بغداد في قلب التصعيد: ايران تؤكد الرد الحاسم على الكيان.. وصواريخ عراقية تهاجم ايلات
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
2 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في تصعيد خطير للتوترات في الشرق الأوسط، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي سيكون حتمياً وقوياً ومدروساً، وسيفوق تصور إسرائيل.
تزامنا مع ذلك، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق، السبت، عن تنفيذها لأربع هجمات بمسيّرات على أهداف حيوية في أم الرشراش المحتلة (إيلات).
وفقاً لتقرير موقع أكسيوس، فإن مصادر استخباراتية إسرائيلية حذرت من أن طهران قد تستعد لمهاجمة إسرائيل باستخدام الأراضي العراقية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. يُعتقد أن هذا القرار يأتي ضمن استراتيجية إيرانية للحد من تبعات أي رد إسرائيلي مباشر على أراضيها.
ردود الفعل الدولية
روبرت فورد، السفير الأميركي السابق لدى سوريا ونائب السفير الأميركي السابق لدى العراق، علق على هذه الأنباء قائلاً إن هذه التحركات تمثل رسالة تحذير إسرائيلية للفصائل العراقية وللحكومة العراقية بأن أي هجوم يستهدف إسرائيل سيواجه بضربة قاسية. وأوضح فورد أن واشنطن تجد نفسها في موقف حرج، إذ تسعى إلى تجنب تصعيد واسع النطاق قد لا تتمكن من منعه إذا ما لجأت إسرائيل إلى الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم محتمل من الأراضي العراقية.
قدرة الفصائل وتسليحها
بحسب التقرير، قد تعتمد إيران في تنفيذ هذه الهجمات على طائرات مسيرة وصواريخ باليستية. وأبرز هذه الطائرات هي “شاهد”، التي يصل مداها إلى 1700 كيلومتر وقادرة على حمل كميات كبيرة من المتفجرات. بالإضافة إلى ذلك، قد تُستخدم صواريخ متوسطة المدى تعمل بالوقود السائل، يتجاوز مداها 2000 كيلومتر، مما يجعلها قادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي من الأراضي العراقية.
الأبعاد الاستراتيجية
يرى محللون أن هذه التطورات قد تجر العراق إلى دائرة صراع إقليمي معقدة، خاصة في ظل التوترات القائمة بين الولايات المتحدة وإيران. ورغم العلاقات الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، فإن الولايات المتحدة، وفقاً لفورد، قد لا تكون قادرة على منع إسرائيل من الرد على أي هجوم ينطلق من العراق، مما يزيد من حدة التوتر ويضع العراق في مواجهة خيارات صعبة بين ولاءاته الإقليمية وتحالفاته الدولية.
تسعى واشنطن من جانبها إلى احتواء الأزمة عبر التنسيق الدبلوماسي مع كل من بغداد وتل أبيب، إلا أن احتمال اندلاع صراع واسع يبقى قائماً في حال تنفيذ أي هجوم على إسرائيل من العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: أی هجوم
إقرأ أيضاً:
كذبة المياه التركية: قادة العراق يعدون بالفيضان ويتركون الشعب يظمأ
14 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: في قلب الشرق الأوسط، حيث يلتقي التاريخ بالتحديات الوجودية، يواجه العراق أكبر أزمة مياه في تاريخه الحديث، أزمة ليست مجرد نقص في الإمدادات بل تهديد يهز أركان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
أنهار دجلة والفرات، التي روت حضارات قديمة وغذت شعوباً لآلاف السنين، تتحول اليوم إلى شرايين جافة، تئن تحت وطأة الجفاف الذي يبتلع الأراضي الخصبة ويحول المزارع إلى صحاري قاحلة.
اجتماعات أنقرة: تفاهمات هشة أم خطوة نحو الإنقاذ؟في الأيام القليلة الماضية، أجرت وزارة الموارد المائية العراقية اجتماعات مكثفة مع مسؤولين أتراك في أنقرة، أسفرت عن مجموعة من التفاهمات المركزية حول أزمة المياه. رحبت الوزارة بهذه اللقاءات كخطوة إيجابية، حيث تم التوصل إلى إطار اتفاقي مبدئي لإدارة تدفقات نهري دجلة والفرات، يشمل زيادة الإطلاقات المائية الفورية إلى 500 متر مكعب في الثانية لكل نهر خلال أشهر تشرين الأول والثاني.
الاتفاق، الذي يُعد امتداداً لآليات مشتركة اتُفق عليها قبل عامين، يركز على إعادة تأهيل البنية التحتية المائية العراقية من خلال لجنة عمل مشتركة، مع التركيز على الإجراءات قصيرة المدى لتوجيه المياه نحو الجنوب المتضرر.
لكن هذه التفاهمات تأتي محملة بأمل هش، إذ يُنظر إليها كجسر مؤقت فوق هاوية الجفاف. الزيادة الموعودة في التدفقات، التي ارتفعت مؤخراً بنسبة تصل إلى 88% في بعض الأقسام من الفرات، قد تخفف الضغط الفوري على السدود والقنوات، لكنها لا تضمن استدامة طويلة الأمد.
وفي الواقع، يُشكل هذا الإطار خطوة دبلوماسية مهمة، إذ دعا الجانب العراقي إلى توقيع الاتفاق النهائي في بغداد قريباً، مع الإقرار المشترك بأن كلا البلدين يواجهان انخفاضاً في هطول الأمطار ومستويات الخزانات، مما يتطلب ترقية الشبكات داخل العراق إلى جانب التنسيق على التدفقات النهرية.
وعود السياسيين: زيارات متكررة وإطلاقات وهميةوراء الجدران الدبلوماسية، يتردد صدى وعود كاذبة ألقت بظلالها على الثقة العامة.
وعلى مدار السنوات الأخيرة، زار عدد من المسؤولين العراقيين – من خميس الخنجر إلى صالح المطلك، مروراً بوزير الموارد المائية ورئيس الحكومة محمد شياع السوداني – أنقرة مراراً، معلنين في كل مرة عن زيادات في الإطلاقات المائية كأنها منجزات تاريخية.
هذه الزيارات، التي غالباً ما تُروج كانتصارات دبلوماسية، أثارت موجة من الإحباط الشعبي، إذ تحولت الوعود إلى سراب يتبخر مع مرور الشهور. تركيا، التي تعد ولا تفي في كل الاجتماعات التي تجمع الطرفين، تستمر في استخدام المياه كورقة ضغط، مستفيدة من غياب معاهدة ملزمة تحدد الحصص السنوية لكلا النهرين.
هذا الفشل الذريع في الحصول على حصة ثابتة ليس مصادفة، بل نتيجة لعقود من التفاوض غير المتوازن، حيث يعتمد العراق بنسبة 90% على المياه الوافدة من تركيا. الإعلانات المتكررة عن زيادات مؤقتة، مثل تلك التي وعد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة البرلماني العراقي محمود المشهداني في يوليو، سرعان ما تذوب أمام الواقع: تدفقات انخفضت إلى 120 متر مكعب في الثانية فقط في بعض الفترات، مما يعكس نمطاً من الخداع الدبلوماسي يُتهم به الجانب التركي.
هذه الوعود، التي تُباع للشعب كحلول سحرية، لا تفعل سوى تعميق الشعور بالخيانة، حيث يرى المواطنون فيها مجرد مسكنات لألم مزمن.
و في الجنوب، حيث يلتقي الظمأ بالغضب المكبوت، يواصل المتظاهرون احتجاجاتهم الليلية المتقدة، محولين الشوارع إلى ساحات صراع يومي.
ومن البصرة إلى ميسان وذي قار، يخرج الآلاف ليلاً ليطالبوا بحقهم في قطرة ماء نظيفة، محاصرين طرقاً رئيسية ومصانع نفطية في حركة احتجاجية تعبر عن يأس يفوق الوصف.
وهذه الاحتجاجات، التي اندلعت مؤخراً في أكثر من خمس محافظات، ليست مجرد صرخة؛ إنها ثورة صامتة ضد إهمال يهدد بتحويل المناطق الزراعية إلى أراضٍ مهجورة، ودفع عشرات الآلاف إلى الهجرة القسرية نحو المدن الكبرى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts