قال الدكتور عبد المنعم السيد رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن قمة مجموعة العشرين «G20» منتدى دولي يجمع أكبر الاقتصادات في العالم لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية والتحديات التي تواجه الاقتصاد الدولي، تأسست مجموعة العشرين عام 1999 بعد الأزمات المالية في أواخر التسعينيات، وتهدف إلى تعزيز التنسيق بين الدول الصناعية والناشئة، وتشمل 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وهي الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة.

مجموعة العشرين G20

وأشار «السيد» إلى أن مجموعة العشرين «G20» تُعتبر من أقوى التجمعات الاقتصادية عالميًا، حيث تُمثل حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، والذي يُقدر بحوالي 63.1 تريليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى ذلك، تستحوذ على 75% من التجارة العالمية، وتغطي نحو ثلثي سكان العالم.

المجموعة تضم حوالي ثلثي سكان العالم

وأوضح في تصريحات لـ«الوطن»، أنها تضم اقتصادات بارزة مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، إلى جانب الدول الصناعية والناشئة، ما يجعلها منتدى هاما لمناقشة القضايا الاقتصادية العالمية مثل النمو، التنمية المستدامة، وتحولات الطاقة، وتضم المجموعة حوالي ثلثي سكان العالم، ما يعكس سوقًا استهلاكية ضخمة وتأثيرًا كبيرًا في الطلب العالمي على السلع والخدمات.

كما أشار إلى أن هناك تأثير في القطاعات الاقتصادية، حيث تشمل الدول الأعضاء اقتصادات صناعية متقدمة مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، واليابان، إلى جانب اقتصادات ناشئة قوية مثل الصين، الهند، والبرازيل، ويمنح هذا التنوع المجموعة مرونة وقدرة على معالجة القضايا الاقتصادية العالمية من منظور متكامل لموارد والاستثمارات وتمتلك دول المجموعة أغلب الموارد الطبيعية الحيوية وتُعتبر مصدرًا رئيسيًا للاستثمارات الدولية في جميع القطاعات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجموعة العشرين القضايا الاقتصادية الناتج المحلي الاجمالي العالمي التجارة العالمية القطاعات الاقتصادية الاستثمارات مجموعة العشرین

إقرأ أيضاً:

أي نظام اقتصادي جديد يحتاج إلى بوصلة أخلاقية

حتى قبل أن يشن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هجومه على الاقتصاد العالمي لم يكن الاقتصاد العالمي يواجه أزمة بنيوية فحسب، بل كان إزاء انهيار في القيم التي كانت ذات يوم تبرر التعاون الدولي وتوجهه. الواقع أن انحسار التعددية لا يعكس ضعف المؤسسات والتوترات الجيوسياسية فحسب، بل يعكس أيضا ضياع المبادئ المشتركة التي كانت تحكم التعاون الدولي، والتحول نحو الأحادية، ودبلوماسية الصفقات، ونزعة قومية محصلتها صفر.

وقد عملت القوى السياسية اليمينية المتطرفة على التسريع من وتيرة هذا التآكل بتحويل مبادئ مثل المساواة بين النوعين الاجتماعيين، والعدالة المناخية، وحقوق السكان الأصليين إلى مادة للسخرية. ويعمل خطاب الحرب الثقافية هذا على تقويض الأسس الأخلاقية التي تقوم عليها الديمقراطية والتعاون العالمي على حد سواء، مع انتقال ردة الفعل الشعبوية ضد التضامن والمسؤولية المشتركة إلى الساحة الدولية. وبينما تحل النزعة القومية محل التعددية يفقد التعاون الدولي توجهه الأخلاقي. بالإضافة إلى هذا -وكما حذَّرَت حنة أرندت- يتسبب غياب القيم المشتركة في تآكل القدرة البشرية على الحكم، ويفتح الباب أمام الاستبداد؛ فتنهار الثقة، ويتحول التعاون إلى محض معاملات، ويصبح انعدام الاستقرار هو القاعدة، وتصبح الحوكمة الدولية هشة، وتصبح الدبلوماسية قسرية، ويغذي الشعور بالظلم وعدم الفعالية الـسـخطُ والمقاومة.

إن نظاما عالميا مدفوعا فقط بالسياسية الجغرافية، ومفاهيم الأمن القومي المتوسعة يعمل حتما على توليد نزعة البحث عن المصلحة القصيرة الأجل، وتعميق الانقسامات، ويزيد من احتمالات نشوب صراع كبير. ولن نجد قوة فاعلة واحدة -مهما بلغت من قوة- بمعزل عن هذه المخاطر. لكن إعادة بناء الحوكمة الاقتصادية العالمية من غير الممكن أن تعني ببساطة استعادة الماضي. ففي حين نجح نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية في إرساء مُـثُـل مشتركة مثل: الكرامة الإنسانية، والتضامن في وثائقه التأسيسية (بدءا من ميثاق الأمم المتحدة)؛ فإنه عكس أيضا وغذى اختلالات توازن القوى في عصره.

الواقع أن أي نظام جديد يجب أن يقوم على أساس من الرعاية، والتضامن، والمساواة السيادية، والقوامة البيئية، وهذا يعني أيضا تحديث الأطر السابقة؛ لتلبية الاحتياجات الحالية وضمان التمثيل الأعرض. إن إنشاء نظام جديد قائم على القيم ليس حُـلما من أحلام اليوتوبيا، بل هو ضروري من الناحية الاستراتيجية. فالمؤسسات التي يُنظر إليها على أنها عادلة تكون أكثر مرونة وأكثر قدرة على فرض الامتثال العريض القاعدة، وهو أمر بالغ الأهمية عندما تتطلب أكبر التحديات التي نواجهها اتخاذ تدابير منسقة على المستوى العالمي. علاوة على ذلك يشكل رأس مال السمعة الآن أهمية أعظم من أي وقت مضى؛ ففي عالم متعدد الأقطاب يعتمد التأثير على الشرعية. ويُـعَـد تحقيق الازدهار الشامل، والتماسك الاجتماعي، وتوفير المنافع العامة الكافية -سواء كانت عالمية أو إقليمية أو وطنية أو محلية- ضرورة أساسية؛ لتحقيق الرفاه، والقدرة على الصمود في الأمد البعيد. ومكافحة الجوع، والفقر، والتفاوت بين الناس ليست صدقة، بل هي استراتيجية سليمة.

وسوف يكون الإنصاف، والوصول إلى التمويل، وتوزيع التكنولوجيا الخضراء من الشواغل الرئيسية في وقت فيه تسعى البلدان إلى تحويل اقتصاداتها؛ لتحقيق الأهداف المناخية. وفي غياب معايير عالمية لتوجيه السياسة الصناعية في اتجاه مستدام، تهدد هذه التحولات بإعادة إنتاج التسلسلات الهرمية، والتبعيات القديمة. يدور إصلاح النظام التجاري الدولي ــ الذي يتسم حاليا بالرجعية الشديدة، مع تدفقات صافية من الجنوب إلى الشمال ــ حول تحقيق تحول أخضر يتجنب مزالق نظام عالمي تشكل بواسطة قِـلة ولصالح قِـلة.

وهنا يزودنا التاريخ بدروس؛ انبثقت مؤسسات بريتون وودز، والأطر التجارية المبكرة -مثل الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة- من كارثة الحرب العالمية الثانية، عندما أدرك القادة الحاجة إلى التعاون المرتكز على القيم، حتى وإن كانت جهودهم متفاوتة. وقد ذهب ميثاق هافانا لعام 1948 إلى حد الدعوة إلى التشغيل الكامل للعمال وحقوق العمل (وُلِـد هذا الميثاق جهيضا؛ لأن الولايات المتحدة لم تصادق عليه قط).

لكن التحول النيوليبرالي في ثمانينيات القرن العشرين جلب التقشف، وإلغاء الضوابط التنظيمية، وصعود سياسات التكيف البنيوي التي قلصت جهود التنمية في كثيرا من البلدان، وعملت على تعميق فجوات التفاوت، وتهميش حقوق العمال والاعتبارات البيئية.

وقد عكس إنشاء منظمة التجارة العالمية في عام 1995 هذا التحول؛ فبينما وعدت المنظمة بالعدالة والقدرة على التنبؤ؛ وضعت التحرر من الضوابط والإنفاذ في المقام الأول من الأهمية. وكشفت ردة الفعل الشعبية الناتجة عن ذلك ـ من احتجاجات سياتل في عام 1999 إلى الانتقادات الجارية للقواعد التجارية المرتبطة بالزراعة والملكية الفكرية ـ عن مدى الانفصال الذي أصبح عليه النظام عن الأولويات الاجتماعية والبيئية. على الرغم من هذه الإخفاقات، صمدت القيم الأساسية كمعايير أخلاقية.

ويستمر الإصلاحيون، وحركات المجتمع المدني، وعدد كبير من القادة في الاستشهاد بها كمعايير إرشادية لنظام عالمي بديل يتسم بديمقراطية صنع القرار، والتنمية المستدامة، والعدالة المناخية. هذه ليست مُثلا مجردة. إنها أدوات لبناء نظام أكثر فعالية. والمناقشات التي تتناول القيم لا تكفي. بل لضمان أن يعكس الهيكل العالمي المعايير المشتركة ويعززها - بدلا من أن يقوضها-؛ يجب أن تُـنَـفَّـذَ نتائج هذه المناقشات بطريقة منهجية من قِـبَـل مؤسسات. لكي نَـمضي قُـدُما يجب أن تقترن القيم بآليات المساءلة. وهذا يعني تحسين الرقابة المؤسسية، وتسهيل مشاركة المجتمع المدني بدرجة أكبر، وإنشاء أدوات لقياس التقدم ليس فقط فيما يتصل بالناتج المحلي الإجمالي، ولكن أيضا العدالة والرفاه.

ويجب أن تكون المناقشات حول هذه المبادئ جزءا لا يتجزأ من منتديات العالم الحقيقي؛ مجموعة العشرين التي تجمع الاقتصادات الكبرى من الجنوب والشمال على حد سواء، وتجمع بريكس+ للاقتصادات الناشئة الكبرى، وعملية التمويل من أجل التنمية التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك القمة القادمة في إشبيلية، ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بدءا من مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيليم. ويجب أن تكون هذه المبادئ محورية في أي مناقشة لإصلاح منظومة الأمم المتحدة لاسيما من خلال مراجعة الميثاق.

من المؤكد أن سمات مثل: التشرذم، والتفاوت، والاختلال الوظيفي ليست حتمية؛ فهي تعكس اختيارات. وبديل أي نظام فاشل ليس التراجع إلى القومية أو التكنوقراطية، بل العودة إلى الالتزام بجرأة من جانب الدول، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص بالقيم الكفيلة بتوجيه مسيرتنا عبر التعقيدات نحو نظام اقتصادي أكثر إنسانية، واستدامة، وقدرة على الصمود.

مقالات مشابهة

  • مجموعة آرما تستحوذ على «بسكو مصر» ضمن حزمة استثمارية طويلة الأمد في مصر
  • خبير اقتصادي يكشف مكاسب السماح للشركات الصينية في مصر بالتسجيل والتعامل المالي باليوان
  • ما أسباب تراجع أسعار النفط والذهب؟.. خبير اقتصادي يوضح
  • هل أثرت حرب إيران وإسرائيل على مصر؟ خبير اقتصادي يوضح
  • تفاصيل مشاركة المملكة في اجتماع الرقابة المالية في مجموعة العشرين
  • "الغرفة" تشارك في "القمة الاقتصادية العربية البريطانية الرابعة"
  • ترتيب مجموعة الأهلي بعد نهاية دور المجموعات بكأس العالم.. الأحمر يتذيل
  • خبير اقتصادي: الحكومة المصرية تستعد لأسوأ السيناريوهات.. والتصعيد يهدد أسعار النفط عالميا
  • أي نظام اقتصادي جديد يحتاج إلى بوصلة أخلاقية
  • تجارة وصناعة عُمان تشارك في القمة الاقتصادية العربية البريطانية بلندن