القدس المحتلة- الوكالات

لجأت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، إلى القضاء الإسرائيلي من خلال تحريك دعوى قضائية رسمية تتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه ونواب ائتلافه الحكومي في الكنيست (البرلمان)، بـ«التسبب في الموت عبر الإهمال، والاستخفاف» بأرواح الأسرى لدى الحركة الفلسطينية.

وفسر ممثلو العائلات خطوتهم بالقول لوسائل إعلام عبرية: «إن من انتخبناهم يتحملون المسؤولية وملزمون بالعمل لأجل أمن مواطني إسرائيل.

وهم مقصرون بطريقة غير معقولة، وبذلك يخرقون القانون». وأضافوا أنه «بغياب تحقيق رسمي، يجب فتح تحقيق جنائي يفحص هذا القصور، إذ لم تتبقَّ أدوات أخرى لدى المواطنين». وتوجهوا إلى الجمهور العام للانضمام إلى هذه الشكاوى، ومطالبة الشرطة بإجراء تحقيق مع النواب والوزراء ورئيس الوزراء، ووضع تهمة موحدة لهم هي: «الإهمال لدرجة التسبب في موت عدد من المخطوفين، والتعامل دون اكتراث إزاء قضايا حيوية والاستخفاف بمسؤوليتهم عن حياة المواطنين».

وقالت متسيغر، التي خطف والد زوجها المسن وقتل في الأسر، إن «الحكومة تنازلت عن المخطوفين وقررت تقديمهم قرابين في حربها الانتقامية وتخدع الجمهور بالقول إنها تبحث عن النصر المطلق والكامل. إنها تفرط بأرواح مجموعة من الإسرائيليين الذين يستحقون الحياة، بينهم مسنون قدموا كثيراً من التضحيات في سبيل الدولة، ولكنّ منتخبي الشعب خانوهم وردوا الجميل لهم بطعنة في الظهر».

وأضافت: «نحن نعيش في ضائقة رهيبة. جميع قادة أجهزة الأمن يؤكدون تأييدهم لصفقة تبادل، حتى لو دفعنا فيها ثمناً باهظاً، لكن الحكومة ترفض. وكلنا نعرف لماذا. ليس لأسباب وطنية، بل سياسية وشخصية، والشعب بات لا مبالياً والحكومة ترفض تحمل المسؤولية».

ويقول البروفسور شاي موزيس، الذي ما زال عمه جادي موزيس يقبع في الأسر: «لم يعد هناك شك لدى أي من عائلات المخطوفين بأن نتنياهو هو الذي يعرقل الصفقة. منذ بداية الحرب وهو يخرب ولم يكن يقصد في أي مرة أن يمرر صفقة. كلما يتوصلون إلى اتفاق يخربه».

وأعرب موزيس عن اعتقاده بأن نتنياهو يَعدّ عائلات الأسرى «أعداءً للدولة»، مضيفاً: «هو (يقصد نتنياهو) يعرف أننا نفهم أنه قرر التضحية بالأسرى وتركهم يموتون في الأسر، بوصفهم قرابين لإنقاذ كرسي الحكم من تحته، وهذا أمر خطير يجب أن نمنعه». واستدرك: «لكن ليس نتنياهو وحده، فله شركاء كثيرون في الحكم وفي الصحافة وفي الشارع، كل من يستطيع أن يفعل شيئاً ولا يعمل، يكون شريكاً لنتنياهو في الجريمة».

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البلاستيك الممزق في مواجهة المنخفض الجوي.. عائلات بغزة تبيت في العراء

ما إن وصلت طلائع المنخفض الجوي إلى قطاع غزة، حتى تلاشت آخر خيوط الأمل لدى مئات الآلاف من النازحين في صمود خيامهم المتهالكة أمام رياح الشتاء وأمطاره.

في دير البلح وسط القطاع، تحوّل المشهد إلى مأساة إنسانية مركبة، حيث لم يواجه النازحون البرد بأغطية تقيهم الصقيع، بل بـ"أغطية بلاستيكية ممزقة" لم تمنع عنهم ولا عن أطفالهم سيول المياه التي اجتاحت "مآويهم" الهشة.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3منخفض جوي يُغرق خيام النازحين بغزة ويفاقم معاناتهمlist 2 of 3مياه الأمطار تغمر خيام النازحين في حي الزيتون بمدينة غزةlist 3 of 3أوضاع صعبة.. الأمطار الغزيرة تغرق خيام النازحين والشوارع بغزةend of listأجسادنا هي "المدفأة"

في مشهد يُجسد قمة العجز والقهر، تروي سيدة نازحة كيف قضت ليلتها وهي تحاول تدفئة عائلتها في ظل انعدام الفُرش والأغطية، قالت وهي تبكي: "قضينا الليل لحّمنا ببعض عشان ندفى.. هذا بدو ينام في البطانية وهذا بدو ينام فيها".

وتضيف السيدة أن خيمتها لم تصمد، فالمطر لم يغرق المكان فحسب، بل "أكل الأرض" تحتهم، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة: "لا أواعي (ملابس) عندنا، ولا فراش".

المعاناة لا تقتصر على حالة فردية، فحسب تقارير ميدانية، فإن أكثر من 90% من خيام النازحين في القطاع باتت مهترئة تماما، وهي عبارة عن أقمشة بالية ونايلون ممزق لا يصمد أمام الرياح ولا يمنع تسرب المياه، ما يجعل خيار "التلاصق الجسدي" الوسيلة الوحيدة للنجاة من التجمد.

المأساة لم تفرق بين قوي وضعيف، إذ وجد شاب نفسه عاجزا عن توفير ملاذ لزوجته الحامل في شهرها الثامن.

وقف الشاب أمام خيمته التي لا تتجاوز مساحتها مترا ونصف المتر وقد غمرتها المياه بالكامل، قائلا: "اضطررت لنقل زوجتي لمكان آخر حفاظا على الجنين.. أنا الآن في العراء، لا يوجد مكان يؤويني، المياه دخلت عليّ وبهدلتنا".

وفي زاوية أخرى من المخيم الغارق، يصرخ أب يحمل همّ أطفاله المرضى: "الأولاد غرقوا، عندنا أطفال وكبار سن ومرضى.. الأولاد طول الليل يكحوا، مسكتهم في حضني عشان أدفيهم".

ويصف الأب الوضع الكارثي قائلا: "ما فيش حرامات (أغطية).. بنعوم في الميه عوم".

محاولات يائسة

حاول بعض النازحين تدارك الموقف عبر إقامة سواتر رملية لمنع تدفق السيول من الشوارع إلى داخل الخيام، لكنّ جهودهم ذهبت أدراج الرياح أمام غزارة الأمطار وهشاشة البنية التحتية.

إعلان

وأكد عدد من النازحين أن الرمال التي وضعوها لم تمنع تسرب المياه، لتتحول عشرات الخيام في المنطقة إلى برك مياه موحلة.

تقول سيدة أخرى وهي تشير إلى أطفالها المبللين: "نفسي بخيمة.. خيمتي ممزعة (مهترئة) من الداخل، عندي فرشتين لأربعة أنفار وكلها ميه".

حصار جغرافي ومناخي

ومما يفاقم الأوضاع، سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 50% من مساحة القطاع، الأمر الذي يؤدي إلى تكدس النازحين في مساحات ضيقة جدا، ويضطرهم لنصب خيامهم على الأرصفة وفي الشوارع الموحلة، وفي باحات المدارس التي تفتقر لأدنى مقومات الصرف الصحي.

وأمام هذا الواقع القاسي، ومع التوقعات بمنخفضات جوية أشد برودة في الأيام المقبلة، يطلق النازحون مناشدات لتوفير "كرفانات" (بيوت جاهزة) أو شوادر قوية تقيهم الموت بردا، في شتاء يبدو أنه سيكون الأقسى على الغزيين، الذين يواجهون حرب الإبادة من السماء، وحرب الطبيعة على الأرض بصدور عارية.

وتأتي هذه المشاهد المأساوية في وقت يشير فيه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن نحو مليون و300 ألف شخص في غزة بحاجة ماسة إلى مأوى عاجل، في ظل استمرار الحرب والحصار، وغياب أي حلول حقيقية تلوح في الأفق لإنقاذ ما تبقى من إنسانية في القطاع المنكوب.

مقالات مشابهة

  • صفقة غاز ضخمة.. تقرير إسرائيلي يتحدث عن زيارة مرتقبة لنتنياهو إلى مصر
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • "الشعبية" تدين إعدام 110 أسرى منذ 2023 وتطالب بفتح تحقيق دولي بجرائم الاحتلال
  • “الشعبية” تدين إعدام العدو الصهيوني 110 أسيرا فلسطينيا
  • إحباط محاولة فرار عائلات داعش من الهول السوري
  • عائلات في لبنان تعاني من الجوع.. والأرقام تكشف وضع الأطفال
  • البلاستيك الممزق في مواجهة المنخفض الجوي.. عائلات بغزة تبيت في العراء
  • تحقيق رسمي يكشف ملابسات وفاة غللو توت في تركيا
  • 30 ثانية هزّت أمن متحف اللوفر! تحقيق رسمي يكشف: كيف نجح اللصوص بفضل إخفاقات كارثية
  • الجامعة العربية تدعو الجنائية الدولية لإدراج الإهمال الطبي بحق الأسرى ضمن تحقيقاتها في جرائم الحرب