ترددت وتأخرت في الكتابة عن يوم الشباب الدولي… لأن الواقع أقسى من الاحتفاء
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
صراحة نيوز -د.زهور غرايبة تكتب
لم أتأخر في الكتابة عن يوم الشباب الدولي لغياب الرغبة أو لعدم إدراك أهمية هذا اليوم العالمي الذي تحتفي به الأمم سنويًا، بل تأخرت لأنني رغبت أن أعكس من خلاله واقع حال شباب بلدي، وما يواجهونه من إقصاء وتأخير في إشراكهم في مواقع القيادة وصناعة القرار، على الرغم من وجود خطاب سياسي صريح وواضح من قبل الإرادة السياسية العليا يدعو إلى تفعيل دور الشباب وإشراكهم في مختلف مجالات الحياة العامة والسياسية.
لا يخفى على أحد أن الإرادة السياسية العليا في الأردن أولت الشباب مكانة خاصة، وأكدت مرارًا على دورهم الحيوي باعتبارهم ركيزة الحاضر وقوة المستقبل. وقد ترجمت هذه الإرادة عبر أوراق نقاشية ملكية، وتوجيهات متكررة للحكومات بضرورة تمكين الشباب. ومع ذلك، فإن ما يحدث على أرض الواقع لا يعكس هذا التوجه بالشكل المطلوب، حيث يُستثنى الشباب والشابات من مواقع مؤثرة في مؤسسات الدولة، أو يُمنح حضورهم شكليًا دون صلاحيات حقيقية.
الشباب الأردني اليوم، ذكورًا وإناثًا، يعانون من التهميش والإقصاء من قبل بعض الفاعلين السياسيين والاجتماعيين أنفسهم، وكأن هناك حالة من التوجس من قدرتهم على إحداث التغيير. يتم التعامل معهم بوصفهم مستقبلًا لا حاضرًا، فتُحجب عنهم فرص القيادة والمشاركة الحقيقية، ويُحصر دورهم في أنشطة ثانوية أو مناسبات احتفالية، دون تمكين فعلي في مواقع صنع القرار.
هذا الواقع يتعارض مع نصوص الدستور الأردني، الذي يُعد هرم التشريعات، وقد جاء واضحًا في تأكيده على أهمية تمكين الشباب والنساء في مختلف المجالات. فالدستور لا يضع تمكين الشباب باعتباره ترفًا أو خيارًا سياسيًا، بل باعتباره حقًا دستوريًا وواجبًا على الدولة ومؤسساتها. وفي ظل الموارد المتاحة والفرص الممكنة، لا يوجد ما يبرر استمرار التهميش، خاصة وأن الشباب يبدون جاهزية عالية، ويملكون طاقات وخبرات تؤهلهم لتحمل المسؤولية.
لقد تعب الشباب من الوعود والخطابات التي لا تُترجم إلى أفعال. وهم يدركون أن وطنهم بحاجة إليهم أكثر من أي وقت مضى، في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتزايدة. ومع ذلك، يبقون محاصرين بين خطاب رسمي داعم وممارسات تنفيذية تعيق اندماجهم، وهذه المفارقة تضعف ثقتهم بالمؤسسات وتفتح الباب أمام العزوف عن المشاركة السياسية أو البحث عن بدائل خارج الإطار الوطني.
في يوم الشباب الدولي، كان الأجدر أن نحتفي بإنجازات شبابنا في مواقع قيادية ومؤثرة، لا أن نكتب عن معاناتهم من التهميش. ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا بأن تتحول الإرادة السياسية العليا من مجرد توجيه إلى ممارسة مؤسسية راسخة، تعيد الاعتبار لدور الشباب والشابات، وتفتح أمامهم الأبواب للمشاركة الحقيقية في صياغة مستقبل الأردن.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
جامعة القاهرة تنظم فعالية ثقافية عن الأمن القومي بالفرع الدولي
نظّمت إدارة رعاية الشباب في جامعة القاهرة بالفرع الدولي بمدينة السادس من أكتوبر، فعالية ثقافية متميزة بعنوان «في حب مصر»، تحت شعار «الإعلام وتحديات الأمن القومي».
جاء ذلك تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس جامعة القاهرة، في إطار الحرص على دعم الأنشطة الثقافية والفكرية، وتعزيز روح الانتماء الوطني، وترسيخ الهوية المصرية الأصيلة في وجدان طلابها.
وجاء تنظيم الفعالية تحت إشراف الدكتورة هبة نوح مساعد رئيس الجامعة لشئون الفرع الدولي، والدكتورة ثريا البدوي عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وبمشاركة الدكتورة أمل دراز المشرف الأكاديمي لبرنامج الشعبة الإنجليزية بكلية الإعلام، ومتابعة الدكتورة سارة خاطر منسق البرنامج، ونور نجيب مسئول رعاية الشباب بالفرع الدولي، وبمساندة الفريق الطلابي لرعاية الشباب برئاسة الطالب مروان أسامة بالفرقة الثالثة برنامج الأمن السيبراني.
وشهدت الفعالية حضور الدكتور عبد الهادي العوضي عميد كليات قطاع العلوم الإنسانية بجامعة القاهرة الأهلية، والسفير الدكتور يوسف الشرقاوي، والدكتورة نشوى عقل وكيل كلية الإعلام لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، إلى جانب لفيف من أعضاء هيئة التدريس بكلية الإعلام.
وتضمنت الفعالية ندوة حوارية استضافت الإعلامية داليا أشرف مقدمة برنامج «8 الصبح» المذاع على قناة DMC، والإعلامي محمود محمد السعيد مذيع الأخبار بقناة Extra News، حيث استعرض الضيفان تجاربهما المهنية، وأكدا أهمية الدور الوطني للإعلام في حماية الأمن القومي، ومواجهة الشائعات والأكاذيب المغرضة، وتعزيز وعي المواطنين، خاصة الشباب، بخطورة محاولات زعزعة الاستقرار والنيل من ثوابت الدولة، وذلك من خلال أمثلة واقعية من الأحداث التي شهدتها مصر والمنطقة منذ عام 2011 وحتى الآن.
كما قام فريق Media Team الطلابي من طالبات الشعبة الإنجليزية ببرنامج الإعلام بتغطية الفعالية إعلاميًا وتصويريًا، تحت إشراف الدكتورة أمل دراز، في إطار التجربة العملية الثانية التي تهدف إلى صقل مهارات الطلاب، وإكسابهم خبرات ميدانية حقيقية في العمل الإعلامي، والتفاعل المباشر مع الرموز الإعلامية الوطنية.
وافتُتحت الفعالية بأغنية وطنية حماسية شارك فيها الطلاب والحضور، أعقبها أداء السلام الجمهوري في مشهد جسّد مشاعر الفخر والانتماء، ثم انطلقت فعاليات الندوة التي استمرت لأكثر من ساعتين من الحوار المثمر، واختُتمت بالتقاط الصور التذكارية مع الطلاب وضيوف الندوة وقيادات كلية الإعلام.