النائب علاء عابد يكتب: عودة ترامب والشرق الأوسط
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
حقق المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، فوزاً كبيراً على منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس، ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية بعد تجاوزه حاجز الـ270 صوتاً المطلوبة من أصوات المجمّع الانتخابي بفارق كبير، بعد أن حسم أغلب الولايات المتأرجحة.
وتعني عودة دونالد ترامب للرئاسة عودة السياسات التي طبّقها خلال ولايته الأولى، وهى مواصلة تنفيذ سياسات «أمريكا أولاً»، التي تشمل فرض قيود على الهجرة، وإعادة التفاوض حول الاتفاقيات التجارية، وتأكيد دعم الصناعات الأمريكية.
من غير المرجح أن يكون لفوز ترامب تأثير ذو مغزى في مستقبل قطاع غزة، أو مآلات الحرب المتواصلة منذ أكتوبر 2023، وربما يعني ذلك مزيداً من تراجع هذه القضية على أجندة السياسة الخارجية الأمريكية، بحيث إنه إذا لم تقع حوادث كبرى تمثل تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة أو المصالح الأمريكية والإسرائيلية، فلن يكون هناك اهتمام أو حوار حقيقي حول صفقة لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن. في الوقت نفسه، سيستمر تدفق الدعم بأشكاله المتعددة إلى إسرائيل، من أجل ضمان تحقيق «النصر»، كما أشار ترامب أكثر من مرة، وهو ما يعني الدعم القوي للاحتلال الإسرائيلي، تطبيقاً لما وصف به ترامب نفسه بأنه «أفضل صديق» لإسرائيل.
ومن المتوقع ألا تشهد سياسة ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط تحولاً جذرياً، لكنه سيكون براجماتياً وأقل ميلاً للمواجهات الخارجية وأكثر انكفاءً للداخل الأمريكي.
السياسات التي سيتبعها ترامب حيال أفريقيا لن تختلف عن سياسته في ولايته الأولى (2017- 2021)، التي تتمحور حول الانعزالية والنزعة القومية، وإن كانت هناك احتمالية حدوث تغيير فى توجهاته نحو مزيد من التقارب مع الدول الأفريقية، استناداً إلى ما تضمنه مشروع ترامب 2025 الذى يدرك فريقه الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا على المدى الطويل، في ضوء مبادئ استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، التي ترى في الصين وروسيا التهديد الرئيسى في القارة.
وكان موقف إدارة ترامب الأولى تجاه أزمة «سد النهضة» متوافقاً تماماً مع الرؤية المصرية، وهو ما عبرت عنه «الرعاية» الأمريكية للاتفاق الذي لم يكتمل بين كل من مصر والسودان وإثيوبيا فى يناير 2020، بعدما انسحبت أديس أبابا؛ بحجة واهية بأن الجانب الأمريكى ينحاز بشكل واضح للموقف المصري.
وفي ضوء الوضع الأمني المضطرب الذي يشهده إقليم البحر الأحمر، ومنطقة القرن الأفريقي، ومع تكثيف جماعة الحوثي المدعومة من إيران، لهجماتها وعملياتها في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المارة عبر مضيق باب المندب، يرى ترامب أن تأمين السفن الصينية إلى أوروبا ليس من اختصاص واشنطن، وبالتالي يمكن إسناد الحماية لأطراف إقليمية، للاضطلاع بمسئولية أمن البحر الأحمر.
وشهدت الفترة الرئاسية السابقة لترامب رفع العقوبات على السودان، وشطب اسمه من لائحة الدول الراعية للإرهاب بعد أكثر من عقدين من الزمان، كما حمل الخرطوم على بدء خطوات للتطبيع مع إسرائيل، ووقع معها اتفاق أبراهام، ومع مجىء ترامب يمكن أن يشكل ذلك فرصة لتحسين علاقات واشنطن مع السودان مثلما حدث فى آخر ولايته السابقة.
وفي سوريا، قد تفتح عودة ترامب باب الحوار بشأن ملف وحدات حماية الشعب الكردية، والذى يُعد من أكثر الملفات الشائكة بين تركيا وأمريكا، وسيكون ترامب أكثر استعداداً لتقديم تنازلات تتعلق بدعم الأكراد فى شمال سوريا، خاصة إذا استطاعت تركيا تقديم بدائل تسهم فى حفظ استقرار المنطقة دون الإضرار بمصالحها الأمنية.
الشرق الأوسط يمر بمرحلة حرجة، تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتهدئة الأوضاع وضمان عدم توسع الصراعات. ولا بد من وجود رؤى شاملة للتعامل مع الملفات الساخنة، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية.
وبسبب التوترات والصراعات والحروب التى تعانى منها عدد من دول المنطقة، من بينها سوريا وليبيا والسودان واليمن ولبنان، والتى أدت إلى ازدياد أعداد اللاجئين فى مصر خلال السنوات الأخيرة، لذا يناقش مجلس النواب قانون لجوء الأجانب، وهو يهدف إلى وضع تنظيم قانونى لأوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة فى إطار الحقوق والالتزامات التي قررتها الاتفاقيات الدولية التى انضمت مصر إليها، وذلك لضمان تقديم جميع أوجه الدعم والرعاية للمستحقين، من خلال إنشاء اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين، لتكون هى الجهة المختصة بجميع شئون اللاجئين،
وترعى مصر عدداً كبيراً من اللاجئين من مختلف الجنسيات والوافدين المقيمين من الأجانب، فى ظل ظروف اقتصادية صعبة واضطرابات إقليمية فى توسع، إذ تصل أعدادهم طبقاً لبعض التقديرات الدولية إلى أكثر من 9 ملايين يمثلون نحو 133 دولة، ويشكلون 8.7% من حجم سكان مصر.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دونالد ترامب الانتخابات الأمريكية الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
(CNN)-- نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، الجمعة، صورا من مقتنيات تركة جيفري إبستين، تُظهر عديدا من الشخصيات النافذة في دائرة تاجر الجنس، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وستيف بانون، وبيل غيتس، وريتشارد برانسون، وغيرهم.
والعديد من هؤلاء الرجال لهم صلات سابقة بإبستين، لكن الصور قد تلقي ضوءا جديدا على مدى عمق تلك العلاقات.
وبشكل إجمالي، فإن الصور الـ19 - التي قالت اللجنة إنها جاءت من تركة إبستين - تؤكد أنه كان مرتبطا في الماضي بمجموعة متنوعة من الأشخاص النافذين والبارزين الذين تخضع علاقاتهم به الآن لتدقيق واسع.
وتظهر إحدى الصور التي نُشرت، الجمعة، ما يبدو أنه "وعاء يحتوي على واقيات ذكرية مُبتكرة عليها رسم كاريكاتوري لوجه ترامب"؛ ويحمل الوعاء لافتة كُتب عليها "واقيات ترامب 4.50 دولار".
ويحمل كل واق ذكري صورة لوجه ترامب مع عبارة "أنا ضخم!". وأظهرت صورة أخرى ترامب مع 6 نساء يرتدين أكاليل الزهور، وقد حجبت اللجنة وجوههن. ونُشرت صور أخرى لستيف بانون وإبستين وهما يلتقطان صورة أمام المرآة؛ وصورة لبيل كلينتون مع إبستين وماكسويل وزوجين آخرين؛ وصورة لملياردير التكنولوجيا بيل غيتس مع الأمير السابق أندرو. كما ظهر رئيس جامعة هارفارد السابق لاري سامرز والمحامي آلان ديرشوفيتز في صور من مقتنيات تركة إبستين.
ولا تُظهر أي من الصور التي تم نشرها أي سلوك جنسي غير لائق، ولا يعتقد أنها تصور فتيات قاصرات. ولم يتضح على الفور متى أو أين تم التقاط هذه الصور، أو من التقطها.
وحصلت اللجنة التي يقودها الجمهوريون على هذه الصور من تركة إبستين كجزء من تحقيقها الجاري. وقد نشرت اللجنة حتى الآن عشرات الآلاف من الوثائق ورسائل البريد الإلكتروني والمراسلات التي تلقتها من تركة إبستين، والتي لا تزال تفتح آفاقا جديدة في التحقيقات.
ووجه محامو تركة جيفري إبستين رسالة إلى اللجنة، الخميس، أشاروا فيها إلى "إمكانية مراجعة مقاطع الفيديو والصور التي طلبتها، والتي تم التقاطها في أي عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين، وذلك خلال الفترة من 1 يناير 1990 حتى 10 أغسطس 2019".
وذكر المحامون في رسالتهم: "كما هو الحال بالنسبة لما تم الكشف عنه بالأمس، تتضمن هذه الوثائق أيضا موادا قد لا تكون ذات صلة بالموضوع، ولكن لم تتمكن إدارة التركة من تأكيد ما إذا كانت قد التُقطت في عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين. وقد أجرت التركة تعديلات طفيفة على هذه الصور، واقتصرت هذه التعديلات على صور العُري".
وقال النائب روبرت غارسيا، كبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب، في بيان، إن آخر ما قدمته التركة من وثائق يحتوي على "أكثر من 95 ألف صورة، من بينها صور لرجال أثرياء ونافذون قضوا وقتا مع جيفري إبستين"، و"آلاف الصور لنساء ومقتنيات تابعة لإبستين".
وأضاف غارسيا في بيان: "حان الوقت لإنهاء هذا التستر من قبل البيت الأبيض، وتحقيق العدالة لضحايا جيفري إبستين وأصدقائه النافذين. هذه الصور المقلقة تثير المزيد من التساؤلات حول إبستين وعلاقاته ببعض أقوى الرجال في العالم. لن نهدأ حتى يعرف الشعب الأمريكي الحقيقة. يجب على وزارة العدل أن تفرج عن جميع الملفات، الآن".
ولم يتم اتهام بيل كلينتون مطلقا من قبل سلطات إنفاذ القانون بأي مخالفة تتعلق بإبستين، وقد أعلن متحدث باسمه مرارا أنه قطع علاقاته بإبستين قبل اعتقاله بتهم فيدرالية في عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه.
ونفى متحدث باسم غيتس مرارا أن يكون إبستين قد عمل لديه. وكان غيتس قد أعرب من قبل عن ندمه على لقائه بإبستين، حيث قال لأندرسون كوبر من شبكة CNN عام 2021: "كان خطأً فادحا قضاء الوقت معه، ومنحه مصداقية التواجد هناك".
في حين أن علاقات ترامب بإبستين معروفة جيدا. فقد كانا ينتميان إلى نفس الأوساط الاجتماعية في مانهاتن وبالم بيتش. لكن لم يتم توجيه الاتهام لترامب بأي مخالفة جنائية، وقد وصف هو وفريقه سابقا إبستين بأنه شخص "بغيض" طرده ترامب من ناديه.
وفي مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي نشرتها اللجنة مؤخرًا، ادعى إبستين أن ترامب "قضى ساعات" مع إحدى أبرز من اتهموا إبستين، الراحلة فيرجينيا جيوفري. كما كتب إبستين في رسالة بريد إلكترونية أن ترامب "كان على علم بالفتيات" - في إشارة واضحة إلى ادعاء ترامب أنه طرد إبستين من ناديه مار-أ-لاغو لقيامه باستدراج الشابات اللواتي يعملن هناك.
في أعقاب تلك الرسائل الإلكترونية، وصف ترامب والبيت الأبيض القضية بأنها "خدعة"، حيث قالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت إن الرسائل الإلكترونية "لا تثبت شيئا على الإطلاق، سوى حقيقة أن الرئيس ترامب لم يرتكب أي خطأ".
وكشفت مراجعة شبكة CNN لآلاف الصفحات من رسائل إبستين الإلكترونية أنه على مر السنين، استشهد إبستين مرارا وتكرارا بترامب، أحيانًا لتحليل سلوكه، وأحيانا أخرى لغرض النميمة، وأحيانا أخرى لمجرد تصوير نفسه كشخص لديه فهم نادر للرجل الذي أصبح رئيسًا.
وواجه آخرون ممن ارتبطوا بإبستين عواقب مهنية أو غيرها بسبب تلك العلاقة، على الرغم من أنهم لم يُتهموا أيضا بارتكاب أي مخالفات جنائية.
وأخذ سامرز إجازة من التدريس في جامعة هارفارد واستقال من منصبه في مجلس إدارة OpenAI، وقال إنه "يشعر بخجل شديد" من استمراره في التواصل مع إبستين، وإنه سيعمل، مع تنحيه عن أداء الأدوار العامة، على "إعادة بناء الثقة وإصلاح العلاقات مع الأشخاص الأكثر قربا منه". وتخلى أندرو ماونتباتن-ويندسور عن استخدام ألقابه الملكية، ونفى أي مزاعم بسوء السلوك.