هل يستطيع ترامب الترشح لولاية ثالثة؟
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
ما كاد غبار المعركة الانتخابية في الولايات المتحدة ينقشع بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة، حتى بدأت التساؤلات عما إذا كان يحق للرئيس الجمهوري المنتخب أن يرشح نفسه لولاية ثالثة، خاصة وأنه أطلق مزحة بهذا الخصوص خلال الحملة الانتخابية، وكان في ولايته الأولى (2016-2020) قد أبدى إعجابه بتجربة الصين التي تخوّل الزعيم شي جين بينغ أن يكون "رئيسا مدى الحياة" بعد إلغاء تقييد الرئاسة بمدتين.
وترامب هو ثاني رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يصل إلى البيت الأبيض في عهدتين غير متتاليتين. ولم يسبقه إلى ذلك إلا الرئيس الديمقراطي غروفر كليفلاند الذي قاد البلاد من 1885 إلى 1889، ومن 1893 إلى 1897.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الإعلام الأميركي: ترامب أشرك إيلون ماسك بأحد اتصالاته الخارجيةlist 2 of 2تايمز: هل خسرت هاريس لأنها امرأة؟end of listوالآن وقد حقق ترامب هذا الفوز الكبير في انتخابات الثلاثاء الماضي، هل يحق له الترشح مجددا في 2028؟
ينص الدستور الأميركي بشكل واضح في التعديل 22 على أن الرؤساء لا يجوز لهم تولي الحكم لأكثر من عهدتين، سواء كانتا متصلتين أو منفصلتين كما في حالة ترامب.
التعديل 22تبنت الولايات المتحدة التعديل 22 للدستور في عام 1951، بعدما دعا كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي لتقييد مدد الرئاسة.
ويقول التعديل 22 إنه "لا يُنتخب شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين، ولا يجوز لشخص تولى منصب الرئيس أو قام بأعمال الرئيس لأكثر من سنتين ضمن عهدة شخص آخر انتُخب رئيسا، أن يُنتخب لمنصب الرئيس لأكثر من مرة واحدة".
وكان جورج واشنطن -أول رئيس للولايات المتحدة- هو أول من أرسى سابقة الخدمة لعهدتين فقط، ثم جاء الرئيس فرانكلين روزفلت وأصبح الرئيس الأول والوحيد الذي يخدم مددا إضافية.
وانتخب روزفلت لأربع فترات رئاسية، لكن الأجل وافاه خلال فترته الأخيرة في 1945.
هل يعدل الدستور؟قد يستطيع ترامب الترشح لولاية ثالثة إذا تمكن من إلغاء التعديل 22 للدستور الأميركي، فما فرص إلغاء هذا التعديل؟
يوضح موقع "فوكس" (Vox) الأميركي أن هذه مهمة صعبة، فالعتبة المطلوبة لإقرار التعديلات الدستورية وإلغائها مرتفعة للغاية.
ويضيف الموقع أن هناك طريقتين لإلغاء التعديل. الأولى تتطلب تأييد غالبية الثلثين في كل من مجلس النواب (290 من 435) ومجلس الشيوخ (67 من 100). وبعد ذلك، لا بد من موافقة ثلاثة أرباع الولايات الأميركية على هذا الإلغاء (38 من 50).
أما الطريقة الثانية، فهي عقد "مؤتمر دستوري"، وهو يتطلب تأييد ثلثي الولايات الأميركية (34 من 50). وأي تعديل مقترح في ذلك المؤتمر يتطلب بعد ذلك مصادقة ثلاثة أرباع الولايات (38 من 50).
من ناحية أخرى، سأل موقع "فوكس" أستاذ القانون في جامعة ستانفورد الأميركية مايكل ماكونيل المتخصص في القانون الدستوري إن كانت هناك أي ثغرات قانونية أو طرق أخرى للالتفاف على التعديل الـ22، فكانت إجابته قاطعة.
قال ماكونيل "لا. لا توجد. هذا آخر ترشح له للرئاسة".
نائب الرئيسبموجب التعديل 22، يجوز لنائب الرئيس إذا حل محل الرئيس أن ينتخب بعد ذلك لعهدتين رئاسيتين، شريطة أن تكون المدة التي حل فيها محل الرئيس أقل من سنتين.
أما إذا حل النائب محل الرئيس لمدة 3 سنوات أو أكثر فلا يجوز له أن ينتخب رئيسا إلا لعهدة واحدة فقط.
وتشير شبكة "سي بي إس" إلى أن الرئيس ليندون جونسون حل محل الرئيس جون كنيدي الذي اغتيل عام 1963، وكان من حقه الترشح في 1964 و1968، لكنه اختار في النهاية ألا يرشح نفسه في 1968.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات محل الرئیس
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع ترامب الإبقاء على التزام نتنياهو باتفاق غزة؟
أخيرا حقق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي نصب نفسه صانعا للسلام وسعى للحصول على جائزة نوبل نصرا دبلوماسيا أمكنه استعراضه أمام الكاميرات، الإثنين، مع توجه عدد من قادة الدول إلى مصر لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومبادلة الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين الذي توسط فيه بين إسرائيل وحركة حماس.
لكن محللين يرون أن ترسيخ إرادة لسلام دائم يتطلب من ترامب أن يواصل الضغط على الرجل الذي سيحتاج إلى دعمه في المراحل التالية من خطته، وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ووجد الرؤساء الأميركيون بدءا من بيل كلينتون وحتى جو بايدن صعوبة في العمل مع الزعيم الإسرائيلي العنيد، وحتى مسؤولو إدارة ترامب شعروا بالإحباط من بعض الضربات العسكرية الإسرائيلية التي يرون أنها تقوض السياسة الأميركية.
لكن ترامب تمكن هذا الشهر من دفع نتنياهو إلى قبول خطته لإنهاء الحرب في غزة مع إقناع دول بالشرق الأوسط لدفع حماس لإعادة جميع الرهائن الإسرائيليين، وهو أمر كان ورقة الضغط الرئيسية للحركة في الحرب.
لكن العمل الشاق سيبدأ بعد هذه المرحلة.
إذ لا تزال إسرائيل وحماس منقسمتين بشكل حاد حول عدد من جوانب خطة ترامب المكونة من 20 بندا، وبينما تستعد إسرائيل لانتخابات العام المقبل، ربما يتغير نهج نتنياهو في الوقت الذي يحاول فيه الحفاظ على تماسك ائتلافه اليميني.
وقال نمرود جورن رئيس المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية (ميتفيم)، وهو مركز أبحاث إسرائيلي "ندخل عاما سياسيا يرتبط فيه كل شيء بالحملات الانتخابية، وربما تنقلب حسابات نتنياهو من الرضوخ للضغوط إلى محاولة لضمان بقائه السياسي".
ويرى دبلوماسيون ومحللون أن قوة خطة ترامب للسلام هي أيضا مصدر ضعفها.
فالوثيقة التي تشكل جوهر الصفقة تغفل الكثير من التفاصيل، ولم يوافق أي من الطرفين فعليا على التفاصيل الدقيقة لكل بند.
وكان هذا الغموض عاملا أساسيا في إقناع الطرفين بالتوقيع، لكن الأمر نفسه يعني أن جانبا من أصعب المهام الدبلوماسية بدأ للتو.
ومن بين نقاط الخلاف المحتملة في خطة ترامب للسلام الاتفاق على نزع سلاح حماس وعدم توليها لأي دور في الإدارة المستقبلية لغزة.
وبينما وافقت حماس على خطة ترامب بشكل عام، لم يتطرق ردها الرسمي لهذه البنود تحديدا.
وأشار قادة من الحركة إلى أنهم يرون بالفعل دورا لأنفسهم في إدارة غزة بعد الحرب.
ترامب الأكثر صرامة
لترامب سجل متباين فيما يتعلق بممارسة الضغط السياسي على نتنياهو.
ففي يوليو، قصفت إسرائيل مجمع وزارة الدفاع السورية في دمشق في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة حريصة على توسيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة.
ووفر الرئيس الأميركي لنتنياهو غطاء سياسيا في غزة طيلة أشهر رغم المخاوف الإنسانية المتزايدة بين الحلفاء الأوروبيين والعرب.
لكن ترامب ظهر أكثر صرامة في الأسابيع القليلة الماضية، وأجبر نتنياهو على الاتصال بأمير قطر للاعتذار له بعد غارة غير ناجحة شنتها إسرائيل في سبتمبر لاستهداف وفد حماس المفاوض في الدوحة.
وأجبر نتنياهو على التوقيع على الخطة الأميركية المكونة من 20 بندا رغم مخاوفه.
وقال ألترمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط إن ترامب يستطيع على الأرجح التأثير على نتنياهو بسبب شعبيته الكبيرة في إسرائيل.
وأضاف "أكبر ورقة نفوذ في يد ترامب هي أنه يتمتع بشعبية سياسية في إسرائيل أكبر بكثير من نتنياهو... يمكنه إما دعم مستقبل نتنياهو السياسي أو القضاء عليه"؟.
وهناك مسألة أخرى قد تكون مزعجة، وهي التي وردت في بند بخطة غزة يعترف بإمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل.
ويقول محللون إن معظم الإسرائيليين سيجدون صعوبة في قبوله بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023.
وقال دان شابيرو، وهو سفير أميركي سابق لدى إسرائيل، إن رغبة الدول العربية في دفع حماس للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق ترامب ربما تصبح محدودة إذا ما شن السياسيون في الحكومة والمعارضة حملة كبيرة ضد إقامة دولة فلسطينية.