مستقبل لبنان... ونتائج الانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
تجري يوم غد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، علماً أن أكثر من 62.7 مليون ناخب وهو رقم كبير جداً أدلوا بأصواتهم بحلول يوم الخميس 31 تشرين الأول. يعد التصويت المبكر هذا العام الأعلى مقارنة بالعام 2016 حين كان الرقم 47.2 مليون صوت.
أظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع كلية سيينا أن المنافسة لا تزال محتدمة بين المرشحين، الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب، في الولايات الأميركية السبع الحاسمة قبل يوم من الانتخابات الرئاسية.
وأظهر الاستطلاع تقدماً طفيفاً لنائبة الرئيس هاريس في نيفادا ونورث كارولاينا وويسكونسن، بينما يتقدم الرئيس السابق ترمب في أريزونا. ويتنافس الاثنان بشكل متقارب في ميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا.
وشمل الاستطلاع 7 آلاف و879 ناخباً محتملاً في الولايات السبع خلال الفترة من 24 تشرين الاول إلى الثاني من تشرين الثاني الجاري.
واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأحد، أن الأجواء السياسية في الولايات المتحدة "غير مواتية" لفوز محتمل لمرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية نائبة الرئيس كامالا هاريس، كما يتصوّر كثيرون، وذلك في إطار موجة غضب عالمية وتراجع ثقة في الأحزاب الحاكمة بالدول المتقدمة دفعت إلى "نزعة تغيير".
وقالت الصحيفة الأميركية، السبت، إنه من الإنصاف القول إن هذه الحملة الانتخابية "لم تجرِ بسلاسة كما توقع الديمقراطيون"، بغض النظر عما سيحدث غداً في يوم الانتخابات.
وتواجه هاريس هذه المرة خطر خسارة تأييد جالية أميركية عربية تعد 200 ألف نسمة نددت بطريقة تعاطي بايدن مع حرب غزة. وأشارت مراكز الاستطلاع إلى تراجع تأييد السود للمرشحة الديموقراطية، فيما يقر مساعدو هاريس بأنه ما زال عليهم بذل الكثير من الجهود لدفع ما يكفي من الرجال الأميركيين من أصل إفريقي لدعم هاريس كما كان الحال مع بايدن في 2020.
وأوضح ترامب من بنسلفانيا أمس، أن استطلاع الرأي الذي أظهر تأخره في آيوا مزيف ولا يعكس الحقيقة، مشيراً إلى أنه سيفوز في الانتخابات رغم استطلاعات الرأي المزيفة. ويسير الحزب الجمهوري نحو تحقيق أغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي في انتخابات 2024، مع توقع فوزه بما لا يقل عن 51 مقعداً من اصل مئة مقعد، ما يمنحه السيطرة على المجلس وانتزاعه من الديمقراطيين.
إن الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2024 هي انتخابات تاريخية ومفصلية، ليس فقط على مستوى الولايات المتحدة إنما على مستوى السياسة الخارجية. وهناك تنافس بين تيارين: تيار ديمقراطي يعتبر أن الولايات المتحدة لا تزال امبراطورية ولها مصالح نفوذ وحلفاء في أرجاء العالم، وتيار انعزالي يرى أن الولايات المتحدة هي أولاً،
وأن لها مصالح وهي أقرب إلى الجمهورية منها إلى الامبراطورية. هذا التضارب بين التيارين سينعكس على سياسات الولايات المتحدة بعد انتخاب الرئيس الجديد، على عكس ما يعتقد كثيرون أن سياسة واشنطن تقررها الدولة العميقة وان المصالح لا تتغير أو تتبدل بانتخاب رئيس جمهوري أو ديمقراطي.
وتقول مصادر أميركية: سنشهد سياسة جديدة مختلفة عن السياسات التي كانت تنتهج سابقاً في الولايات المتحدة مع المرشح الجمهوري دونالد ترامب في حال انتخب رئيساً وهو الان يبدي استعداداً لهذا التغيير. ففي الولاية السابقة فوجئ بانتخابه رئيساً ولم يكن مستعداً للقيام بأي تغيير جذري، أما اليوم فهو على أتم الجهوزية للذهاب نحو سياسة جديدة، ويتظهر ذلك من خلال الأسماء التي سيطرحها لمراكز ومناصب عدة في البيت الأبيض. والواضح ان هجومه على ليز تشيني ابنة ديك تشيني واتهامه لها بأنه محرضة على الحرب، ولا تملك الشجاعة للقتال في معركة ، مؤشر واضح في هذا المجال. بالنسبة إلى ترامب، أكبر خطأ ارتكبه في ولايته السابقةكان اختيار جون بولتون مستشارا له، لذلك فإن الاتجاه الجديد بعد 20 كانون الثاني في الولايات المتحدة هو نحو أميركا المحافظة البعيدة جداً عن أميركا النيو كونز. في المقابل تشير المرشحة الديمقراطية كامالا هايس إلى أنها طوت صفحة وستفتح صفحة جديدة، في حين أن ولاية هاريس، في حال فازت الأخيرة في الانتخابات الرئاسية، ستكون الولاية الرابعة للرئيس الاسبق باراك اوباما الذي يرى أنه سيكون الرئيس الظل اذا وصلت المرشحة الديمقراطية إلى البيت الابيض.
وبينما يشكل انتخاب هاريس استمرار السياسة الأميركية المعادية لروسيا، فثمة خلاف كبير حول ملفات الشرق الأوسط بين هاريس وترامب الذي لا يؤمن بحل الدولتين بينما هاريس تقول إنها تسعى إلى حل الدولتين رغم معرفتها أن هذا الامر غير واقعي. وعلى الخط الايراني فإن هاريس ستسير على خطى أوباما الذي يظن أن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية تشكل أساس الاستقرار في الشرق الأوسط وأن الولايات المتحدة ضحت بالكثير من مصالحها مع دول أخرى من أجل التفاهم مع طهران، بعكس ترامب الذي يعتبر أن إيران هي عدو وتهدد المصالح الطبيعية للولايات المتحدة الأميركية مع دول الخليج العربي، لذلك فان إيران، بحسب المصادر فسها، لعبت دورا مهما في الانتخابات الرئاسية بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وعندما أيقنت أن الاحتجاجات في الجامعات ضد الولايات المتحدة تؤثر على هاريس، عمدت إلى التخفيف من وقع هذه الاحتجاجات. وما يسمى ب" الإسناد" كان توجها إيرانياً لعدم التصعيد ضد اسرائيل لأن توسع الحرب سوف ينعكس سلبا على هاريس وحتى أن "وول ستريت جورنال" لفتت إلى أن هاريس هي مرشحة إيران. أما إسرائيل فلعبت دوراً بارزاً في الانتخابات الاميركية، فحكومة بنيامين نتنياهو ترى أن ترامب هو الخيار الأفضل، مع العلم أن المؤتمر الديمقراطي الذي أشرفت عليه هاريس كان أكثر دعماً لإسرائيل من أي مؤتمر آخر مما يشير إلى أن الناخب العربي والمسلم له كلمته، لكن الكلمة الأهم تبقى لـ اللوبي الاسرائيلي في الولايات المتحدة والناخب اليهودي في نيوجرسي ونيويورك.
مما لا شك فيه أن ترامب هو المرشح الأفضل لدول الخليج العربي وبالاخص بالنسبة إلى الرياض التي مرت بعلاقة سيئة مع الإدارة الاميركية الراهنة في عهد الرئيس جو بايدن. ويبقى أن ملف الطاقة يجمع بين دول الخليج وترامب فضلا عن ملف التقارب مع روسيا. فوصول ترامب إلى البيت الأبيض وتفاهمه مع روسيا، يشير إلى أن الحصار السياسي والاقتصادي على سوريا سوف يرفع ولو بشكل تدريجي وسيكون نقطة التقاء بين الولايات المتحدة وروسيا ودول الخليج التي تسعى لتحسين علاقاتها مع سوريا وهذا الامر سينعكس سلباً على النفوذ الايراني في المنطقة.
لكن ماذا عن لبنان؟
ترى الإدارة الديمقراطية أن الواقع الحالي في لبنان المتمثل بوجود قوي وفاعل لحزب الله لا يزعج الولايات المتحدة شرط أن يسيطر الهدوء على الحدود الشمالية، وحماية أمن إسرائيل. أما ترامب فيرى ومن إلى جانبه، أن مستقبل لبنان ليس بوقف إطلاق النار إنما بإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل، ولذلك فإن انتخاب ترامب سوف يترافق، وفق ترجيحات المصادر، مع تصعيد عسكري في لبنان من أجل الدفع هذا البلد نحو اتفاق أبعد من تنفيذ القرار الدولي 1701.
وعليه، يمكن القول إن هذه الانتخابات في الولايات المتحدة، ليست انتخابات محلية إنما يعنى بها العالم أجمع. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة فی الولایات المتحدة فی الانتخابات إلى أن
إقرأ أيضاً:
بين مفاخرة ترامب بإنهاء 8 حروب ونتائج وساطاته الفعلية.. ماذا تقول الوقائع الميدانية؟
رغم تكرار الرئيس الأميركي تأكيده أنه أنهى ثماني حروب حول العالم، تُظهر مراجعة الأزمات التي تدخّل فيها أن معظم هذه النزاعات لم تتوقف فعليًا، أو أن اتفاقات وقف القتال المرتبطة بها لم تصمد على أرض الواقع.
يكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة أنه أنهى ثماني حروب في مناطق مختلفة حول العالم، ويقدم ذلك على أنه حصيلة وساطاته وتحركاته السياسية خلال الفترة الماضية. لكن عند التدقيق في النزاعات التي يشير إليها، يتبين أن بعض هذه الحروب لم يتوقف فعليا، وأن أربع نزاعات فقط شهدت هدنا أو خفوتا للقتال خلال الأشهر الأخيرة، بينما بقيت تسويات أخرى هشة أو مؤقتة أو عادت المواجهات فيها بعد فترة قصيرة. فهل تعكس هذه الصورة فعلا ما يصفه ترامب بأنه "إنهاء ثماني حروب"؟
غزة: الهدنة الأبرز والأكثر هشاشةيمثل وقف إطلاق النار في غزة أبرز الملفات التي ارتبطت بدور ترامب. فقد اندلعت الحرب عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبفعل ضغوط أميركية ووساطة قطرية ومصرية، دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، ما سمح بانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعمليات تبادل للرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
لكن أعمال العنف لم تتوقف بالكامل. فقد أدت الضربات الإسرائيلية اللاحقة إلى مقتل أكثر من 370 فلسطينيا، فيما قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين أيضا. ومنذ الأربعاء، لم يبق في غزة سوى جثمان رهينة إسرائيلي واحد، بينما تطالب إسرائيل بإعادته لبدء المرحلة الثانية من خطة تثبيت وقف إطلاق النار.
لا يزال النزاع في أوكرانيا مستعرا رغم تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل وصوله إلى البيت الأبيض أنه قادر على إنهائه "في يوم واحد".
وحتى الآن، لم تتمكن الجهود الأميركية من تحقيق أي تقدم تفاوضي واضح، فيما تتواصل العمليات العسكرية على مختلف الجبهات بلا تغيير يذكر. وقبل يومين، قال ترامب إنه "لا يريد إضاعة الوقت على أوكرانيا"، في وقت لم ينجح فيه حتى اليوم في وقف الحرب أو تغيير مسارها الميداني.
في 4 كانون الأول/ديسمبر، وُقّع في واشنطن اتفاق بين الكونغو الديموقراطية ورواندا قدّمه ترامب كإنجاز كبير. لكن الواقع الميداني بقي على حاله، إذ لم يُحدث الاتفاق أي تغيير في شرق الكونغو الديموقراطية، وهي المنطقة التي تشهد نزاعات مستمرة منذ أكثر من 30 عاما. ودخلت مجموعة "أم 23" المتمردة، المدعومة وفق خبراء أمميين من ستة إلى سبعة آلاف جندي رواندي، مدينة أُفيرا الاستراتيجية. واعتبرت بوروندي، التي تقع عاصمتها الاقتصادية بوجومبورا على بعد 20 كيلومترا فقط من أُفيرا، أن هذا التطور يشكل "صفعة" لواشنطن.
قدّم ترامب الاتفاق الحدودي بين كمبوديا وتايلاند الموقع في 26 تشرين الأول/أكتوبر بوصفه "اتفاقا تاريخيا" لإنهاء نزاع متجذر يعود إلى الفترة الاستعمارية الفرنسية. وسبق ذلك في تموز/يوليو وقف لإطلاق النار أسهمت فيه الولايات المتحدة والصين وماليزيا بعد خمسة أيام من القتال أودت بحياة 43 شخصا على الأقل وتسببت بإجلاء أكثر من 300 ألف مدني.
لكن الاتفاق انهار بعد أسبوعين فقط. ففي 10 تشرين الثاني/نوفمبر، علّقت تايلاند العمل به بعد انفجار لغم أرضي قرب الحدود. وفي ما بعد، اندلعت اشتباكات جديدة خلّفت ما لا يقل عن 19 قتيلا، بينهم 10 مدنيين كمبوديين وتسعة جنود تايلانديين، وفق حصيلة رسمية. وأُجبر أكثر من 500 ألف شخص على إخلاء مناطق القتال، في تصعيد وصفه سكان محليون بأنه أكثر عنفا من مواجهات تموز/يوليو.
نفذت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو هجوما غير مسبوق على إيران، معلنة أن الهدف منه هو منع طهران من امتلاك السلاح النووي. وخلال ليلة 21–22 حزيران/يونيو، انضمت الولايات المتحدة إلى العملية عبر قصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وبعد 12 يوما من القتال، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى "وقف تام لإطلاق النار". غير أن استمرار التوتر حول البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تأكيد المرشد الايراني خامنئي أن بلاده لن تتراجع في ملف تخصيب اليورانيوم، يجعل مستقبل هذه الهدنة غير مضمون.
الهند وباكستان: ما دور ترامب؟اندلعت في أيار/مايو مواجهة عنيفة بين الهند وباكستان استمرت أربعة أيام، وأسفرت عن أكثر من 70 قتيلا في الجانبين. أعلن ترامب بشكل مفاجئ عن وقف لإطلاق النار بين البلدين، وقد شكرت باكستان واشنطن على "تسهيل ذلك". لكن الهند أكدت أنها لم تتلق أي طلب من أي قائد أجنبي لإنهاء القتال، وأن التفاوض كان مباشرا بينها وبين إسلام آباد، وفق ما قاله رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
رغم أن البلدين لا يخوضان حربا، فإن التوتر بلغ مستويات عالية بسبب السد العملاق الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل. وتعتبر مصر السد "تهديدا وجوديا" لأنها تعتمد على النهر لتوفير 97 بالمئة من مياهها. وتم تدشين السد في 9 أيلول/سبتمبر من دون أي دور مؤثر لترامب في تخفيف التوترات. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن المفاوضات وصلت إلى "طريق مسدود تماما".
Related رغم دعوة مصر ومقترح ترامب لانضمامها إلى اتفاقات أبراهام.. إيران أبرز الغائبين عن قمة شرم الشيخإنفانتينو أمام شكوى لدى محققي أخلاقيات "الفيفا" بسبب جائزة السلام الممنوحة لترامبقمة شرم الشيخ.. قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا يوقعون وثيقة بشأن الاتفاق بين إسرائيل وحماس أرمينيا وأذربيجان: مشروع اتفاق لا يزال معلقافي البيت الأبيض، وُقّع في آب/أغسطس مشروع اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان لإنهاء عقود من النزاع حول إقليم ناغورني قره باغ، الذي استعادته باكو في عام 2023. لكن التوقيع النهائي للاتفاق لا يزال غير مضمون بسبب شروط تطرحها أذربيجان وتعتبرها يريفان محرجة.
في الولاية الأولى لدونالد ترامب عام 2020، جرى في البيت الأبيض توقيع اتفاق للتطبيع الاقتصادي بين صربيا وكوسوفو، في خطوة اعتُبرت آنذاك محاولة لتهدئة التوتر بين الطرفين. غير أن الاتفاق لم يكن بمثابة اتفاق سلام، ولم يغيّر من طبيعة الخلاف القائم منذ سنوات. فصربيا ما زالت ترفض الاعتراف باستقلال كوسوفو الذي أعلنته بريشتينا عام 2008، فيما تستمر التوترات السياسية والأمنية رغم وجود قوات دولية لحفظ السلام، ورغم جولات الحوار المتكررة التي أخفقت في معالجة إرث حرب 1998–1999.