موقع 24:
2025-12-09@17:57:18 GMT

خلفيات قرار الدوحة وقف وساطتها في غزة

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

خلفيات قرار الدوحة وقف وساطتها في غزة

يشير إعلان قطر توقف جهودها للتوسط في وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن بين إسرائيل وحماس، إلى الإحباط المتزايد للدولة الخليجية إزاء فشل الأطراف المتحاربين في الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة.

اشتكت الدوحة من أن جهودها يقوضها سياسيون "ذوو مصالح ضيقة"

وتقول صحيفة "الفايننشال تايمز" إن الخطوة التي اتخذتها الدوحة تدل على الصعوبات التي واجهها الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر، خلال أشهر من المحادثات الشاقة التي كانت تهدف إلى وقف الصراع المستمر منذ أكثر من عام.

ورفضت كل من إسرائيل وحماس تقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق.
وكانت وزارة الخارجية القطرية أعلنت أمس السبت، أن الدوحة أبلغت إسرائيل وحماس قبل 10 أيام أنها "ستوقف جهودها" إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال الجولة الأخيرة من المحادثات الفاشلة الشهر الماضي.

موقف أمريكي

وصدر بيان وزارة الخارجية غداة تصريح مسؤول أمريكي بأن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت قطر بأن وجود حماس في الدوحة "لم يعد مقبولاً".

#Watch | Qatar has suspended its key mediation efforts between #Hamas and #Israel, it said Saturday, after growing frustration with the lack of progress on a cease-fire deal for Gaza.

DD India's @AkshayDongare_ brings more on it pic.twitter.com/CaqHENWkpB

— DD India (@DDIndialive) November 10, 2024

جاءت هذه التعليقات في أعقاب تقرير في وسائل الإعلام الإسرائيلية مفاده أن قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012، أخبرت الحركة أنها لم تعد موضع ترحيب على أراضيها.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، قال في البيان إن التقارير المتعلقة بمكتب حماس في الدوحة" غير دقيقة".
كانت قطر، الحليف المهم للولايات المتحدة في المنطقة، أحد الوسطاء الذين سعوا إلى إنهاء الصراع وتأمين إطلاق سراح الرهائن منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، وفقًا لإسرائيل، وأدى إلى اندلاع الحرب في غزة.

انتقادات من الكونغرس

لكنها تعرضت لانتقادات من بعض المشرعين الأمريكيين والسياسيين الإسرائيليين لدورها في استضافة القيادة السياسية للجماعة المسلحة.

Qatar says its mediation between Israel and Hamas has ‘stalled’ https://t.co/dxUnhYSBJt

— Financial Times (@FT) November 9, 2024

إلى ذلك، أغضبت الهجمات من السياسيين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الدوحة، فضلاً عن غياب أي تقدم في المحادثات والضغوط عليها لبذل المزيد من الجهد لإقناع حماس بقبول الصفقة.
في أبريل (نيسان)، قالت الدولة إنها تعيد تقييم دورها كوسيط حيث اشتكت من أن جهودها يقوضها سياسيون "ذوو مصالح ضيقة". ولكنها استمرت في العمل مع الولايات المتحدة ومصر لتأمين صفقة.
في سبتمبر (أيلول)، أعربت عن غضبها من حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، قائلة إن نهج إسرائيل "يقوم على محاولة تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي بتكرار الأكاذيب" التي من شأنها أن "تؤدي إلى زوال جهود السلام".

تعنت حماس

لكنها شعرت بالإحباط أيضًا بسبب تعنت حماس، بما في ذلك بعد فشل الجهود التي قادتها الولايات المتحدة الشهر الماضي للتوسط في هدنة قصيرة الأجل وإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الـ 101 المتبقين المحتجزين في غزة، في كسر الجمود.
كانت حماس تصر منذ أسابيع على أنها لن تقبل إلا نسخة من صفقة متعددة المراحل من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب إسرائيل من القطاع مقابل إطلاق سراح الرهائن، والتي أيدتها في بداية يوليو(تموز).
وفي الوقت نفسه، يرفض نتانياهو مراراً وتكراراً إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة المدمر، حيث أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل أكثر من 43 ألف شخص، وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
وقال بيان وزارة الخارجية القطرية إن الدوحة ستستأنف جهود الوساطة "عندما تظهر الأطراف استعدادها وجديتها لإنهاء الحرب الوحشية والمعاناة المستمرة للمدنيين الناجمة عن الظروف الإنسانية الكارثية في القطاع".
لكنها أضافت أن قطر لن "تقبل أن تكون الوساطة سبباً لابتزازها" و"استغلال استمرار المفاوضات لتبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل وزارة الخارجیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

«حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»

«حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»

محمد الحسن محمد نور

حين ننظر إلى المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط من منظور القرار الأمريكي في واشنطن، فإن السؤال الأكثر إلحاحًا لا يدور حول أخلاقية دعم هذا الطرف أو ذاك، بل حول حساب الربح والخسارة في معادلة معقدة. لماذا تظل الولايات المتحدة متمسكة بدعم إسرائيل دعمًا مطلقًا، حتى عندما تتجاوز تصرفاتها حدود القانون الدولي وتسبب إحراجًا دبلوماسيا لواشنطن؟

الجواب لا يكمن في نقطة واحدة، بل في شبكة من المصالح المتشابكة التي تشكل عقيدة استراتيجية راسخة. فإسرائيل، برغم مساحتها الصغيرة، هي أكثر من مجرد دولة حليفة؛ إنها حاملة طائرات غير قابلة للغرق، ومختبر ميداني للتكنولوجيا العسكرية المتطورة، ووكيل موثوق لتنفيذ عمليات تحفظ واشنطن لنفسها تبعاتها المباشرة. هذا الدور التشغيلي الفريد يعطي لإسرائيل قيمة لا تُقدَّر بثمن في منطقة يعتبر الاستقرار فيها شحيحًا والولاءات متقلبة. ولكن تبقى هذه العلاقة محكومة بحسابات البراغماتية الصرفة، فالدعم الأمريكي لا ينبع من عاطفة أبدية، بل من تقاطع مصالح يُعاد تقييمه باستمرار تحت ضوء المتغيرات الإقليمية.

وفي الجهة المقابلة من هذه المعادلة، تقف المملكة العربية السعودية كعملاق جيوسياسي يطرح نفسه بديلاً استراتيجيا جذابًا لأمريكا. وربما مرعبًا لإسرائيل. فبرغم أن مساحة إسرائيل لا تقارن بمساحة السعودية الشاسعة، وبرغم أن ثروة الأخيرة الهائلة تجعلها شريكًا اقتصاديًا لا يُستهان به كما أشار ترمب، إلا أن المقارنة الحقيقية ليست في الجغرافيا أو الثروة وحدهما.

فالسعودية تمتلك ما هو أثمن: نسبة عالية من الاستقرار الداخلي والإقليمي، وغياب الأعداء المباشرين الذين يحيطون بإسرائيل من كل حدب وصوب، ونفوذ ديني وثقافي يمتد لقلب العالم الإسلامي. والأهم من وجهة النظر الأمريكية، أن شراكة السعودية لا ترهق أمريكا بالحروب العديمة الجدوى، ولا تفرض عليها الدخول في صراعات مباشرة؛ بل تقدم نفسها كقوة مستقرة قادرة على إدارة ملفاتها الأمنية بنفسها، وتكون ركيزةً للاستقرار الإقليمي بدلاً من أن تكون بؤرة للصراع الدائم. هذا الواقع يطرح سؤالاً وجوديًا في أروقة تل أبيب: هل تخشى إسرائيل أن تكون السعودية بديلاً لها في يوم ما؟ الخشية حاضرة وبقوة، ولكنها ليست خشية من زوال، بل خشية من إعادة ترتيب للأولويات.

فالقلق الإسرائيلي العميق لا يتعلق باحتمال أن تتخلى واشنطن عن دعمها بين عشية وضحاها، بل بأن يتقلص دورها من حليف استراتيجي لا غنى عنه، إلى مجرد أداة واحدة ضمن عدة أدوات في صندوق أدوات السياسة الأمريكية. إن صعود التحالف الأمريكي-السعودي ليكون المحور المركزي في المنطقة يعني ببساطة أن القيمة التفاوضية لإسرائيل ستهبط، وأن قدرتها على الحصول على دعم غير مشروط لأجندتها الأمنية ستنخفض.

ولهذا، نرى أن إسرائيل تعمل جاهدة على إبقاء ملفات المنطقة ساخنة ومفتوحة، وتقاوم أي محاولة لترتيب الوضع الإقليمي على نحو يقلل من أهميتها العسكرية والاستخباراتية لواشنطن – من مقاومة الاتفاق النووي الإيراني 2015، مرورًا بالضغط لإفشال انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وصولاً إلى عرقلة أي تقارب سعودي-إيراني حقيقي. إنها تدرك أن نفوذها مرتبط باستمرار حالة الطوارئ والصراع، فيما تقدم السعودية نفسها كضامن للاستقرار والطاقة والعلاقات الاقتصادية الواسعة، وهي سلع تزداد قيمتها في عالم تتزايد فيه المنافسة مع الصين وروسيا. وإذا حدث هذا التحول وأصبحت الرياض الشريك الأول لواشنطن، فإن المشهد سيتغير جذريًا.

فالسؤال المصيري هو: إذا تحول ميزان القوة لصالح السعودية، هل يزيد هذا من نفوذ أمريكا أم ينقصه؟ الإجابة معقدة وتحتوي على تناقضات.

على المدى القصير، قد يوسع هذا التحول من نفوذ أمريكا، إذ ستمتلك واشنطن بوابة مباشرة إلى قلب العالم العربي والإسلامي عبر شريك قوي ومستقر، قادر على تحقيق استقرار أوسع قد يخفف من حاجة الولايات المتحدة للتدخل المباشر المكلف.

لكن على المدى الطويل، قد تأتي الخسارة من حيث لا تُحتسب. فاستبدال حليف عسكري منضبط مثل إسرائيل، يتحرك كذراع تنفيذي سريع وحاد، بشريك كبير ذي أجندة وطنية مستقلة مثل السعودية، يعني أن واشنطن قد تفقد السيطرة على تفاصيل المشهد. قد تتبع الرياض سياسات اقتصادية أو تقاربًا مع منافسي أمريكا مثل الصين، أو تتبنى مواقف متصلبة في ملفات مثل إيران أو اليمن تتعارض مع الحسابات الأمريكية الدقيقة.

والأخطر من ذلك داخليًا، أن أي تحول في الدعم التاريخي لإسرائيل سيشعل حربًا سياسية ضارية داخل الولايات المتحدة بين المحافظين الإنجيليين والليبراليين وأصحاب المصالح، مما يُضعف قدرة واشنطن على تطبيق سياسة خارجية متسقة وقوية، وهو أكبر هدية يمكن تقديمها لمنافسيها على الساحة العالمية.

في الختام، إن اللعبة الكبرى التي تدور رحاها في الشرق الأوسط اليوم ليست بين السعودية وإسرائيل فحسب، بل هي اختبار حقيقي لذكاء الاستراتيجية الأمريكية نفسها. فالنفوذ الحقيقي لا يكمن في الانحياز الأعمى لحليف واحد، مهما بلغت قوته، بل في الفن الدقيق لإدارة التوازن بين جميع القوى في الساحة، وجعل كل طرف يشعر أنه في حاجة إلى الوسيط الأمريكي بطريقة مختلفة. المصلحة الأمريكية العليا ليست في دعم إسرائيل لأنها الأقوى عسكريًا، ولا في التحول إلى السعودية لأنها الأغنى، بل في منع أي منهما من أن تصبح قويةً لدرجة الاستغناء عن واشنطن، أو أن تشعر بالأمان لدرجة السير في طريق مستقل. الخطر الذي يتهدد النفوذ الأمريكي ليس من منافس خارجي يظهر فجأة، بل من تحول التنافس الخفي بين حلفائه إلى صراع مفتوح، يُجبر واشنطن على الاختيار فتخسر أحد رهاناتها.

وفي النهاية، الولايات المتحدة لا تخسر عندما يتقاتل أعداؤها… بل عندما يتصالح حلفاؤها.

الوسومأمريكا إسرائيل إيران الشرق الأوسط الصين الملف النووي الإيراني دونالد ترامب روسيا سوريا محمد الحسن محمد نور واشنطن

مقالات مشابهة

  • ما موقف ألمانيا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • قيادي في حماس : مستعدون لمناقشة تخزين أو تجميد السلاح
  • قيادي بحركة حماس: مستعدون لمناقشة تخزين أو تجميد السلاح
  • وزير الخارجية قطر: علاقتنا بحماس بدأت بطلب أمريكي وكل المساعدات إلى غزة بتنسيق مع إسرائيل
  • قطر: لن نموِّل إعادة إعمار ما دمّره الآخرون في غزة.. وسنواصل دعم الشعب الفلسطيني
  • قطر: سنواصل دعم الشعب الفلسطيني.. ولن نمول إعادة إعمار ما دمّره الآخرون
  • قطر: الانتهاكات الإسرائيلية تهدد بتجدد الصراع في غزة
  • رئيس وزراء قطر: علاقتنا مع حماس جاءت بطلب أمريكي
  • «عندليب الشباب».. عمرو دياب يشعل حماس جمهوره بإطلالته في حفل الدوحة