3 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: حكومة إقليم كردستان تواجه تحديات غير مسبوقة في محاولتها لتطبيق مشروع “حسابي”، وهو مشروع يهدف إلى توطين رواتب موظفي القطاع العام بطريقة تضمن الشفافية والحد من الفساد المالي.

المشروع الذي يدعمه الحزب الديمقراطي الكردستاني يتعرض لمحاولات عرقلة مستمرة من أطراف مختلفة، وعلى رأسها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

وقد جاءت هذه العرقلة ضمن سياق صراع أوسع بين الحزبين، ما يهدد بتعطيل العمل الحكومي بشكل عام وربما يصل إلى مرحلة الانقسام الإداري بين أجزاء الإقليم.

وأفادت تحليلات أن الحكومة الكردية لم تكتفِ باتهام المعارضين بل اتخذت خطوات تصعيدية واضحة.

وفي جلسة استثنائية لمجلس وزراء الإقليم، صدرت توجيهات رسمية لرئاسة الادعاء العام ووزارتي الداخلية والمالية باتخاذ إجراءات قانونية وإدارية بحق أي فرد أو جهة تعرقل تنفيذ المشروع.

أحد المسؤولين المقربين من الحكومة أشار قائلاً: “لا يمكننا السماح للضغوط السياسية بتقويض مشروع يخدم مصلحة شعبنا.”

وفي مداخلة أخرى، ذكر مصدر مطلع أن حزب الاتحاد الوطني يمارس ضغوطاً في السليمانية وحلبجة، حيث تعمل المصارف في تلك المناطق على تعطيل تنفيذ المشروع بشكل ممنهج.

وأضاف المصدر: “الموظفون في هذه المحافظات يواجهون عقبات قانونية وميدانية تمنعهم من أداء واجباتهم، في إشارة واضحة إلى محاولات الهيمنة السياسية على القرار الاقتصادي.”

وفي هذا الإطار، يتصاعد التوتر بين الحزبين الرئيسيين، إذ اتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني الاتحاد الوطني باستغلال قضية “حسابي” كورقة ضغط لتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم.

وذكرت آراء محللين أن هذه العرقلة تمثل انعكاساً لسياسة اللعب بالنار، التي قد تؤدي في النهاية إلى تفاقم الأزمة السياسية في الإقليم، حيث قال أحد المراقبين: “الخلافات الحالية تنذر بإمكانية انقسام الإقليم إلى إدارتين منفصلتين، ما قد يعيد سيناريوهات سابقة من الشلل الإداري والحكومي.”

من جانبه، أكد أحد أعضاء الحزب الديمقراطي أن مشروع “حسابي” ليس مجرد خطوة اقتصادية بل هو جزء من استراتيجية أوسع لتطوير القطاع المالي والحد من الاعتماد على أنظمة قديمة.

وذكر قائلاً: “نحن مصممون على المضي قدماً في هذا المشروع، والجهات التي تسعى لعرقلته لن تفلح في إيقاف عجلة التقدم.”

بينما يرى معارضون للمشروع، من بينهم انصار للاتحاد الوطني، أن توطين الرواتب يحمل مخاطر تتعلق بفقدان السيطرة الإدارية وتوزيع السلطة المالية بين الأحزاب.

وقال محمد عبد الله على منصة اكس: “المشروع يستهدف تجريدنا من أدواتنا السياسية والمالية، ولن نقبل بذلك مهما كانت العواقب.”

ومع تصاعد التوترات، هناك مخاوف من أن يؤدي هذا الصراع إلى مرحلة غير مسبوقة من الاستقطاب قد تشهد توقفاً كاملاً في العملية السياسية وتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

العراق وايران يبحثان “الوضع الحرج” في غزة

25 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: بحث وزير الخارجية فؤاد حسين، مساء اليوم الجمعة، (25 تموز 2025)، مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في اتصال هاتفي ضرورة التحرك الفوري لوقف ما وصفاه بـ”جرائم الكيان الصهيوني” في غزة.

وذكر بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، ان المباحثات “في إطار الاتصالات الهاتفية التي تجريها الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع وزراء خارجية الدول الإسلامية بشأن الوضع الحرج في القطاع”.

وأدان الوزيران بشدة “جرائم الكيان الصهيوني في حرمان شعب غزة المظلوم من الوصول إلى الضروريات الأساسية للحياة، وخاصة الغذاء والماء والدواء” وفقاً للبيان.

وأكد حسين وعراقجي بحسب البيان على ضرورة اتخاذ الدول الإسلامية والعربية “إجراءات عملية لإنهاء الحصار الغذائي والدوائي المفروض على هذا القطاع، وتقديم الإغاثة لشعب غزة الأعزل، ووقف الإبادة الجماعية، ومعاقبة المجرمين”.

من جانبه، أشار وزير الخارجية الإيراني إلى ضرورة “التحرك الفوري من جانب الدول الإسلامية والعربية من خلال عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي”، داعيًا الدول الإسلامية إلى “تسخير جميع الطاقات الوطنية والإقليمية والدولية لوقف الإبادة الجماعية في فلسطين المحتلة”.

بدوره، أعرب وزير الخارجية العراقي عن “حزنه واستيائه إزاء الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم”، مؤكدًا “عزم بلاده على استخدام كافة إمكانياتها للمساعدة في تخفيف آلام ومعاناة أهالي غزة الأبرياء ووضع حد لعدوان النظام الصهيوني”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • حزب طالباني:تشكيل حكومة الإقليم في العام المقبل
  • مصر تطلق حضانات مساجد.. جدل بين أزمة التعليم وشكوك في الأجندة السياسية
  • الحكيم يدعو الى دعم مبادرة “أسرتي وطني” والتكاتف من أجل نجاحها
  • مصادر سياسية:أمريكا “زعلانة”لعدم تشكيل حكومة الإقليم
  • العراق وايران يبحثان “الوضع الحرج” في غزة
  • «المهام المتعددة» تفتح الباب أمام رحيل دياز عن ليفربول!
  • الأمن الوطني: تفكيك شبكة تجنيد مرتبطة بكيان متطرف واعتقال “القرشي”
  • إطلاق “الائتلاف الوطني من أجل تشريعات عمل عادلة”
  • صعود “الطبقة المخملية” يُعيد تشكيل ثقافة الأكل في العراق
  • وزير الاستثمار السعودي: شركة “بيت الإباء” السعودية ستوقع اتفاقية مليارية لبناء مشروع سكني تجاري متميز في حمص، ونذرت أن تكون عوائد المشروع للدعم الاجتماعي للشعب السوري