز الأمن البحري من خلال التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار العالمي).
وشدد السعدي، على أهمية تبني المجتمع الدولي إستراتيجية شاملة وفعّالة تتكامل فيها الجهود الوطنية مع جهود الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التحديات المشتركة وضمان حماية ممرات الملاحة الدولية والأمن والسلم الدوليين.
وقال السفير السعدي "إن الجمهورية اليمنية تؤمن ان أحد ركائز تحقيق الأمن والاستقرار وازدهار دولنا جميعاً يعتمد على أمن وسلامة ممرات الملاحة الدولية، وكما تؤمن بأهمية وجود تعاون وتنسيق على كافة المستويات في هذا الجانب، ومن هذا المنطلق، تشارك الجمهورية اليمنية بشكل فاعل في كل المحافل الدولية والإقليمية لتحقيق هذا النوع من التعاون والتنسيق، وترى انه لا يمكن لدولة بعينها ان تواجه كل التحديات في البيئة البحرية بمفردها دون ان تعمل ضمن منظومة تعاون".
وطالب بدعم الحكومة اليمنية لبسط سيطرتها على كامل التراب اليمني، وتمكينها من القيام بواجبها في حماية مياهها الإقليمية وضمان أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتحويله من مصدر تهديد إلى جسر للسلام كما كان عبر التاريخ.
وأشار لأهمية امتثال جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لالتزاماتها والتنفيذ الكامل للقرار 2216 (2015) وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر الأسلحة المستهدف، مؤكدا أن استمرار تهريب الأسلحة إلى جماعة الحوثي، لا يشكل تهديداً على اليمن فحسب، بل على السلم والأمن والإقليمي والدولي، وعلى أمن وسلامة الملاحة الدولية ككل.
ودعا السفير السعدي، إلى تعزيز التعاون العملي، بما في ذلك مع الحكومة اليمنية، لمنع جماعة الحوثي من الحصول على الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية المستخدمة في تنفيذ المزيد من الهجمات ضد الملاحة الدولية وتهديد دول المنطقة.
ولفت لأهمية تفعيل الدور الحاسم لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (أونفم) وتمويلها وتعزيز قدراتها بشكل كافي، وأهمية استجابة المجتمع الدولي لتهديدات الأمن البحري من خلال التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار العالمي والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وأوضح أن الهجمات والتصعيد من قبل جماعة الحوثي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب أظهر "مدى أهمية هذا الممر المائي للاقتصاد العالمي وكيف تؤثر الاضطرابات على التجارة الدولية والاستقرار الاقتصادي العالمي والبيئة البحرية".
وأشار إلى أن هذه الهجمات أدت إلى أضرار بشرية ومادية والإضرار بالبيئة البحرية، ومثالاً على ذلك، ما تعرضت له السفينة "روبيمار" التي غرقت في المياه اليمنية مطلع العام الماضي على بُعد 15 ميلاً من ميناء المخا والتي كانت تحمل على متنها 22 ألف طن من فوسفات الامونيا، وحوالي 180 طناً من وقود وزيوت السفن التي ستتسرب حتماً إلى البيئة البحرية، بالإضافة إلى تنامي علاقة التعاون والتنسيق بين جماعة الحوثي والجماعات الإرهابية الأخرى، واستهداف البنية التحتية المدنية في اليمن، بما في ذلك المنشآت النفطية وموانئ تصدير النفط في محافظتي حضرموت وشبوة.
وثمّن جهود المملكة المتحدة الصديقة في دعم مصلحة خفر السواحل اليمنية، معبّراً عن التطلع إلى إطلاق شراكة الأمن البحري اليمنية بالشراكة مع حكومة المملكة المتحدة والشركاء الدوليين في شهر يونيو القادم.
وأبدى تطلع الحكومة اليمنية، لدعم الهيئة العامة للشؤون البحرية بالوسائل اللازمة لمكافحة تلوث البيئة البحرية، بما في ذلك مكافحة التلوث الناجم عن تسرّب مخلفات وزيوت السفن، والتلوّث الناجم عن السفن المنكوبة التي تتعرض للهجمات الحوثية، وتمكينها من الاستجابة لنداءات الاستغاثة من السفن وتقديم الدعم اللازم للحفاظ على أرواح طواقم السفن عند الحاجة.