في مشهد يعكس قمة الاستغلال والإهمال، يشتكي والد اثنين من قتلى مليشيا الحوثي من حالته المادية المتدهورة بعد أن اكتفت الجماعة بمنحه بطانيتين، واحدة عن كل ابن خسر حياته في صفوفها.

وظهر الأب يرفع صورتي نجليه القتيلين، معتبراً جل ما قدمته الجماعة ثمناً مُهيناً، في وقت قال إنه بأمس الحاجة إلى مواد غذائية ومبلغ مالي لتعبئة أسطوانة غاز عوضاً عن البطانيتين اللتين ليس بمقدرهما سد رمق جوع العائلة.

وتركت المليشيا والد القتيلين يواجه الفقر وحيداً، دون أي دعم حقيقي، ليصبح أنموذجاً حياً لمعاناة آلاف الأسر التي فقدت أبناءها دفاعاً عن مشروع الجماعة المدعومة من إيران، بينما تقبع قياداتها في قصور مُترفة.

تتكرر قصص الإهمال هذه في أوساط أسر قتلى الحوثيين، الذين يجدون أنفسهم في نهاية المطاف أمام واقع مرير، محرومين من الدعم المالي أو أي تعويضات تضمن لهم حياة كريمة. في المقابل، تتسابق قيادات المليشيا على شراء الفلل الفاخرة والسيارات الفارهة، وتبديد أموال الشعب اليمني المنهوبة على الكماليات والترف، في تجاهل تام لمن دفعوا حياتهم ثمناً لبقاء الجماعة.

شهادات أسر القتلى

بحسب شهادات عدد من الأسر التي فقدت أبناءها في صفوف الحوثيين، أثناء حديثها لمحرر وكالة "خبر"، فإنها تعيش في ظروف مأساوية، وتعتمد في معظم الأحيان على الاستجداء أو المساعدات الخيرية من رجال الأعمال وفاعلي الخير والمواطنين. وبدلًا من تقديم الرعاية لأسر قتلاها، تواصل الجماعة ممارسة النهب الممنهج للموارد العامة، بما في ذلك الضرائب والجمارك والإيرادات النفطية، لتزيد من ثروات قياداتها على حساب معاناة الشعب.

المفارقة المؤلمة تكمن في التناقض الصارخ بين ما تدعيه المليشيا من تمثيل للفقراء والمظلومين وبين واقع أفعالها. فهي تنهب خزائن الدولة وتغرق السكان في الفقر المدقع، بينما تنفق ملايين الريالات على تزيين قصور قادتها، وإقامة احتفالات خاصة، ورعاية حياة مترفة لعائلاتهم.

ورغم الادعاءات المستمرة بدعم "أسر الشهداء"، فإن الأرقام والوقائع تكشف زيف هذه الادعاءات. لا تحصل الأسر إلا على وعود فارغة أو مساعدات رمزية لا تسد رمق الجوع ولا تداوي جروح الفقد. في حين تعجز القيادات الحوثية حتى عن توفير أبسط الاحتياجات لأسر من ضحوا بأرواحهم في سبيلها.

أفادت أرملة أحد قتلى المليشيا الحوثية (المصنّفة على قائمة الإرهاب) لمحرر وكالة خبر، بأن الجماعة قطعت عنها المعونات الرمزية التي كانت تحصل عليها ولا تسد رمق جوعها، على خلفية رفضها إرسال ابنها لحضور دورات للجماعة، خشية أن يصلح مصيره كوالده.

يتساءل كثيرون في اليمن: إلى متى سيظل أبناء الفقراء وقوداً لحروب المليشيا؟ وإلى متى ستستمر هذه الجماعة في نهب مقدرات البلاد وترك أسر ضحاياها فريسة للفقر؟

الأسئلة تتكرر، لكن الإجابة من وجهة نظر مراقبين، تبدو بعيدة في ظل سيطرة هذه الجماعة الارهابية بشكل كلي، على مقدرات الدولة وغياب أي مساءلة حقيقية، ما يحتم على المجتمع الدولي والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً تحمل مسؤولية حماية كافة المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة المليشيا من مختلف النواحي الاقتصادية والفكرية والحقوقية.. وغيرها.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

التحرير الوطني الكولومبي يفرض حظر تجول

صراحة نيوز-فرضت جماعة “جيش التحرير الوطني” الكولومبية، التي تسيطر على مناطق إنتاج الكوكايين،  حظر تجول لمدة 3 أيام على سكان هذه المناطق ابتداءً من الأحد، مبررة القرار بـ”تهديدات التدخل الإمبريالي” التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسط سخرية الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو من الخطوة.

وذكرت الجماعة في بيان رسمي أنها ستجري “مناورات عسكرية للدفاع عن البلاد”، وسيفرض حظر التجول ابتداءً من الأحد الساعة 11 صباحًا بتوقيت غرينتش حتى الأربعاء في التوقيت نفسه، “منعًا لوقوع حوادث” بين المدنيين والعسكريين.

وأضافت الجماعة المسلحة اليسارية، التي تأسست عام 1964 مستلهمة نشاطها من القائد الثوري الأرجنتيني إرنستو تشي غيفارا، أنها “تعارض تهديدات التدخل الإمبريالي في بلادنا، وهي مرحلة جديدة من خطة ترامب الاستعمارية التي تهدف إلى تكثيف نهب الموارد الطبيعية”.

وتنشط هذه الجماعة، التي تضم نحو 5800 عضو، في أكثر من 20% من بلديات كولومبيا الـ1100 تقريبًا، وفق بيانات مركز أبحاث “إنسايت كرايم”.

وكان الرئيس الأميركي قد حذر من أن دولًا منتجة للكوكايين في أميركا اللاتينية قد “تتعرض للهجوم”، مستهدفًا كولومبيا التي قال إنها “تصنع الكوكايين وتبيعه لنا”.

كما نشر ترامب قوات عسكرية كبيرة في البحر الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا، التي يرأسها نيكولاس مادورو، متهمًا إياها بالضلوع في تهريب المخدرات.

وسخر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو من بيان جماعة “جيش التحرير الوطني”، وكتب على منصة إكس: “الاحتجاج على أي أحد لا يكون بقتل القرويين وسلب حريتهم”، مضيفًا: “يا سادة جيش التحرير الوطني، أنتم تدعون إلى إضراب مسلح ليس ضد ترامب، بل خدمة لتجار المخدرات الذين يسيطرون عليكم”.

وكان بيترو قد طالب نظيره الأميركي في أوائل الشهر الجاري باحترام “سيادة” بلاده، في حين صعّد ترامب من تهديداته تجاه كولومبيا.

وندد وزير دفاعه بيدرو سانشيز أيضًا بالخطوة، واصفًا إياها بأنها “إكراه إجرامي”، محذرًا من أن القوات الأمنية الكولومبية “ستكون حاضرة في كل مكان”.

وتعدّ منطقة كاتاتومبو، الواقعة على الحدود مع فنزويلا، أحد معاقل جماعة “جيش التحرير الوطني”، التي تسيطر على إنتاج الكوكايين في أكبر منطقة لمحاصيل أوراق الكوكا في العالم.

مقالات مشابهة

  • اجتماع في المحويت لمناقشة مصفوفة مشاريع رعاية أسر الشهداء 2026م”
  • قتيل بغارة جوية جنوبي لبنان والجيش الإسرائيلي يحدد الأهداف
  • فيضانات إندونيسيا تحصد أكثر من ألف قتيل
  • التحرير الوطني الكولومبي يفرض حظر تجول
  • حصيلة الفيضانات في إندونيسيا تتخطى الألف قتيل
  • شاهد بالفيديو.. آخر ظهور لفنان “الدعامة” إبراهيم إدريس يظهر وهو يحتفل وسط جنود المليشيا قبل أيام قليلة من إغتياله
  • العاصمة.. قتيل وجريح في اصطدام بين سيارة ودراجة نارية بجسر قسنطينة
  • البرلمان النمساوي يقر حظر الحجاب في المدارس
  • «قتل الجماعة للواحد»
  • نحو 100 قتيل في هجوم الإنتقالي على حضرموت.. ومعلومات تكشف حجم الإنتهاكات التي ارتكبتها مليشياته هناك