صحيفة التغيير السودانية:
2025-07-04@11:46:19 GMT

الحرب والحياة اللولبية

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

الحرب والحياة اللولبية

 

الحرب والحياة اللولبية

خالد فضل

في زمن الحرب ؛ وهو من أزمنة الاختبارات العسيرة لمنظومة القيم المدعاة في غيره ، تتكشف المواقف الحقيقية للأفراد والمجتمعات ،وخلال الحرب السودانية المستعرة منذ ما يقارب ستة الأشهر بين فريقي ما يسمى بالمكون العسكري السوداني ( القوات المسلحة / قوات الدعم السريع) تكشفت أوجه الحياة اللولبية حقا .

على المستوى الفردي والأسري ، تبدلت أوضاع تبدلا درامتيكيا ،من كان يقطن مستقرا مرتاح البال ، منعما وأسرته بمباهج الحياة الرغدة والخير الوفير ، بات في غمضة عين وانتباهتها نازحا في قرى وفرقان (عرب الجزيرة وبحر أبيض ) ،من تيسرت أموره المادية وامتلك المال الوفير وسلس له قياد تطبيق بنكك ، شوته نيران أجرة السكن الباهظة في مدني أو شندي ، وبات الرقم السواني المشهور (مليار) هو المطلوب شهريا لشقة مفروشة كيفما اتفق في حاضرة الجزيرة ، ومع ذلك فإنّ سكان الحلّال لم يقصروا أبدا مع النازحين الفارين إلى جزيرتهم أواخر رمضان المنصرم وحتى الآن ، إنهم يرفدونهم بالماء والطعام والحلوى والتمر ، وكلمات الترحاب فيما الجشع واستغلال الظروف لأقصى درجة هو ديدن الممارسة اليومية لأنشطة الحياة المختلفة ، وعلى ذلك قس بقية الممارسات اللولبية السودانية .

إنّ أقسى اللحظات أمام أغلبنا كسودانيين هي لحظات مواجهة الحقائق ، وتضرب حكوماتنا _ التي يغلب عليها الحكم العسكري _ الرقم القياسي في (اللولبة) إن جاز التعبير ، وبين ثنايا الحرب الدائرة الآن ملايين الشواهد ، فمنذ البدء من الحقائق أنّه لا توجد حكومة في السودان منذ إنقلاب الثنائي البرهان /حميدتي على السلطة المدنية الإنتقالية برئاسة د.عبدالله حمدوك في 25أكتوبر2021م هذه الحقيقة يتم المراوغة بشأنها بصورة فجة ،والناس لا يتوقفون ثيرا في كنه الأشياء ، فالحرب في حقيقتها هي حرب ضد الإنتقال الديمقراطي السلمي ،هي ممارسة معهودة من جانب تيار من السودانيين لديهم تنظيم لولبي ، يدعو باسم الله ودين الإسلام بينما جل ممارساتهم ضد أي قيمة نبيلة ، تنظيم شعاره (فلترق كل الدماء) كثير من السودانيين ما يزالون يغالطون أيهم أسبق البيضة أم الدجاجة من عجب !وفي أيام الديمقراطية الثالثة 86__1989م كانت خطوات تحقيق السلام وإنهاء الحرب الأهلية في الجنوب _السابق_ قد بدأت بالفعل ، فلما قرب أمل السلام طبّ على الحكم عسكر ذلك التنظيم اللئيم ليعلنوا (إنقاذ) البلاد من السلام المتوقع والزج بها في أتون حرب (الجهاد) ، ثم لما قرب موعد تداول الرئاسة بين العسكر والمدنيين في مجلس السيادة الإنتقالي ، ولكي لا يكتمل هيكل سلطة مدنية إنتقالية ، كان عسكر ذلك التنظيم بالمرصاد فجاءوا بانقلاب 25أكتوبر الذي أحدث الفراغ في القيادة والحكومة ، فلما تواطأت بعض القوى الثورية على وثيقة إتفاق ؛ وبدأ في الأفق بريق أمل جديدها هم يطبون مرّة أخرى عن طريق هدم المعبد على الجميع هذه المرة ، وبذريعة مجاربة أكبر مشروع انتهازي في حرب عبثية المنتصر فيها خاسر , هل فهمت حاجة عزيزي القارئ من هذه اللخابيط ,في السطر الفائت ؛ لكنها على العموم صفات وعبارات قالت بها قيادات الحرب الراهنة، ومن لولبية الحياة في السودان أن الدعم السريع (صاحب المواقف الوطنية والأدوار المهمة للبلاد) كما قال أحمد هرون ذات مرة وهو وحميدتي في كنف البشير , ها هو ذات الدعم وبمهامه الوطنية تلك يصير المليشيا المتمردة صاحبة المشروع الإنتهازي الذي تشكل في أبريل الماضي فقط !،

إن كانت لنا عقول علينا إعمالها، وإن كانت الرؤوس لحمل الطواقي والعمائم فابشري بطول سلامة يا حرب !

الوسومالبرهان الحرب اللولبية حميدتي نازح

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الحرب حميدتي نازح

إقرأ أيضاً:

روسيا: فرصة لتسريع نهاية الحرب.. أوكرانيا تحذر من تبعات تأخير الأسلحة الأمريكية

البلاد (كييف)

في تطور جديد قد يغيّر مسار الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلنت الولايات المتحدة تعليق بعض شحنات الأسلحة المقررة لأوكرانيا، الأمر الذي قوبل بترحيب روسي، وتحذيرات أوكرانية من تداعيات القرار على الميدان العسكري.
وفي أول رد رسمي من موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس (الأربعاء): إن خفض إمدادات الأسلحة لكييف يقرب نهاية “العملية العسكرية الخاصة”، وهو المصطلح الذي تستخدمه روسيا للإشارة إلى حربها المستمرة ضد أوكرانيا منذ فبراير 2022.
وأضاف بيسكوف للصحفيين:” كلما انخفض حجم الدعم العسكري لأوكرانيا، أصبحت نهاية العملية أقرب”، في إشارة واضحة إلى أن موسكو ترى في تعليق المساعدات الأمريكية فرصة لتغيير موازين القوى لصالحها.
على الجانب الآخر، عبّرت كييف عن قلقها البالغ من القرار الأمريكي، محذرة من أن أي تأخير في تسليم الأسلحة لن يؤدي سوى إلى “تشجيع روسيا على مواصلة هجماتها العسكرية وتصعيد عملياتها العدوانية”، حسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الأوكرانية.
وذكرت الخارجية أنها استدعت القائم بالأعمال الأمريكي في كييف لطلب “توضيحات عاجلة” حول قرار البيت الأبيض، مشددة على أن دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لا يحتمل التأخير في ظل التصعيد الروسي الأخير.
وقال المستشار الرئاسي الأوكراني دميترو ليتفين: إن بلاده تعمل على استيضاح تفاصيل القرار الأمريكي، مضيفاً:” نأمل أن تتضح الصورة خلال الأيام القليلة المقبلة”.
وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت الثلاثاء أنها ستعلّق إرسال أنواع محددة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت قد وعدت بها أوكرانيا سابقاً، في خطوة مفاجئة أثارت تساؤلات حول استمرار الدعم الغربي لكييف على نفس الوتيرة السابقة.
وبحسب مصادر عسكرية أوكرانية نقلت عنها وكالة الأنباء الفرنسية، فإن القدرات الدفاعية الأوكرانية تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأمريكي، خصوصاً في مجال الذخائر وأنظمة الدفاع الجوي.
وقال مصدر عسكري:” نعتمد اعتماداً كبيراً على الأسلحة الأمريكية. صحيح أن الدول الأوروبية تبذل جهوداً كبيرة، لكن من الصعب جداً الصمود في وجه الهجمات الروسية المكثفة بدون الذخيرة الأمريكية”.
وتأتي هذه التطورات في وقت كثّفت فيه روسيا ضرباتها الجوية ضد أوكرانيا، بما في ذلك هجمات واسعة بالطائرات المسيّرة والصواريخ على مدينة خاركيف، شمال شرقي البلاد.
ويرى مراقبون أن تعليق شحنات الأسلحة الأميركية قد يشكل ضربة مؤلمة لأوكرانيا في واحدة من أكثر مراحل الحرب حساسية، وسط تصعيد روسي واشتداد المعارك على عدة جبهات.
كما يُتوقع أن يزيد هذا القرار من تعقيد العلاقات بين واشنطن وكييف، ويطرح تساؤلات حول مدى استمرارية الالتزام الغربي بدعم أوكرانيا عسكرياً في ظل متغيرات السياسة الداخلية الأميركية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
في المقابل، تعتبر موسكو هذا التراجع الغربي بمثابة مؤشر على “إرهاق الغرب من استمرار الحرب”، وتعوّل على مثل هذه القرارات لتسريع تحقيق أهدافها العسكرية في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • ظلال الإبادة في غزة تثير جدلا بشأن دور أميركا في صناعة السلام بأفريقيا
  • المبعوث الأممي يختتم زيارته لعدن بدعوة جريئة: "تخلّوا عن الحرب.. واستعدوا للسلام الشامل"
  • شدد على أهمية الانخراط في تسوية سياسية عادلة.. المبعوث الأممي يدعو اليمنيين لإنهاء الحرب
  • روسيا: فرصة لتسريع نهاية الحرب.. أوكرانيا تحذر من تبعات تأخير الأسلحة الأمريكية
  • هل دفع التحرك الدولي للسلام بالسودان لتشكيل قيادة لتحالف تأسيس؟
  • المصالح الأجنبية تعمّق الحرب في السودان ولا سبيل لإيقافها سوى الدبلوماسية الإقليمية
  • السودان.. حرب بلا معنى (2)
  • الأمم المتحدة: مشاورات مع الجيش السوداني والدعم السريع من أجل هدنة إنسانية بالفاشر
  • إبراهيم الموسوي: من واجب الدولة أن تدافع عن السيادة والحياة والكرامة
  • قرقاش: لا صحة لمزاعم نيويورك تايمز والإمارات تسعى لإنهاء الحرب الوحشية في السودان