عربي21:
2025-11-01@19:03:31 GMT

هل غيّر العدو عقيدته‎؟

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

في بداية معركة طوفان الأقصى كان كل الخبراء يتوقعون أن تستمر المعركة عدة أسابيع، يخرب فيها العدو جزءا من البنى التحتية في غزة ويغتال بعض القيادات ويحقق بعض الإنجازات العسكرية التي يحتاجها في مرحلة التفاوض، كما هو الحال في كل الجولات السابقة مع فصائل المقاومة، وكان متوقعا أن تستمر الجولة ربما أطول من الجولات السابقة، حيث بدأت بنصر استخباراتي وأمني وعسكري فلسطيني فاقتحمت الكتائب معسكرات الغلاف وسيطرت عليها وأخرجت فرقة غزة عن الخدمة وعادت بأكثر من 200 من الأسرى إلى داخل أنفاق غزة، وأطلقت عدة آلاف من الصواريخ على مدن الكيان في اليوم الأول من المعركة.



عبّر نتنياهو عما حدث عندما فقال قبل أيام: في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تلقينا ضربة هائلة".

ما حدث جعل استمرار الجولة أكثر من السابق أمرا مؤكدا، ولكن الذي لم يتوقعه أغلب المحللين والمراقبين أن تستمر الحرب عاما كاملا وأن تدخل عامها الثاني ثم تتوسع رغم أن الاحتلال لم يحقق شيئا مما أعلنه من أهداف، فما زالت المقاومة في الميدان وكأنها تقاتل في الأيام الأولى رغم الدمار ورغم اغتيال القادة، وما زال أسرى العدو في يد المقاومة، وما زال القتال يدور في المناطق الحدودية لغزة حيث بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا.

العقيدة العسكرية والأمنية لا يمكن أن تتغير هكذا بين عشية وضحاها، ولهذا فإن استمرار الحرب ربما يكون ناتجا عن عوامل خارجة عن إرادته ولا يدرك كيف يتعامل معها
كل هذا جعل البعض يقول: إن العدو غيّر عقيدته القتالية، وأنه مستعد للحرب لسنوات وأن جبهته الداخلية باتت مؤمنة بهذا، وربما كانت المقاومة على خطأ وربما كنا جميعا لا نعرف العدو عندما اعتقدنا أنه لا يتحمل تكاليف الحرب العسكرية والسياسية والاقتصادية لمدة طويلة. فهل غيّر العدو عقيدته؟

وللجواب على هذا السؤال نقول: إن العقيدة العسكرية والأمنية لا يمكن أن تتغير هكذا بين عشية وضحاها، ولهذا فإن استمرار الحرب ربما يكون ناتجا عن عوامل خارجة عن إرادته ولا يدرك كيف يتعامل معها.

أولها: أن العدو أعلن اهدافا للحرب عالية في سقفها وللآن لم يستطع أن يحقق شيئا منها، ومعنى قبوله بوقف الحرب إقرار بالفشل والهزيمة وخضوعه لشروط المقاومة.

وثانيا: ظن العدو في البداية أنها ربما تكون فرصة لإبادة شعب غزة ودفعه إلى الرحيل مثلما حدث في النكبة الأولى، ولهذا ولغ في دماء النساء والأطفال وهاجم المستشفيات والمدارس ودمر البنى التحتية. ولكن هذه المحاولات جميعا تنكسر أمام ثبات الجميع في غزة، وكان خير تعبير عن هذا الصمود ما قالته المرأة الغزية: نحن لدينا أقمشة بيضاء نصنع منها أكفان شهدائنا ولكن ليس عندنا أقمشة نصنع منها رايات استسلام.

هناك المصلحة الشخصية لنتنياهو والعصابة المحيطة به، حيث إن نهايتهم ستكون بنهاية الحرب، ولهذا يحاول إفشال كل الصفقات ولا يأبه لمصير الأسرى، بل كان حريصا على قتلهم فهو يقود معركته الشخصية ومعركة شركائه من أقصى اليمين
وثالثا: الحرب لها تداعيات هائلة على العدو، حيث لا يلبث المستوطنون أن يخرجوا من الملاجئ حتى يعودوا إليها، وأصبحت طائرة مسيرة صغيرة واحدة أو صاروخ باليستي واحد يطلق من اليمن سببا لهروب الملايين إلى الملاجئ، وحيث تعطلت العملية التعليمية وانتهى النشاط السياحي وتوقفت المصانع وفر مئات الآلاف إلى الخارج. ولكن ما هو متوقع في اليوم الأول بعد الحرب يفوق كل هذا من حيث مستقبل الكيان وبقائه ومن حيث أمنه الداخلي وسلامه المجتمعي، وهو الذي كان على حافة الحرب الأهلية قبل الطوفان في معركة الإصلاحات القضائية.

ورابعا: هناك المصلحة الشخصية لنتنياهو والعصابة المحيطة به، حيث إن نهايتهم ستكون بنهاية الحرب، ولهذا يحاول إفشال كل الصفقات ولا يأبه لمصير الأسرى، بل كان حريصا على قتلهم فهو يقود معركته الشخصية ومعركة شركائه من أقصى اليمين.

وخامسا: هناك العامل الأمريكي والصدمة التي أحدثها الطوفان لخططها في المنطقة، مما جعلها تقف أمام معظم دول العالم في مجلس الأمن والأمم المتحدة وتحمي نتنياهو حتى الآن من المساءلة الجنائية.

لهذه العوامل ولغيرها تستمر الحرب، وهي في كل الأحوال ليست في مصلحة العدو، وإن أخّرت تفكك الكيان فإنها لن تمنع ذلك، وهو يستمر فيها ويستنزف يوميا لا طمعا في النصر وإنما خوفا من سوء المصير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة نتنياهو غزة نتنياهو المقاومة طوفان الاقصي مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة مقالات رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اليمن ونصرة المظلومين والمستضعفين

الله فوق الجميع ووكيل الجميع، ولكن لا بد من كلمة صريحة تُقال. بانه يبقى الأهم دائما أن نُدرك من هو “الخطر الحقيقي” و”العدو الحقيقي” الذي لا يفرّق بيننا، ولا ينسى من يقف في وجهه دائما، وهو العدو الصهيوني.

إن “الصهاينة يحرصون على إيذائنا جميعًا”، بمختلف اتجاهاتنا وانتماءاتنا، فهم لا يرون فينا سوى خصوم لمشروعهم. وقد أوضح الله لنا حقيقتهم في كتابه الكريم، فلا يجوز أن نتوهم أننا خارج دائرة استهدافهم، أو أننا كشعبٍ يمني في خطّ المقاومة بلا قدر أو قيمة.

بل العكس هو الصحيح، فاليمن اليوم تُؤرقهم وتُتعبهم، وتؤثر فيهم أكثر مما يتصور البعض. وكل يمنيٍّ، مهما كان موقعه، هو “عنصر مؤثر في هذه المعركة الكبرى”، وأي جهدٍ بذل أو يُبذل، ولو بدا صغيرًا، هو جهدٌ عظيم في ميزان الموقف والوعي.

لقد جعلت دولة الاحتلال من نفسها “وكيلًا للعالم ضدنا”، فهي ترى في ذاتها مرجعًا حضاريًا وتاريخيًا زائفًا، وتعتقد أن لها أحقيةً في حكم الأرض والبشرية جمعاء.

وما يُعرف بـ”مملكة إسرائيل الكبرى” التي يسعى الغرب لتكريسها في الوعي الدولي، هي في حقيقتها “مشروعٌ استعماري قديم بثوبٍ ديني جديد”.

ولا تظنوا أن هذه القوى ستنسى اليمن وشعبه وموقفها، فنحن – بتاريخنا وموقفنا – “نقشنا في ذاكرتهم نارًا لا تنطفئ، وأورثناهم غيظًا لا يزول”.

ومن هنا، علينا أن نحسن التعامل مع بعضنا، نُقلّل من أخطائنا، ونتعامل بصدقٍ ومحبةٍ ووعي، فالوحدة الاجتماعية والسياسية والأخلاقية هي “درعنا الداخلي” في مواجهة العدو الخارجي.

ولا ينبغي أن نسمح لأحدٍ في محيطنا بأن يستهدف أخاه أو يسيء إليه، فكلنا شركاء في مصيرٍ واحدٍ ومعركةٍ واحدة، تتجاوز حدود الوطن والمصلحة.

ولنا في التاريخ عبرة.

حين ضرب “صدام حسين” إسرائيل بـ39 صاروخًا، لم تنسَهُ تلك القوى، فدمرت العراق، واجتثت نظامه، ولاحقته حتى أُعدم. وهو مثال على أن الصهاينة لا ينسون من يقف في وجههم، سواء كان من المقاومة أو من خارجها. فقد اغتالوا من قبل قادة المقاومة والأحرار والمصلحين، حتى الأنبياء والأولياء والصالحين لم يسلموا من بطشهم، كما وصفهم القرآن الكريم بأنهم “يقتلون الأنبياء بغير حق”، فهم ظالمون، مجرمون، لا يعرفون للرحمة معنى.

فما بالكم إذًا “باليمن وشعبها وقياداتها وإعلامييها وجيشها” وهو نصير المظلومين والمستضعفين؟
أولئك الذين حملوا راية الموقف الشريف، وأعلنوا تضامنهم مع فلسطين بالفعل والقول.

اليمن لم تقف موقف المتفرج، بل قدّمت الدعم والإسناد، أطلقت الصواريخ والمسيرات واغرقت السفن المساندة للاحتلال، وشاركت ببياناتها ومظاهراتها، وساهمت ماديًا ومعنويًا، وما زالت تفعل وستظل – ما شاء الله – على قدر استطاعتها.

ومن الواجب اليوم على الجميع أن “يشحذوا الهمم”، وأن يبثوا العزيمة والإخلاص، ويرفعوا المعنويات في وجه الحرب النفسية والإعلامية والمادية التي تُشن ضدنا جميعًا.
كل فردٍ مستهدف، وكل وطنيٍّ معني، وكل من يشعر بالمسؤولية يجب أن يكون في “أقصى درجات الوعي والجهوزية”، ليس خوفًا، بل استعدادًا وحرصًا، وتأليبًا للنفوس نحو الثبات والتماسك.

أقول ذلك “بتجردٍ وبساطةٍ وأخوة”، بلا تنميقٍ أو مجاملة، لأن المرحلة لا تحتمل الزخرفة، بل تحتاج إلى وضوحٍ وصدقٍ وتواضع.

فالله هو الحامي والحارس والمدافع، الرحمن الرحيم بعباده، وبشعب اليمن وقياداته وأبنائه.

نحن نعتمد عليه وحده، فهو من ينجي من مكر الصهاينة وخبثهم ومكر من يقف وراءهم، ولو كان العالم كله في صفهم، فـ”حسبنا الله ونعم الوكيل” وايدينا على الزناد.

وفي الختام، لنتذكر أننا في “اختبارٍ عظيمٍ من الله”، اختبارٌ لعزيمتنا وإيماننا وقدرتنا على حمل الأمانة.
وسنواصل الصبر والثبات، وما النصر إلا من عند الله، وما بعد الصبر إلا الفرج.

مقالات مشابهة

  • عراقجي: إيران منعت حرب العدو الإسرائيلي من التوسع في المنطقة
  • رعد: خيارنا كمقاومة الثبات والصبر
  • المتاحف ذاكرة الشعوب.. من الجيزة إلى بكين قصص تروى عن الإرادة والصمود
  • الشعبية” تحمل العدو الصهيوني المسؤولية عن جرائم الحرب بحق الأسرى الفلسطينيين
  • الاحتلال يتسلم 3 جثث من المقاومة ويحيلها للطب العدلي.. كم بقي؟
  • الاحتلال ينتقم للفشل
  • اليمن ونصرة المظلومين والمستضعفين
  • دور جديد لطارق عفاش والزبيدي لتنفيذ مخطط صهيوأمريكي في المحافظات المحتلة .. وآخر لمليشيا الإصلاح في تعز ومأرب
  • نزع السلاح ونزع الذاكرة.. الحرب الصهيونية على الوعي
  • استراتيجية الهدن والمهادنة..