جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-25@06:22:46 GMT

54 عامًا من المجد العُماني

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

54 عامًا من المجد العُماني

 

محمد بن علي العريمي

mahaluraimi@gmail.com

 

مع إشراقة كل يوم في شهر نوفمبر، تُشرِقُ عُمان متألقة بثوب المجد والعز، وتسمو راياتها الخفاقة في سماء الوطن، حاملةً في طياتها مسيرةً ملؤها التضحيات والعطاء والبناء، والعيد الوطني ليس مجرد ذكرى سنوية؛ بل هو نبضٌ من الحب والانتماء، وقصة شعب توحدت طموحاته وآماله تحت راية الحكمة والرؤية العميقة.

في ذكرى العيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، تُطل سلطنة عُمان على العالم بنظرة ملؤها الفخر والثقة، مُستعرَضةً إنجازات حققتها في مختلف المجالات، تلك الإنجازات التي تعكس خطوات ثابتة نحو تحقيق رؤية "عُمان 2040". وتُبرز السلطنة مكانتها كدولة حديثة تنبض بالطموح وتسعى جاهدة لتحقيق التنمية المستدامة على كافة الأصعدة.

يأتي العيد الوطني هذا العام ليكون مناسبة للاحتفال بما تحقق من إنجازات، ولتجديد العزم على مواصلة مسيرة البناء والتنمية. سلطنة عُمان، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وتثبت أنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الطموحة، مع التركيز على تحقيق رفاهية المواطن، وتعزيز دورها كمركز اقتصادي واستثماري في المنطقة وبفضل السياسات الحكيمة والرؤية الاستراتيجية، تبدو عُمان اليوم أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل، والمضي قدمًا نحو تحقيق رؤيتها الوطنية 2040، التي تعد بأن تكون خارطة طريق لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.

وبذكاء مالي واستراتيجية مدروسة، نجحت السلطنة في تخفيض الدين العام إلى 14.5 مليار ريال بحلول منتصف 2024، مما يمثل انخفاضًا كبيرًا على مدى أكثر من أربع سنوات مضت. هذا الإنجاز لم يكن مجرد أرقام؛ بل خطوة كبيرة نحو تقليل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي من 36.5% إلى 33.9%. كما تمكنت السلطنة من سداد صكوك دولية بقيمة 700 مليون ريال واستبدال ديون عالية التكلفة بديون أقل عبئًا، مما خفف الأعباء المالية، وزاد من الثقة في الاقتصاد العُماني.

لم تكن الفوائض المالية البالغة 1.1 مليار ريال مجرد رقم آخر يُضاف إلى إنجازات السلطنة؛ بل كانت نافذة أمل للاستثمار في المستقبل. فقد أُعيد توظيف هذه الفوائض بذكاء لتسديد الديون وتعزيز السيولة المالية، مما عزز تصنيف عُمان الائتماني ورفع من جاذبيتها الاستثمارية. علاوة على ذلك، نجحت السلطنة في تنويع مصادر الإيرادات؛ حيث حققت 183.4 مليون ريال إضافية من الاستثمارات في قطاعات الطاقة والغاز، إلى جانب 26.6 مليون ريال كعوائد من جهات حكومية، لتؤكد أن خططها الاقتصادية تستند إلى رؤية بعيدة المدى.

وعلى صعيد البنية الأساسية، ركّزت السلطنة جهودها على تطوير شبكات النقل وتوسيع الطرق بما يخدم المواطنين والمستثمرين على حد سواء. تمت زيادة الاستثمارات في قطاعات الطاقة والغاز بقيمة 183.4 مليون ريال، إلى جانب تحصيل 26.6 مليون ريال كعائدات من جهات حكومية

أما في قطاع الإسكان، فقد وضعت السلطنة الإنسان في صدارة أولوياتها؛ حيث خصصت 35 مليون ريال سنويًا لدعم المساعدات السكنية. ولمواكبة العصر، أطلقت منصة إلكترونية للإسكان الاجتماعي تربط بين 14 جهة حكومية، مما سهل الإجراءات ورفع من مستوى الشفافية. أما في قطاع البنية الأساسية، فقد شهدت البلاد تنفيذ مشاريع استراتيجية، منها توسعة شبكات الطرق التي تسهم في تعزيز التواصل الإقليمي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ولأنَّ بناء الإنسان هو حجر الزاوية في أي تنمية مستدامة، حظي قطاع التعليم في سلطنة عُمان بدعم كبير. وخلال عام 2023، تم تعيين 674 معلمًا أولا لتغطية النقص في الكوادر التعليمية، إلى جانب تخصيص 947 ألف ريال لتطوير مختبرات الحاسب الآلي وتجهيز المدارس بتقنيات حديثة. وقد جاءت هذه الجهود لتعزيز قدرة الطلاب على مواكبة تطورات العصر، مما يعكس التزام السلطنة بجعل التعليم أساسًا راسخًا لمستقبل أكثر إشراقًا.

وتسير عُمان بخطى واثقة نحو تحقيق أهداف رؤية 2040، التي ترتكز على تنويع الاقتصاد وتعزيز دور القطاع الخاص. من خلال هذه الرؤية، تتطلع السلطنة إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، خاصة في قطاعات الطاقة والتقنيات المتقدمة، إلى جانب تعزيز برامج الحماية الاجتماعية وتطوير جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

لم تتوقف حكومتنا الرشيدة عند تحسين السياسات الاقتصادية؛ بل أطلقت مشاريع وطنية كبرى شملت تطوير شبكات النقل وتنفيذ برامج الإسكان الاجتماعي وتوسيع البنية الأساسية. هذه المشاريع، التي تم تمويلها جزئيًا من الفوائض المالية، لم تسهم فقط في تعزيز الاقتصاد؛ بل خلقت أيضًا فرص عمل جديدة وحسّنت من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

إنَّ الإنجازات التي حققتها سلطنة عُمان خلال السنوات الخمس الماضية لم تقتصر على المستوى المحلي فقط، بل حظيت بإشادة دولية واسعة. تحسين التصنيف الائتماني للبلاد كان واحدًا من المؤشرات التي تعكس نجاح السياسات الاقتصادية. كما إن ثقة المستثمرين الأجانب في السوق العُماني تعززت بشكل كبير بفضل الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار السياسي.

في عيدها الوطني، تحتفل السلطنة بإنجازات تُشعل مشاعر الفخر والانتماء لدى كل مواطن.

عُمان ليست مجرد وطن يحمل تاريخًا عريقًا؛ بل هي قصة نجاح تكتبها الأجيال وتزينها بقيادة حكيمة تعمل على تحقيق الأفضل لأبنائها. العيد الوطني ليس مجرد مناسبة وطنية؛ بل هو محطة للاعتزاز بما تحقق والنظر إلى المستقبل بثقة وأمل. عُمان اليوم تُرسل رسالة إلى العالم مفادها أننا نسير بثبات نحو تنمية شاملة ومستدامة؛ حيث يبقى المواطن محور الإنجاز ورمز التفاني.

وختامًا.. بعد أربعة وخمسين عامًا من المجد والنهضة، تظل عُمان نموذجًا فريدًا للعزيمة والتلاحم، متمسكةً برؤية قيادتها الحكيمة وقيم شعبها الأصيل، وتواصل سيرها بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا. ومع انطلاقة رؤية "عُمان 2040"، تفتح البلاد أبوابًا جديدة للتقدم والابتكار، وتسعى لبناء اقتصاد متنوع ومستدام، يواكب العصر ويُعزز مكانة عُمان بين الأمم. هي رؤية تضع الشباب في قلب النهضة، وتدعم الابتكار والمعرفة، وتجعل من التنمية المستدامة نهجًا أساسيًا في كل مساراتها. وإذ يحتفل العُمانيون بهذا العيد الوطني، يُجدِّدُون عهد الولاء والانتماء، ويعاهدون وطنهم على أن تظل رايته مرفوعة وشامخة، في مسيرة لا تعرف حدودًا، ونحو مستقبلٍ أكثر ازدهارًا وإشراقًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

افتتاح مشاريع زراعية وسمكية بأمانة العاصمة بتكلفة 659 مليون ريال



تضمنت تلك المشاريع التي مولتها السلطة المحلية بأمانة العاصمة ممثلة بوحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية "إنشاء نقاط بيع للأسماك والمنتجات البحرية في مديريات الأمانة، وإنشاء لوحات إعلانية للترويج للمنتجات الزراعية والسمكية، وإطلاق المنصة الرقمية لخدمات الوحدة بهدف تحسين كفاءة الخدمات الإلكترونية وتسهيل حصول المستفيدين على الدعم والتمويل.

وشملت المشاريع أيضا المرحلة الثانية من دعم أنشطة القطاع النباتي والحيواني في المعهد البيطري الزراعي (أعمال صيانة وتأثيث وتشغيل معدات المستشفى البيطري التعليمي الحديث)، وتوفير الأدوات والمواد اللازمة للأجهزة الطبية وتدريب وتأهيل الكادر البيطري على استخدامها.

كما تضمنت توسعة الطاقة الاستيعابية وتحسين الوسائل التعليمية لكلية الطب البيطري، وكلية الزراعية - المرحلة الثانية (شراء وتوريد وتركيب أثاث لأربع قاعات دراسية بكلية الطب البيطري، والمدرج الدراسي لكلية الزراعة - المبنى الجديد).

ومن بين المشاريع التي تم افتتاحها، إعادة تأهيل وصيانة وترميم مبنى وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بالأمانة، وصيانة وتأهيل وتأثيث مباني قطاع الزراعة، وتأهيل ورشة الصيانة الميكانيكية، وصيانة المعدات بقطاع الزراعة، وكذا شراء وتوريد جهاز مساحي للأعمال التابعة لوحدة التمويل.

وخلال الافتتاح أكد نائب رئيس الوزراء المداني، أهمية هذه المشاريع التنموية التي تسهم في تقوية سلاسل القيمة.. مبيناً أن حكومة التغيير والبناء تتحرك حالياً ضمن سياسات وآليات متعلقة بسلاسل القيمة وخفض فاتورة الاستيراد، وأن أي مشاريع تنفذ اليوم ستؤثر بشكل مباشر على المجتمع وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.

وأوضح أنه تم افتتاح عدد من المشاريع الخاصة بالتسويق مثل نقاط بيع الأسماك، وكذا في البناء المؤسسي حيث تم تفعيل عدد من التجهيزات بالمستشفى البيطري، والذي سيستقبل الكوادر العاملة في الجانب البيطري وسلاسل القيمة الحيوانية.

وذكر أن هناك أفكار جديدة للتسويق منها المهرجانات التسويقية لسلاسل قيمة قادمة خاصة بالمحافظات، كما أن هناك سلاسل قيمة متعددة على مستوى اليمن تنفذها وحدات التمويل والسلطات المحلية في المحافظات، مثل الأسماك والقطن والتمور وسلاسل أخرى.

وتطرق المداني إلى أهمية العمل في أمانة العاصمة كونها تأتي في آخر السلسلة حيث تستقبل المواد الخام التي تُنتج من قبل سلاسل القيمة في الأرياف وتعمل على تسويقها، من خلال مشاريع تقوم بها أمانة العاصمة تشمل تسويق وبيع جزء من المنتجات "الطازجة"، في حين يدخل جزء منها في عملية التصنيع لتسهم في تخفيض فاتورة الاستيراد.. لافتا إلى أهمية هذه الخطوة في إيجاد مصادر دخل عبر التمكين الاقتصادي للأسر وتفعيل القطاع الخاص لاستقبال المواد الخام من المناطق الريفية.

وأشاد بجهود قيادة أمانة العاصمة ووحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية وما تنفذه من مشاريع تسهم في تحقيق أثر إيجابي في الجوانب الزراعية والسمكية في العاصمة التي تنتهي فيها سلاسل القيمة.

من جانبه أكد وزير الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية، أن المشاريع التي تم تدشينها تركز بشكل أساسي على الجوانب الاقتصادية، لا سيما في مجالات التسويق والتصدير، بهدف استيعاب المنتج المحلي ودعم قدراته التنافسية.

وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تكاملاً بين وحدات التمويل الزراعي بأمانة العاصمة والمحافظات، لتنفيذ مبادرات ومشاريع نوعية تسهم في معالجة حلقات سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية المحلية، ما سينعكس إيجاباً على خفض فاتورة الاستيراد وتعزيز خطوات الوصول إلى الاكتفاء الذاتي.

وأوضح الدكتور الرباعي، أن هناك توجه جاد نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وذلك من خلال بناء اقتصاد متين، يواكب المتغيرات الإقليمية والدولية.

بدوره أكد أمين العاصمة أهمية هذه المشاريع التي تسهم في التأسيس لنهضة تنموية في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية، والتسويق لسلاسل القيمة المتعددة للمنتجات المحلية.

وأشار إلى أن أمانة العاصمة هي الحلقة الأساس ضمن سلاسل القيمة للمنتجات الزراعية والسمكية من خلال دورها في التسويق الناجح لهذه المنتجات عبر إقامة المهرجانات والمعارض ونقاط بيع الأسماك، وإقامة أسواق دائمة لكافة المنتجات ومدخلاتها.

ولفت الدكتور عباد، إلى أهمية دور المبادرات والجمعيات التعاونية متعددة الأغراض في تحقيق تنمية مستدامة، وتعزيز الشراكة بين الجانبين الرسمي والمجتمعي ضمن سلاسل القيمة والتمكين الاقتصادي وإيجاد أسر منتجة.

فيما أوضح مدير وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة المهندس عبدالملك الإنسي، أن هذه المشاريع تمثل الدفعة الأولى من سلسلة مشاريع استراتيجية سيتم الإعلان عنها خلال الفترة القادمة، ضمن خطة شاملة لتعزيز الإنتاج المجتمعي، وخلق بيئة تنموية محفّزة.

وأفاد بأن المشاريع الجديدة ستمثل انطلاقة لخطة تنموية طموحة أُعدت خلال الأشهر الماضية تهدف إلى تمكين قطاعات الزراعة، والثروة السمكية، والتعليم المهني، والخدمات الرقمية من أداء أدوارها بشكل تكاملي، بما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج المحلي وتوفير فرص عمل، وتحسين جودة الخدمات للمواطنين.

وأكد الإنسي حرص الوحدة على مواصلة العمل لتوسيع خارطة المشاريع الإنتاجية، واستهداف القطاعات الأكثر ارتباطًا بحياة الناس، وفق رؤية تسعى لبناء اقتصاد قوي، قائم على التخطيط والاستدامة والمشاركة المجتمعية.

مقالات مشابهة

  • افتتاح مشاريع زراعية وسمكية بأمانة العاصمة بتكلفة 659 مليون ريال
  • محافظ الأحساء يشيد بمشاريع مؤسسة الجبر الخيرية التي تجاوزت نصف مليار ريال
  • بنك عُمان العربي يسعى لزيادة رأس المال المصرح به إلى 500 مليون ريال
  • ريال مدريد يحدد 90 مليون يورو سعرًا لرحيل رودريجو
  • 23.4 مليون ريال قيمة أذون الخزانة الحكومية
  • 200 مليون ريال استثمارات لإنتاج الملح الطبيعي في الوسطى
  • الرياض في الصدارة.. أكثر من 2.2 مليون رأس من الإبل تجسد أهمية الموروث الوطني وتعزيز الأمن الغذائي
  • مارادونا والهدف الذي لا يُنسى.. 9.3 مليون دولار لقطعة من المجد
  • جهاز الاستثمار يحقق أرباحا تتجاوز 1.5 مليار ريال بأصول تتخطى الـ 20 مليار ريال عُماني
  • 61.19 مليون ريال مبيعات مؤمنة للصادرات العُمانية غير النفطية