صحيفة التغيير السودانية:
2025-11-15@23:10:29 GMT

الحرب والحياة اللولبية

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

الحرب والحياة اللولبية

 

الحرب والحياة اللولبية

خالد فضل

في زمن الحرب ؛ وهو من أزمنة الاختبارات العسيرة لمنظومة القيم المدعاة في غيره ، تتكشف المواقف الحقيقية للأفراد والمجتمعات ،وخلال الحرب السودانية المستعرة منذ ما يقارب ستة الأشهر بين فريقي ما يسمى بالمكون العسكري السوداني ( القوات المسلحة / قوات الدعم السريع) تكشفت أوجه الحياة اللولبية حقا .

على المستوى الفردي والأسري ، تبدلت أوضاع تبدلا درامتيكيا ،من كان يقطن مستقرا مرتاح البال ، منعما وأسرته بمباهج الحياة الرغدة والخير الوفير ، بات في غمضة عين وانتباهتها نازحا في قرى وفرقان (عرب الجزيرة وبحر أبيض ) ،من تيسرت أموره المادية وامتلك المال الوفير وسلس له قياد تطبيق بنكك ، شوته نيران أجرة السكن الباهظة في مدني أو شندي ، وبات الرقم السواني المشهور (مليار) هو المطلوب شهريا لشقة مفروشة كيفما اتفق في حاضرة الجزيرة ، ومع ذلك فإنّ سكان الحلّال لم يقصروا أبدا مع النازحين الفارين إلى جزيرتهم أواخر رمضان المنصرم وحتى الآن ، إنهم يرفدونهم بالماء والطعام والحلوى والتمر ، وكلمات الترحاب فيما الجشع واستغلال الظروف لأقصى درجة هو ديدن الممارسة اليومية لأنشطة الحياة المختلفة ، وعلى ذلك قس بقية الممارسات اللولبية السودانية .

إنّ أقسى اللحظات أمام أغلبنا كسودانيين هي لحظات مواجهة الحقائق ، وتضرب حكوماتنا _ التي يغلب عليها الحكم العسكري _ الرقم القياسي في (اللولبة) إن جاز التعبير ، وبين ثنايا الحرب الدائرة الآن ملايين الشواهد ، فمنذ البدء من الحقائق أنّه لا توجد حكومة في السودان منذ إنقلاب الثنائي البرهان /حميدتي على السلطة المدنية الإنتقالية برئاسة د.عبدالله حمدوك في 25أكتوبر2021م هذه الحقيقة يتم المراوغة بشأنها بصورة فجة ،والناس لا يتوقفون ثيرا في كنه الأشياء ، فالحرب في حقيقتها هي حرب ضد الإنتقال الديمقراطي السلمي ،هي ممارسة معهودة من جانب تيار من السودانيين لديهم تنظيم لولبي ، يدعو باسم الله ودين الإسلام بينما جل ممارساتهم ضد أي قيمة نبيلة ، تنظيم شعاره (فلترق كل الدماء) كثير من السودانيين ما يزالون يغالطون أيهم أسبق البيضة أم الدجاجة من عجب !وفي أيام الديمقراطية الثالثة 86__1989م كانت خطوات تحقيق السلام وإنهاء الحرب الأهلية في الجنوب _السابق_ قد بدأت بالفعل ، فلما قرب أمل السلام طبّ على الحكم عسكر ذلك التنظيم اللئيم ليعلنوا (إنقاذ) البلاد من السلام المتوقع والزج بها في أتون حرب (الجهاد) ، ثم لما قرب موعد تداول الرئاسة بين العسكر والمدنيين في مجلس السيادة الإنتقالي ، ولكي لا يكتمل هيكل سلطة مدنية إنتقالية ، كان عسكر ذلك التنظيم بالمرصاد فجاءوا بانقلاب 25أكتوبر الذي أحدث الفراغ في القيادة والحكومة ، فلما تواطأت بعض القوى الثورية على وثيقة إتفاق ؛ وبدأ في الأفق بريق أمل جديدها هم يطبون مرّة أخرى عن طريق هدم المعبد على الجميع هذه المرة ، وبذريعة مجاربة أكبر مشروع انتهازي في حرب عبثية المنتصر فيها خاسر , هل فهمت حاجة عزيزي القارئ من هذه اللخابيط ,في السطر الفائت ؛ لكنها على العموم صفات وعبارات قالت بها قيادات الحرب الراهنة، ومن لولبية الحياة في السودان أن الدعم السريع (صاحب المواقف الوطنية والأدوار المهمة للبلاد) كما قال أحمد هرون ذات مرة وهو وحميدتي في كنف البشير , ها هو ذات الدعم وبمهامه الوطنية تلك يصير المليشيا المتمردة صاحبة المشروع الإنتهازي الذي تشكل في أبريل الماضي فقط !،

إن كانت لنا عقول علينا إعمالها، وإن كانت الرؤوس لحمل الطواقي والعمائم فابشري بطول سلامة يا حرب !

الوسومالبرهان الحرب اللولبية حميدتي نازح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الحرب حميدتي نازح

إقرأ أيضاً:

واشنطن: لا حل عسكري للصراع في السودان وندعم محادثات السلام

قال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية، السبت، إن الولايات المتحدة تعمل مع الشركاء الدوليين لزيادة الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان لدفعها نحو محادثات تهدف إلى وقف دائم للقتال.

وأكد المسؤول أن الرئيس دونالد ترامب يسعى لتحقيق السلام في السودان، مشددًا على أنه “لا يوجد حل عسكري للصراع”.

وأضاف أن الجيش السوداني ولا قوات الدعم السريع قدما أي مؤشرات جدية على الاستعداد لتحقيق سلام حقيقي في الوقت الحالي، بحسب سكاي نيوز.

في السياق، دعت مجموعة السودان الأساسية في مجلس حقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء الحرب في السودان ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتكبت في مدينة الفاشر، وأكد السفير كومار آيير، الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن السودان ينهار تحت وطأة حرب وحشية وطويلة الأمد.

وأشار إلى أن المجلس أدان الشهر الماضي تصاعد العنف في الفاشر وحولها ودعا جميع الأطراف إلى حماية المدنيين، إلا أن هذه الدعوات تم تجاهلها وتحديها، وأوضح أن الفظائع المبلغ عنها بعد سقوط المدينة في أيدي قوات الدعم السريع تشمل عمليات الإعدام الموجزة والعنف الجنسي والاختطاف، حيث فر أكثر من 89 ألف مدني وانضموا إلى الملايين النازحين بالفعل.

وأكدت مجموعة السودان الأممية أن الوضع لا يشكل حالة طوارئ لحقوق الإنسان فحسب، بل يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي واختبارا للعزم الدولي، وطالبت المجلس بدعم قرار قوي يدين الفظائع ويضمن وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، ويأمر بإجراء تحقيق عاجل من قبل بعثة تقصي الحقائق لتوثيق الأحداث والحفاظ على إمكانية تحقيق العدالة والمصالحة.

الإمارات تؤكد رفض دور قوات الدعم السريع في حكم السودان وتدعم الحلول المدنية

قال السفير جمال المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف، إن سلطة بورتسودان وقوات الدعم السريع يجب ألا يكون لها دور مستقبلي في حكم السودان.

وأكد المشرخ التزام الإمارات الثابت بدعم الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة الأزمة السودانية، مشددًا على أهمية التعاون لإنهاء الحرب الأهلية ودعم الشعب السوداني.

وأشار إلى أن البيان المشترك للرباعية حول السودان يشكل خطوة تاريخية، حيث رسم خريطة طريق واضحة تتضمن هدنة إنسانية لتمكين إيصال المساعدات لجميع المحتاجين ومرحلة انتقالية تؤدي إلى تشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية.

الإمارات تؤكد منع استخدام أراضيها لتهريب الأسلحة ودعم الأمن الإقليمي

أكدت الإمارات العربية المتحدة التزامها بمنع أي استغلال لأراضيها أو موانئها أو مجالها الجوي في أنشطة غير مشروعة، لا سيما المتعلقة بمحاولات تهريب الأسلحة لأي طرف في الحرب الأهلية بالسودان أو مناطق التوتر الأخرى.

وشددت وزارة الخارجية الإماراتية على اعتماد نهج ثابت يقوم على تطبيق أعلى معايير الرقابة والامتثال للقوانين الوطنية والاتفاقيات الدولية لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وجاء هذا التأكيد بعد استكمال التحقيقات في محاولة تمرير شحنة عتاد عسكري إلى سلطة بورتسودان، تمهيدًا لإحالة المتهمين إلى القضاء المختص، مشيرة إلى يقظة منظومة العمل الأمني والقضائي في الدولة لمواجهة أي محاولات مخالفة للقانون.

كما أكدت الوزارة موقف الإمارات الثابت في رفض الاتجار غير المشروع بالأسلحة ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتزامها الكامل بقرارات مجلس الأمن والمواثيق الدولية، مع مواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز التعاون وتبادل المعلومات لمنع الأنشطة غير المشروعة التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شقلاوي يكتب: السودان .. خرائط النفوذ واستحقاقات السلام
  • مع انهيار جهود السلام في اليمن… يعود السؤال الأكبر: ما الذي أنجزته الحرب؟
  • واشنطن: لا حل عسكري للصراع في السودان وندعم محادثات السلام
  • أوكسفام : الحرب الإسرائيلية دمرت كل قطاعات الحياة وسبل العيش في غزة
  • دول الرباعية: يد تمد السلاح وأخرى الوساطة.. من يصنع الحرب هل يحقق السلام؟
  • عاجل| مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: الفظائع بالفاشر هي أخطر الجرائم التي كانت متوقعة
  • الحوثي يعلن الجهاهزية للحرب مع إسرائيل... ويعبئ القبائل نحو جبهات اليمن.. تحشيدات مسلحة في خمس محافظات 
  • يستحق المدنيون في السودان أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة
  • البرهان: النازحون اختاروا مناطق سيطرتنا حيث يجدون الأمن ومقومات الحياة
  • حمامات السلام، الرافعين شعارات رفض الحرب، بتمنّوا سقوط بابنوسة