مدافع كوكسان الكورية الشمالية.. وصول أداة جديدة لتعزيز القوة النارية الروسية في أوكرانيا
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
في تحول لافت في مسار الصراع في أوكرانيا، وصلت أنظمة المدفعية الكورية الشمالية "كوكسان" إلى الأراضي الروسية، ما يعكس تعميق التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ في سياق الحرب المستمرة، هذه المدافع التي تعد من بين الأكبر في العالم، قد تشكل إضافة قوية للجيش الروسي في سعيه لتعزيز قدراته النارية على الجبهات القتالية ضد القوات الأوكرانية.
مدافع كوكسان
تعد مدافع "كوكسان" من طراز "M1989" من أبرز المدافع ذاتية الحركة التي تم تطويرها في كوريا الشمالية في ثمانينات القرن الماضي.
وتمتاز هذه المدافع بقدرتها على إطلاق قذائف عيار 170 ملم، وهو عيار ضخم يمنحها قدرة على ضرب أهداف على مسافات بعيدة تصل إلى 40 كيلومترًا باستخدام القذائف التقليدية، ويمكن أن يتجاوز المدى 60 كيلومترًا عند استخدام القذائف المدعومة بمحركات صاروخية.
وهذا المدى الواسع يجعلها سلاحًا مثاليًا في ساحات المعركة الحديثة، حيث تتيح ضرب الأهداف المعادية على مسافات آمنة نسبيا.
وتعتبر هذه المدافع من الأنظمة النادرة التي تم دمجها على هيكل دبابة معدلة، حيث يتم تركيب المدفع على برج معزز يتوفر على تخزين داخلي للذخيرة، مما يتيح للطاقم إطلاق قذائف بسرعة كبيرة تصل إلى قذيفتين في الدقيقة.
وتأتي مدافع "كوكسان" في نسختين رئيسيتين: الأولى هي "إم 1979"، التي تُركب على هيكل دبابة T-54 أو الدبابات الصينية "تايب-59"، أما النسخة الثانية، "إم 1989"، فهي مزودة بنظام تخزين داخلي للذخيرة لتسعة عشر قذيفة، مما يعزز قدرة المدفع على العمل لفترات أطول دون الحاجة لإعادة التزود بالذخيرة بشكل متكرر.
من الناحية التقنية، يعتبر مدفع "كوكسان" من الأنظمة المدفعية المميزة في مجال الدعم المدفعي الثقيل.
وقد أظهرت استخداماته خلال الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988) مدى فعاليته في الهجمات على أهداف بعيدة، وهو ما جعل منه أداة أساسية في استراتيجية كوريا الشمالية العسكرية.
واليوم، يشكل نشره في روسيا خطوة استراتيجية لتعزيز القدرات المدفعية في حرب أوكرانيا، حيث يُتوقع أن تُسهم هذه المدافع في إحداث فرق كبير في المعارك.
نقل المدافع إلى روسيا
أظهرت صور تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الروسية وصول مدافع "كوكسان" إلى الأراضي الروسية، مما يعكس التنسيق العسكري المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ.
وقد أفادت تقارير متعددة بأن هذه المدافع قد تكون جزءًا من خطة لتعزيز القدرات النارية الروسية في أوكرانيا، حيث تسعى روسيا لاستغلال كل الإمكانيات المتاحة لتعزيز موقفها العسكري في المعركة المستمرة ضد أوكرانيا وحلفائها الغربيين.
ويأتي نقل هذه المدافع في وقت حساس للغاية بالنسبة للجيش الروسي، الذي يسعى لتعويض النقص في الأسلحة الثقيلة وتقنيات المدفعية المتقدمة.
ومع توجيه هذه المدافع إلى جبهة أوكرانيا، يمكن أن تصبح جزءًا محوريًا في العمليات الهجومية الروسية، بما أن سلاح المدفعية لعب دورًا مهمًا في العمليات العسكرية من قبل كلا الطرفين منذ بداية الحرب.
التعاون الدفاعي بين روسيا وكوريا الشمالية
وتثير هذه الخطوة تساؤلات حول التوجهات المستقبلية للتعاون الدفاعي بين روسيا وكوريا الشمالية.
حيث يمكن أن يسهم نقل مدافع "كوكسان" في تطوير قدرات المدفعية الروسية، حيث يمكن أن تتعاون موسكو وبيونغ يانغ على تطوير فئات جديدة من القذائف الموجهة لزيادة فعالية هذه المدافع.
وإذا ثبتت فعالية "كوكسان" في الميدان، فقد يصبح تطوير أنظمة مدفعية مماثلة داخل روسيا خيارًا قابلًا للتنفيذ، مما يعزز قدرة موسكو على استخدام المدفعية الثقيلة ذات النطاق الواسع في العمليات العسكرية المستقبلية.
الجدير بالذكر أن نشر مدافع "كوكسان" في روسيا يمثل مرحلة جديدة من التعاون العسكري الوثيق بين موسكو وبيونغ يانغ، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير كبير على ساحة المعركة في أوكرانيا، وبالنظر إلى قدرة هذه المدافع على ضرب الأهداف على مسافات طويلة، فإنها قد تعزز بشكل كبير القدرات النارية الروسية، مما يفتح المجال لتحولات في ديناميكيات الصراع، إذا استمر التعاون بين البلدين في هذا السياق، فإن هذا قد يمهد الطريق لإدخال المزيد من الأنظمة المدفعية المتقدمة إلى الحرب في أوكرانيا، مما يغير مجرى الصراع على المدى الطويل.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اجتماع اداة جديدة استخدامات إضافة قوية إطلاق قذائف الأراضي الروسية الاكبر في العالم التعاون العسكري الهجمات الأوكرانية الاراضي الروسي الصراع في اوكرانيا الشمالية القوات الاوكرانية الكورية الشمالية النارية المعركة المدفعية أوكرانيا اوكرانية تعميق التعاون ثمانينات القرن الماضي جبهات القتال صاروخي كوريا الشمالية للجيش الروسي موسکو وبیونغ یانغ هذه المدافع فی أوکرانیا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
تقارير استخباراتية تتحدث عن استبدال «زيلينسكي».. موسكو تسيطر على بلدات جديدة في أوكرانيا
البلاد (موسكو)
شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تصعيداً جديداً خلال الساعات الماضية، مع استمرار الهجمات الروسية المكثفة على مواقع الجيش الأوكراني، تزامناً مع تحركات سياسية تثير الجدل في كييف بشأن مستقبل القيادة.
وأعلنت القوات البرية الأوكرانية، أمس (الأربعاء)، أن هجوماً صاروخياً روسياً استهدف وحدة تدريب تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 18 آخرين، في أحدث الهجمات التي تطال منشآت التدريب العسكرية.
وأوضحت القوات الأوكرانية في بيان على منصة”تليغرام”، أن الهجوم وقع على أراضي إحدى وحدات التدريب، دون أن تحدد موقع الضربة بدقة، إلا أن مصادر عسكرية ومدونين أشاروا إلى أن الهجوم وقع على الأرجح في منطقة تشيرنيهيف القريبة من الحدود الشمالية.
وأكد البيان أن تحقيقاً فُتح في الحادث، مضيفاً أنه في حال ثبوت مسؤولية أي جهات عن تقصير أمني أو إداري أدى إلى وقوع الخسائر، فستتم محاسبتها.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استخدمت صواريخ”إسكندر” لضرب معسكر تدريب تابع للجيش الأوكراني في منطقة تشيرنيهيف، مشيرة إلى أن الضربة جاءت ضمن سلسلة من العمليات العسكرية المستمرة ضد البنية التحتية العسكرية الأوكرانية.
في جانب ميداني آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها حققت تقدماً جديداً على الأرض، معلنة سيطرة قواتها على بلدتين استراتيجيتين في دونيتسك وزابوريجيا.
وأوضح بيان الوزارة أن قوات مجموعة “الوسط” سيطرت على بلدة نوفوأكراينكا في مقاطعة دونيتسك، فيما نجحت قوات مجموعة “الشرق” في السيطرة على بلدة تيميروفكا في مقاطعة زابوريجيا، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات تأتي في إطار عمليات متواصلة لتحسين المواقع القتالية وكبدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وفي تطور سياسي لافت، أثارت تقارير استخباراتية روسية جدلاً واسعاً، حيث تحدثت عن مناقشات تجري بين مسؤولين غربيين وأوكرانيين حول إمكانية استبدال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقائد العسكري السابق والسفير الحالي في لندن فاليري زالوجني.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إن المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى نية الغرب استبدال زيلينسكي “لا تحتاج إلى تأكيدات إضافية”، مضيفاً أن”هذه المعلومات تتحدث عن نفسها”.
ووفقاً لوكالة الاستخبارات الروسية، فإن مسؤولين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ناقشوا، بحضور مسؤولين كبار من كييف، فكرة نقل السلطة إلى زالوجني، في محاولة لإعادة تشكيل العلاقات بين كييف والغرب.