المستقبل بعد مقتل السنوار في قطاع غزة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
أثارت وفاة يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، نقاشات واسعة حول مستقبل القطاع وإمكانية تحقيق السلام. لقد عُرف السنوار بمواقفه الصارمة تجاه إسرائيل، ولعب دورًا حاسمًا في قيادة عمليات حماس الكبرى، بما في ذلك الهجوم على إسرائيل في عام 2023، من الجانب الإسرائيلي، تم الترحيب بوفاة السنوار ووصفها بعض المسؤولين، مثل الرئيس إسحاق هرتسوغ، بأنها "انتصار معنوي"، مما يعكس اعتقادهم بأن هذا الحدث قد يضعف بنية حماس ويمهد الطريق أمام جهود السلام.
أما في غزة، فالمشهد أكثر تعقيدًا؛ فقد عبّر العديد من المواطنين عن أملهم في أن يؤدي غياب السنوار إلى تلطيف موقف حماس، مما قد يفتح الباب أمام محادثات لوقف إطلاق النار، كان نهج السنوار الصارم يقف عائقًا أمام بعض الجهود الدبلوماسية، ويأمل البعض أن تتبنى القيادة الجديدة نهجًا أكثر مرونة، ما قد يساعد في إعادة إعمار القطاع والتخفيف من الأزمة الإنسانية. ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن هذا الفراغ القيادي قد يؤدي إلى انقسام داخلي داخل حماس، إذ قد تسعى بعض الفصائل للتنافس على القيادة، مما قد يُعقد أي تقدم نحو السلام على المدى القصير.
ويرى بعض المحللين أنه دون السنوار، قد تتباين توجهات الفصائل داخل حماس؛ فبينما قد يميل بعض الأعضاء إلى تصعيد العنف لإظهار القوة، قد يفضل آخرون التوجه نحو تسوية سياسية. هذا الانقسام الداخلي قد يؤخر الانتقال القيادي المستقر ويجعل تحقيق السلام أكثر صعوبة. كما تظل العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة وقضية الرهائن المحتجزين لدى حماس عوامل تضيف تعقيدات إضافية، حيث قد يتردد كلا الجانبين في الالتزام بالسلام دون ضمانات أمنية وإنسانية ملموسة.
خلال هذه المرحلة الانتقالية، يبقى المجتمع الدولي متحفظًا ولكنه يأمل أن تسهم وفاة السنوار في تخفيف التصعيد. ويشير المراقبون إلى أن استجابة القيادة الجديدة لحماس ستكون عاملًا حاسمًا في تحديد ما إذا كان وقف إطلاق النار يمكن أن يتحقق، مما يمكّن من إعادة إعمار غزة وفتح مسار نحو السلام الدائم في المنطقة.
ويرى الكاتب والباحث السياسي اللبناني، محمد القواص، أن مقتل السنوار يمثل "حدثا ينهي مرحلة، لكن بالتأكيد لن ينهي الحرب. هناك مراحل أخرى قادمة. يمكن القول بأن المقتل سيكون بداية لفصل جديد".
وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف القواص أن "شروط صفقة وقف إطلاق النار ربما تغيرت، لذا يتعين على الوسطاء التحرك بشكل آخر بعد مقتل السنوار. في الجانب الآخر هناك معارك في جنوب لبنان، فضلا عن انتظار الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني".
وخلال المؤتمر الصحافي مع شولتس، قال بايدن إن مقتل السنوار يشكّل فرصة أمام "إطلاق مسار للسلام" في الشرق الأوسط و"مستقبل أفضل في غزة دون حماس".
وفي ذلك، أشار القواص إلى وجود "حراك قد بدأ في العواصم الغربية عن ضرورة إنهاء الحرب في ضوء مستجد مقتل السنوار، لكن التصريحات الصادرة مازالت سطحية".
وأضاف "ربما مجيء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، قد يحمل جديدا من الولايات المتحدة، بناء على هذا الحدث."
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين موافقته على صفقة التبادل
كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات أسرى بقطاع غزة بالموافقة على إبرام صفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وذكرت الهيئة أن نتنياهو أدلى بهذا التصريح خلال لقائه عائلات الأسرى بمستوطنة "نير عوز" المحاذية لشمال قطاع غزة، في أول زيارة له إليها منذ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وادعى نتنياهو أن تل أبيب "وافقت" على مقترح الوسطاء الأخير، و"تنتظر رد حركة حماس"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
والثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "إسرائيل قبلت الشروط اللازمة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما بقطاع غزة"، معربا عن أمله أن توافق عليها حركة حماس.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، ويرغب فقط بصفقات جزئية تضمن استمرار الحرب.
وحصلت "عربي21" على نص المقترح الذي قدمه الوسطاء إلى حركة حماس وحكومة الاحتلال بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي يمتد إلى 60 يوما.
ويتضمن المقترح الجديد، والذي يستند إلى مقترح سابق للمبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين، على فترات أيام التهدئة التي تمتد لـ60 يوما، وتشمل إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء في اليوم الأول، وتسليم خمسة جثامين أسرى إسرائيليين في اليوم السابع، وفي اليوم الـ30 يجري تسليم خمسة جثامين أخرى، أما في اليوم الـ50 فيجري إطلاق سراح أسيرين أحياء، فيما تسلم حماس في اليوم الـ60 جثامين ثمانية أسرى.
ويشمل المقترح انسحابا إسرائيليا من قطاع غزة في اليوم الأول، وبعد تسليم ثمانية أسرى أحياء، سيبدأ الانسحاب من شمال غزة وفقًا للخرائط المتفق عليها، أما في اليوم السابع، تسلم المقاومة خمسة جثامين، ثم يبدأ الانسحاب من جنوب غزة وفقًا للخرائط المتفق عليها، على أن تعمل الفرق الفنية على ترسيم حدود الانسحاب خلال مفاوضات سريعة بعد الموافقة على مقترح الإطار.
وبخصوص المساعدات الإنسانية، ينص على أن تبدأ المساعدات فور موافقة حماس على الاقتراح، وبكميات كافية وبمشاركة الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
ويشمل المقترح أن تتم عمليات التبادل دون أي استعراض أو مراسم رسمية، وأن تقوم حماس بتقديم معلومات في اليوم العاشر للتهدئة عن كل أسير في غزة تشمل إثبات إن كان حيا أو ميتا، على أن تقدم "إسرائيل" معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ 7 من تشرين الأول/ أكتوبر.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 192 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.