الحرية أن تعرف حدودك
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)
asa228222@gmail.com
تُعد حرية الرأي من أبرز القضايا التي تشغل اهتمام العالم، إذ تُصنّف كحق أساسي من حقوق الإنسان وركيزة لا غنى عنها للحياة الديمقراطية. فكل فرد يجب أن يكون قادرًا على التعبير عن آرائه وأفكاره بحرية، والمساهمة بذلك في بناء مجتمع واعٍ ومتعدد الأصوات.
والتعبير عن الرأي الإيجابي هو وسيلة فعّالة لإحداث تغيير حقيقي وإيجابي لدى المتلقي. إذ يُعتبر الرأي الإيجابي والنقد الذي يحمل نوايا حسنة ويركز على الحلول، رأيًا يتوجه نحو الإصلاح والتطوير، بدلًا من التقليل من قيمة الآخرين أو التركيز فقط على الأخطاء. وكما يُقال: "ادفع بالتي هي أحسن"، يجب أن يكون الحوار إيجابيًا وبناءً لتحقيق بيئة تفاعلية تكون مخرجاتها مصلحة الطرفين.
ومن المفارقات العجيبة أن يكون الرأي سلبيًا، ومع ذلك يتوقع البعض نتائج إيجابية! فالواقع يثبت أن الطرح السلبي الهدام لا يؤدي إلى نتائج إيجابية، بل يُسهم في زيادة التوتر، وقد يُثني الآخرين عن المحاولة أو الإصلاح أو التقدم. فحين ينعدم التقدير وتتغلب النظرة السلبية، يزداد العزوف عن الحوار وتبادل الأفكار، ويقل الأمل في تحقيق النتائج الإيجابية.
ويعد الحوار البنّاء من الأدوات الأساسية لنقل الأفكار ووجهات النظر بين الأفراد والمجتمعات بطرق محترمة وفعّالة. بدلاً من فرض الآراء أو الدخول في جدالات غير مثمرة، علينا أن نفتح أفقًا للحوار البنّاء، حيث يتبادل الأطراف الأفكار بتفاهم واحترام، ويكون الهدف النهائي هو التوصل إلى حلول مشتركة وتعزيز التفاهم. من خلال الحوار البنّاء، يمكن تجاوز الكثير من العقبات وتجنب النزاعات التي قد تنتج عن سوء الفهم أو الآراء السلبية.
وحرية التعبير مكفولة للجميع، لكنها تنتهي عندما تمس حقوق الآخرين وكرامتهم. فالحرية ليست مطلقة؛ بل هي مشروطة باحترام حريات الآخرين وحدودهم. فالتعبير عن الرأي لا يعني الإساءة أو التجريح، بل يعني نقل وجهة النظر بأسلوب حضاري يحترم الطرف الآخر. فإذا كنت ترغب في ممارسة حريتك، عليك أن تعرف حدودك وألا تتجاوز حقوق الآخرين، وأن تدرك أن لكل شخص حقًا في الاحترام والتقدير، حتى وإن اختلفت معه في الرأي.
وختامًا.. الحرية مسؤولية، ويجب أن ترتبط بضوابط وأخلاقيات تُبنى على الاحترام المتبادل والوعي بالحدود. فمعنى الحرية أن تعرف حدودك، وتدرك أنَّ كل كلمة تخرج من لسانك، تؤثر في الآخرين وتنعكس على البيئة من حولك.عندما يكون الحوار بناء و الرأي إيجابي، يمكن أن نخلق مجتمعًا يسوده التفاهم والتعاون؛ حيث تكون حرية الرأي ركيزة لنهضة الأمة وتقدمها، لا أداة للهدم أو الإساءة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
(حينما يكون الكلب حلا ) !
بقلم : حسين الذكر ..
مع ان اشنع ما يشتم به الرجل الشرقي – خاصة – ان يوصف بالكلب .. الا ان الكثير مما قرات عن وفاء الكلب ما تصح دورس وعبر حياتية مهمة ليست على طريقة الفيلسوف بيدبا ( الهندي) وما ترجم من قبل الاديب عبد الله المقفع ( الفارسي ) في كليلة ودمنة الأشهر على طول تاريخ العرب الادبي مع ان المؤلف هندي والمترجم فارسي وهذه احدى متناقضات تاريخ العرب .. بل ان بعض القصص الحقيقية المثبتة والمشار اليها علنا في المدن العالمية نصبت تماثيل لوفاء الكلب سيما ما شوهد من نصب لتمثال بدا فيه كلب قيل انه ظل ينتظر صاحبه في محطة قطار اعتاد ان يصطحبه وينتظره فيها حتى يعود … وحينما مات الرجل بحادث عرضي لم يغادر الكلب تلك المحطة الى ان مات فيها ..
كنت استمع الى حديث جانبي بين رجلين على ما يبدو انهما صاحبي محلين للعمل والارتزاق ، تبادلا فيه هذا الحوار :-
فيما كانا يسردان عدد من التهم الموجه الى كل جهة عانوا فيها وفيما وصلوا الى ما يمكن ان نسميه الاعجاز عن وصول عتبة حل .. ثم قررا بيع المحل والتخلص من تبعاته واتعابه غير المنتهية .
تدخلت على سبيل المزحة قائلا : ( قبل عقدين وفيما كنت في دورة تدريبية إعلامية .. ذكر المحاضر – اوربي الجنسية – قصة على سبيل الطرفة والإنسانية: ان طبيب اوربي خرج كالمعتاد الى عمله واذا بكلب يعرج ليس بعيدا عن بيته ، فاضطر الى اخذ الكلب واصطحابه معه في سيارته ليعالجه في عيادته البيتية وإعطاءه جرعة دواء مع غذاء وتركه في حديقة المنزل .. بقى الكلب معه عشرة أيام حتى شفي .. بعد ذاك اخذه الطبيب وانزله بذات المكان الذي نقله منه اول مرة ..
بعد شهر تقريبا تفاجئ الطبيب بنباح وصياح وضرب على باب بيته .. فلما خرج وجد الكلب قد عاد نابحا في بابه .. لكن المفاجئة الأكبر تمثلت في ان الكلب اصطحب معه كلب آخر مصاب بكسر احدى ساقيه .
فيما ضحك الجميع واستغربنا من هذه القصة الحقيقية التي نقلت على لسان المحاضر والذي اكد حقيقتها وانها ليست للمزاح فحسب .. رد علي احد أصحاب المحلين قائلا : ( اذا احتاج الى من يتصف بوفاء الكلب الاصيل لحل ازمتي ) .