بغداد اليوم - بغداد

في السنوات العشرين الماضية، حفر الفساد جذورًا عميقة في العراق، ولا يمكن السيطرة عليه إذا لم تكن هناك إرادة سياسية وإجماع على ذلك، في ظل موازنات مليارية ربما لم تنعكس إيجابا على الوضع العام في البلاد، وعلى إثر ذلك يؤشر المحلل السياسي غالب الدعمي، ملامح الفساد في الدولة العراقية.

الدعمي قال لـ"بغداد اليوم"، الاربعاء (16 آب 2023)، إنه "مع كل بداية تشكيلة حكومية تبدأ الصراعات السياسية على المناصب والهيئات والدرجات الخاصة وصولا الى المدراء العاميين وهذا دليل بما لا يقبل الشك أنه صراع حول المنافع التي تحصل عليها الاحزاب ومسؤوليها".

وأضاف، أن "بعض منافع الأحزاب والساسة تكون واضحة ومكشوفة والبعض الآخر يعتمد على إحالة مشاريع بنسب محددة للاحزاب المتنفذة لكن بالمقابل هناك من لا يستمر بمنصبه اذا ما اختلف مع الجهة التي تتبناه". 

وأشار إلى أن "متابعة عدد مذكرات القبض الصادرة بحق وزراء سابقين أو وكلائهم بالاضافة الى بقية المناصب الأخرى، تظهر صورة أخرى عن حجم الفساد"، لافتا إلى أن "هيئة النزاهة تعمل بشكل جيد وحققت نتائج مهمة في الفترة الماضية بفتح ملفات كثيرة حول أسماء فاسدين".

جذور الفساد في العراق

وشهد العراق بعد العام 2003 تنامي ظاهرة الفساد بشكل كبير ولعل ذلك يرجع الى طبيعة الظروف التي عاشها خاصة مرحلة الاحتلال الامريكي وتفكيك مؤسسات الدولة العراقية فضلا عن الجذور التاريخية للفساد التي كونت "بذرة الفساد الاولى" لتتنامى بعد العام 2003 لأسباب مختلفة ومتعددة وفرت البيئة الملائمة لازدياد نسب الفساد وتعاظم مشكلته.

آليات النزاهة في محاربة الفساد 

وتمتلك هيئة النزاهة في العراق آليات وسياسات تختلف وتتميز فيها عن باقي الجهات المختصة في مكافحة الفساد بوجود العديد من النصوص والمواد الدستورية والقانونية التي تحدد عمل الهيئة فضلا عن المطالب المتكررة لتكون هيئة النزاهة المؤسسة المحورية في النظام السياسي العراقي التي تضمن شفافية ونزاهة العملية السياسية والإدارية والتشريعية.

إن هيئة النزاهة تعد الأداة التحقيقية المكلفة في مكافحة الفساد ورسمت بدورها آليات وسياسات لأجل تقليل نسب الفساد المتضخمة بعد عام 2003 والتي تؤكدها التقارير المحلية والدولية والتي تختلف وتتقاطع فيما بينها بتحديد نسبة مشتركة لحجم الفساد على الرغم من اتفاقهما على تعاظم هذه المشكلة. 

عاما ذروة الفساد  

وتتفاوت تقديرات المسؤولين حيال قيمة ما خسره العراق جراء الفساد، بين 450 إلى 650 مليار دولار بعد الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، وقعت أغلبها في الفترة بين 2006 و2014، التي شهد فيها العراق جرائم فساد ضخمة، خصوصا في مشاريع البنية التحتية وتلك المتعلقة بقطاعات الإسكان والصحة والتعليم والطرق والجسور والطاقة وتسليح الجيش.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: هیئة النزاهة

إقرأ أيضاً:

نائب:السوداني مستمر باهدار المال العراقي لصالح ولايته الثانية

آخر تحديث: 21 ماي 2025 - 3:06 م بغداد/ شبكة ـخبار العراق- اتهم النائب ياسر الحسيني، اليوم الاربعاء، الحكومة الحالية بإهدار مكاسب البلاد الاقتصادية وتبديد المال العام في سبيل تحقيق مكاسب سياسية والتمهيد للحصول على ولاية ثانية لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني.وقال الحسيني في تصريح  صحفي، إن “الحكومة ذهبت وما زالت مستمرة في إهدار موارد البلاد من أجل البقاء في السلطة، دون مراعاة للمصلحة الوطنية أو متطلبات الشعب”.وأضاف أن “إصرار رئيس الوزراء على عقد مؤتمر القمة في بغداد، رغم المعارضة الواسعة وامتعاض الشارع العراقي، يعكس سعيه لفرض أجندته السياسية”.لافتًا إلى أن “التنازلات المقدمة للكويت في قضية خور عبد الله تأتي أيضا في إطار البحث عن دعم خارجي يخدم طموحاته الانتخابية”.وأشار إلى أن “الحكومة أنفقت ما يقارب تريليون دينار دون نتائج ملموسة، في ما يمثل تخبطًا إداريًا وتبذيرًا للمال العام بهدف خلق زخم سياسي وشعبي يدعم استمرارها في دورة حكومية ثانية”.

مقالات مشابهة

  • رئيس الجمهورية: ظاهرة التغيرات المناخية تواجه جميع الشعوب بما فيها العراق
  • أحزاب العراق: تضخم الأعداد يهدد استقرار النظام السياسي
  • هيئة العناية بالحرمين: الطاقة الاستيعابية لصحن المطاف تصل إلى 107 آلاف طائف في الساعة
  • رؤساء جمعيات حماية المال العام ماكانش عندهوم تا صندالة الميكا.. تصريحات التويزي داخل البرلمان تثير جدلاً واسعاً
  • تقيم هيئة النزاهة الإتحادية بالتعاون مع نقابة الصحفيين العراقيين ندوة حوارية ..
  • مكافحة الفساد: ضبط شبهات تهرب ضريبي بنحو 110 ملايين دينار
  • الملك يؤكد ضرورة الاستمرار بتعزيز قدرات كوادر هيئة النزاهة ومكافحة الفساد
  • هيئة النزاهة: استرداد ومنع هدر نحو 61 مليون دينار من المال العام
  • نائب:السوداني مستمر باهدار المال العراقي لصالح ولايته الثانية
  • العراق والصين يتفقان على متابعة إجراءات انضمام النزاهة لمبادرة بكين لطريق الحرير النظيف