الجزيرة:
2025-12-12@21:34:38 GMT

لماذا توسع الدعم السريع في الخطف مقابل الفدية؟

تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT

لماذا توسع الدعم السريع في الخطف مقابل الفدية؟

الخرطوم- اضطرت عائلة رجل الأعمال (ع. ا.) الذي ينحدر من منطقة رفاعة في ولاية الجزيرة (وسط السودان) إلى دفع 50 مليون جنيه سوداني (19 ألف دولار) لإنقاذ حياته بعد أن بعث لهم خاطفوه من قوات الدعم السريع مقطع فيديو يهددون فيه بقتله خلال ساعات ما لم يسددوا مبلغ الفدية.

وقال أحد أفراد عائلة رجل الأعمال الذي أفرج عنه -للجزيرة نت- إنهم تلقوا مكالمة هاتفية من ابنهم المختطف يطالب فيها بإرسال بمبلغ كبير عبر تطبيق مصرفي لصالح خاطفيه، وبعد ساعات وصلهم مقطع فيديو لابنهم وإلى جانبه مسلح يرتدي زي قوات الدعم السريع وفي يده مسدس يضع فوهته على صدغه.

ويظهر المقطع الشخص المخطوف مرتديا زيا سودانيا تقليديا والخاطف بجانبه مخفيا وجهه ويطلب منه أن يبلغ أسرته بأن أمامه ساعات لسداد مبلغ الفدية وإلا سيفقد حياته.

ويوضح المتحدث من أسرة المخطوف أنهم اضطروا إلى سداد مبلغ 50 مليون جنيه سوداني لإنقاذ حياة ابنهم، خصوصا أن من خطفوه يعلمون أنه رجل أعمال ولديه أموال، ورفضوا تخفيض مبلغ الفدية وتمسكوا بدفعها خلال مهلة محدودة.

رسائل ابتزاز

وغالبا ما تجبر قوات الدعم السريع المختطفين على تسجيل صوت أو مقطع فيديو وإرساله إلى عوائل الضحايا. وذكر الأمين العام لمؤتمر الجزيرة المير محمود، في حديث للجزيرة نت، أن قوات الدعم السريع طلبت مبلغا قدره 5 ملايين جنيه سوداني (نحو ألفي دولار) تم دفعها والإفراج عن أحد المختطفين، وطلبت من آخر 50 مليون جنيه سوداني (19 ألف دولار) خلال الأسبوع الماضي.

كذلك ظهر الطبيب المختطف (م. ط.) من منطقة أم دقرسي بولاية الجزيرة، وهو يوجه رسالة إلى أهله يطالبهم فيها بتحويل فدية لإطلاق سراحه، وإلا ستتم تصفيته.

وفي تسجيل صوتي لشاب مختطف من أم درمان، يبعث "معاذ" رسالة إلى والدته المقيمة بدولة أوربية يطمئنها بأنه في صحة جيدة ويجد معاملة طيبة ويطلب منها الحديث مع خاطفه الذي يطلب منها ما يعادل 5 آلاف دولار مقابل الإفراج عنه.

ويقول أحد زملاء المختطف للجزيرة نت إن "معاذ" أمضى شهورا مع خاطفيه في ظروف سيئة وتدهورت حالته وتأثرت ذاكرته وحالته النفسية الصحية، وتم الإفراج عنه وتوفي بعد أسابيع من إطلاق سراحه.

تمدد الظاهرة

وتوسعت ظاهرة الاختطاف الفترة الأخيرة، ويتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالات خطف عناصر من قوات الدعم السريع لأشخاص بناء على معلومات حول وضعهم الاقتصادي أو أن عوائلهم ميسورة الحال، لا سيما في إقليم دارفور.

وأورد موقع " دارفور 24″ نبأ عن خطف الشاب الفاتح أحمد آدم (18 عاما) من مزرعته في بلدة "أم ضي" بولاية شرق دارفور الخميس الماضي، وطلب الخاطفون الذين يرتدون زي قوات الدعم السريع من أسرته دفع مبلغ 100 مليون جنيه فدية (40 ألف دولار) مقابل إطلاق سراحه.

ويوضح أحد أفراد عائلة المخطوف أنه لا يتوفر لهم مبلغ الفدية، وأنهم تواصلوا مع قيادة قوات الدعم السريع في الضعين عاصمة الولاية بشأن القضية، وفي انتظار الرد والتحرك من أجل إنقاذ ابنهم.

وشهدت ولاية شرق دارفور أحداث اختطاف مماثلة مقابل دفع فدية مالية، طالت تجارا وعاملين في منظمات إنسانية.

من جانبه، يرى الخبير الأمني والعسكري علي سالم أن الاختطاف من أجل الفدية المالية لا يحدث من قوات نظامية، وأن لجوء عناصر الدعم السريع لذلك يأتي بسبب ضعف القيادة والسيطرة والسعي إلى كسب المال بأي أسلوب.

وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد الخبير أن عدم صرف أجور لقوات الدعم السريع بشكل منتظم، وعدم وجود أموال وممتلكات في المناطق التي يسيطرون عليها بعد نهبها دفعهم إلى طرق جديدة للحصول على الأموال.

نفي واتهام مضاد

وتنفرد قيادات ميدانية في الدعم السريع بالقرار في مواقع وجودهم، مع تواطؤ بعض قياداتهم التي عجزت أن توفر لهم المرتبات وأي محفزات أخرى تقنعهم بالاستمرار في القتال في عمليات الاختطاف، إذ تقتسم مع الخاطفين ما يحصلون عليه من فدية، وفقا للخبير الأمني والعسكري.

وحسب المتحدث، فإن قوات الدعم السريع اقتحمت السجون بعيد اندلاع الحرب، وخرج آلاف المجرمين وانخرط بعضهم في القتال إلى جانبها وصاروا قيادات ميدانية، مثل عمر سيد الملقب بـ"شارون" الذي ظهر في مقطع فيديو يجر رجلا مسنا من لحيته في منطقة السريحة بولاية الجزيرة قبل 4 أيام، وتحول آخرون إلى عصابات تمارس الإجرام.

غير أن مسؤولا في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع نفى الاتهامات الموجهة لقواتهم بخطف المدنيين مقابل فدية، واعتبرها "دعاية سوداء"، واتهم كتائب الحركة الإسلامية وقوات العمل الخاصة التابعة للجيش بمحاولة فبركة معلومات ومقاطع فيديو لتلطيخ سمعة الدعم السريع.

ويوضح المسؤول الإعلامي، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، أن هناك متفلتين يرتكبون جرائم وانتهاكات تنسب للدعم السريع الذي ضبطت قواته مئات المتفلتين وقامت بمحاكمتهم في ولايات الجزيرة والخرطوم ودارفور، ولا يزال بعضهم في سجونهم.

الناشطة الحقوقية سحر عبد الله أعربت عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال الخطف وطلب الفدية تحت تهديد السلاح ضد المدنيين في السودان. وتقول للجزيرة نت إن هذه الجرائم لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، وتُعد انتهاكا صارخا للقوانين الوطنية والقانون الدولي الإنساني.

وحذرت الناشطة من أن هذه الممارسات تُفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد وتسبب معاناة نفسية شديدة للضحايا وأسرهم، وطالبت بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وحمّلت الجهة المسيطرة على موقع الجريمة المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات المُروعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع جنیه سودانی مقطع فیدیو ملیون جنیه للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعاقب شبكة تجند مقاتلين كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكة دولية تقول واشنطن إنها لعبت دورا محوريا في تجنيد وتدريب مقاتلين كولومبيين – بينهم أطفال – لصالح قوات الدعم السريع في السودان، في خطوة اعتبرتها وزارة الخزانة الأمريكية استهدافا لمصدر خارجي رئيسي ساهم في إطالة أمد الحرب التي تعصف بالبلاد منذ عام 2023.

وقالت الوزارة إن العقوبات، التي طالت أربعة أفراد وأربعة كيانات، تأتي ضمن جهود "أوفاك" لوقف الإسناد العسكري الخارجي لقوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب فظائع واسعة في مناطق عدة، خصوصا دارفور.

مقاتلون محترفون في خدمة الدعم السريع
وبحسب بيان وزارة الخزانة، فإن الشبكة المستهدفة تتكون أساسا من مواطنين وشركات كولومبية بدأت منذ أيلول/ سبتمبر 2024 استقطاب عسكريين كولومبيين سابقين يتمتعون بخبرات في المدفعية والطائرات المسيرة والعمل الميداني، لنقلهم إلى السودان حيث يعملون كمقاتلين وسائقين ومشغلي مسيرات ومدربين، بمن فيهم أطفال جرى تجنيدهم في مناطق النزاع.

وتقول واشنطن إن هؤلاء شاركوا في معارك رئيسية داخل السودان، منها العملية التي انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر – عاصمة شمال دارفور – في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ بعد حصار استمر 18 شهرا، والتي تخللتها انتهاكات واسعة بحسب تقارير دولية.

من هم الأشخاص والكيانات الذين طالتهم العقوبات؟
تضم قائمة العقوبات شخصيات أساسية تصفها الولايات المتحدة بأنها "العصب المالي والتنظيمي" للشبكة، أبرزهم:

ألفارو أندريس كويخانو بيسيرا: ضابط سابق يحمل الجنسيتين الكولومبية والإيطالية، مقيم في الإمارات، وتتهمه واشنطن بإدارة عمليات التجنيد والتنسيق اللوجستي لنقل المقاتلين إلى السودان لصالح الدعم السريع.

وكالة التوظيف الوطنية في بوغوتا: شارك كويخانو في تأسيسها، وتقول الولايات المتحدة إنها كانت مركزا لحملات استقطاب القناصة ومشغلي المسيرات والمترجمين.

كلوديا فيفيانا أوليفيروس فوريرو: زوجة كويخانو ومديرة الوكالة، وتتهم بإدارة العقود والتفاصيل التشغيلية المرتبطة بإرسال المجندين.

ماتيو أندريس دوكي بوتيرو: يحمل الجنسيتين الكولومبية والإسبانية، ويدير شركة "ماين غلوبال كورب" في بوغوتا، واتهمته الخزانة بإدارة الأموال المخصّصة لرواتب المقاتلين.

شركة "غلوبال ستافينغ" (تالنت بريدج) في بنما: تقول السلطات الأمريكية إنها استخدمت لإخفاء الدور الفعلي لوكالة التوظيف الوطنية.

مونيكا مونيوث أوكروس وشركة "كوميرسياليزادورا سان بينديتو": متهمتان بإدارة تحويلات مالية تتعلق برواتب المقاتلين والتغطية اللوجستية.

وتشمل العقوبات تجميد أي أصول داخل الولايات المتحدة، ومنع الأمريكيين من التعامل مع الجهات المستهدفة، إضافة إلى حظر دخولهم الأراضي الأمريكية.


أكبر أزمة إنسانية في العالم
اندلعت الحرب في السودان في نيسان/ أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسط خلافات حول دمج القوات شبه العسكرية ومسار الانتقال السياسي.

وسرعان ما تحول النزاع إلى معارك مفتوحة امتدت من الخرطوم إلى دارفور وكردفان ومناطق أخرى. وتشير تقديرات أممية إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 إلى 14 مليون شخص، ما يجعلها واحدة من أخطر أزمات النزوح عالميا.

وتقول الأمم المتحدة إن ما يحدث في السودان يمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا، مع انهيار البنية التحتية وتعطل أكثر من 70–80% من المرافق الصحية، وانتشار الجوع وسوء التغذية الحاد خصوصا بين الأطفال.

سقوط الفاشر.. نقطة تحول عسكرية 
كان سقوط مدينة الفاشر في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي٬ الحدث الأبرز في مسار الحرب، إذ تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على آخر معقل رئيسي للجيش في دارفور، بعد حصار استمر 18 شهرا.

وتقول تقارير حقوقية دولية إن المدينة تحولت إلى "مسرح جريمة واسع" عقب دخول قوات الدعم السريع، حيث سجلت عمليات قتل وتهجير وانتهاكات واسعة، وسط مخاوف من ترسيخ واقع تقسيم فعلي بين مناطق الجيش والدعم السريع.

ومنذ ذلك الحين، واصلت قوات الدعم السريع تقدمها نحو ولايات كردفان، بينما يحاول الجيش التمسك بما تبقى من مناطق نفوذه في الوسط والشرق.

وفي سياق متصل، حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك من احتمال تكرار "الفظائع التي ارتكبت في الفاشر" داخل إقليم كردفان، مع تصاعد القتال بين الجيش والدعم السريع.

وقال تورك للصحفيين إن المفوضية الأممية تعاني من نقص حاد في التمويل في وقت تتزايد فيه الانتهاكات والاحتياجات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • عقوبات بريطانية على قادة بالدعم السريع بينهم «دقلو»
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • بسبب القتل في الفاشر.. بريطانيا تفرض عقوبات على قادة في الدعم السريع
  • بريطانيا تفرض عقوبات على قادة الدعم السريع بسبب عمليات قتل جماعي في السودان
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على قيادات من "الدعم السريع" بالسودان
  • هل قتلت قوات الدعم السريع الصحفي السوداني معمر إبراهيم؟
  • انتهاكات بلا سقف.. حصار وقتل واغتصاب.. «الدعم السريع» يوسع دائرة الدم في كردفان
  • واشنطن تعاقب شبكة تجند مقاتلين كولومبيين للقتال مع الدعم السريع في السودان
  • عقوبات أمريكية على شبكة كولومبية تدعم الدعم السريع بالمقاتلين