سودانايل:
2025-07-27@09:48:56 GMT

الفيتو الروسي بداية معالم الطريق

تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن جلسة مجلس الأمن التي عقدت أمس الأثنين 18\11\2024م التي استخدمت فيها روسيا حق الفيتو لكي تفشل المخطط البريطاني الذي كانت قد قدمته لمجلس الأمن مع دولة سيراليون.. و يعد المشروع البريطاني مدخلا لإيجاد دور سياسي في المستقبل للميليشيا و جناحها السياسي بدعم اماراتي مستمر من خلال استغلال شعار " حماية المدنيين في السودان و توصيل الإغاثات"و أن الفيتو الروسي قد وضع حدا لمحاولات بريطانيا المستمرة في تستغلال موقعها كرئيس لمجلس الأمن هذا الشهر.

. و الفيتو ليس هو مجرد رفض للمشروع البريطاني، و لكنه وضع حد لمحاولاتها المستمر في إدخال قوات أممية و إقليمية في السودان، و هذه القوات الهدف منها هو أن تكون قوة مساندة للميليشيا و أيضا لجناحها السياسي الذي توظفه الأمارات كما تشاء..
أن المشروع البريطاني السيراليوني كان هادفا إلي تجريد السلطة الموجودة في السودان و على رأسها الجيش من شرعيتها، و بالتالي أن تحدد بريطانيا و الأمارات القوى التي تعتقد إنها شرعية، أن المشروع هو لا يخرج من دائرة الاستعمار القديم، و محاولة لإستغلال المنظمة الدولية بهدف إطفاء عليه شرعية، و تمكين للقوى التي توظفها دولة الأمارات.. هذه الفكرة قد فشلت كما فشل مشروع انقلاب 15 إبريل 2023م من قبل.. أن الفيتو الروسي قد جعل اللعب على المكشوف، و كما قال المندوب الروسي في مجلس الأمن أن القوى التي تراهن عليها بريطانيا و أمريكا و الأمارات هي قوى فاقدة إلي الأهلية الشعبية، و جعلت نفسها أداة تخدم التدخل الإميريالي مرة أخرى في السودان بوجه سافر.. و هي لا تقف عند القوى السياسية الظاهرة لكن وراءها العديد من الخدام إذا كان في الإعلام أو منظمات مدنية مجرد أسماء ليس لها وجود في الواقع، جميعها سيناريوهات مكشوفة..
أن روسيا قد بينت من خلال كلمة مندوبها في مجلس الأمن أي قرار يتخذه مجلس الأمن يجب أن تكون السلطة الحاكمة في السودان موافقة عليه لأنها هي التي تصون سيادة البلاد و تمثل الشرعية التي يجب التعامل معها.. هل بالفعل أصبحت روسيا " صنيعة كيزانية" كما بدأت مقولات شذاذ الأفق تطلق في الهواء، و التي تمثل أضحوكة سياسية، تبين الخواء الفكري و السياسي في الساحة السياسة السودانية.. أن الفيتو يمثل تحولا جديدا في المسار الإستراتيجي العالمي للسودان، و هو مسار قد فرضته الأهداف الاستعمارية الساعية إلي تفتيت البلاد و السيطرة على ثرواتها، و بالتالي أصبح الصراع واضح تماما.. و كان حمدوك رئيس تحالف " تقدم" قد بين في "هاوس تشاتام" المطلوب من بريطانيا عندما تستلم موقعها في رئاسة مجلس الأمن " التدخل الدولي تحت البند السابع و إيجاد قوات دولية" و هي التي جعلت بريطانيا تعقد جلستين لمجلس الأمن لكي تمرر مشروع القوات الدولية و أخيرا واجهت " حق فيتو" لكي يغلق هذا الباب تماما..
في جانب أخر من المشهد: وصل المبعوث الأمريكي للسودان لبورسودان، و التقي مع عدد من القيادات في الدولة آخرهم كان الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش.. و قال المندوب أنه وصل إلي بورسودان لكي يؤكد أن الولايات المتحدة تقف مع الشعب السوداني و خياراته، و العمل من أجل توصيل الإغاثات للمواطنين، و هذه أول مرة يزور المبعوث السودان رغم أنه كان يقوم بزيارات ماكوكية للدول التي تحيط بالسودان إلي جانب الأمارات و السعودية، و صنع منبر جديدا في جنيف دون أن يحقق أي شيء من الأهداف التي كان ساعيا إليها، باعتبار أن هناك أجندات سرية من كل ذلك لم يفصح عنها و هي أجندات تخدم الأمارات أن يجعلها من المساهمين في حل المشكلة و المبعوث هو و إدارته على يقين أن الأمارات الدعم العسكري للميليشيا الذي اطال أمد الحرب..
القضية الأخرى التي تعتبر مهمة لأمريكا و بريطانيا العملية السياسية التي يراد بها أن تكون الميليشيا و اعوانها جزء منها.. قد اقتنع المبعوث توم بيرييلو أن العملية السياسية سوف تبدأ بعد وقف الحرب تماما، و الإنتهاء من وجود الميليشيا على الساحتين العسكرية و السياسية، و تبدأ داخل السودان، و دون وجود أي نفوذ خارجي مرة أخرى، أو استباحة أرض السودان من قبل أجهزة المخابرات الخارجية.. أن السودان بعد الحرب يجب أن تفرض فيه قيود على حركة الدبلوماسيين تماما، و أي تعامل من قبل القيادات السياسية السودانية مع العنصر الأجنبي يجب أن يكون من خلال وزارة الخارجية السودانية و على وضح النهار، و أي تعامل دون ذلك يجب أن يقدم اصحابه للقضاء.. أن المؤامرات ضد وحدة البلاد، و محاولات السيطرة عليه لاستغلال ثرواته و نهبها سوف تستمر، و تحتاج إلي اليقظة الكاملة من قبل الشعب السوداني صاحب المصلحة الحقيقية فيها... نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مجلس الأمن فی السودان یجب أن من قبل

إقرأ أيضاً:

متو في إفريقيا.. عقار يكشف عن مخطط لاحتلال السودان ويُعرّي رعاة الإرهاب

متابعات-  تاق برس- وصل نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار إير، أمس إلى العاصمة الزامبية لوساكا قادماً من جمهورية ناميبيا ضمن جولة أفريقيا تهدف إلى تطوير علاقات السودان الأفريقية وتعزيز التعاون المشترك بينه ودول الإقليم.

 

والتقى سيادته الرئيس الزامبي هاكيندى هيشيليما، وسلّمه رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان تتعلق بمسار العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

وأطلع عقار الرئيس الزامبي على تطورات الأوضاع الداخلية بالبلاد، خاصةً فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية التي تسبب فيها تمرد قوات الدعم السريع الإرهابية، ورؤية الحكومة في إنهاء الحرب.

 

وقدم نائب رئيس مجلس السيادة شرحاً مفصلاً حول حجم الانتهاكات التي ارتكبتها الدعم السريع في حق المدنيين، فضلاً عن الدمار الذي لحق بالمؤسسات الحكومية والمرافق المدنية والبنية التحتية في البلاد.

 

وأكد عقار أن ما يحدث في السودان هو محاولة احتلال واستيطان بواسطة قوات الدعم السريع التي تجد العون والدعم من بعض دول الجوار ودولة الإمارات.

 

وأوضح سيادته أن السودان مؤمن بحل إشكاليات الدول الأفريقية داخل البيت الأفريقي، وأن السودان منفتح على كل المبادرات التي تحمل النوايا الصادقة تجاه حل قضاياه.

 

من جانبه، عبر الرئيس الزامبي عن أسفه وقلقه من حجم الدمار الذي لحق بالبلاد، وعبر عن تعازيه ومواساته في ضحايا الحرب، متمنياً دوام السلام والاستقرار للسودان.

 

وأكد هيشيليما وقوف زامبيا ودعمها للسودان، حكومةً وشعباً، وأن بلاده ستلعب دوراً إيجابياً في القضية السودانية حتى يعود السودان إلى مكانته الطبيعية في القارة الأفريقية، مشيداً برؤية الحكومة فيما يلي حل الأزمة السودانية داخل المؤسسات الأفريقية.

مقالات مشابهة

  • متو في إفريقيا.. عقار يكشف عن مخطط لاحتلال السودان ويُعرّي رعاة الإرهاب
  • رئيس مجلس النواب يعزي نظيره الروسي في ضحايا تحطم الطائرة المدنية
  • حسن شاه حسيني: الحفاظ على الأمن والسلام والاستقلال وسيادة الأراضي السودانية يمثّل قوة لكل العالم الإسلامي
  • لفتة إنسانية.. الأمن يعيد مسنا أجنبيا ضل الطريق إلى أهله في عين شمس
  • مُراقبة داخل مجلس النواب
  • شاهد بالفيديو.. بسبب القطوعات التي تشهدها مدينة بورتسودان.. شيبة ضرار يمنح مدير الكهرباء مهلة 12 ساعة ويهدد بإقتحام المكاتب بــ”الفرشات” و “البطاطين”
  • الاعتراف الأوروبي بفلسطين.. شيك بلا رصيد في مواجهة الفيتو الأميركي
  • الحوثي: ندعو الوسطاء عرض المسار التفاوضي على مجلس الأمن في جلسة علنية
  • رئيس مجلس الوزراء يعزي نظيره الروسي
  • عاجل| الأمن العام يحذر من رياح مغبرة على الطريق الصحراوي