تسببت قسوة الحياة وجحود الأبناء، في تشرد عائشة، صاحبة الـ 50 عامًا، ابنة محافظة بني سويف، وانطبق عليها المَثل الشعبي الشهير «قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليا حجر»، ولم تجد لها ملجأ سوى الاحتماء بالشارع، فتجولت من منطقة لأخرى على مدار ما يقرب من 10 سنوات، وفي نهاية المطاف احتمت في حواري وشوارع منطقة المنيب التابعة لمحافظة الجيزة، وعاشت وسط سكانها بملابس رثة ووجه شاحب وشعر مبعثر، لمدة عامين، حتى اكتشفوا حقيقتها الصادمة، بعدما أوهمتهم أنها تعشق تربية الحيوانات الأليفة، لكنها كانت خدعة حتى تهجم على فريستها، وتنفذ لذتها في تناول لحم «القطط والكلاب».

أثارت أفعال «عائشة المشردة» الاشمئزاز وبثت الرعب والفزع في نفوس أهالي المنطقة، وسط قلق بالغ من أن تنفذ جرائمها بحق طفل، خاصة بعد ما رأوه داخل غرفتها، التي اتخذتها وكرًا لتنفيذ مخططاتها، فهم شاهدوا وعاء بداخله مياه مختلط بها دماء، ورأس قطة حديثة الولادة، لم تتجاوز الـ 10 أيام، ومسلوقة ومعدة للطعام، وأيضًا يوجد وعاء آخر بداخله قطع لحم وكبد «كلب» وجمجمة، سبق وأحضرتها «سفاحة القطط والكلاب» تمهيدًا لتناولهم، لكن انتهى الحال بـ «عائشة» إلى السقوط بقبضة الأمن.

سفاحة القطط والكلاب

قبل نحو عامين، قدمت «عائشة» إلى منطقة المنيب، لا تعلم بأي الطرق ستسير، تارة تعيش أمام المساجد، وتارة أسفل الكباري، حتى قررت أن تعمل، واشترت «أرانب وفراخ»، وراعتهم حتى يكبرون، وتبيعهم لسكان المنطقة.

ولم يتركها الأهالي، بل كانوا يعطفون عليها، ويمدون لها يد العون، وصولا إلى أن مجموعة من سكان المنطقة، خصصوا لها راتب شهري صدقة لها، وجمعت السيدة تلك الأموال، لتبني لها غرفة تحتمي بداخلها من قسوة الشارع، وذلك حسبما روى شهود العيان والجيران لـ «الأسبوع».

وجمعت «عائشة» جدران الغرفة على مدار شهور، حتى تقطن بداخلها، وهي تقع أسفل كوبري القصبجي بمنطقة المنيب.

وبيوم، ذهب إليها شاب يدعى يوسف، ليعطي لها طعام وشراب، فجلس معها ليكشف عما وراء «عائشة»، وأخبرته أنها ابنة محافظة بني سويف، وأن لديها أولاد متزوجين لكن لا يسأل عن شأنها أحد، فلم تجد سوى الشارع ملجأ لها.

وفي هذا السياق، أوضح شهود العيان أنهم كانوا يشاهدون «عائشة» تسرق أشياء بسيطة من داخل المحلات، قائلًا علاء الدين أشرف، صاحب محل «كافية» أمام الغرفة التي تقطن بها «عائشة»، إنها كانت تسرق طعمية من مطعم فلافل، أو كوب من المطاعم، وأشياء بسيطة، لكنهم لا يعلمون عن سبب تصرف السيدة بذلك الشكل.

حتى اكتشفوا شيئًا مريب، في غضون شهر رمضان الكريم الماضي، رأى رجل عجوز مشهدا قاسيا، حينما وجد الفتاة برفقتها قطة بها آثار ذبح، وسط محاولات منها للإفلات من الشبهات، وأدعت أنها ارتكبت ذلك الفعل عن طريق الخطأ، وأنها توفر للقطة العلاج اللازم، ومرت الأيام والفتاة تنفذ مخططاتها غير الإنسانية في خفاء تام.

ولم يشك أهالي المنطقة بعائشة، لأنها أوهمتهم أنها تعطف على الحيوانات الأليفة، بل كانوا يجلبون الطعام والشراب لها وللحيوانات الأليفة التي تربيها داخل غرفتها.

سفاحة القطط والكلاب

حتى جاء اليوم المشئوم بالنسبة لـ عائشة والشهيرة بـ «سفاحة القطط والكلاب»، والذي أسدل الستار عن جرائمها، وذلك حينما دهس قائد سيارة، «كلب» مار بالشارع عن طريق الخطأ، فاصطحبه أهالي المنطقة أسفل أحد الكباري.

وبفجر اليوم الثاني، رأى سكان المنطقة «عائشة» تتسلل إلى محل تواجد «الكلب»، وتسحبه إلى داخل غرفتها، وحينها اختفى آثاره، فضلا عن اكتشافهم أن عدد الحيوانات الأليفة التي كانت تصطحبها الفتاة في تناقص مستمر.

ذلك الأمر، جعل الشك يزداد داخل نفوس أهالي منطقة المنيب، وحاولوا التسلل إلى داخل غرفة «الفتاة المشردة»، بحجة ملء وعاء مياه، وهنا كانت الصدمة الكبرى عما رأوه بين جدران الغرفة.

شملت غرفة «عائشة»، التي ينبعث منها رائحة كريهة، 3 أوعية مملوءة بالدماء، و«كلب» مربوط بحبل وبجواره قطعة قماشية ملطخة بالدماء، وسكين ملطخ بالدماء، وفوق سطح البوتجاز يوجد وعاء بداخله مياه مختلط به دماء، ورأس قطة حديثة الولادة، لم تتجاوز الـ 10 أيام، ومسلوقة ومعدة للطعام، وأيضًا يوجد وعاء آخر بداخله قطع لحم وكبد «كلب» وجمجمة، سبق وأحضرتها «سفاحة القطط والكلاب» تمهيدًا لتناولهم.

مشاهد مرعبة، وقعت في نفوس أهالي منطقة المنيب، كالصاعقة، ولم يعلموا بمن يستغيثون، فقرروا نشر استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أحد سكان المنطقة، أنه فزع حينما رأى تلك المشاهد والأوعية المملوئة بقطع من الحيوانات المذبوحة، وانتابته فكرة أنها من الممكن أن تنفذ جريمة بحق البشر وأن تقتل طفل بذات الأسلوب، خاصة وأنها على درجة عالية من الاحترافية في الذبح والتقطيع.

وصلت استغاثة أهالي المنطقة إلى هدى مقلد، رئيسة إدارة جمعية حياة قلب لإنقاذ وعلاج حيوانات الشوارع، والتي بدورها انتقلت إلى محل الاستغاثة، ورأت وعاء مملوء بـ «وراك كلاب، وديول كلاب، وقفص صدري مشفى، وسلاسل تستخدمها عائشة لربط الذبيحة»، ومشاهد لا يمكن لعقل بشري استيعابها، فكيف بفتاة، من طباعها الرقة والمشاعر الفياضة، أن ترتكب مثل تلك الوقائع.

سفاحة القطط والكلاب

ومن جانبها، تواصلت «الأسبوع» مع رئيسة الجمعية، والتي كشفت أنها فور رؤيتها لتلك المناظر، خاصة حينما رأت تواجد كلب بجواره السكين مترقبًا لحظة ذبحه، قائلة «ربنا خلق البشر والحيوانات وبث بداخلهم الروح.. وده روح بتبكي منتظرة لحظة قتلها».

هرعت إلى ديوان قسم شرطة الجيزة، لإبلاغ الأجهزة الأمنية عن «سفاحة القطط والكلاب»، وقدمت ما يثبت إدعاءاتها، حيث وثقت تلك المشاهد التي ارتكبتها «عائشة» في مقاطع فيديو، طالبة منهم أن يحولوا الفتاة على مصحة للعلاج النفسي كونها تمثل خطرًا على البشرية.

ولم يمر سوى 5 دقائق، حتى أعدت الأجهزة الأمنية قوة أمنية، وانتقلت إلى محل البلاغ، وألقت القبض على السيدة المتهمة بتعذيب وقتل الحيوانات الأليفة، وطهيها وتناولها بمنطقة المنيب في محافظة الجيزة، وتحفظت عليها بديوان القسم، لحين اتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفي هذا الصدد، تواصلت «الأسبوع» مع المحامي أيمن محفوظ، بالنقض والدستورية العليا، لكشف العقوبة القانونية المنتظر لـ «سفاحة القطط والكلاب»، موضحًا أن القانون وضع عقوبات الحبس على قتل الحيوانات أو الإضرار بها طبقًا لنص المادة 357 عقوبات، حيث يواجه المتهم عقوبة بالحبس 6 أشهر أو بغرامة لا تتجاوز 200 جنيهًا كل من قتل عمدًا بأي صورة بدون مقتضى حيوان أو أضر به ضررًا كبيرًا.

المستشار أيمن محفوظ

وأضاف «محفوظ» أنه في حالة ثبوت أن السيدة تعاني من مرض عقلي ونفسي، فبذلك لن تواجه سيف القانون طبقًا لنص المادة 62 من قانون العقوبات، حيث لا يسأل الشخص فاقد الإدراج عن أفعاله الإجرامية، وإنما سيتم إيداعها في إحدى المصحات النفسية.

اقرأ أيضاًضبط "ريعو" بمخدر الآيس وبودرة وأسلحة نارية في القليوبية

لقتلها أم ونجلها حرقًا.. إحالة أوراق ربة منزل بالقليوبية للمفتي

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المنيا الأسبوع أخبار الحوادث حوادث الأسبوع حوادث جحود الأبناء عائشة حكاية مشردة الحیوانات الألیفة أهالی المنطقة منطقة المنیب

إقرأ أيضاً:

الشيخ خالد الجندي محذرا : ترك الأبناء دون تربية دينية لا يعالج في لحظات

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن بعض الآباء والأمهات يتركون أبناءهم دون تربية أو توجيه ديني وأخلاقي طوال سنوات طفولتهم ومراهقتهم، ثم يفاجأون حين يكبر الأبناء ويطلبون من أحد العلماء "يقول لهم كلمتين" ليُصلح ما أُهمل عبر السنين، مؤكداً أن هذا الأسلوب غير واقعي ولا يجدي نفعاً.

وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين، أن بعض الناس يأتون إلى المشايخ قائلين: «يا مولانا قول له كلمتين، عشان ربنا يهديه»، متسائلًا: «الشيخ هيعمل له كلمتين إيه؟! هو أنت كنت فين وهو لسه نبته صغيرة؟».

وأضاف أن الابن الذي لم يتربَّ على احترام الدين أو تقدير العلم أو السماع للكبير، لن يرى الشيخ قيمة أمامه، قائلاً: «هيشوف الشيخ بالنسبة له نكرة، هو أصلاً مش شايفه».

وسرد الجندي موقفًا حدث منذ سنوات مع سيدة أحضرت ابنتها التي كانت تبلغ 18 عامًا، وطلبت منه أن ينصحها لأنها لا تسمع كلام أمها وتعود متأخرة، قائلًا: «البنت كانت قاعدة ساكتة، وفجأة لقت قدامها شيخ لأول مرة بشكل مباشر، وما سمعتش في حياتها تربية دينية، فهقول لها إيه؟».

خالد الجندي يفند مزاعم الجماعات المتطرفة ويؤكد: الإسلام دين الحرية والإنسانشيخ الأزهر: العقل الإسلامي في أبهى تجلياته يحتفظ لأوزبكستان بأعلى درجات التقديردعاء المطر .. اغتنم هذه الأدعية الجامعة لكل خير ورددها الآنمرصد الأزهر يُعزز المناعة الفكرية في معسكر بلطيم .. محاضرات عن الحرية المسؤولة

وأشار إلى أن الفتاة لم تتفاعل إلا بكلمة واحدة كانت تكررها: «عادي»، في كل مرة يسألها لماذا لا تسمعين كلام والدتك، موضحاً أن هذه الحالة نموذج شائع لغياب التربية منذ الصغر.

وأكد الجندي أن التربية في الصغر كالنقش على الحجر، وأنه لا يمكن إصلاح ما أُهمل لسنوات بمجرد موعظة قصيرة، مستشهداً بقول الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله: «لا يصلح الفلاح زرعه إذا كبر معوجًّا».

وبيّن أن المشكلة تكون أكبر عندما يهمل الوالدان التربية منذ البداية، مشدداً على ضرورة غرس احترام الكبير والعالم والدين في الأطفال منذ الصغر، وأن «المفاجأة بوجود شيخ بعد 18 سنة مش هتعمل المعجزة».

وأكد على أن بعض الآباء قد يبذلون ما يستطيعون، ورغم ذلك يغلب الشيطان الابن أو البنت، وهنا يُفعل الإنسان ما عليه ويترك النتائج لله، مستشهداً بما حدث مع أبناء الأنبياء: «منهم من آمن ومنهم من لم يؤمن»، داعياً إلى الأخذ بالأسباب وعدم إهمال التربية منذ البداية.

طباعة شارك الشيخ خالد الجندي لعلهم يفقهون تربية الأبناء

مقالات مشابهة

  • لماذا تمتلك القطط قدرة عجيبة على التنبؤ بالطقس؟
  • جيران السودان ما عدا دولتين هما أسوا جيران جٌبلوا على الغدر ونقض المواثيق
  • أمين الإفتاء يحذر من مراهنات الألعاب الإلكترونية: يجب مراقبة الأبناء
  • حساب المواطن: احتساب الأبناء الأكبر من سن الولاية المضافين من قبل الأب ضمن مبلغ الدعم  
  • شاهد.. أحدث الروبوتات البشرية اليابانية تطفئ النيران وتنقذ القطط
  • خالد الجندي يحذر من ترك الأبناء دون تربية دينية (فيديو)
  • الشيخ خالد الجندي محذرا : ترك الأبناء دون تربية دينية لا يعالج في لحظات
  • هل تحب القطط الرجال أكثر من النساء؟ باحثة تركية تكشف السر
  • عائشة الماجدي تكتب ✍️ (يٌمه نحن الجيش)
  • عائشة بن أحمد تخطف الأنظار بإطلالة سوداء