اليوم، الأربعاء 13 نوفمبر، نحتفل جميعًا بذكرى وطنية عزيزة، هى ذكرى عيد الجهاد الوطنى، الشرارة الأولى لثورة 1919، أعظم ثورات التاريخ المصرى الحديث، الثورة التى نقلت مصر لأول مرة إلى مرحلة البحث عن الحكم الذاتى، بعيدًا عن سيطرة غير المصريين على السلطة، وهى المرحلة التى تمثل جسرًا نحو تمصير السلطة وتغليب الشعور الوطنى المصرى بشكل منظم، لا يستهدف الغضب ولكن ينظمه بشكل قانونى ودستوري، ليشعر المصرى لأول مرة منذ عهد الفراعنة، أنه صاحب بلد مُشارك، وليس ضيفًا فى وطنه.
وبهذه المناسبة يجب أن نتذكر الدروس.
1- فكرة الوطنية المصرية الجامعة:
الفكرة التى ولدت مع ظهور الوفد يوم 13 نوفمبر عام 1918، لا يمكن لها أن تتكرر، لأنها كانت صعبة للغاية، وظروفها التاريخية نادرة، ولذلك سيبقى فى التاريخ حزب واحد له مميزات فكرة (الوطنية المصرية الجامعة) هذا الحزب اسمه حزب الوفد الذى أسسه سعد زغلول، وحرص الوفديون عليه إلى اليوم، وسوف يظل فى المستقبل حزبًا يستمد مواقفه من تراثه وتاريخه، مستندًا إلى مواقف أبنائه الذين تعلموا على أيدى أساتذة العمل السياسى الوطني، تعلموا كيف تكون المواقف، وكيف يكون الرأي، ويعرفون دور الوفد وأهميته.. فذخيرة الوفد فى المستقبل هم أبنائه الذين تشربوا بفكره ومبادئه، وتراثه، وتاريخه، ويحفظونه عن ظهر قلب، ويعملون به واثقين غير مهتزين.
2- فكرة غير قابلة للتكرار:
الوفد فكرة غير قابلة للتكرار، وهذا ليس مصادرة على التاريخ، ولكنه رأى مرتبط بالواقع، الذى يقول إن المصريين لديهم حزب واحد يشعرون تجاهه بعاطفة موروثة، مثل عاطفة الانحياز نحو العائلة، هو حزب الوفد.
ولذلك فشلت محاولات تأسيس حزب سياسى جديد، يحمل أفكار حزب الوفد فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، بل إن هذه المحاولات كانت تجرى لتأسيس حزب بنفس التركيبة، التى اعتمد عليها الزعيم سعد زغلول فى عام 1918.
كانت محاولات استنساخ للفكرة والتركيبة البشرية، التى تعتمد على تنوع العائلات، والديانات، والنوع، والطبقات، لكن الناس بشكل طبيعى، عرفوا أن هناك أصلًا وفرعًا، والأصل مهما قلت موارده، وكثرت مشكلاته سيبقى أصلًا، وسيظل قوة كامنة فى ذاتها.
3- تصحيح أخطاء الثورات السابقة:
من أهم مميزات ثورة 1919 التى انطلقت إرهاصاتها يوم 13 نوفمبر 1918، أنها صححت الأخطاء التى وقعت بها الحركات والثورات والانتفاضات الشعبية المصرية السابقة، والتى قادها زعماء مصريون ضد المستعمر الأجنبى، فقد طالبت ثورة 19 بشكل صريح منذ اللحظة الأولى لقيام الثورة بإجلاء المستعمر من الأرض المصرية.
وهى الثورة التى تكاتف فيها المسلم والمسيحى معًا لأول مرة، فتحول الدفاع عن حرية الوطن، من فريضة دينية فقط، إلى فريضة وطنية أيضًا، لا فرق فيها بين صاحب دين، ورفيقه من الدين الآخر.
وفى ثورة 19 ظهرت المشاركة الإيجابية النسائية فى صورة لم يعتدها المجتمع، بخروجهن لأول مرة فى المظاهرات الحاشدة والمنظمة إلى الشوارع، وكانت أول شهيدتين فى هذه الثورة السيدتان حميدة خليل وشفيقة محمد.
4- إنجاز كبير للمرأة المصرية:
فى عام 1920، تم تشكيل لجنة الوفد المركزية للسيدات، نسبة لحزب الوفد بزعامة سعد زغلول، وانتخبت السيدة هدى شعراوى رئيسًا لها، وكان هذا إنجازًا تاريخيًا كبيرًا، يستحق الرصد والمتابعة والتقدير، فالتنظيمات النسائية المصرية، ومؤسساتها، وهيئاتها، بدأت من انطلاق الثورة وتطورت من بعدها.
5- زعيم لايتكرر إسمه سعدًا:
سعد زغلول قائد ثورة 19 قائد وزعيم لا يتكرر، فهو الرجل الذى قال عندما أصبح حاكمًا منتخبًا جملة لا تٌنسى، فقد أطلق المقولة الشهيرة «الحق فوق القوة.. والأمة فوق الحكومة»، فكانت أسلوب عمل التزمت به حكومات الوفد التى انحازت للشعب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نور ثورة 1919 حزب الوفد سعد زغلول لأول مرة
إقرأ أيضاً:
محافظ الإسكندرية: استفدنا من دروس أزمة العاصفة ونشكر الأجهزة التنفيذية
عقد الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، اجتماعًا موسعًا اليوم لمتابعة الأداء التنفيذي في مواجهة موجة الطقس العنيفة التي ضربت المدينة مؤخرًا، والتي شهدت سقوط أمطار رعدية وثلجية مصحوبة برياح شديدة تجاوزت سرعتها 83 كم/س، إلى جانب متابعة الاستعدادات النهائية لاستقبال عيد الأضحى المبارك.
وفي مستهل الاجتماع، وجّه المحافظ الشكر إلى جميع الأجهزة التنفيذية، من مديريات ومرافق ورؤساء الأحياء والجهات المعاونة، على ما بذلوه من جهود ميدانية فاعلة واستجابة سريعة ساهمت في تقليل آثار العاصفة على المدينة
وأكد المحافظ أنه تم البدء في تقييم شامل لإدارة الأزمة، مشددًا على أهمية الوقوف بدقة على الدروس المستفادة، والتعلم من أي سلبيات أو ملاحظات ظهرت أثناء التعامل مع الحدث، لضمان تلافيها مستقبلًا، وتحسين كفاءة الاستجابة في مواجهة أي طوارئ محتملة.
كما أشار إلى أن الأزمة أظهرت العديد من نقاط القوة والجاهزية لدى فرق العمل وجميع الأجهزة التنفيذية المعنية، خاصة في ضوء التدريبات السابقة على السيناريوهات المحتملة بمركز السيطرة بديوان عام المحافظة، وهو ما ساهم في وجود تنسيق فعّال وتحرك جماعي سليم تحت ضغط الحدث، مؤكدًا أهمية البناء على هذه الإيجابيات وتعزيزها في الخطط المستقبلية.
وفي سياق آخر، تابع الفريق أحمد خالد الاستعدادات الجارية لاستقبال عيد الأضحى، موجهًا برفع حالة الاستعداد القصوى بجميع المديريات والمرافق، والعمل بنظام المناوبات على مدار 24 ساعة، لضمان استمرار تقديم الخدمات للمواطنين دون انقطاع.
كما شدد المحافظ على تكثيف الحملات الميدانية والرقابية، ورفع كفاءة المساجد والساحات والحدائق، وتحسين الإضاءة العامة، وتعزيز النظافة في الشوارع والميادين، مع تشكيل غرف عمليات في كل حي للتعامل الفوري مع أي مخالفات أو طوارئ.
وأكد المحافظ على حظر إقامة شوادر الذبائح الحية في الطرق العامة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة ضد أي مخالفة.