المتاحف ذاكرة الشعوب.. من الجيزة إلى بكين قصص تروى عن الإرادة والصمود
تاريخ النشر: 1st, November 2025 GMT
تتجه أنظار العالم مساء اليوم إلى مصر، حيث تستعد القاهرة لحدث ثقافي استثنائي طال انتظاره، افتتاح المتحف المصري الكبير علي بعد أمتار من أهرامات الجيزة، في لحظة تمزج بين التاريخ والحاضر، وتعيد إلى الأذهان قدرة الشعوب على تخليد حضارتها مهما تغيرت الأزمنة.
مصر تفتح بوابة جديدة على التاريخبعد أكثر من عقدين من العمل المتواصل، يفتتح المتحف المصري الكبير ليصبح أكبر صرح ثقافي في القرن الحادي والعشرين، ومعلما جديدا للحضارة المصرية.
تعود فكرة إنشائه إلى تسعينيات القرن الماضي، فيما وضع حجر الأساس عام 2002، في موقع استراتيجي يطل على الأهرامات الخالدة.
ويجسد تصميم المتحف تواصلا بصريا مدهشا مع الأهرامات الثلاثة، إذ تحاكي واجهته الزجاجية امتداد أشعة الشمس المنبعثة من قممها، وكأنها جسر من الضوء بين الماضي والمستقبل.
يمتد المتحف على مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع، ويضم آلاف القطع الأثرية النادرة التي تروي مراحل تطور الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.
وتعد مجموعة الملك توت عنخ آمون أبرز ما سيُعرض للمرة الأولى كاملة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، إلى جانب مقتنيات الملكة حتب حرس ومراكب الملك خوفو الشهيرة.
ولم يقتصر دور المتحف على حفظ التاريخ، بل تحول إلى مركزٍ ثقافي متكامل يضم متحفاً للأطفال، ومركزا تعليميا ومؤتمراتٍ وسينما، فضلا عن حدائق ومنشآت ترفيهية وتجارية، ليصبح وجهة عالمية تعكس رؤية مصر في أن تكون الثقافة نافذة على المستقبل.
الصين متحف يقص ملحمة المقاومةوفي الضفة الأخرى من القارة الآسيوية، يقف متحف حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني في العاصمة بكين شاهدا على ملحمة شعبٍ واجه العدوان بالإصرار والوحدة.
أُنشئ المتحف عام 1987 داخل قلعة وانبينغ التاريخية، قرب جسر لوغو الذي اندلعت عنده شرارة الحرب، ليصبح المتحف التذكاري الأبرز في الصين الذي يوثق تفاصيل حرب المقاومة الشعبية ضد العدوان (1937–1945).
يمتد المتحف على مساحة عرض تتجاوز 6700 متر مربع، ويضم أكثر من 20 ألف قطعة أثرية ووثيقة وصورة تسرد تفاصيل المقاومة ومعاناة الشعب الصيني وتضحياته.
وقد خضع المتحف لعدة مراحل تطوير، تضمنت إدخال تقنيات عرض متقدمة بالصوت والضوء، تحاكي أجواء الحرب وتضع الزائر في قلب الأحداث، خاصة في جناح حادثة السابع من يوليو التي مثلت بداية الكفاح المسلح ضد الغزو.
كما يستضيف المتحف معارض دولية تبرز فظائع الحرب ورسائل السلام، ليؤكد أن ذاكرة الألم يمكن أن تتحول إلى درس للإنسانية، وأن السلام ثمرة تضحيات الشعوب الواعية بتاريخها.
رسالة مشتركة من القاهرة وبكينرغم اختلاف الحضارات وتباعد المسافات، يجتمع المتحف المصري الكبير ومتحف حرب المقاومة الصينية في رسالة واحدة أن المتاحف ليست مجرد جدران تحتضن مقتنيات، بل ذاكرة الأمم وصوت الشعوب الذي لا يصمت.
ففي مصر، تحكي الآثار قصة حضارة عمرها آلاف السنين قاومت الزمن بالحجر والذهب وفي الصين، توثق المعروضات بطولة أمة نهضت من رماد الحرب لتبني مستقبلها، كلا المتحفين يجسدان إرادة الشعوب في حفظ هويتها وصناعة غدها من جذور ماضيها.
فمن الجيزة إلى بكين، تمتد خيوط التاريخ فى رسالة أن الحضارة لا تموت والشعوب التي تعرف كيف تحفظ تاريخها، تعرف كيف تصنع مستقبلها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المتحف المصري الكبير أهرامات الجيزة المتحف المصري الملك توت عنخ آمون المتحف المصری الکبیر
إقرأ أيضاً:
هشام الحصرى: المتحف المصري الكبير استثمار في الهوية الوطنية وتجسيد لرؤية مصر الحديثة
أكد النائب هشام الحصرى رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، الأهمية التاريخية لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، مشيرا إلى أن مشروع المتحف المصري الكبير يمثل أكثر من مجرد معلم أثري، بل هو تجسيد حي لرؤية مصر الحديثة التي تجمع بين أصالة الماضي وطموح المستقبل.
ووصف الحصرى، في تصريحات له اليوم، هذا الصرح الحضاري بأنه "تحفة معمارية وتكنولوجية تقف شاهدة على قدرة الدولة المصرية على تحقيق الإنجازات الكبرى".
وشدد الحصرى على أن اكتمال المتحف المصري الكبير هو انتصار للإرادة المصرية وخطوة حاسمة لاستعادة مكانة مصر المستحقة كمركز للإشعاع الحضاري.
وتابع،: “إن المتحف هو رسالة سيادة ثقافية، حيث أنه يضع تراثنا الوطني في بيئة تليق بعظمته، ويتيح الفرصة للأجيال الحالية والقادمة لملامسة تاريخهم بفخر، مضيفا، إنه ليس مجرد عرض للآثار، بل هو استثمار في الهوية الوطنية وفي قدرتنا على قيادة السرد التاريخي للحضارة الإنسانية.”
وأشار إلي أن المتحف المصري الكبير يمثل قفزة نوعية في دمج أحدث التقنيات مع العرض الأثري، مما يجعله نموذجاً لما يُعرف بـ "المتاحف الذكية" عالمياً.
واختتم الحصرى، بالتأكيد على أن المتحف سيُغير بشكل جذري تجربة الزائر في مصر، ويخلق مساراً سياحياً فريداً يمتد من المتحف إلى الأهرامات، مروراً بالمناطق المحيطة التي ستشهد نمواً اقتصادياً واجتماعياً غير مسبوق.