منظمة غامضة ومرتزقة أجانب:خطة أمريكية إسرائيلية للسيطرة على مساعدات غزة
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
الثورة / متابعات
كشفت مصادر مطلعة لصحيفة «فايننشال تايمز»، عن وصول عشرات المرتزقة الأجانب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، للمشاركة في تنفيذ خطة مساعدات أميركية لقطاع غزة، وسط تحذيرات من أن هذه الآلية قد تُجبر الأمم المتحدة على التخلي عن دورها في إدارة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وبحسب «فايننشال تايمز»، تتولى ما تُسمى «مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي مؤسسة مسجلة في سويسرا، توزيع المساعدات في مراكز يشرف عليها «جيش» الاحتلال ومتعاقدون أجانب، وسط تغييب واضح للهيئات الأممية.
وتقضي الخطة بأن تستخدم الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى هذه المواقع، لتوزيع المساعدات، والتي تتركز في جنوب غزة، ما يضطر مئات الآلاف من المدنيين إلى التنقل لمسافات طويلة للحصول على الحد الأدنى من مقومات الحياة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المبادرة التي طُرحت في أيار الماضي، لم تخلُ من الثغرات والفضائح، وواجهت اعتراضات شديدة من جهات إنسانية، إذ وصفها مسؤول في الأمم المتحدة بأنها «غطاء لسياسات التهجير».
ورغم مزاعم المؤسسة، بأنها ستوفر 300 مليون وجبة خلال أول 90 يوماًـ بتكلفة لا تتجاوز 1.30 دولاراً للوجبة، يشمل هذا المبلغ «رواتب المرتزقة الذين سيتولون حماية المساعدات ومراكز توزيعها»، وفق الصحيفة.
ومع غياب أي التزامات مالية واضحة من الدول المانحة حتى وقت قريب، يثير المشروع تساؤلات واسعة حول الجهة الحقيقية التي تقف وراءه، وسط محاولات لتوظيف شخصيات معروفة، مثل المدير السابق لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي، الذي التقى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لبحث الخطة، بحسب مصادر مطلعة.
في المقابل، نفى نيت موك، الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة «المطبخ المركزي العالمي»، أي صلة بمجلس إدارة المؤسسة الجديدة، رغم إدراج اسمه في وثائق تم تسريبها للصحافة.
وفي نظر العديد من المراقبين الإنسانيين، بدت هذه الخطوة محاولة مكشوفة لتقويض دور المنظمات الدولية في غزة، وفرض واقع جديد يُدار بالكامل من خارج إرادة الفلسطينيين ومؤسساتهم.
وبعد نحو 3 أشهر من الحصار الخانق على القطاع، سمحت سلطات الاحتلال، هذا الأسبوع، بدخول شاحنات محمّلة بالمساعدات، وذلك تحت ضغط دولي متزايد.
ولفتت «فايننشال تايمز»، إلى أنّ مؤسسة «GHF» التي ترعى خطة المساعدات الأمريكية الجديدة إلى غزة، تواجه تدقيقاً متزايداً بسبب بنيتها الغامضة ومصادر تمويلها غير الشفافة، وسط إشراف مباشر من الاحتلال الإسرائيلي.
وأشارت التقارير، إلى أنّ المؤسسة تأسست، مؤخراً عبر فرع سويسري يقوده شخص بلا خلفية في العمل الإنساني، فيما لم يُكشف عن تفاصيل الفرع الأمريكي أو الجهات المموّلة.
وفي غضون ذلك، نُشرت صور لمتعاقدين أجانب بزيّ عسكري، يصلون إلى فلسطين المحتلة، لتأمين قوافل المساعدات ومواقع توزيعها، في مشهد يرسّخ الطابع العسكري للخطة.
كما جرى التعاقد مع شركتين أمنيتين أمريكيتين سبق أن نشرتا عناصر داخل غزة خلال وقف إطلاق نار مؤقت، بحسب الصحيفة.
ورغم تأكيد المؤسسة أن التوزيع سيكون بإدارة مدنية «غير عسكرية»، فإن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية رفضت المشاركة، محذّرة من أن المساعدات أصبحت مشروطة بأهداف سياسية.
وقال توم فليتشر، مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة، إن الخطة «تجعل من التجويع ورقة مساومة».
وتتمركز معظم مراكز التوزيع جنوب غزة، ما يُجبر السكان على التنقل في ظل الدمار والحصار، بينما لم تُظهر سلطات الاحتلال حتى الآن أي تجاوب مع طلب «GHF» إنشاء مواقع في الشمال أو تسهيل إدخال مواد غير غذائية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تندد بـلا مبالاة العالم وتخفّض نداءها للمساعدات الإنسانية
نددت الأمم المتحدة اليوم الاثنين بـ"لامبالاة" العالم حيال معاناة الملايين عبر العالم لدى إطلاقها نداء لجمع مساعدات إنسانية لعام 2026، والذي يبقى محدودا هذه السنة في ظل التراجع الحاد بالتمويل.
أتى ذلك خلال مؤتمر صحفي لتوم فليتشر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في نيويورك لدى عرضه خطة تطمح إلى جمع 23 مليار دولار لمساعدة 87 مليون شخص في أماكن مثل قطاع غزة والسودان وهاييتي وميانمار وأوكرانيا.
وتعليقا على تراجع التمويل الحاد، قال فليتشر إن "هذا زمن من الوحشية والإفلات من العقاب واللامبالاة"، وفق تعبيره.
واعترف بأن نداء الأمم المتحدة لجمع 23 مليار دولار سيؤدي إلى إقصاء عشرات الملايين من الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة، إذ أجبر انخفاض الدعم الأمم المتحدة على إعطاء الأولوية للأشخاص الأكثر احتياجا فقط.
وأقر بأن تمويل المانحين انخفض في وقت كانت فيه الاحتياجات الإنسانية أكبر من أي وقت مضى.
وتأتي تخفيضات التمويل على رأس التحديات الأخرى التي تواجهها وكالات الإغاثة، والتي تشمل المخاطر الأمنية التي يتعرض لها الموظفون في مناطق النزاع وعدم القدرة على الوصول إلى تلك المناطق.
وكان فليشتر فرّق -في مايو/أيار الماضي بمقابلة نشرتها الأمم المتحدة- بين الدول المانحة التي تُجبر على اتخاذ "قرارات صعبة" بسبب اقتصاداتها المتعثرة وضغوط ناخبيها لخفض المساعدات الخارجية، وتلك "التي تحتفل وتتباهى بخفض المساعدات".
وقال حينها إن المصلحة الوطنية للدول تقتضي الإنفاق على المساعدات الخارجية ومواجهة التحديات العالمية، قبل أن يعزز خفض المساعدات "الانهيار الاقتصادي القادم، وتدفق الهجرة المدفوع بأزمة المناخ والفقر والصراع".