المؤتمر الوطني في قبضة لاهاي ومطلوبي الجنائية
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
المؤتمر الوطني في قبضة لاهاي ومطلوبي الجنائية
آثار ما يجري على الجيش والسلام والسودان
ياسر عرمان
انسداد الأفق وعمى البصيرة لازم المؤتمر الوطني منذ نشأته فقد ولد على طبق من النحس. مأساة السودان الحالية في إحدي وجوهها ناتجة من سياسات المؤتمر الوطني في تعددية الجيوش وحزبنة الدولة والتدمير المنهجي لوجه الريف المنتج والاقصاء ورفض التنوع والمواطنة، وعبر الزمن تطورت البنادق المساندة والصديقة التي صنعها المؤتمر الوطني الى تبني خطاب مظلومية ضد مركز السلطة وسياساته.
قضية البندقية المساندة قديمة قدم البرامكة والمماليك ونهاية السلطنة الزرقاء. إن التلاعب في اقامة الجيوش يحرق الغابة في كتاب التاريخ القديم وكتاب الاورطة الحديثة في كسلا مؤخرا. المؤتمر الوطني له وزر ٣٠ يونيو ١٩٨٩ ومشارك رئيسي في حروب الريف ومجزرة فض الاعتصام وانقلاب ٢٥ اكتوبر وحرب ١٥ ابريل، وانقسامه الحالي ارجعه إلى قبضة لاهاي ومطلوبي الجنائية فهو لم يتعلم شيئا ولم ينسي شيئا.
*مطلوبو الجنائية في كابينة القيادة:*
صراع نافع-علي عثمان قديم وشيخ علي دائما ما يستعين بالعسكر وقادة اجهزة الأمن في حفظ التوازن يقابله نافع والمستخرجة شهادة ميلاده في العمل السياسي من اجهزة الأمن، والذي استفاد من فترة قيادته للمؤتمر الوطني، وخلق تيارا مواليا له واجهته ابراهيم محمود وفي الخلفية نافع ومحمد عطا وجماعة تركيا، وقيادة الجيش احسنت استقبال ابراهيم محمود ولكن جماعة لاهاي والجنائية لها بالمرصاد وفي معيتهم علي عثمان وعلي كرتي، وبتحالفهم مع البشير وأحمد هارون اصبحت لهما اليد الطولى في القطاع الامني والتمويل والعلاقات الخارجية، واعادوا أحمد هارون إلى كابينة القيادة المتجهة إلى لاهاي بإذن الله، وخيارهم الوحيد هو مواصلة الحرب حتي النهاية برعاية البشير في مروي وعلي عثمان في كسلا، وهم يعملون على بناء جيش موازي على شاكلة الدفاع الشعبي للضغط والسيطرة على القوات المسلحة وتغيير التوازنات وتحت امرتهم منفذين ذوي خبرة من امثال أحمد هارون واسامة عبد الله، وأفضل خياراتهم الإتفاق على قسمة السلطة مع الدعم السريع ثم الانقلاب لاحقا على الدعم السريع، ويحاولون أن يمدوا الايدي إلى الاسلاميين الذين التحقوا بالدعم السريع ومجنديهم من اجهزة الأمن.
*آثار ما يجري على الجيش والسلام والسودان:*
المجموعة المتنفذة في المؤتمر الوطني لا تثق في قيادة الجيش و بالذات لا تثق في القائد العام للجيش وتحاول استخدام نوابه للضغط عليه حتي لا يوافق على وقف الحرب وحساباتها قائمة على تغيير التوازن على الارض والزج باوسع قوى تحمل البنادق المساندة وجوقة خطاب الكراهية والعزف على وتر الانقسامات الاجتماعية، وفي سبيل العودة إلى الحكم مستعدة إلى تقسيم السودان فهي تقرأ من كتاب قديم.
مجموعة لاهاي ستطيل أمد الحرب ومعاناة المواطنين وجرائم الحرب التي يرتكبها طرفي الحرب، ومجموعة لاهاي لديها تذكرة بلا عودة وهي بائسة وتعيسة وتعاني من انسداد في الأفق ولا تنوي الاوبة إلى الله او إلى الشعب، فهي في ضلال مبين ومستديم.
العدو الرئيسي لمجموعة لاهاي هو ثورة ديسمبر التي اطاحت بها في غفلة من تدابيرها والمفيد في مجموعة لاهاي انها منبوذة من المجتمع الدولي والاخطر في مجموعة لاهاي اذا فشل مشروعها في الوصول إلى اتفاق قائم على قسمة السلطة فانها ستتجه الى تقسيم السودان، ومجموعة نافع ليس لديها برنامج مغاير للشمولية.
*الجيش:*
الجيش اوسع من الحركة الإسلامية وهي لا تثق به ولذلك أنشأت البنادق الموازية حوله وشردت خيرة ضباطه، وتسلقت ظهر الجيش ولها وجود في جسمه القيادي ومع ذلك حينما تجند المستنفرين لا تجندهم داخل الجيش فهي دائما تحتفظ ببندقية موازية لبندقية الجيش، ويجب النظر بدقة لتعقيدات العلاقة وزواج المصلحة بين الإسلاميين والجيش فالاخير بحاجة إلى مجموعة المؤتمر الوطني في التعبئة والتجنيد فهو يعاني من نقص حاد في المشاة والاسلاميين لا يريدون له مصالحة مع الشعب وابعدوه لاكثر من ٣٠ عاما من الشعب وادخلوه في حروب الريف، ومع ذلك فإن العلاقة ملتبسة ومعقدة بين الطرفين فالجيش مؤسسة والمؤتمر الوطني تيار سياسي اختطف الدولة باساليب مجرمة وهذه الحرب مهما كانت مآلاتها ستؤدي الى هزيمة مشروعه والوعي الذي انتجته ثورة ديسمبر غير قابل للهزيمة والحل يكمن في بناء قوات مسلحة واحدة ومهنية والقضاء على التمكين السياسي.
*اهمية ما جرى:*
استيلاء مطلوبي الجنائية على قيادة المؤتمر الوطني سيقضي على الدعوات عند بعض الأطراف الخارجية التي كانت تدعو الى استيعاب المؤتمر الوطني وواجهاته في العملية السياسية و حاولت طرح العملية السياسية بعيدا عن حق المدنيين في الحماية ومخاطبة الكارثة الإنسانية اولا بوقف الحرب ووقف الانتهاكات وحق المواطنين في العودة إلى قراهم ومدنهم وبيوتهم. إن استيعاب المؤتمر الوطني الآن يمكن أن يتم في لاهاي وليس في العملية السياسية، فكيف يتم استيعاب اناس في طريقهم إلى لاهاي؟! وما حدث في مؤتمر الشوري هي امطار خير ازاحت عن المؤتمر الوطني رواية طلاء حائطه بطلاء جديد فهي زبالة لم تكن جيدة السبك وفي اثناء الخريف والحرب، وقد تصدرها من ادعي رئاسة المؤتمر الوطني من بلدان الجوار وهو متمرس في خلع اسنان الحركة الجماهيرية وبعض المثقفين الذين حاولوا اعادة المؤتمر الوطني الى الحياة بتطليس مقيت في بعض البودكاسات، ولكن كيف اعاهدك وهذا اثر فاسك.
*طريقنا نحو المستقبل:*
طريقنا نحو المستقبل لا يمر بوضع ادينا مع مطلوبي الجنائية ولن ننتج مستقبلا مشرقا مع المؤتمر الوطني سوي كان موحدا او منقسما بل يجب محاسبته على حروبه الطويلة واجرامه وتدميره لمؤسسات الدولة وحياة الناس.
الثورة ابقي من الحرب
والنصر للجماهير
والمجد لوحدة السودان
١٨ نوفمبر ٢٠٢٤
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی فی
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
بينما يزعم الاحتلال أنه شرع بتنفيذ عملية "عربات عدعون" ضد الفلسطينيين في غزة، فإنه يفتقر لإجماع داخلي، والدعم الخارجي، بل إن الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء الحرب تشكل، قبل كل شيء، أخباراً سيئة للغاية بالنسبة للأسرى وعائلاتهم.
وزعمت دانا فايس محللة الشؤون السياسية في القناة 12، أنه "في كل مرة ينشأ لدى حماس انطباع بأن العالم سيوقف القتال في غزة، أو أن الأميركيين سيوقفون نتنياهو، تُظهِر مزيدا من التشدد في مواقفها في المفاوضات، وتصر على التمسك بها، وترسيخها، ولذلك فإن التقارير عن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة والدول الأوروبية تلعب على حساب الرهائن، لأن حماس تعتقد حقاً أن جهة أخرى ستقوم بالعمل نيابة عنها، وتضغط على الاحتلال لإنهاء الحرب".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "الوقائع الميدانية تؤكد ان الاحتلال لم تقم بعد بتحدي حماس بشكل حقيقي، وفي الوقت ذاته، لا يزال يرفض الدخول لغرفة إجراء مفاوضات حقيقية حول صفقة واحدة شاملة، تتضمن معايير إنهاء الحرب، رغم التوافق مع الولايات المتحدة على أن حماس لا يمكن أن تظل السلطة الحاكمة في غزة، لكن اتباع أسلوب الضرب وحده هو نتاج عدم رغبة رئيس الوزراء نتنياهو بإنهاء القتال بهذه المرحلة".
وأشارت إلى أن "الوزراء ونتنياهو نفسه يتحدثون فقط عن "الإخضاع" و"التدمير"، وهي تعبيرات غامضة للغاية وغير واضحة بشأن ما تشير إليه، لأن اليوم تحتاج الدولة لأن تسأل نفسها: ماذا تبقى من حماس، بعد أن تم القضاء بالفعل على معظم القيادات التي كانت في السابع من أكتوبر".
وتابعت، "لو أراد أحد أن يسوق ذلك على أنه "صورة النصر"، فإن بإمكانه الزعم أننا قضينا على آخر القادة الذين قاتلوا في الأنفاق، وهو محمد السنوار، وقضينا على معظم كتائب حماس، ومقاتلوها لم يعودوا يقاتلون الجيش، بل ينفذون فقط عمليات حرب عصابات".
وأكدت أن "أي إسرائيلي إن أراد الترويج "لإنجازات" استثنائية فبإمكانه أن يفعل ذلك في هذه المرحلة من الزمن، لكن هذا لن يحدث، لأن نتنياهو يعزز موقفه، ويريد مواصلة الحرب، مع الإشارة أن بيان الدول الأوروبية وكندا ضد الدولة يذكر "حكومة نتنياهو"، ولا يتحدث عن الدولة بذاتها، وكأنهم يفرقون بينهما".
وأوضحت أن "مناقشات مجلس الوزراء، شهدت تأكيد وزير الخارجية غدعون ساعر أن هناك ضغوطا دولية بشأن قضية المساعدات الإنسانية، وهو ما اعترف به نتنياهو نفسه من خلال ما وصله من مراسلات واتصالات من أصدقائه الكبار في الكونغرس الذين أكدوا له أن مشاهد المجاعة في غزة لا يمكن التسامح معها".
كما أكدت أن "الأميركيين ضغطوا على الاحتلال في موضوع المساعدات الإنسانية لأنه ثمن تحرير الجندي عيدان ألكساندر، رغم أن ذلك يطرح سؤالا أخلاقيا هاما حول عدم مشروعية أسلوب الحصار الذي تطبقه الدولة على الفلسطينيين في غزة، لأن التجويع ليس أداة مشروعة للحرب، ولا ينبغي أن يظل خياراً قائماً، ليس هذا فحسب، بل إنه طريقة غير حكيمة من الناحية التكتيكية أيضاً".
وختمت بالقول أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".