فعاليات Cairo ICT.. الذكاء الاصطناعي في قلب السيارات ذاتية القيادة: الأمان أولًا
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
ناقشت جلسة "الحوسبة الطرفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي" ضمن فعاليات معرض Cairo ICT الجهود المبذولة لتحقيق تحول جذري في صناعة السيارات الذاتية القيادة.
وتركزت المناقشات حول تعزيز الأمان والكفاءة لهذه السيارات عبر استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة الطرفية لتوفير تجربة قيادة أكثر أمانًا واعتمادية في المستقبل.
أوضح الدكتور هشام عرفة، رئيس شركة برايت سكايز للبرمجيات، أن تطبيقات تقنيات الاتصال والصحة تواجه العديد من التحديات التي تتطلب تكيفًا من المستخدمين مع الأنظمة الحديثة. كما أشار إلى أن القضايا المتعلقة بالتطورات المستقبلية والتكنولوجيا تفرض تساؤلات مستمرة حول كيفية مواجهة هذه التحديات بطرق مبتكرة.
وأكد عرفة أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أبرز مصادر التحديات التقنية، حيث لم تعد الأساليب التقليدية كافية لمجابهتها. وشدد على ضرورة تطوير استراتيجيات وحلول جديدة تتماشى مع التحولات التكنولوجية العالمية.
مصر: نموذج للتكيف مع التكنولوجيا
استشهد الدكتور عرفة بتجربة مصر كدولة تسعى جاهدة لمواكبة أحدث التطورات التقنية. وأكد أن مصر تمثل نموذجًا يُحتذى به في تبني التكنولوجيا الحديثة، حيث تستثمر في الابتكار والبحث عن حلول متقدمة لمواجهة التحديات المستقبلية.
Cairo ICT يظل منصة هامة تجمع قادة الفكر والمبتكرين لمناقشة الفرص والتحديات في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مما يعزز رؤية مصر الطموحة للتحول الرقمي.
أوضح المهندس أحمد خليل، المدير العام لشركة ثيرد ويف إيجيبت، أن أنظمة مضخات الأنسولين لمرضى السكري تعتمد بشكل أساسي على تطبيقات الهواتف الذكية، التي تتيح للمستخدمين مراقبة جرعات الأنسولين بالتعاون مع الأطباء.
وأكد خليل أن هذه الأنظمة تثير مخاوف أمنية كبيرة، مشيرًا إلى أن نجاحها يتطلب مهارات متقدمة في البرمجيات لمعالجة أي مشكلات طارئة. وأضاف أن البيانات الشخصية للمرضى تحتاج إلى تشفير كامل، وأن يكون التطبيق مصممًا خصيصًا لكل مريض لضمان الخصوصية وسلامة المعلومات.
وأشار خليل إلى الاعتقاد السائد بأن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحقيق كل شيء، مؤكدًا أن هذا التوجه سيصبح ضرورة مستقبلية. لكنه شدد على أهمية تطوير تقنيات آمنة وموثوقة تواكب هذا التطور.
من جهته، صرح أحمد البدري، مدير قسم الإبداع بشركة فاليو للبرمجيات، بأن صناعة السيارات أصبحت مجالًا محوريًا تتعلق فيه القرارات بمسائل تتعلق بحياة الأفراد، خاصة مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الطرفية. وأوضح أن الجهود الحالية تركز على تعزيز الأمان وكفاءة الأداء داخل السيارات، مما يرفع مستوى الاعتمادية في السيارات الذاتية القيادة.
وأشار البدري إلى أن تطوير السيارات ذاتية القيادة يتطلب دمج أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل البيانات في الوقت الفعلي دون التأثير على الأداء التشغيلي. وأوضح أن الأنظمة الحديثة باتت قادرة على "الرؤية" لمسافة تصل إلى 800 متر، والاستفادة من بيانات قيادة تعادل مسافة 6 ملايين كيلومتر، مما يرفع كفاءة السائق الآلي بشكل ملحوظ.
وأضاف أن السيارات تخضع لمعايير صارمة قبل طرحها في الأسواق للتأكد من توافقها مع أعلى مستويات الأمان، مشيرًا إلى أن التعاون مع الشركات العالمية، بما في ذلك المتخصصة في الروبوتات، يساهم في تقديم حلول مبتكرة تعزز من أداء السيارات الذكية.
تعزيز البنية التحتية لصناعة السيارات
أكد المهندس حسام يحيى، المدير التنفيذي للتكنولوجيا بشركة برايت سكايز للبرمجيات، أن أنظمة الملاحة وأجهزة الاستشعار في السيارات الذكية تتطلب بنية تحتية قوية لضمان فعاليتها. وأشار إلى أن صناعة السيارات تعتمد على خمسة مستويات رئيسية تواجه تحديات حتمية تتطلب حلولًا مبتكرة لمواكبة التطورات.
وأضاف يحيى أن النقاش لم يعد يقتصر على استخدام الذكاء الاصطناعي، بل بات يدور حول كيفية تحقيق أمان شامل لهذه التقنيات. وأوضح أن شركته بدأت بتطوير أنظمة أمان تركز على حماية النظام بأكمله، بدلًا من الاقتصار على حماية المكونات الفردية، مما يعزز سلامة السيارات الذكية.
من جانبه، أشار المهندس أحمد الشناوي، الرئيس التنفيذي لشركة بال سار ميكرو، إلى أن الحوسبة الطرفية تلعب دورًا محوريًا في تحسين أداء الأجهزة الحديثة ودعم التطبيقات المتقدمة. وأوضح أن هذه التقنية تعتمد على معالجة البيانات بالقرب من الأجهزة الطرفية بدلًا من مراكز البيانات المركزية، مما يتطلب أداءً عاليًا واستهلاكًا كبيرًا للطاقة لتلبية احتياجاتها.
وأضاف أن إدارة الحرارة الناتجة عن معالجة البيانات تمثل تحديًا كبيرًا، مشيرًا إلى أهمية تصميم شرائح صغيرة وعالية الكفاءة تقلل من الحرارة مع تحسين الأداء. وأكد أن تقنيات التعلم الآلي ما زالت بحاجة إلى كميات ضخمة من البيانات، مما يجعل الاعتماد على السحابة أمرًا ضروريًا في الوقت الحالي.
وأوضح الشناوي أن الجهود الحالية تتركز على تطوير أجهزة هاردوير مخصصة للحوسبة الطرفية، لزيادة كفاءتها وقدرتها على التعامل مع البيانات المعقدة. ورغم التحديات، فإن الحوسبة الطرفية تقدم فرصًا كبيرة لتحسين الأداء وإدارة الطاقة، مما يجعلها محور اهتمام الشركات التقنية في دعم المستقبل الرقمي.
تُقام النسخة الثامنة والعشرون من معرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا Cairo ICT 2024 تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، في مركز مصر للمعارض الدولية. يأتي المؤتمر برعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ليواصل دوره كمحفل رائد لعرض أحدث الابتكارات التقنية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا
ويأتي المعرض برعاية كل من شركة دل تكنولوجيز ومجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، والبنك التجاري الدوليCIB مصر، وشركة هواوى، وشركة اورنچ مصر، وشركة مصر للطيران، بالإضافة إلى رعاية المصرية للاتصالات وماستر كارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وشركة فورتينت.
كما تضم قائمة الرعاة كل من إي آند إنتربرايز، ومجموعة بنية وشركة خزنة، وشركة سايشيلد، ومجموعة شاكر، وشركة ICT Misr وIoT Misr، ونتورك انترناشيونال، وCassava Technologies، وإيجيبت تراست..
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استشهد استراتيجي استراتيجيات الاصطناعي الابتكارات إستراتيجيا استثمارات الخصوص الذكاء الاصطناعي الدكتور عمرو طلعت المستقبلية المستخدمين النسخة الثامنة بالذكاء الاصطناعي تجربة مصر تحديات الذکاء الاصطناعی صناعة السیارات وأوضح أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
في لحظة فارقة على الساحة التكنولوجية الدولية، جاء إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجا لغويا ضخما يُعد من بين الأفضل في العالم، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدق ناقوس الخطر في الأوساط الاستخباراتية الأميركية.
واعتبر ترامب ما جرى "جرس إنذار" في حين أقر مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن مجتمع الاستخبارات الأميركي "فوجئ" بسرعة التقدم الصيني، وفق مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيجريون لفرنسا: اعترفي بالجرائم الاستعمارية وعوضي عنهاlist 2 of 2أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزةend of listوفي العام الماضي، أبدت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قلقها من احتمال أن يتفوق الجواسيس والجنود الصينيون في سرعة تبنّي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) فأطلقت خطة طوارئ لتعزيز اعتماد المجالين الاستخباراتي والعسكري على هذه التقنية.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن الخطة تضمنت توجيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات ووزارة الطاقة (المسؤولة عن إنتاج الأسلحة النووية) بتكثيف تجاربها على النماذج الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وتوثيق التعاون مع مختبرات القطاع الخاص الرائدة مثل أنثروبيك وغوغل ديب مايند، وأوبن إيه آي.
سباق مفتوحوفي خطوة ملموسة، منح البنتاغون، في 14 يوليو/تموز الجاري، عقودا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار لكل من تلك الشركات بالإضافة إلى "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، بهدف تطوير نماذج من الذكاء الاصطناعي الوكيل الذي يمكنه اتخاذ القرارات، والتعلم المستمر من التفاعلات، وتنفيذ مهام متعددة من خلال تقسيمها إلى خطوات وتحكّمها بأجهزة أخرى مثل الحواسيب أو المركبات.
لكن هذا السباق لا يقتصر -برأي إيكونوميست- على البنتاغون. إذ باتت نماذج الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة داخل الوكالات الاستخباراتية، لتُستخدم في تحليل البيانات السرية والتفاعل مع المعلومات الحساسة.
الشركات طورت نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام
كما طوّرت الشركات نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام.
إعلانففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن 26 من منتجاتها في الحوسبة السحابية حصلت على تصريح لاستخدامها في وكالات الاستخبارات.
وفي يونيو/حزيران، أعلنت أنثروبيك عن إطلاق نموذج "كلود غوف" (Claude Gov) وهو روبوت دردشة جديد مصمم خصيصا للجهات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُستخدم بالفعل على نطاق واسع في جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب نماذج أخرى من مختبرات منافسة.
منافسون آخرونليست وحدها الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذه التطورات، حيث تفيد المجلة أن بريطانيا تسعى إلى تسريع وتيرة اللحاق بالركب، ناقلة عن مصدر بريطاني رفيع -لم تُسمِّه- تأكيده أن جميع أعضاء مجتمع الاستخبارات في بلاده بات لديهم إمكانية الوصول إلى "نماذج لغوية ضخمة عالية السرية".
وعلى البر الرئيسي للقارة، تحالفت شركة ميسترال الفرنسية -الرائدة والوحيدة تقريبا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى أوروبا- مع وكالة الذكاء الاصطناعي العسكري بالبلاد، لتطوير نموذج "سابا" (Saba) المدرّب على بيانات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتميز بإتقانه العربية ولغات إقليمية أخرى مثل التاميلية.
أما في إسرائيل، فقد أفادت مجلة "+972" أن استخدام الجيش نموذج "جي بي تي-4" (GPT-4) الذي تنتجه شركة "أوبن إيه آي" قد تضاعف 20 مرة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مؤشر إلى مدى تسارع تبنّي هذه النماذج في السياقات العسكرية الحية.
ورغم هذا النشاط المحموم، يقرّ خبراء داخل القطاع بأن تبنّي الذكاء الاصطناعي بأجهزة الأمن لا يزال متواضعا. وتقول كاترينا مولِّيغان المسؤولة عن شراكات الأمن في "أوبن إيه آي" إن اعتماد الذكاء الاصطناعي "لم يصل بعد إلى المستوى الذي نأمله".
وحتى مع وجود جيوب من التميز، كوكالة الأمن القومي الأميركية، إلا أن العديد من الوكالات ما تزال تتخلف عن الركب، إما بسبب تصميمها واجهات تشغيل خاصة بها، أو بسبب الحذر البيروقراطي في تبني التحديثات السريعة التي تشهدها النماذج العامة.
ويرى بعض الخبراء أن التحول الحقيقي لا يكمن في استخدام روبوتات دردشة فحسب، بل في "إعادة هندسة المهام الاستخباراتية نفسها" كما يقول تارون تشابرا المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، والمدير الحالي للسياسات الأمنية في شركة أنثروبيك.
لعبة تجسس بالذكاء الاصطناعيفي المقابل، تُحذر جهات بحثية من المبالغة في الآمال المعقودة على هذه النماذج، حيث يرى الدكتور ريتشارد كارتر (من معهد آلان تورينغ البريطاني) أن المشكلة الأساسية تكمن في ما تُنتجه النماذج من "هلوسات" -أي إجابات غير دقيقة أو مضللة- وهو خطر كبير في بيئة تتطلب الموثوقية المطلقة.
وقد بلغت نسبة الهلوسة في أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "الوكيل" الذي تنتجه "أوبن إيه آي" حوالي 8%، وهي نسبة أعلى من النماذج السابقة.
وتُعد هذه المخاوف -بحسب إيكونوميست- جزءا من تحفظ مؤسسي مشروع، خاصة في أجهزة مثل وكالة الاستخبارات والأمن البريطانية المعروفة اختصارا بحروفها الإنجليزية الأولى "جي سي إتش كيو" (GCHQ) التي تضم مهندسين لديهم طبيعة متشككة تجاه التقنيات الجديدة غير المُختبرة جيدا.
إعلانويتصل هذا بجدل أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. فالدكتور كارتر من بين أولئك الذين يرون أن بنية النماذج اللغوية العامة الحالية لا تُناسب نوع التفكير السببي الذي يمنحها فهما متينا للعالم. ومن وجهة نظره، فإن الأولوية بالنسبة لوكالات الاستخبارات يجب أن تكون دفع المختبرات نحو تطوير نماذج جديدة تعتمد على أنماط تفكير واستدلال مختلفة.
الصين في الصورةورغم تحفّظ المؤسسات الغربية، يتصاعد القلق من تفوق الصين المحتمل. يقول فيليب راينر من معهد الأمن والتكنولوجيا في وادي السيليكون "لا نزال نجهل مدى استخدام الصين نموذج ديب سيك (DeepSeek) في المجالين العسكري والاستخباراتي" مرجحاً أن "غياب القيود الأخلاقية الصارمة لدى الصين قد يسمح لها باستخلاص رؤى أقوى وبوتيرة أسرع".
موليغان: ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، لكن نخسر سباق التبني الفعلي له
وإزاء هذا القلق، أمرت إدارة ترامب، في 23 يوليو/تموز الجاري، وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات بإجراء تقييمات دورية لمستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمنية الأميركية مقارنة بمنافسين مثل الصين، وتطوير آلية للتكيّف المستمر.
ويجمع المراقبون تقريبا على نقطة جوهرية، وهي أن الخطر الأكبر لا يكمن في أن تندفع أميركا بلا بصيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بل في أن تظل مؤسساتها عالقة في نمطها البيروقراطي القديم.
وتقول كاترينا مولِّيغان "ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي AGI) لكن نخسر سباق التبني الفعلي له".