نتنياهو يعتزم تقديم اتفاق لبنان هدية لترامب وإسرائيل تحدد شروطها
تاريخ النشر: 14th, November 2024 GMT
في خطوة لم تكن مفاجأة للعديد من المراقبين يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إعداد خطة لوقف إطلاق النار في لبنان كهدية للرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفق ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن هناك تفاهما على أن إسرائيل ستقدم هدية لترامب، وإنه في يناير/كانون الثاني المقبل سيكون هناك تفاهم بشأن لبنان.
ونقلت الصحيفة عن 3 مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين أن مساعدا مقربا من نتنياهو قال لترامب وجاريد كوشنر إن إسرائيل تسارع للمضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بهدف تقديم فوز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب.
يذكر أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر المقرب من نتنياهو التقى ترامب في منتجعه "مارالاغو" بولاية فلوريدا الأميركية، وذلك قبل أن يبدأ لقاءاته الرسمية في العاصمة واشنطن.
واعتبر بعض المعلقين الأميركيين هذا التصرف خروجا على العرف الأميركي من قبل حكومة نتنياهو، وأنها غير مكترثة إلا بمحاولة تأمين علاقتها شديدة الخصوصية بالإدارة الجمهورية الجديدة.
شروط إسرائيليةومضت "واشنطن بوست" قائلة إن المحادثات التي أجريت مع ترامب ركزت على اقتراح إسرائيلي بوقف إطلاق النار في لبنان يشمل تعاونا غربيا وروسيا.
ونقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن الخطط قيد الإعداد لتكثيف العمليات البرية في لبنان إذا انهارت المحادثات في نهاية المطاف، مؤكدا أن شروط الاتفاق ستتطلب من حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني.
كما سيتولى الجيش اللبناني السيطرة على المنطقة الحدودية لفترة أولية مدتها 60 يوما تحت إشراف الولايات المتحدة وبريطانيا.
ويدعو المقترح الإسرائيلي روسيا إلى منع حزب الله من إعادة التسلح عبر الطرق البرية السورية، حيث زار مسؤولون روس إسرائيل الشهر الماضي لمناقشة الخطة، وذكرت "واشنطن بوست" أن الوزير الإسرائيلي ديرمر زار روسيا سرا لمزيد من المناقشات.
وفي محاولة لرفع الحرج عن الإدارة الأميركية الحالية نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن نتنياهو لا يزال منخرطا مع إدارة الرئيس جو بايدن بشأن عملية وقف إطلاق النار في لبنان.
وأوضحت أن العمل على التوصل إلى اتفاق محتمل لا يزال يجري من قبل فريق بايدن، وأن هناك تقدما أحرز بهذا الصدد.
وعلى الجانب اللبناني، قال علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إن بلاده تنتظر الحصول على مسودة جديدة للتسوية تتضمن صيغة اتفاق.
وأكد خليل للجزيرة أن موقف لبنان واضح، وهو الالتزام بالقرار 1701 بكل بنوده، بما فيها مراقبة التنفيذ.
وشدد على عدم قبول أي لبناني بأن تكون لإسرائيل حرية الحركة في لبنان بعد الاتفاق، وهو ما أكد عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي بالقول إن أولوية الحل السلمي تكون بتطبيق القرار الدولي 1701 وإلزام إسرائيل بتطبيقه كاملا.
وجدد ميقاتي رفض لبنان أي شروط تشكل تجاوزا للقرار، مشيرا إلى أن حكومته تلتزم بتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب بالتعاون مع قوات اليونيفيل.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أنه من المتوقع أن يعرض المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان خلال أيام.
منطقة عازلة
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل لن توقف إطلاق النار ولن تقبل بأي تسوية لا تحقق أهداف الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله وانسحابه إلى ما وراء الليطاني.
وقال كاتس خلال جولة على الحدود اللبنانية "لن نسمح بأي تسوية بدون أن تشمل تحقيق مجمل أهداف الحرب، وهي تجريد حزب الله من سلاحه وانسحابه إلى ما وراء الليطاني، وإيجاد الشروط الأساسية لعودة الإسرائيليين إلى بلدات الشمال بأمان".
وعلى الرغم من الحديث عن محاولة التوصل إلى اتفاق تسعى إسرائيل لإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان، وفقا لصحيفة "إسرائيل اليوم".
كما تسعى في الوقت ذاته إلى الاحتفاظ بالقدرة على قصف لبنان في أي لحظة ضمن شروط التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقد قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمس الأربعاء "نسمع اليوم في إسرائيل أصواتا تطالب بالاحتفاظ بالقدرة على توجيه الضربات في أي لحظة، بل وغزو لبنان".
وكان الوزير قد أجرى محادثات مع ديرمر وكاتس الأسبوع الماضي.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان -أبرزها حزب الله- بدأت غداة شن إسرائيل حرب الإبادة على غزة وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان -بما فيها العاصمة بيروت- عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3287 قتيلا و14 ألفا و222 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن أكثر من مليون و200 ألف نازح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إطلاق النار فی لبنان واشنطن بوست حزب الله
إقرأ أيضاً:
وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
أعلنت حركة حماس، مساء الأحد، أن وفدا من قيادتها برئاسة خليل الحية، رئيسها بغزة، وصل إلى مصر لبدء مفاوضات حول وقف إطلاق النار في القطاع.
وقالت الحركة، في بيان، إن "وفد الحركة برئاسة خليل الحية، وصل إلى مصر لبدء المفاوضات حول آليات وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وتبادل الأسرى".
ولم توضح الحركة مدة الزيارة أو تفاصيل جدول المباحثات، غير أن الجولة الجديدة تأتي في ظل تصاعد الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ نحو سنتين.
والاثنين تستضيف مصر، وفدين من الاحتلال وحماس، لبحث تفاصيل تبادل الأسرى وفقا لخطة ترامب، بشأن وقف الحرب في قطاع غزة.
وسيتم خلال المباحثات غير المباشرة بحث توفير الظروف الميدانية وتفاصيل عملية تبادل كافة المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين طبقا لمقترح ترامب، أملا في وضع حد للحرب ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، بحسب ما قالت الخارجية المصرية في بيان، السبت.
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل هذا الأسبوع لإطلاق سراح الأسرى في قطاع غزة.
وأضاف روبيو لشبكة "إيه بي سي" أنّ "المحادثات جارية، بل وأنا أتحدث إليكم الآن، نأمل الانتهاء منها سريعا هذا الأسبوع، ويجب ألا يستغرق هذا أسابيع أو حتى عدة أيام. نريد حدوثه بسرعة كبيرة".
واستدرك قائلا: "لا أحد يستطيع أن يقول إن اتفاق غزة مضمون بنسبة 100%"، مشددا على أن "حرب غزة لم تنتهِ بعد، وسنعرف سريعا ما إذا كانت حماس جادة أم لا".
وتابع قائلا: "لا يمكن إقامة هيكل لحكم غزة لا يضم حماس في ثلاثة أيام"، مشيرا إلى أن "المرحلة الثانية وهي مرحلة نزع السلاح والانسحاب، لن تكون سهلة (..)، حماس وافقت من حيث المبدأ على ما سيحدث بعد الحرب".
وعند سؤاله عما إذا كانت هذه هي نهاية حرب غزة، قال روبيو: "ليس بعد إذ لا يزال هناك بعض العمل الذي يتعين القيام به، ونأمل في الانتهاء من الأمور اللوجستية المتعلقة بذلك بسرعة كبيرة".
وفي 29 أيلول/ سبتمبر المنصرم، أعلن ترامب، خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وتقدر دولة الاحتلال وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم نحو 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و139 شهيدا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.