سند الصيادي
قيل لأحدهم: هل كان فلانٌ قادرًا على استغلالك واستغفالك وسرقة منزلك في وضح النهار لو كنت على علم ويقين مسبقًا بأنه سارق ولديه رصيد حافل بالسرقات؟
قال: لا، ولا كنت أدخلته منزلي واستضفته وأمنت جانبه.
قيل له: إذن عليك أن تدفعَ ثمنَ هذه الغفلة وأن تتلافاها مستقبلاً؛ حتى لا تتكبد الخسائر وتبدو ساذجًا.
على هذا الحال سُرِقَت منازلُنا وَأوطاننا وَأمننا واستقرارنا على غفلة من أمرنا، ولا زلنا لم نتعلم من المراحل ولم نعِ الأخطار المحدقة بنا لنندفع في مواجهتها.
الوعي المسبق بالحقائق كان سيوفر علينا الكثير من الكلفة والتضحيات كأمة لا تزال تكتوي بنار المشاريع والمخطّطات التآمرية، وَرغم توالي النكبات فَــإنَّ المصاب الراهن جلل، وَما يحدث الآن ليس طارئًا أَو مفاجئًا حتى نواسي خيبتنا وضعفنا وقلة حيلتنا بذريعة عدم الاستعداد للمواجهة، ألم يكن الكتاب الذي بين يدينا محذراً لنا، وَالضربات التي توالت علينا خلال قرون وعقود كفيلة بأن تزيدنا قوة ونزعة للخلاص؟!
من لا يقدِّر قيمة الوعي الصحيح المتمثل بمعرفة العدوّ وَتأصيل وترسيخ العداء له ومعرفة أساليبه ووسائله وَطريقة مواجهته، وما كان سيفعله هذا الوعي إن جاء مبكرًا على الصعيد المعنوي والمادي، ودوره المؤثر في هذه المعركة، فعليه أن يعيد التأمل في المشهد العربي الإسلامي الراهن، وَتحديدًا في غزة ولبنان.
وَمع اشتداد وتيرة الإجرام الذي يمارسه اليهود الصهاينة، وانكشاف حجم الكراهية والحقد الذي يضمرونه لعِرقنا كعرب ولهُويتنا كمسلمين، يجبُ أن نقفَ على حقيقتين، أولهما أنه ما كان لهذا الإجرام والتوحش أن يحدُثَ لو أننا وضعنا هذا العدوّ في أولويات مشروعنا، ولما كنا تركنا أهلنا هناك دون نصرة بدوافعَ دينية وإنسانية تفرضُها معطياتُ المواجهة وواحدية العدوّ، وثانيهما أننا لن نكون بمنأىً عن هذا التوحش والإجرام وسيطالنا بذات القدر وأكثر؛ ما يوجب علينا أن نتحَرّك لتلافيه ونحصّن أنفسنا على مستوى الإعداد الداخلي وكذلك التحالفات.
رهانُنا على حقيقة ما يفعلُه الوعيُ وما يمكن أن يوفره من تكاليفَ لذاته في مواجهة الحروب الباردة وَالناعمة، وما يمكن أن يخلقه أَيْـضًا على كُـلِّ الأصعدة الحياتية ومن ضمنها المسار العسكري كَبيرًا ومن واقع تجربة عاشتها اليمن، وكيف أصبحنا جاهزين نفسيًّا وفنيًّا للمواجَهة، وتلك نتيجةٌ طبيعية لمعادلة الوعي؛ إذ لا يمكنُ لأمة تعي حجمَ أخطارها وَدورها في هذه الحياة دون أن تعد العُدَّةَ على مختلف المجالات.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
علينا الاقتداء بالرسول .. داعية إسلامي عن اعتذار مها الصغير
قال الدكتور محمد علي الداعية الإسلامي، إن الإعلامية مها الصغير، تم عقابها من الله، وذلك بعد كشف الستر عنها وفضحها أمام الجميع، ولذلك علينا عدم إعانة الشيطان عليها.
وأضاف الداعية الإسلامي، خلال حواره ببرنامج " علامة استفهام" تقديم الإعلامي مصعب العباسي، أن من فعل شيئًا غير صحيح، وقدم الاعتذار فيجب أن نسامحه، وأن نقتدي برسول الله.
ولفت إلى أن من تاب فقد تاب الله عليه، ولذلك علينا عدم الضغط على أحد إذا اعتذر، على الرغم من أن هناك فارق بين التوبة النابعة من الداخل، والتوبة النابعة عن ضغط وفضيحة.
كشفت الفنانة التشكيلية الدنماركية ليزا لاش نيلسون عن قبولها اعتذار الإعلامية مها الصغير، بعد أن نُسبت إحدى لوحاتها إليها خلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي.
وكتبت "ليزا" عبر حسابها الرسمي على إنستغرام، أنها تلقت خلال الساعات الماضية العديد من الرسائل والمكالمات من صحفيين ومحامين أعربوا عن رغبتهم في مساعدتها على حل الأزمة الراهنة.
وأعربت الفنانة الدنماركية عن امتنانها لكل من تواصل معها من مصر، مؤكدة أنها تواصلت مع الإعلاميتين مها الصغير ومنى الشاذلي، وأنها قبلت اعتذار مها، مطالبةً متابعيها بأن يغفروا لها هذا الخطأ وأن يتوقفوا عن الهجوم عليها.
واختتمت ليزا حديثها بتحذير واضح لكل من يحاول ارتكاب مثل هذا الفعل، مشيرة إلى أن على الفنانين والموسيقيين والمصورين والكتاب والمصممين أن يكونوا حذرين من سرقة أو نسخ أعمالهم، مؤكدة أن استغلال مواهب الآخرين وأحلامهم وجهودهم سلوك غير مقبول.