دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— أثار جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ومستشاره (في الإدارة السابقة) تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بأعقاب تداول صور له يقف إلى جانب زوجته إيفانكا على المنصة التي أدلى من عليها ترامب خطاب إعلان انتصاره في الانتخابات الامريكية 2024.

كوشنر وزوجته إيفانكا خلال خطاب ترامب صباح الأربعاء معلنا انتصاره بالانتخابات Credit: JIM WATSON/AFP via Getty Images)

وذكر نشطاء بتصريحات سابقة لكوشنر عن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان ومواقف أوردها في كتاب مذكراته بعنوان "breaking History" العام 2022.

وتطرق كوشنر فيها لحادثة منع الأمير محمد بن سلمان (كان حينها ولي ولي العهد) من دخول البيت الأبيض من قبل الحرس الرئاسي نظرا لمشكلة بالأوراق، حيث كتب قائلا: "بالعودة إلى كانون الثاني (يناير)، خلال أول اتصال هاتفي بين ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز، أخبرنا الحاكم السعودي أن ننسق الرحلة المحتملة مع نجله محمد بن سلمان، نائب ولي العهد ووزير الدفاع ذو الشخصية الكاريزمية البالغ من العمر 31 عامًا، والمعروف باسم MBS. قال ترامب إنني سأكون الشخص المناسب له، عندما عدت إلى مكتبي، تلقيت بالفعل بريدًا إلكترونيًا من MBS يطلب إجراء مكالمة. في مارس، بينما كان محمد بن سلمان في واشنطن للتفاوض على التفاصيل (زيارة ترامب للسعودية)، ضربت عاصفة ثلجية الشمال الشرقي. ألغيت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي كان من المقرر أن تتناول الغداء مع الرئيس، في اللحظة الأخيرة لأن طائرتها لم تستطع الإقلاع من ألمانيا.. سألت ترامب عما إذا كان سيتناول الغداء مع محمد بن سلمان، لأن ولي ولي العهد كان بالفعل في المدينة. اعتقد ترامب أنها كانت فكرة رائعة، على الرغم من إصرار موظفي مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على أن الرؤساء لا يتناولون الغداء مع المسؤولين الأجانب الذين ليسوا رؤساء للدولة. رفض ترامب هذا البروتوكول البيروقراطي وقرر استكشاف شراكة محتملة يمكن أن تعزز مصالح أمريكا في الشرق الأوسط.."

وتابع كوشنر: "نظرًا لأن محمد بن سلمان كان من الناحية الفنية المسؤول الثالث في المملكة العربية السعودية، فإن موظفي مجلس الأمن القومي لم يسمحوا له بتخطي نقطة التفتيش الأمنية والقيادة مباشرة إلى الجناح الغربي (البيت الأبيض)، كما يسمحوا لرؤساء الدول. لذلك انتظر نائبي والموظف الوحيد في ذلك الوقت، آفي بيركوفيتش، في الثلج خارج نقطة التفتيش الأمنية لمقابلة محمد بن سلمان. عندما وصل ولي ولي العهد، كانت هناك مشكلة في الأوراق ومنعه الحرس الرئاسي من الدخول. ركضت إلى البوابة وأقنعتهم بالسماح له بالمرور.."

وأضاف: "رغم البداية الصعبة للزيارة، كان الغداء ناجحًا. أخبر ترامب محمد بن سلمان مباشرة أنه يريد تعاونًا أقوى في مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف وإنهاء تمويل الإرهاب. كما توقع أن تتحمل السعودية المزيد من العبء الدفاعي في المنطقة. لن تستمر أمريكا في إنفاق دماء ثمينة وتريليونات الدولارات على حروب خارجية لا نهاية لها. كانت رسالة صعبة، ولم يخجل ترامب. رداً على ذلك، كشف محمد بن سلمان عن خطة طموحة وشاملة لمكافحة الإرهاب. عزز هذا الاجتماع المخصص حدسي بأن علينا المخاطرة والذهاب للمملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية للرئيس.. أعطاني ترامب الضوء الأخضر لمواصلة التخطيط".

وكتب كوشنر كذلك عن بعض التفاصيل التي سبقت زيارة ترامب إلى السعودية مبرزا دور الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي آنذاك، في "إنجاح" القيام بتلك الزيارة "رغم المعارضة" التي واجهها كوشنر من مسؤولي البيت الأبيض وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيليرسون.

وقال كوشنر في مذكراته إنه وبعد أن رفض ترامب زيارة السعودية وقال لكوشنر: "اعتبر أن الجواب لا"، أجاب صهره بالقول: "دعني أعود لك غدا"، لافتا إلى أن عادة ترامب كانت أن يقول بشكل ارتجالي: "لا" ليرى كيف سيكون رد فعل فريقه خلال محاولة إقناعه بالعكس، وأضاف قائلا للرئيس الأمريكي: "سأطلعك على الخطة التي فاوضت عليها"، فأجاب ترامب بالموافقة لإنهاء الجدال.

وفي صباح اليوم التالي، يقول كوشنر إنه جاء إلى مقر سكن الرئيس الأمريكي السابق وأطلعه على مخططه للزيارة، وأشار إلى أنه أطلع ترامب على أن السعودية "وعدت بضخ 300 مليار دولار لتوفير وظائف ضمن اتفاق مع الشركات الأمريكية وأن السعوديين تعهدوا باتخاذ إجراءات غير مسبوقة لمنع تمويل الإرهاب وافتتاح مركز عالمي لمكافحة التطرف، وأن يدين العاهل السعودي العنف باسم الإسلام، وأن تشتري (السعودية) كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية وأن توفر المزيد من الدعم العسكري في القتال ضد تنظيم داعش"، حسبما قال كوشنر في مذكراته.

وقال كوشنر لترامب إن السعوديين سيفرشون "السجاد الأحمر لترامب وسيُظهرون احتراما عظيما لأمريكا وستحلق طائرات عسكرية في الأجواء وسيقيمون مأدبة عشاء رسمية، على عكس ما قاموا به عند زيارة الرئيس أوباما قبل عام، عندما رفضوا تقديم التحية له عند مدرج الطائرة"، بحسب ما جاء في مذكرات كوشنر.

ورأى كوشنر أن زيارة ترامب إلى السعودية ستساهم بتقوية الروابط مع "العالم العربي" وستسمح بإطلاق "نداء قوي للتحرك ضد الإرهاب في المنطقة وتهيئة الأرضية لتطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل، إلى جانب أن الزيارة ستُفند التقارير الصحفية التي تتحدث عن الإسلاموفوبيا لدى ترامب"، على حد قوله.

وأشار كوشنر إلى أن ترامب أجاب قائلا: "لنقوم بتلك المحاولة"، وأردف قائلا لصهره: "أبلغ ريكس (وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيليرسون الذي يقول كوشنر إنه كان ضد الزيارة) أننا سنجري الزيارة لكنني أريد كل شيء مكتوبا"، حسبما ذكر كوشنر في مذكراته.

واستطرد كوشنر أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز كان قد طلب من ترامب في اتصال هاتفي بينهما في يناير/كانون الأول من ذلك العام أن تُنسق واشنطن زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية مع ولي ولي العهد آنذاك، الأمير محمد بن سلمان.

وكشف كوشنر أن الرئيس الأمريكي السابق وافق على تناول الغداء مع الأمير محمد بن سلمان، أثناء وجود الأمير السعودي في أمريكا للتنسيق من أجل الرحلة، بعد أن ألغت المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، غداءها الذي كان مقررا في ذلك اليوم مع الرئيس الأمريكي بسبب عاصفة ثلجية منعت طائرتها من الإقلاع من برلين.

وقال كوشنر في مذكراته إن ترامب خالف البروتوكولات البيروقراطية التي تحدد ألا يتناول رئيس أمريكا الغداء مع مسؤولين خارجيين إذا لم يكونوا قادة بلدانهم، وقرر تناول الغداء مع الأمير السعودي لاستكشاف "شراكة محتملة" من شأنها خدمة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأضاف كوشنر: "لأن محمد بن سلمان كان المسؤول الثالث في هرم السلطة في السعودية لم يسمح موظفو مجلس الأمن القومي له بعبور نقطة التفتيش الأمنية والمضي بسيارته إلى الجناح الغربي كما يسمحون لقادة الدول، لذلك اضطر نائبي والموظف الوحيد الذي يعمل في فريقي آنذاك، آفي بيركوفيتز، للانتظار تحت الثلوج خارج النقطة الأمنية لاستقبال محمد بن سلمان، وعندما وصل ولي ولي العهد كان هناك مشكلة بالأوراق ومنعته قوات الخدمات السرية من الدخول، قمت بالجري إلى البوابة وأقنعتهم بالسماح له بالدخول"، حسب قول كوشنر في مذكراته.

وذكر كوشنر أن الغداء كان ناجحا وأن ترامب أبلغ محمد بن سلمان بأنه يريد "تعاونا أكثر قوة في مكافحة الإرهاب والتطرف وإنهاء تمويل الإرهاب، وأنه يتوقع أن تتحمل السعودية حملا أكبر على الصعيد الدفاعي في المنطقة لأن أمريكا لن تواصل خسارة الدماء الثمينة والأموال في حروب خارجية لا نهاية لها".

وأضاف كوشنر أن الأمير محمد بن سلمان كشف عن خطة "طموحة وواضحة لمكافحة الإرهاب"، ولفت إلى أن هذا الاجتماع أكد له ضرورة إجراء الزيارة إلى الرياض.

وكشف كوشنر عن خلاف في وجهات النظر دار بينه وبين عدد من المسؤولين الأمريكيين على رأسهم تيليرسون، وقال كوشنر إن الأخير كان ضد الزيارة وقال إن السعوديين "لا يمكن الوثوق بوعودهم"، حسب ما نقله كوشنر في مذكراته.

وقال كوشنر إنه رد على وزير الخارجية الأمريكي آنذاك بالقول: "قد لا تكون لدي الخبرة الدبلوماسية الكافية لكنني قمت بالعديد من الصفقات، ويمكنني أن أعرف متى يريد الناس أن يعقدوا صفقات ومتى لا يريدون ذلك، لا يقول محمد بن سلمان إنه يريد فعل ذلك فحسب، بل إن كبير مفاوضيه يقطن الآن في فندق Four Seasons وهو جاهز للقدوم ووضع اللمسات الأخيرة على هذه الوثائق"، حسب قوله.

وأضاف كوشنر أنه اتصل بالأمير محمد بن سلمان بعد الاجتماع وقال له: "يقول لي الجميع إنني أحمق لأنني أثق بكم"، وتابع: "ويقولون إن إجراء الزيارة فكرة مزرية وإنني إذا وصلت إلى السعودية فلن أجد سوى بعض الرمال والجمال"، حسب تعبيره.

وأردف كوشنر قائلا عن الأمير محمد بن سلمان: "ضحك وقال لي إنه يواجه تشكيكا داخليا لكنه لن يخذلنا، هذه الزيارة ستشكل نجاحا كبيرا للرئيس، والسعودية ستفي بوعودها وسنجد تغييرات في السعودية تفوق تصوراتنا"، حسب قوله.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: جاريد كوشنر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأمير محمد بن سلمان الانتخابات الأمريكية تغريدات دونالد ترامب الأمیر محمد بن سلمان الرئیس الأمریکی ولی ولی العهد إلى السعودیة وقال کوشنر الغداء مع إلى أن

إقرأ أيضاً:

السعودية تؤجل طموحاتها من أجل رفاهية المواطن الأمريكي

يمانيون/ تقارير

فيما تعاني السعودية عجزاً في الميزانية يتجاوز الـ 70 مليار دولار، ومن تحديات مستفحلة في جذب الاستثمار الخارجي، وفيما يصل الدين العام لديها إلى 1.22 تريليون ريال، وفيما تطمح لـ”جذب أكثر من 100 مليار دولار من رأس المال سنويا بحلول 2030″.، يأتي ترامب بيده اليمنى عصى وبيد الأخرى “قائمة الأمنيات” حسب توصيف صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

تحتل السعودية حاليا المركز الخامس بين أكبر المستثمرين في السوق الأمريكية بقيمة 770 مليار دولار، بعد كل من اليابان، والمملكة المتحدة، وكندا، والصين. وبالضخ المالي الجديد الذي لن يقل عن الـ(600) مليار دولار حسب بن سلمان، وقد يصل إلى التريليون حسب أمنيات ترامب، فإن ذلك في كل الأحوال يعني أنها ستزيح كندا وتحل محلها في المستوى الثالث. وفي ما يعني بحجم التجارة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية فإنه عادة ووفقا لسجل الميزان التجاري ما يسجل عجزا لصالح أمريكا.

تأجيل الطموحات لأجل أمريكا

تذكر قناة الحرة الأمريكية، ونقلا عن  بيتر بروكس، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق بأن السعوديين لديهم دوافعهم الخاصة لدفع هذا المبلغ، حيث يسعون لتحقيق “حظوة” لدى الرئيس الأمريكي الجديد.

وأفاد بروكس أن هناك مصالح مشتركة بين واشنطن والرياض في عدد من القضايا، مثل الطاقة وسوق النفط، بالإضافة إلى الأمن الإقليمي ومستقبل إيران في المنطقة، سواء كانت ستتحول إلى دولة نووية أم لا، فضلاً عن قضايا أخرى تهم الجانبين، مثل الوضع في اليمن وغزة. وأكد بروكس أن الأمن الإقليمي وتعزيز جهود “مكافحة الإرهاب” هما من الملفات المهمة بالنسبة للبلدين.

وبحسب بيانات صندوق الاستثمارات العامة السعودي، زادت الاستثمارات في سندات الحكومة الأمريكية منذ نوفمبر العام الماضي، وهو تاريخ انتخاب ترامب، لتصل إلى 144 مليار دولار. لتصل حصة سندات الخزانة الأمريكية من إجمالي الأصول الأجنبية التي يحتفظ بها البنك المركزي السعودي إلى حوالي 35 في المئة. حسب قناة الحرة.

ويحدث هذا فيما تطمح السعودية أيضا “للانضمام إلى أكبر 10 اقتصادات في العالم، وربما التقدم لتكون ضمن قائمة أكبر 5 اقتصادات عالمية”، حسب رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية طارق آل شيخان الشمري.

انفصال الأنظمة عن إطارها

جولة ترامب وما يمكن أن تنتهي إليه من الثروة العربية، وتفاصيل الصفقة التي ستذهب بموجبه مئات المليارات من الدولارات إلى رفاهية الأمريكي، إنما يكشف عن استفحال بؤس الحال العربي إلى حد الانفصال عن التعاطي مع الحقائق بواقعية، فالأمة تعاني الفقر والتخلف والتبعية العمياء لمن يقفون وراء هذا الواقع، ثم تمكينهم من ثروات الأمة بكل أريحية. ولا شيء يبرر هذا التوجه.

ولو أن الأمر يقف عند هذا الحد لربما كان بالإمكان التعاطي، ولو على مضض، مع التوهمات بالمخاطر التي زرعتها أمريكا لدى هذه الأنظمة، إلا أن ما يؤكد على الحالة الانفصالية التي تعيشها كثير من الأنظمة عن واقعها العروبي والإسلامي، ذهابها إما إلى تبني وجهة النظر الأمريكية، أو التزام الحياد السلبي تجاه أي استهداف تتعرض له الأمة، بحيث صار حتى دعم هذا الاستهداف، يتم من الأموال العربية، وهو ما يمكن أن يجلب على الأمة سخط الله سبحانه.

إنعاش الاقتصاد الأمريكي بجرعة عربية

جاءت زيارة ترامب إلى المنطقة بأهداف إنعاشية للاقتصاد الأمريكي المترنح من أكثر من (36) تريليون دولار، ليسجل تحركا طبيعيا للبراجماتية الأمريكية، على أنها هنا تبدو أكثر انتهازية بحيث تستغل مخاوف الأنظمة لتعرض عليها -وإن بشكل ضمني- الحماية مقابل الضخ المالي إلى الوسط الأمريكي، وهو الذي يأتي في ذروة الصراع مع العدو الصهيوني المحمي أمريكيا.

كما أن الزيارة تأتي لتكشف عن مستوى الاستلاب عن تحديد المواقف وفق القناعات التي تكاد تفيد جميعها بأن أمريكا هي الفاعل الأساس في الاستهداف للأمة العربية والإسلامية، ممثلة اليوم بالشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية، فهي ترعى وعلى مرأى ومسمع من الجميع كل الأعمال الاجرامية التي ينفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، كما هو حاصل منذ السابع من أكتوبر في حملة الإبادة في غزة.

ورغم عجزها عن القيام بدور فاعل ومؤثر، لجهة إلزام العدو برفع يده عن ممارسة القتل اليومي، وعلى الأقل بالاستفادة من العامل الاقتصادي الذي يأتي بترامب من على بُعد الألف الكيلو مترات، إلا أن أنظمتها الثرية لا تجد حرجا في تمكين الأجنبي من هذه القدرات المالية، وهي ستعود بأكثر من شكل لتصير وقودا لقتل الفلسطينيين من خلال الدعم الأمريكي للكيان المحتل.

استغلال قدرتها الماضية

يؤكد الخبراء أن اليمن قدم نموذجا واضحا لإمكانية كسر يد الطاغوت بالموقف الإنساني المشرف مع الفلسطينيين في غزة، ما يحمّل هذه الأنظمة الحُجة بسبب التخاذل الذي اتسمت به مواقفها تجاه ما يعيشه الفلسطينيون منذ ما يقارب العامين، بسبب الإجرام الصهيوني بحقهم. وهو الموقف الذي يجعل من التسليم بالفرضيات الأمريكية بحاجة هذه الأنظمة إلى حماية واشنطن أمراً عقيما وساذجا، فكل الشعوب العربية -حسب  القراءات البحثية واستطلاعات الرأي- بمقدورها كسر هذه الهيمنة والسطوة الأمريكية.

صاروخ يحمل رسالة لقوى الشر

اليمن اليوم يتشكل على نحو تصاعدي في إثبات الحضور المؤثر في المنطقة الذي يسحب البساط من أسفل أمريكا ليلعب الدور الريادي والحضاري الذي اعتاده طوال تاريخه، ومع زيارة ترامب للمنطقة، يظهر اليمن ليسجل رأيه بهذه الزيارة على هيئة صاروخ باليستي ضرب مطار اللد “بن غوريون” الواقع في مدينة يافا المحتلة، في سياق عملية الإسناد للشعب الفلسطيني في غزة، دون اعتبار لمخاوف دول المنطقة التي تميل إلى التزام الحذر خلال زيارة ترامب لتوفر له كل أسباب الزيارة الناجحة.

ولأن الثوابت والمبادئ هي التي ينطلق منها اليمن في عمليته الإسنادية، فإن الاستمرار في تنفيذ العمليات مسألة لا تعطي مثل هذه الزيارة أدني أهمية إلا بكونها تمكيناً للعدو الأمريكي في التحرك كما يشاء، رغم الحالة العدائية التي يكنّها للأمة العربية والإسلامية. وقد قرأ المراقبون والمنصات الإعلامية العملية بالشكل الصحيح، بحيث أبرزت استثنائية العملية والدلالات التي تحملها من حيث التوقيت الاستثنائي. العملية وإن كانت تأتي قي سياق مهمة الإسناد، إلا أنها جاءت هذه المرة لتؤكد ثبات اليمن على قناعته بأنه لا يخاف في الله لومة لائم، وأن تنفيذ عمليات الإسناد لغزة مسألة تفرضها ظروف المعركة والتكتيكات العسكرية التي تتبناها القوات المسلحة، بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى، وزيارة ترامب للمنطقة غير مرغوب فيها ولا يمكن لها أن تكون عائقا عن القيام بالواجب.

أمريكا ومؤسساتها العسكرية والبحثية، من المهم أن تقرأ الرسائل على النحو الصحيح كي يأتي تعاملها منطلقا من دراية وعلم بأن اليمن يؤكد أيضا مواجهة رأس الطاغوت، أمريكا، وأن ما يراه آخرون في أمريكا من كونها الأقوى وأن يدها طولى ومن كونها المحرك لكل الصراعات في العالم، لا يكاد له وزن.

 

نقلا عن موقع أنصار الله

مقالات مشابهة

  • الشيخ حمد بن جاسم يبرز موقفين لترامب في السعودية وقطر
  • يقظة الأمير محمد بن سلمان عند تصحيحه خطأً قاله أمير الكويت في وصفه الحوثيين
  • ساذج.. رئيس إيران يرد على ترامب وما قاله من السعودية
  • فرحة تعم شوارع سوريا بعد إعلان ترامب رفع العقوبات.. و«رويترز»: القرار صادم ومفاجئ حتى داخل الإدارة الأمريكية
  • ‎جورج وسوف يوجه شكره للمملكة بعد إعلان رفع العقوبات عن سوريا
  • بعد إعلان ترامب.. الخزانة الأمريكية تشرع برفع العقوبات عن سوريا
  • إبراهيم عيسى: مشهد السعودية مع ترامب «تاريخي» ويعكس نموذج دولة حداثية ذات نفوذ
  • إبراهيم عيسى: محمد بن سلمان حرر السعودية من التشدد
  • السعودية تؤجل طموحاتها من أجل رفاهية المواطن الأمريكي
  • هذا ما قاله أمير قطر وترامب خلال زيارة الرئيس الأمريكي للدوحة