البوابة نيوز:
2025-08-01@12:39:35 GMT

نيويورك تايمز: أمريكا تصل إلى الحكم الاستبدادي

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرًا انتقدت فيه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بالتزامن مع إعلان فوزه في الانتخابات التي جرت أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

واعتبرت الصحيفة أن "الفوز لم يكن استيلاءً بالقوة على البلاد، بل جاء بتفويض شعبي... والآن، تقف أمريكا على حافة نمط من الحكم الاستبدادي لم تشهده في تاريخها الممتد 248 عامًا"، بحسب قولها.

وقد اشتهرت "نيويورك تايمز" بتأييدها المؤثر للمرشحين الرئاسيين، حيث دعمت كامالا هاريس في الانتخابات الحالية، بعد أن كانت قد أيدت جو بايدن في انتخابات 2020.

وأضافت الصحيفة أن ترامب "سيستخدم القوة العسكرية ضد خصومه السياسيين، وسيطرد الآلاف من الموظفين العموميين المهنيين، وسيشرف على حملات ترحيل عسكرية للمهاجرين". كما توقعت أن "يقوض استقلال وزارة العدل، ويستخدم الحكومة لدفع نظريات مؤامرة تتعلق بالصحة العامة، ويتخلى عن حلفاء أمريكا في الخارج، ويحول الحكومة إلى أداة لتحقيق مصالحه الشخصية، معاقبًا منتقديه ومعززًا لمؤيديه... ليكون بذلك "ديكتاتورًا" حتى لو ليوم واحد فقط".

وفي ما يبدو أنه انتقاد للناخبين الأمريكيين، قالت الصحيفة: "عندما طُلب منهم منحه السلطة للقيام بكل ذلك، قالوا نعم".

واستدركت الصحيفة بأن ترامب، بعد هزيمة كامالا هاريس التي كانت ستصبح أول رئيسة أمريكية، سيحقق إنجازات تاريخية أخرى في البيت الأبيض، أبرزها كونه أول رئيس مُدان بعشرات الجرائم، ومتهمًا بالمزيد، ومُعزولًا مرتين.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن ترامب، على عكس فوزه المفاجئ في عام 2016، والذي فاز فيه بالانتخابات لكن خسر التصويت الشعبي، سيصل إلى واشنطن مدعيًا تفويضًا شعبيًا واسعًا.

وخلال سنواته الأربع خارج السلطة، أعاد ترامب بناء الحزب الجمهوري على صورته، وأسّس حركة سياسية بدا أنها تزداد قوة مع كل انتقاد يواجهه. من المتوقع أن يبدأ ولايته الثانية متحررًا من العديد من الأعراف السياسية، بعد حملة انتخابية اتسمت بتحدي كل القواعد.

وأضاف التقرير أن ترامب حقق أداءً جيدًا في الولايات المتأرجحة، وكان قريبًا من الفوز بالتصويت الشعبي لأول مرة منذ فوز المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش في 2004. كما استعادت حزبه السيطرة على مجلس الشيوخ، وكان قريبًا من الحفاظ على الأغلبية في مجلس النواب.

وأظهرت النتائج تحولًا في المزاج السياسي في المناطق الزرقاء لصالحه، حيث حسّن ترامب أدائه في أماكن مثل مدينة نيويورك بزيادة ملحوظة، بالإضافة إلى تحسنه في الضواحي، والمناطق الريفية، وحتى المدن الجامعية.

وقد شهدت الانتخابات الرئاسية الحالية منافسة شديدة واستقطابًا غير مسبوق بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، بسبب التقارب الكبير في الأرقام بين الطرفين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الديمقراطية كامالا هاريس انتخابات 2020 صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نيويورك تايمز نیویورک تایمز کامالا هاریس أن ترامب

إقرأ أيضاً:

أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب

محمد بن علي البادي

منذ تأسيسها، سعت الرئاسة الأمريكية إلى ترسيخ صورة الدولة القائدة للعالم "الحر"، المتحدثة باسم الديمقراطية، والحارسة لمصالحها عبر تحالفات محسوبة وخطابات مدروسة.

لكن هذه الصورة لطالما بدت مزدوجة، تمارس الضغط وفرض الهيمنة بقدر ما تروّج للقيم. ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بلغ هذا التناقض ذروته، حين تحوّل التعامل الأمريكي مع الشرق الأوسط إلى صفقات مكشوفة، وتراجع دور المؤسسات لصالح نزوات الرئيس ومصالحه الضيقة.

فقد دعم أنظمة قمعية باسم "الاستقرار"، وتخلى عن قضايا عادلة كالقضية الفلسطينية، وروّج لما سُمي بـ"صفقة القرن" دون اعتبار لحقوق الشعوب.
وبدا الشرق الأوسط في نظره ليس أكثر من سوق صفقات، يتعامل معه بمنطق التاجر لا رجل الدولة.

سياسة بلا بوصلة

منذ اللحظة الأولى لتسلّمه الحكم، ظهرت ملامح الارتباك في تعاطي ترامب مع القضايا الدولية.. فقد بدا أقرب إلى رجل أعمال يراوغ ويتفاوَض ويهدد، منه إلى رئيسٍ يدير ملفات عالمية بحسٍّ مسؤول.. وتصريحاته المتقلّبة، قراراته المفاجئة، وانفعالاته المتكررة، كلها جعلت الثقة في منصب الرئاس ة تتآكل، داخليًا وخارجيًا.

كثير من تصريحاته كانت متناقضة أو تفتقر للدقة، ما أضعف مصداقيته وأربك شركاءه.. تعامل بفوقية مع الحلفاء، وبمزاجية مع الخصوم، وانسحب من اتفاقيات دولية كبرى دون تبرير واضح.. كل ذلك ساهم في تقويض صورة أمريكا بوصفها دولة مؤسسات، وأظهرها كدولة تُدار بتغريدة.

ازدواجية فاضحة

من أبرز مظاهر تخبطه، تردده في ملف إيران؛ يتفاوض عبر قنوات سرية، ثم يأمر بضرب منشآت نووية فجأة.. يتحدث عن السلام، ثم يشعل التوترات.

أما في ملف حقوق الإنسان، فقد سقطت كل الأقنعة، حين دعم بشكل سافر الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، متجاهلًا دماء المدنيين وآهات الأطفال.
ينادي بالقيم في العلن، ويدعم من ينتهكها في الخفاء.

اليد الأمريكية في تجويع غزة وتدمير قوى المقاومة

وقف ترامب بقوة إلى جانب إسرائيل في سياستها العدوانية ضد أهالي غزة، متجاهلًا معاناة المدنيين المحاصرين الذين يعانون من الحصار والتجويع المستمر.

لم يقتصر دعمه على الكلمات، بل شمل تقديم دعم سياسي وعسكري لتمكين إسرائيل من تنفيذ حملات التدمير ضد قوى المقاومة، بدءًا من غزة مرورًا بجنوب لبنان وسوريا، وصولًا إلى اليمن وإيران.

هذا الدعم ساهم في تفاقم الأزمات الإنسانية، وتدمير البنى التحتية، وإضعاف قدرات المقاومة، ما عزز من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وأغرق الشعوب في معاناة مستمرة بلا أفق للحل.

رئيس بلا هيبة

تجلّى الارتباك حتى في حضوره الدولي؛ قادة يتجاهلونه، وآخرون يُظهرون عدم احترامه علنًا... كُشف عن صفقات سرّية معه، وأحرج في مؤتمرات صحفية أكثر من مرة. لقد تراجعت هيبة الرئاسة الأمريكية في عهده، وتحوّل الحضور السياسي إلى عرض مرتجل، خالٍ من الحكمة والاتزان.

انهيار الثقة

كيف يمكن لحلفاء أن يثقوا برئيس ينقض الاتفاقيات، ويبدّل المواقف، ويُعلن السياسات في تغريدة ويلغيها في أخرى؟ كيف تُبنى التحالفات مع قيادة لا تفرّق بين الدولة والمصلحة الشخصية، ولا تثبت على موقف أو شراكة؟

لقد زرع ترامب الشك حتى في أروقة الحلفاء، وأدار أمريكا كما تُدار شركة خاصة، حيث مصير الشعوب مرهون بمزاج المدير.

خاتمة

ترك عهد ترامب ندوبًا عميقة في صورة أمريكا، التي كانت رمزًا للثبات والقوة. تحولت الرئاسة إلى حكم متقلب قائم على الأهواء الشخصية، بعيدًا عن الحكمة والاستراتيجية.

أمريكا صارت دولة ضائعة بين تغريدات متناقضة ودعم متحيز على حساب العدالة وحقوق الإنسان.

السؤال: هل يمكن استعادة الثقة والسياسة الرشيدة التي تحترم الشعوب وتحافظ على السلام، أم أن أوراق أمريكا ستظل تتساقط في خريفٍ لا ينتهي؟
فالاستقرار العالمي لا يبنى على مزاج قائد، بل على مسؤولية وطنية وعالمية حقيقية.

   

 

مقالات مشابهة

  • أمريكا.. فيضانات شديدة تغمر نيويورك ونيوجيرسي وتشل حركة النقل والطيران
  • أربعة من أيداهو.. جريمة هزّت أمريكا في كتاب يتصدّر قائمة نيويورك تايمز
  • بعد تعديل تقرير عن طفل غزة.. احتجاجات واتهامات لصحيفة نيويورك تايمز بـالكذب
  • كامالا هاريس تفتح الباب لخوض رئاسيات 2028
  • كامالا هاريس تحدد موقفها من الترشح لمنصب حاكمة كاليفورنيا
  • نيويورك تايمز: 5 تكتلات تتشكل في نيويورك لهزيمة ممداني
  • تصدعات في الحزب الجمهوري.. قاعدة ترامب تطالب بمراجعة الدعم الأعمى لـإسرائيل
  • أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب
  • بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك ... لا شيء
  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة