لجريدة عمان:
2025-12-04@02:39:20 GMT

الغزيون بين شح الغذاء والارتفاع الجنوني للأسعار

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

بعد أن أهلكت ثلاثة عشر شهرًا من الحرب الحرث والنسل، فإن ثلاثة أصناف من الخضروات في غزة أصبحت من المشتهيات، وغيرها من باقي صنوف الغذاء شحيحة في القطاع الذي دمرته آلة الاحتلال.

وإن وجدت بعض الخضروات فأسعارها خيالية تفوق مقدرة الغزيين ما جعل الحصول عليها صعبًا إن لم يكن مستحيلاً لكثيرين، فغزة التى كانت تلقب يومًا بمدينة الاطفال، يعاني أطفالها اليوم شظف العيش وضراوة الجوع، فلا حليب ولا بيض ولا عصائر، أما اللحوم فإنها من المستحيلات والمجمدة منها تفقد صلاحيتها بسرعة لانعدام الوقود والكهرباء.

تقول «محمد» لـ«عُمان» خلال حديثها: «لا أشتري البندورة أو البصل أو البطاطا. الوضع صعب بالنسبة للخضراوات وكذلك المواد التموينية مثل البيض والسكر. كل هذه السلع قليلة وأسعارها غالية».

ورغم ذلك تحمد المرأة، النازحة من شمال قطاع غزة إلى مدينة خان يونس، الله على حالها، فهو أفضل كثيرًا من أسر غزية عدة، لا تجد قوت يومها، وتعيش على مطبوخات التكيات الخيرية وأطعمة المعلبات: «الحمد لله على كل حال. نحن نتكيف مع أوضاع اقتصادية مأساوية، ولابد أن نصبر. اللهم أعطنا أجر الصابرين».

حياة قاسية يعيشها الغزيون وهم يواجهون كل أسباب الموت التي وفرها الاحتلال بسخاء فهم يموتون قتلاً، ومرضًا وجوعًا وسط عجز دولي كامل عن إغاثتهم.

يقول عبدالكريم خالد: «من لم يمت من القصف سيموت من الجوع، فالجوع والتشرد والخوف حولت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة حياة سكانه إلى صراع دائم للبحث عن أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه».

ويضيف لـ«عُمان» خلال حديثه: «أصبح أطفالنا يحملون أواني فارغة تُترك على الأرض إلى حين حلول دورهم الممتدّ لساعات للحصول على الطعام من مراكز توزيع الوجبات أو ما يسمى (التكية)».

لم يعد هذا المشهد جديداً في قطاع غزة الذي تستمر معاناة ساكنه مع دخول الحرب عامها الثاني وسط نقص حاد في إمدادات الغذاء ومواجهة 96% من السكان انعداماً حادّاً للأمن الغذائي.

الغزيون في القطاع يرون لـ«عُمان» كيف فرضت الحرب عليهم واقعاً جديداً قوامه الجوع والتشرد والخوف والدمار؛ فهم يبحثون عن أي طعام ليسدو به جوعا فتك بهم مع استمرار الحرب.

الطفل معتز ربيع يجمع أوراقًا من النباتات معتقدًا أنها الخبيزة التي يستطيع طهيها دون أن يعرف أنها غير صالحة للأكل، وذاك طفل آخر يبكي بحرقه فلا ماء ولا غذاء، ويتساءل متي تتوقف الحرب ليعود إلى حياته الطبيعية؟.

أما هذان الطفلان فيسألان عن اللحمة التي اختفت من القطاع بطبيعة الحال، أما غضب الطفلة مرام الغول فكان أقوى من دموعها بعدما أكلت عشب الحميض بطعمه المر لأنها ماتت من الجوع قائلة: «لا يوجد لدينا إلا الماء، لا يوجد أي شيء، وإن الخبز طعمه مر لأنه من أعلاف الحيوانات».

ويقول خبير التغذية أحمد عبدالعال أن أعداد كبيرة من الأطفال المصابين وصلت إلى المستشفيات بحالة الهزال والضمور في العظام يومياً، بسبب عدم وجود الطعام الجيد ولا المياه النظيفة وبقائهم تحت الحر الشديد في الخيام.

ويضيف لـ«عُمان» خلال حديثه: «أكل المعلبات سبب حالات التسمم لانتهاء تاريخها وحفظها في أماكن تحت الشمس لا مكان بارد».يستطرد حديثه: «بينما قلة الغذاء بدأت تنعكس على الأطفال، بخاصة الخدج الذين ليس لهم تطعيمات ولا الحليب الذي قد يساعد على تقويتهم، فقدانهم الطعام الأساسي الذي يحتاج إليه الأطفال في سنواتهم الأولى والثانية مثل البيض والخضار واللحوم».

منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» حذرت بدورها من فقد قرابة 3 آلاف طفل إمكانية العلاج من سوء التغذية المعتدل والشديد في جنوب غزة، مما يعرضهم لخطر الموت وسط استمرار الحرب والتهجير المروعة تعطّل إمكانية وصول الأسر اليائسة إلى مرافق الرعاية الصحية وخدماتها.

وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «لا تزال الصور المروعة من غزة تظهر أطفالاً يموتون أمام أعين أسرهم بسبب استمرار نقص الطعام والمواد الغذائية وتدمير خدمات الرعاية الصحية».

رغد العبدالله أم لثلاثة أطفال، لم تتمكن من الحصول على الطعام، تشير إلى أنها في العادة تأتي لتقف في الطابور منذ الثامنة صباحاً.وتقول بألم: «تأخرت اليوم لأنني كنت مع إبني الذي يخضع لعلاج في العيادة طلبت المساعدة للعودة بسرعة للحصول على الطعام، لكن العيادة كانت مزدحمة».

وتضيف لـ«عُمان» خلال حديثها: «أشعر بالحزن والقهر. لم نأكل شيئاً اليوم ولم نأكل».

وتتابع: «إبني الصغير يبكي بشدة رغبة في الحصول على حلوى. رأى طفلاً يحمل حلوى، وحاول انتزاعها منه. أخبرته أن هذا لا يجوز».

يوسف بشير طفل آخر يروي ما عاشته أسرته في شمال القطاع من وضع مأساوي قبل تمكنها من النزوح إلى الجنوب.يقول: «كنا نأكل طعام الدواب، كنا ميتون من الجوع». مشيرًا إلى أن شقيقته تعرضت للإعياء مرتين من جراء ندرة الطعام.

وتستقر عائلة الطفل في خيمة بعدما اضطرت إلى ترك منزلها جراء العدوان الإسرائيلي، يواصل الطفل لـ«عُمان» خلال حديثه: «كانت أختي تبكي من شدة الجوع، وكنا كلنا ننام جياعًا، فلا نأكل إلا مرة كل أربعة أيام».

ويوضح أن والده كان يحضر رطلًا واحدًا من الخبز لأنه لا يملك المال لشراء المزيد، وهي كمية لا تكفي قوت يوم كامل، لذا كنا «نأكل ما أحضره ثم ننام جياع».

الوضع كارثي والأسعار وصلت إلي مستويات قياسية بالرغم من عدم توفر الطعام إلا أن الموجود منه اسعاره مرتفعة لا أحد يستطيع شراءه حيث قال برنامج الأغذية العالمي، إن أسواق قطاع غزة خاوية، والأسعار وصلت إلى مستويات قياسية بسبب الحصار المطبق والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين.

وأضاف البرنامج الأممي، أن «الأطعمة الطازجة والبيض واللحوم بالكاد متوفرة، ووصلت الأسعار إلى مستويات قياسية».ويشير البرنامج الأممي، أن «الأطعمة الطازجة والبيض واللحوم بالكاد متوفرة، ووصلت الأسعار إلى مستويات قياسية».

ومؤخرا، حذرت منظمات دولية وأممية من إعلان المجاعة رسميا شمال قطاع غزة جراء الإبادة المتواصلة منذ الخامس من أكتوبر الماضي والمتزامنة مع حصار عسكري مطبق أدى إلى منع دخول إمدادات الغذاء والمياه والأدوية إليها.

وبدأت أزمة حقيقة تلوح وسط وجنوب قطاع غزة، بسبب نفاد الدقيق والمواد الأساسية من الأسواق ومنازل الفلسطينيين، واضطرارهم لاستخدام الدقيق الفاسد لإطعام عائلاتهم، والبحث عن بدائل غير صحية وليتها موجودة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مستویات قیاسیة خلال حدیثه قطاع غزة لـ ع مان

إقرأ أيضاً:

توقيت تناول الدواء.. عامل حاسم في فعاليته وأمانه

 فامتلاء المعدة قد يؤثر مباشرة في امتصاص الجسم للدواء وطريقة معالجته، ما يجعل اختيار الوقت المناسب جزءا أساسيا من نجاح العلاج.

وتشير دراسات حديثة إلى أن بعض الأدوية، مثل أدوية ضغط الدم، تعمل بفعالية أكبر عند تناولها في ساعات محددة من اليوم تتوافق مع نمط نوم الفرد واستيقاظه؛ إذ يمكن لمن يستيقظون مبكرا تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة تقارب 26% عند تناول جرعاتهم صباحا، بينما قد يرتفع الخطر عند تناولها مساء خلافا لنمطهم البيولوجي.

ومع تناول الملايين للأدوية يوميا، وتعدد التعليمات وتعقيدها، يصبح تحديد الوقت الأنسب لكل دواء مهمة ليست بسيطة. وهنا يبرز "العلاج بالتوقيت الزمني" كأحد المجالات البحثية الواعدة، إذ يدرس تأثير الساعة البيولوجية على فعالية الدواء، ويساعد في تحديد ما إذا كان من الأفضل تناوله قبل الطعام أو معه أو بعده.

 أدوية يجب تناولها على معدة فارغة يغيّر الطعام بيئة الجهاز الهضمي، من مستوى الحموضة إلى سرعة تفريغ المعدة، ما يقلل من التوافر البيولوجي لبعض الأدوية. لذا يجب تناول عدد من الأدوية قبل الطعام بنصف ساعة إلى ساعة، أو بعده بساعتين إلى ثلاث ساعات.

وتوضح الصيدلانية عائشة بشير أن بعض الأدوية تحتاج إلى معدة خالية تماما كي لا ترتبط بمكونات الطعام أو يتباطأ امتصاصها.

ومن أبرز الأمثلة الـ"بيسفوسفونات" المخصّصة لعلاج هشاشة العظام، والتي تؤكد هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) ضرورة تناولها على معدة فارغة مع كوب كامل من الماء، مع البقاء في وضع مستقيم لمدة نصف ساعة لتجنب عسر الهضم. فحتى كميات بسيطة من الكالسيوم قد تعيق امتصاصها بالكامل تقريبا.

كما يُنصح بتناول "أوميبرازول" لعلاج عسر الهضم قبل الطعام بـ 30 دقيقة، فيما يمكن لمن يعانون من حرقة المعدة المسائية تناوله قبل العشاء لضمان أفضل فعالية خلال النوم.

وتتطلب أدوية الغدة الدرقية مثل "ليفوثيروكسين" معدة فارغة أيضا، إذ تشير الدراسات إلى أن امتصاصها يقل بنسبة تصل إلى 60% عند تناولها مع الطعام.

أدوية يفضّل تناولها مع الطعام

تحتاج بعض الأدوية إلى الطعام لحماية المعدة من التهيّج أو لتقليل الآثار الجانبية مثل الغثيان والدوار.

ويعد "أيبوبروفين" مثالا شائعا؛ فتناوله على معدة فارغة بانتظام قد يسبب قرحة المعدة أو تلف الكبد والكلى.

ويحذّر الأطباء من أن الاستخدام الخاطئ لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد يؤدي في بعض الحالات إلى التهاب الصفاق، وهي حالة خطيرة تهدد الحياة.

كما يساعد الطعام على حماية بعض الأدوية من التحلل داخل المعدة قبل وصولها إلى الأمعاء حيث الامتصاص الفعلي.

أدوية تُؤخذ مساء أو قبل النوم تبيّن الدراسات أن الستاتينات قصيرة المفعول مثل "لوفاستاتين" تكون أكثر فاعلية عند تناولها ليلا، حيث يرتفع مستوى إنتاج الكوليسترول في الجسم خلال الليل.

أما الستاتينات الأطول مفعولا مثل "أتورفاستاتين" (ليبيتور)، فيمكن تناولها في أي وقت من اليوم نظرا لطول عمرها النصفي.

واكتشف باحثون في جامعة دندي أن فعالية بعض أدوية ضغط الدم تعتمد على النمط الزمني للفرد.

كما قد تسبب الجرعة الأولى من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات بيتا دوارا بسيطا، ما يجعل تناولها قبل النوم الخيار الأفضل في البداية

مقالات مشابهة

  • تعزز مكانة الاقتصاد.. قفزة تاريخية بصادرات الغذاء المصري
  • 6 آلاف حالة بتر جراء حرب الإبادة في غزة.. وبدائل اصطناعية شحيحة
  • الاحتلال يواصل خرق وقف الحرب .. قصف جوي ومدفعي ونسف منازل شرقي القطاع
  • الأونروا: سكان غزة يعيشون الجوع والصدمة رغم وقف إطلاق النار
  • هل ابتلاع بقايا الطعام في الصلاة يُبطلها .. اعرف الموقف الشرعي
  • شبه القراءة بالأكل
  • عاجل| وزير الخارجية الألمانى: مستعدون لدعم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي ستستضيفه مصر
  • توقيت تناول الدواء.. عامل حاسم في فعاليته وأمانه
  • الزراعة: ضبط أكثر من 682 طنًا من اللحوم غير الصالحة وتحرير 1060 محضرًا خلال نوفمبر
  • عقل: “ترامب هذا الذي يزعم أنه زعيم العالم يهدد الجميع.. ويجب أن يتوقف عند الأردن “