إن كان الإنزال الإسرائيلي في البترون قد مرّ بـ"سرية" لحظة حدوثه وانكشف بسبب كاميرا مراقبة رصدت بـ"الصدفة" ما حصل، فإن ما جرى يمكن أن يكشفَ عن أمورٍ أصعب بكثير قد تكون حصلت، ليس فقط داخل لبنان بل أيضاً داخل إسرائيل.
البداية من لبنان حيث أن "الإبرار البحري" الذي حصل كان "نوعياً" وأُحيط بدرجة عالية من السرية، لكن التساؤلات التي تطرح نفسها هنا هي على النحو التالي: من ساعد؟ من مهّد؟ كيف وصل القارب إلى الشاطئ بهذه السهولة؟
لا تستبعدُ مصادر معنية بالشأن العسكريّ أن يكون الزورق قد أتى من بوارج حربية إسرائيليّة متواجدة في عرض البحر، ذلك أنّ هذه البوارج لم تُغادر المياه، بل ونشطت أيضاً في قصف مناطق لبنانية في الجنوب خلال الأسابيع الماضية، وقد أقرّت إسرائيلُ بذلك علناً.


وفق المصادر، إن كان لهذا الزورق خطّ انطلاق، فإنه حُكماً سيكونُ له خط عودة، فإن لم يجرِ اكتشافه أثناء دخوله لبنان، يمكن أن يحصل ذلك خلال مغادرته، ولكن السؤال المطروح هنا: هل كانت خط البترون – الجنوب باتجاه إسرائيل هو الذي سلكه قارب قوة الكوموندوز الإسرائيليّة؟ أم أن الطريق نحو البوارج هي التي منحت خروج الجنود الإسرائيليين من لبنان بسرية تامة ومن دون أن يتم اكتشافهم بسهولة.
هذه الفرضية، بالنسبة للمصادر، لا يمكن إسقاطها خصوصاً أن من نفذ الإنزال البحري يُعرفون بـ"الضفادع البشرية"، لكن الأمر الأخطر هو أن تكون هذه العملية هي واحدة من "سلسلة عمليات" قد تكونُ حصلت في لبنان من دون أن يدري بها أحد.
المُفارقة الأكبر هي أنّ عمليات الإنزال قد لا تكون فقط مخصصة لعمليات الخطف أو لاحتلال نقطة ما، فالمصادر ترجح أن تكون عمليات "الإبرار" بمثابة سبيل أيضاً لتهريب أشخاص نحو إسرائيل إنطلاقاً من لبنان، وقد يكون هؤلاء على صلة بملفات عمالة وتجسس، وسألت: "ما الذي يمنع ذلك؟ حادثة البترون تكشف أن الشاطئ مكشوف أمنياً ما يفتح مجالاً لفرضيات كثيرة يمكن أن تفرض نفسها على واجهة الأحداث".
ولكن.. ماذا عن "حزب الله"؟
إن كان الحزب لا يُريد التعليق على ما حصل أو الدخول في تفاصيله الدقيقة بالحد الأدنى، فإنّ ما يمكن قوله أيضاً هو الأخير له تجارب "تسلل" أيضاً باتجاه إسرائيل.
من يعودُ بالذاكرة قليلاً إلى العام 2022، وفي "ذروة" الحديث عن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، كُشف سرٌّ من داخل تل أبيب عن وصول عناصر "كوموندوز" تابعة لـ"حزب الله" إلى المياه الإسرائيلية وهناك قاموا بفحص تكنولوجي للرصد تحت الماء وذلك خلال العام 2016.
أيضاً، ما كُشف أيضاً هو أن "الحزب" تمكّن من إسقاط عوامة إسرائيلية تحت الماء وجرّها إلى الجانب اللبناني في خطوة تعتبر نوعية وبمثابة اختراقٍ غير عادي.
المعلومات تكشف أيضاً أن "حزب الله" لم يوقف عملياته البحرية، فهذه الفرقة كبيرة و"نخبوية" ولها خبرة كبيرة في الهجمات البحرية، وقد تكون نفذت أكثر من عملية بحرية لم يستطع الجانب الإسرائيلي الكشف عنها لأنها ستُشكل "فضيحة مدوية" له.
أيضاً، وخلال العام 2021، وأثناء حرب غزة، كان لـ"حزب الله" عملية نوعية خاصة ساهمت بإخراج قيادات فلسطينية من القطاع الفلسطيني نحو بيروت، لكن لم يجرِ الكشف عن تفاصيلها.. فما الذي يمنع انخراط القوة البحرية التابعة للحزب بتلك العملية والإشراف عليها وبالتالي تنفيذ "إبرار لبناني" في غزة؟ لا شيء يحسم ما حصل آنذاك، لكن هذا الأمر وارد ويبقى في إطار الفرضيات التي "يحق للمراقبين طرحها" في ظل حربٍ غير تقليدية وتحتمل كل السيناريوهات.
وفق المصادر، فقد تكون العملية الإسرائيلية الأخيرة داخل لبنان بمثابة خطوة لدفع "حزب الله" نحو تنفيذ عملية بحرية رداً على ما حصل في البترون، فالمسألة هذه تهدف لاكتشاف مدى قوة الحزب على هذا النطاق، خصوصاً أن هناك قدرات "خفية جداً" لا يُعرف عنها شيئاً باستثناء ما يُنشر عن وجود طوربيدات وقوارب هجومية مملوكة لدى الحزب، ناهيك عن أسلحة مخصصة للحرب البحرية وصواريخ تم الكشف عن بعضها للعلن مثل صواريخ "نور" و "ياخنوت"
و"نصر" وغيرها.
في خلاصة الكلام، يبدو أننا وبعد الحربين البرية والجوية، قد دخلنا مرحلة الحرب البحرية بين "حزب الله" وإسرائيل.. فماذا سيحصل خلالها؟ وماذا ينتظرنا؟ الوقائع التي قد نشهدها في أي توقيت مثيرة جداً، بينما الرسائل العسكرية ستكون هذه المرة من تحت الماء. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله قد تکون ما حصل

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية استراتيجية لحزب الله خلال غارات على لبنان

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تنفيذ ضربات جوية على ما سماه بنى تحتية تابعة لحزب الله، في حين استهدفت غارات إسرائيلية مناطق متفرقة جنوبي وشرقي لبنان. اعلان

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش الاسرائيلي شن سلسلة غارات جوية استهدفت "مواقع لحزب الله" في جنوب لبنان ومنطقة البقاع.

وأوضح أدرعي أن "الغارات استهدفت بنى تحتية لإنتاج وتخزين وسائل قتالية استراتيجية، منها منشأة لإنتاج المتفجرات المستخدمة في تطوير أسلحة حزب الله، وموقع تحت الأرض لإنتاج الصواريخ وتخزين الأسلحة الاستراتيجية".

وأشار إلى أن "حزب الله قام بمحاولات لترميم هذه المواقع، مما يشكل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مشددّ على أن "الجيش الاسرائيلي سيواصل العمل لحماية دولة إسرائيل وضمان أمنها".

من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "الجيش شن هجوما واسعا على أكبر موقع لإنتاج الصواريخ الدقيقة التابع لحزب الله في لبنان وبنى تحتية أخرى يحاول الحزب تجديدها".

Related "اليوم قبل الغد".. الرئيس اللبناني يدعو حزب الله لتسليم سلاحه للجيش ويحذر من حروب الآخرين "العبثية" بين خطاب رئيس الجمهورية وتمسّك حزب الله بالسلاح.. هل دخل لبنان مسار المواجهة الداخلية؟الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم "المشروع الإسرائيلي" تقرير الجيش الإسرائيلي

أصدر الجيش الإسرائيلي، يوم الثلاثاء 29 تموز/يوليو، تقريرًا مفصلًا عن عملياته العسكرية ضد حزب الله في لبنان خلال فترة وقف إطلاق. وأوضح التقرير أن "الجيش نفذ نحو 500 غارة جوية في لبنان خلال هذه الفترة، وتمكن من القضاء على أكثر من 230 عنصرًا من حزب الله وتدمير قرابة 3 آلاف صاروخ، معظمها قصيرة المدى".

وأضاف الجيش أن "حزب الله يواجه صعوبات كبيرة في ملء المناصب القيادية، وهو غير قادر على تنفيذ توغلات داخل الأراضي الإسرائيلية أو الدخول في مواجهات طويلة الأمد بسبب الضغوط المستمرة".

دعوة الرئيس اللبناني لتسليم السلاح

دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الخميس، جميع القوى السياسية إلى اغتنام "اللحظة التاريخية لتكريس حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني"، مطالبًا "حزب الله بتسليم سلاحه إلى الجيش"، ومحذرًا من استمرار "الموت والدمار والانتحار والحروب العبثية التي تخدم مصالح الآخرين على حساب لبنان".

وخلال كلمة له في وزارة الدفاع بمناسبة "عيد الجيش"، أكد عون أن "الجانب الأميركي عرض مسودة أفكار تم تعديلها جوهريًا، وسيُطرح مشروعها على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل لتحديد مراحل التنفيذ"، مشددًا على "ضرورة بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية".

وطالب عون بـ "انسحاب إسرائيل خلف الحدود المعترف بها دوليًا، وإطلاق سراح الأسرى، ووقف الأعمال العدائية الإسرائيلية في الجو والبر والبحر"، محملاً إسرائيل "مسؤولية منع العودة إلى القرى المدمرة في الجنوب وإعاقة عمليات الإعمار". وأكد أن "الجيش اللبناني بسط سلطته على منطقة جنوب الليطاني، ومصمم على استكمال مهامه الوطنية"، داعيًا اللبنانيين إلى "دعم الجيش وتوحيد الولاء للدولة".

باراك: لا نستطيع إرغام إسرائيل على أي شيء

وكان المبعوث الأميركي توماس باراك قد أكد خلال زيارته الأخيرة الى لبنان في 22 تموز/يوليو، أنه "لا توجد ضمانات أميركية يمكن تقديمها للبنان"، وأن واشنطن لا يمكنها "إرغام إسرائيل على أي شيء". وشدد على أن "مسألة نزع سلاح حزب الله شأن داخلي لبناني"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى لمساعدة لبنان في هذا الإطار".

كمت شدد في تصريح له عبر منصة "إكس" على أن "مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة، في إشارة منه إلى مباحثات حصر السلاح بيد الدولة"، مضيفا :"طالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يقصف "بُنى صاروخية دقيقة" لحزب الله في لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف وسائل قتالية استراتيجية لحزب الله خلال غارات على لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن قصف موقع لحزب الله في لبنان لإنتاج الصواريخ
  • لبنان.. غارات إسرائيلية على مواقع في الجنوب والبقاع
  • عاجل | وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش يهاجم بنى تحتية لحزب الله في لبنان
  • شاحنة تسقط على سيارة في البترون... إصابة شخص وحالة من الذعر
  • الرئيس اللبناني يوجه طلبا عاجلا لحزب الله
  • ماذا قرّر حزب الله مالياً؟ مركز إسرائيلي يكشف
  • الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل