كتبت بولا مراد في "الديار":   لم يكن وقع انهيار أو فشل الجولة الاولى من المفاوضات التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية لوقف النار في لبنان كبيراً على اللبنانيين الذين وان كانوا يتوقون الى انتهاء الحرب وسلوك مسار الحل السلمي، الا انهم ومنذ البداية يتعاطون بواقعية مع المخططات والطموحات الاسرائيلية.   وبدا واضحاً انه كان هناك هدفان الاول اسرائيلي والثاني اميركي من اشاعة اجواء ايجابية بخصوص قرب التوصل الى وقف للنار، فتل أبيب كما فعلت طوال المرحلة الماضية بحربها على غزة، تريد ان تقول للمجتمع الدولي انها متعاونة ومستعدة لسلوك مسار التسوية السياسية كما تريد ان توحي بانها تجاري واشنطن بخططها ومقترحاتها وبالتحديد الادارة الاميركية الحالية، لكنها بالحقيقة غير آبهة بأي اوراق لا تلحظ شروطها سواء لانهاء الحرب في غزة او في لبنان، وهي شروط اقل ما يُقال فيها انها تعجيزية.

  من جهتها، حاولت الادارة الاميركية الديموقراطية الحالية الايحاء للناخبين العرب المسلمين في الولايات المتحدة الاميركية انها معنية بوقف شلال الدم الحاصل لذلك تتقدم بطروحات لوقف النار، علماً أن كل ما يعنيها حقيقة ان تصب اصوات هؤلاء الناخبين لمصلحة المرشحة كامالا هاريس الثلاثاء المقبل، وبخاصة ان هذه الادارة تدرك تماما ان ما تعرضه على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لن يلقى لديه آذانا صاغية.   وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن لبنان وبعد انهيار الجولة الاولى من المفاوضات سيكون على موعد مع واحد من هذه السيناريوهات:   أولاً، ان تسلك الهجمات الاسرائيلية مسارا تصاعديا بحيث يحاول العدو الاستفادة قدر المستطاع مما يعتبره وقتاً مستقطعاً حتى الـ20 من كانون الثاني المقبل، موعد استلام الرئيس الاميركي المنتخب مهامه رسمياً، وذلك من خلال تفعيل آلة القتل والدمار لاعتقاده انه بذلك يقضي على حزب الله او يدفعه الى الموافقة على شروطه التعجيزية لوقف النار.   ثانياً، نجاح المقاومة في قلب الطاولة من خلال مواصلة صدها للهجومات المستمرة عند الحدود الجنوبية موقعة اعدادا كبيرة من القتلى في صفوف الجنود الاسرائيليين بالتوازي مع تكثيف هجماتها النوعية على المستوطنات ما يخلق رأيا عاما ضاغطا داخل اسرائيل يجعل نتنياهو يتواضع ويسير بالمقترح الاميركي الذي يقول بتطبيق الـ 1701 بحذافيره ووفق آلية مشددة يتم التفاهم عليها.   ثالثاً، انجرار المنطقة الى حرب موسعة بعد الردود المرتقبة من الطرفين الايراني والاسرائيلي. اذ ان هناك خشية حقيقية من ان تكون المواجهة المفتوحة المباشرة بين تل ابيب وطهران والتي عملت واشنطن جاهدة لمنعها في الاشهر الماضية، باتت اليوم قاب قوسين او ادنى وبخاصة انه وبحسب كل المعطيات فان "صبر ايران الاستراتيجي" اوشك ان ينفد.   بالمحصلة، ايا كان السيناريو الذي سيجد طريقه الى التنفيذ، ففي كل الاحوال فان المخاض طويل وعسير وهناك اقله شهران صعبان سيكون على اللبنانيين تجاوزهما بأكبر قدر ممكن من التكاتف والوحدة بخاصة في ظل المحاولات الاسرائيلية اليومية لاشعال فتنة داخلية تؤدي الى حرب اهلية تقضي على ما تبقى من لبنان بشكله وكيانه الحالي.    

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات

أفادت قناة القاهرة الإخبارية بأن وزير الخارجية والهجرة، الدكتور بدر عبد العاطي تلقى اتصالاً هاتفياً من "كايا كالاس"، ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، وذلك لبحث آخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، في ضوء التصعيد العسكري الخطير بين إسرائيل وإيران، وسبل دعم الجهود الدولية لوقف التصعيد والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

تصعيد متبادل وتحركات عسكرية.. هل يشتعل فتيل الحرب بين إيران وأمريكا؟الكرملين: التدخل الأمريكي في صراع إيران وإسرائيل دوامة تصعيد رهيبةالكرملين : إيران لم تطلب أي مساعدات عسكرية من روسيابرلماني: البيان الدولي المشترك من مصر و20 دولة رسالة قوية ضد العدوان على إيرانمصر تواصل دورها المحوري في تهدئة الأوضاع

وخلال الاتصال، استعرض وزير الخارجية الجهود  المبذولة لاحتواء التوتر الإقليمي، مشيراً إلى أن مصر تبذل مساعٍ حثيثة لوقف إطلاق النار، والعودة لمسار المفاوضات، بما يعزز فرص الحلول الدبلوماسية ويحد من تداعيات التصعيد المتسارعة على أمن المنطقة.

كما شدد الوزير على الأهمية البالغة لمواصلة الاتحاد الأوروبي جهوده السياسية والديبلوماسية، للضغط من أجل خفض التصعيد بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني، وتفادي انزلاق المنطقة إلى مواجهات أوسع قد يصعب احتواؤها.

الوضع الإنساني في غزة أولوية عاجلة

أعرب الوزير عن قلق مصر البالغ تجاه الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، في ظل سياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها إسرائيل، مؤكداً تطلع مصر إلى قيام الاتحاد الأوروبي بدور أكبر في تقديم الدعم الإنساني والإغاثي العاجل للفلسطينيين.

التأكيد على الحل السياسي للقضية الفلسطينية

وجدد وزير الخارجية التأكيد على أهمية العمل نحو إيجاد أفق سياسي حقيقي للقضية الفلسطينية، يستند إلى حل الدولتين، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق والمقبول دولياً لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

ترحيب مصري بدعم أوروبي متواصل

كما عبّر وزير الخارجية عن ترحيب مصر باعتماد البرلمان الأوروبي للقراءة النهائية لقرار منح مصر الشريحة الثانية من حزمة الدعم المالي الأوروبية، مثمناً حرص الاتحاد الأوروبي على توطيد الشراكة الاستراتيجية والشاملة مع مصر في مختلف المجالات، بما يرسخ دعائم الاستقرار الإقليمي ويعزز التنمية المشتركة.

طباعة شارك قناة القاهرة الإخبارية وزير الخارجية والهجرة الشرق الأوسط التصعيد العسكري

مقالات مشابهة

  • إنبي يفوز على الأهلي ويحسم المركز الأول بالدورة المجمعة الأولى برجال تنس الطاولة
  • بتروجت بطلًا للدورة المجمعة الأولى لدوري السيدات لتنس الطاولة
  • وزير الخارجية التركي: نثمن جهود مصر وقطر في مفاوضات وقف اطلاق النار بغزة
  • باكستان ترشح ترامب لـنوبل بعد تدخله لوقف الحرب مع الهند.. الأخيرة نفت الوساطة
  • سيناريوهات تأهل الأهلي أمام بورتو في الجولة المقبلة
  • دبلوماسية تحت النار.. جنيف تستضيف مفاوضات أوروبية-إيرانية لاحتواء التصعيد
  • ثلاثة سيناريوهات محتملة لحرب إسرائيل وإيران
  • اتساع رقعة التصعيد.. وايران تتمسك: لا مفاوضات قبل وقف الهجمات الاسرائيلية
  • استشهاد مواطن لبناني في خرق صهيوني جديد لوقف إطلاق النار
  • وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات