تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق يعود التيار الشعبوى إلى الواجهة مع التركيز على سياسة «أمريكا أولًا»  الإدارة الأمريكية الجديدة قد تواصل نهجًا يركز على توازن المصالح الاقتصادية الوطنية مع الجهود المناخية

 

مع إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية التى اجتذبت أكبر اهتمام عالمي، يستعد الحزب الجمهورى للسيطرة على السلطة فى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أربع سنوات من الإدارة الديمقراطية، حيث حقق فوزا كاسحا فى انتخابات الرئاسة، واستحوذ على الأغلبية فى مجلس النواب، ومجلس الشيوخ.

وبفوز دونالد ترامب بولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة، يعود التيار الشعبوى إلى الواجهة مع التركيز على سياسة "أمريكا أولًا" التى انتهجها ترامب سابقًا. يمثل هذا الفوز نقطة تحول مهمة فى السياسة الأمريكية، والتى سيكون لها تأثير كبير على الساحة الدولية، خاصة فى ظل قضايا مثل التغير المناخي، العلاقات مع الصين وروسيا، ودور الولايات المتحدة فى التحالفات العالمية التى تتحكم فى النفوذ السياسى لمختلف القوى الدولية.

ففى فترة حكمه الأولى، انسحب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ؛ مشددًا على أن هذه السياسات ليست فى مصلحة الاقتصاد الأمريكي. ومع عودته إلى السلطة، تثار التكهنات حول مستقبل الالتزامات الأمريكية تجاه القضايا البيئية.

قد تواصل الإدارة الأمريكية الجديدة نهجًا يركز على توازن المصالح الاقتصادية الوطنية مع الجهود المناخية، مما قد يؤدى إلى تخفيف أو تقليص التزامات الولايات المتحدة ضمن الاتفاقيات الدولية.

وقد يشجع هذا التوجه بعض الدول الأخرى على إعادة تقييم التزاماتها البيئية، وسيمثل ذلك ضغوطا على الجهود الدولية للتخفيف من تبعات التغير المناخى وقد يدفع مناصرى البيئة إلى البحث عن طرق بديلة للحد من آثار التغير المناخي.

ومن الملفات التى لم تهدأ يوما فى السياسة الأمريكية، هى علاقاتها وتحالفاتها الدولية. فى جانب النفوذ الاقتصادي، من المتوقع أن تواصل إدارة ترامب الثانية سياسات الضغط على الصين، مع الاستمرار فى معالجة قضايا التجارة وحماية الملكية الفكرية.

خلال ولايته الأولى، فرض ترامب رسومًا جمركية على عدد من المنتجات الصينية، بهدف تقليل العجز التجارى بين البلدين وتقوية الصناعات الأمريكية. وفى ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة، قد تعزز الإدارة الجديدة تحالفاتها فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ لموازنة النفوذ الصيني، مما يساهم فى استمرار المنافسة بين الدولتين وهى منافسة تشمل النفوذ السياسى والاقتصادى والتقدم التكنولوجى فى آن واحد.

وقد يؤثر هذا على الشركات العالمية وسلاسل التوريد وحركة التجارة الدولية، بينما قد تعمل الصين على مواصلة توسيع نفوذها فى أسواق ومناطق جديدة باستخدام استراتيجيتها لتنشيط طريق الحرير والتى حققت من خلالها علاقات اقتصادية مع دول جديدة خاصة فى القارة الأفريقية.

على صعيد العلاقات مع روسيا، أبدى ترامب فى فترته الأولى رغبة فى تحسين العلاقات بين البلدين، على الرغم من وجود اختلافات فى بعض الملفات. وبعودته إلى السلطة، قد نشهد تحركات تهدف إلى تخفيف التوتر فى بعض القضايا المشتركة، مثل الأمن السيبرانى والاستقرار الإقليمي.

ومع ذلك، قد تستمر التحديات فى بعض الملفات الحساسة مثل أوكرانيا وقد صرح ترامب خلال معركته الانتخابية بأنه قادر على إنهاء الحرب فى أوكرانيا. قد يسعى الطرفان إلى الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة لتجنب التصعيد، بينما قد تعمل دول أوروبية على تعزيز سياساتها الدفاعية لمواجهة أى تغيرات محتملة فى التوازن الإقليمي.

فى فترته الأولى، طالب ترامب حلفاء الولايات المتحدة فى الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي، مشيرًا إلى أهمية مشاركة الأعباء بشكل أكثر إنصافًا. من المرجح أن تستمر هذه السياسة فى إدارة ترامب الثانية، بهدف ضمان عدم اعتماد الحلفاء بشكل كامل على الولايات المتحدة.

هذا النهج قد يشجع دولًا أوروبية على تعزيز استثماراتها فى الدفاع، مما يساهم فى تحقيق توازن أكبر داخل الناتو. وبالمقابل، قد تتاح للولايات المتحدة فرصة توجيه مواردها نحو أولويات أخرى، ما قد يعيد تشكيل التوجهات الدفاعية الدولية.

وكانت سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط داعمة لإسرائيل، بما فى ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لها، وهو ما لاقى ترحيبًا من الجانب الإسرائيلى وترددًا من بعض الأطراف الأخرى.

قد يؤدى فوز ترامب بفترة ثانية إلى استمرار هذه السياسة، ولكن مع التركيز على إنهاء الحرب فى غزة. هذا التوجه قد ينجح فى إعادة السلام فى المنطقة، وينهى الحرب التى استمرت أكثر من عام.

عقب إعلان النتائج، شهدت مواقع التواصل الاجتماعى تفاعلًا واسعًا، حيث أبدى المستخدمون من الولايات المتحدة والعالم ردود فعل مختلفة. فقد أبدى مؤيدو ترامب فرحتهم بعودة رئيسهم السابق، معتبرين ذلك انتصارًا لرؤية "أمريكا أولًا" والمصالح الاقتصادية الوطنية.

انتشرت رسوم مثل #عودة_ترامب و#أمريكا_أولًا، وتفاعل معها مؤيدو الحزب الجمهوري. فى المقابل، عبر بعض الأمريكيين عن قلقهم من تأثير هذه العودة على قضايا حقوق الإنسان والحريات الفردية، مما أظهر استمرار الانقسام داخل المجتمع الأمريكي.

وعلى الساحة الدولية، عبر عدد من القادة والناشطين عن آرائهم حول عودة ترامب، حيث رأى بعضهم أن الولايات المتحدة قد تتجه نحو سياسة أكثر استقلالية وتركز على المصالح الأمريكية.

انتشر هاشتاغ #ترامب_يعود عالميًا، واستقبلت عودته بمزيج من التفاؤل والتساؤل فى أوروبا وآسيا، مع توقعات بأن تتخذ السياسة الأمريكية توجهات جديدة تتطلب إعادة تقييم العلاقات الدولية والتحالفات.

عودة ترامب قد تؤدى إلى تغيرات كبيرة فى السياسة العالمية. من المحتمل أن تتجه الولايات المتحدة نحو تعزيز علاقاتها الثنائية بشكل مستقل، بدلًا من التركيز على الالتزامات متعددة الأطراف وهى سياسة قد يكون لها تأثير مزدوج فهى تحقق المصالح الأمريكية وفق مبدأ “أمريكا أولا”.

لكنها قد تتيح فرصة لدول أخرى لزيادة تأثيرها فى الساحة الدولية، مثل الصين وروسيا، حيث قد تعمل هذه القوى على استغلال الفراغات التى قد تنشأ فى مناطق مختلفة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البيت الأبيض سيد البيت الأبيض التحالفات العالمية أمريكا الرئاسة الأمريكية انتخابات الرئاسة الامريكية الولایات المتحدة أمریکا أول ا الترکیز على

إقرأ أيضاً:

حلم دام 15 عامًا: ترامب يبدأ بناء قاعة احتفالات فاخرة في البيت الأبيض

وكالات

يبدو أن حلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببناء قاعة احتفالات فخمة في البيت الأبيض بات قريبًا من التحقق، بعد سنوات طويلة من الطموح والتخطيط.

فقد أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الخميس، أن العمل على مشروع القاعة الجديدة سيبدأ في سبتمبر المقبل، على أن تمتد على مساحة 90 ألف قدم مربعة، وبميزانية تصل إلى 200 مليون دولار، سيتم تمويلها من ترامب ومجموعة من المتبرعين من القطاع الخاص.

وقالت ليفيت إن المشروع يهدف إلى توفير مساحة دائمة وواسعة للفعاليات الرسمية، بعد أن اضطر الرؤساء في السنوات الماضية إلى استخدام خيام مؤقتة وصفتها بأنها “قبيحة وغير لائقة” باستضافة كبار الضيوف.

وتحاكي التصاميم الأولية الطراز الكلاسيكي الفخم، حيث تُظهر رسومات المشروع ثريات ذهبية، أعمدة مزخرفة، سقف بتطعيمات فنية، ونوافذ مقوسة تطل على الساحة الجنوبية من البيت الأبيض، إلى جانب سارية علم ضخمة أضيفت مؤخرًا.

وبحسب ما نقلته ليفيت، فإن القاعة الجديدة ستحل محل الجناح الشرقي للقصر الرئاسي، والذي كان تاريخيًا مقرًا لمكاتب السيدات الأوائل، حيث سيتم نقل الموظفين مؤقتًا خلال أعمال البناء.

وتُعد القاعة الجديدة، التي تتسع لنحو 650 شخصًا، الأكبر في تاريخ البيت الأبيض، متجاوزة بكثير سعة الغرفة الشرقية الحالية.

الرئيس ترامب، المعروف بشغفه بالتصميم والبناء، علّق قائلاً: “لطالما قلت إنني سأفعل شيئًا حيال قاعة الاحتفالات… إنها مستحقة”، مضيفًا: “سيكون مشروعًا رائعًا، وأعتقد أنه سيكون مميزًا بالفعل”.

وتُظهر الرسومات التشابه الكبير بين القاعة الجديدة وقاعة المناسبات الرئيسية في منتجع “مار إيه لاغو” الذي يملكه ترامب بفلوريدا، مما يعكس لمسته الشخصية في التصميم.

المثير أن هذه الفكرة ليست وليدة اللحظة، فقد كشف ترامب سابقًا أنه في عام 2010، وخلال إدارة باراك أوباما، عرض بناء القاعة بتكلفة نحو 100 مليون دولار، لكنه لم يتلق أي رد من البيت الأبيض حينها.

وقالت سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض: “الرئيس ترامب باني بطبعه، ويملك عينًا دقيقة للتفاصيل، إنه ملتزم بإضافة جميلة تُحافظ على تراث البيت الأبيض وتخدم الأجيال القادمة”.

وقد تم اختيار شركة “ماكري” للهندسة المعمارية لقيادة المشروع، وهي شركة معروفة بتصاميمها الكلاسيكية، وقال رئيسها التنفيذي جيم ماكري: “يشرفني أن أشارك في هذا المشروع التاريخي، الذي يجمع بين الجمال والفائدة ويحافظ على أناقة القصر الرئاسي”.

مقالات مشابهة

  • عبد المنعم سعيد: ترامب أحدث تغييرا جذريا في شكل السياسة الأمريكية
  • أنبياء واشنطن.. لتكن مشيئتك في البيت الأبيض كما في الكونغرس
  • حلم دام 15 عامًا: ترامب يبدأ بناء قاعة احتفالات فاخرة في البيت الأبيض
  • ب200 مليون دولار .. ترامب يعتزم بناء قاعة رقص في البيت الأبيض
  • ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • البيت الأبيض يعلن فرض رسوم جمركية جديدة تطال 6 دول عربية
  • الإعلان عن تكلفة بناء قاعة ترامب للاحتفالات في البيت الأبيض
  • البيت الأبيض: ترامب إنسان ذو قلب كبير يحاول إنهاء أزمة غزة
  • البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تحبذ إدراج جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية
  • السياسات الأمريكية والعبث بالنظام الاقتصادي العالمي