هل يحتدم الصراع الروسي الغربي بالساحل بعد إرسال التشيك جنودا لموريتانيا؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
قررت التشيك رسميا إرسال جنود لموريتانيا، وذلك ضمن أجنداتها للعودة الميدانية إلى أفريقيا، ومنطقة الساحل بشكل خاص، وسط تزايد الصراع بين الغرب وروسيا بهذه المنطقة.
ووافق البرلمان التشيكي الثلاثاء على تفويض الحكومة بإرسال جنود تشيكيين إلى موريتانيا، لمدة عامين.
ونقلت وسائل إعلام تشيكية، بينها راديو "براغ" أن البرلمان التشيكي وافق على إرسال 30 جنديا إلى موريتانيا ضمن برنامج حلف شمال الأطلسي للمساعدة في تدريب الجيش الموريتاني.
ونقلت إذاعة "براغ" عن مدير قسم السياسة والاستراتيجية الدفاعية بوزارة الدفاع التشيكية يان جيريش قوله، إن إرسال ثلاثين جنديا من القوات الخاصة التشيكية إلى موريتانيا لتدريب نظرائهم في الجيش الموريتاني جاء ضمن برنامج "الناتو" للتعاون العسكري، مردفا أن جمهورية التشيك تُدرك التأثير الذي يمكن أن تُحدثه المنطقة على أوروبا.
روسيا تدفع الغرب للمغادرة
ووفق المصدر نفسه، فقد أبلغ المسؤول بوزارة الدفاع أعضاء لجنة الدفاع التشيكية أن روسيا على وجه الخصوص تسعى لزعزعة استقرار المنطقة "لدفع الدول الغربية للخروج منها وتكثيف التهديدات التي لها تأثير على أوروبا".
فيما أكد مدير القوات الخاصة التشيكية، الجنرال ميروسلاف هوفيريك أنه بعد موافقة البرلمان التشيكي يمكن لثلاثين فردا كحد أقصى من القوات الخاصة التشيكية الانطلاق إلى أفريقيا، وستكون وجهتهم هذه المرة موريتانيا الواقعة في غرب أفريقيا، والتي أصبحت معقلا للاستقرار في المنطقة في عهد الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، بحسب قوله.
اهتمام متزايد بموريتانيا
وتزايد اهتمام حلف شمال الأطلسي (الناتو) بموريتانيا خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بعد قمة الحلف سنة 2022 والتي دُعيت إليها دولتان فقط من خارج الحلف هما موريتانيا والأردن.
وتصاعد الاهتمام الغربي بموريتانيا مع دخول روسيا كفاعل رئيسي في منطقة الساحل، حيث تمكنت موسكو على مدى السنوات الثلاثة الأخيرة من تعزيز علاقتها مع القادة العسكريين الممسكين بزمام السلطة في مالي وبوركينافاسو، والنيجر، فيما بات حلف شمال الأطلسي ينتابه القلق بشأن تأمين جناحه الجنوبي.
وحرص العديد من المسؤولين الأوربيين والأمريكيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي، في العديد من الإطلالات الإعلامية على الإشادة بحالة الاستقرار الأمني التي تعرفها موريتانيا في ظل حالة الاضطراب في محيطها الأفريقي.
فقد قالت وكيلة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، في تصريحات قبل أكثر من سنة، إن موريتانيا تعتبر" واحة للاستقرار في منطقة الساحل".
فيما قال نائب الأمين العام المساعد للحلف للشؤون السياسية والسياسة الأمنية خافيير كولومينا، في تصريحات سابقة، إن موريتانيا هي الشريك الوحيد للحلف في منطقة الساحل، وهي الوحيدة التي يمكنها النفاذ لبعض أدوات الحلف بطريقة منهجية لأنها شريك" مضيفا أن موريتانيا هي الدولة الوحيدة في منطقة الساحل التي تسيطر على أراضيها وحدودها، وهي دولة تتمتع باستقرار سياسي وأمني، لذا فإن التعاون معها أفضل بالنسبة للحلف".
ويرى متابعون أن البلدان الغربية والأوروبية بشكل خاص باتت حريصة على مغازلة موريتانيا سياسيا وإعلاميا، رافق ذلك زيارات متكررة للمسؤولين الغربين لنواكشوط.
خطوات عملية
ويرى سليمان الشيخ حمدي - وهو خبير أمني واستراتيجي ومدير مركز رؤية للدراسات- أن مصادقة البرلمان التشيكي على إرسال جنود لموريتانيا، يأتي في إطار محاولات حلف شمال الأطلسي في دوائره البعيدة وغير الملفتة أن يكون لديه خطوات عملية في غرب أفريقيا.
ولفت حمدي في تصريح لـ"عربي21" إلى أنه عند الحديث عن غرب أفريقيا؛ فإن ذلك يعني بشكل أساسي موريتانيا "لأنها أكثر بلدان المنطقة استقرارا".
وأضاف: "حلف شمال الأطلسي يعتبر موريتانيا قاعدته التي يمكنه من خلالها تقديم خدمات التدريب لجيوش حلفائه في المنطقة أو حتى الخدمات اللوجستية".
ولفت إلى أن موريتانيا "ما تزال حريصة على أن لا تظهر بمظهر القاعدة اللوجستية لحلف شمال الأطلسي ولا تريد أن تدخل الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بأي طريقة كانت".
وأشار إلى أن موريتانيا "تعي كثيرا أن إدخال أي قوات من أي مستوى ومن أي دولة أوروبية إلى أراضيها في أي إطار كان سيكون له ما بعده، لذلك تسعى أن يكون أي تواجد عسكري غربي في إطار محدود".
واعتبر المتحدث أن إرسال جنود من التشيك لموريتانيا يعني أن حلف شمال الأطلسي هو من أرسل هؤلاء الجنود.
صراع متعدد الأشكال
الخبير الأمني والاستراتيجي سليمان الشيخ سيديا، أكد في حديثه لـ"عربي21" أن الصراع بين روسيا والغرب في الساحل بدأ يأخذ أشكالا متعددة ويعقد الأوضاع المتأزمة في المنطقة أكثر.
واعتبر أن الحكام العسكريين الممسكين بالسلطة في مالي يدفعون ليكون الصراع في المنطقة صراع بين الغرب وروسيا "باعتبار ذلك يخدم مصالحهم ويدفع روسيا لمدهم بمزيد من الدعم".
وشدد على أن موريتانيا "لا تريد أن تظهر بمظهر أنها رأس الحربة للدولة الغربية في المنطقة، ولا تريد في المقابل توتير العلاقة معها".
وخلص إلى أن استقبال نواكشوط لجنود غربيين لن يكون في صالح المنطقة المضطربة وغير المستقرة.
رسائل غربية عبر التشيك
من جهته رأى المحلل السياسي الموريتاني الولي سيدي هيبه، أن قرار التشيك إرسال جنود لموريتانيا يعتبر بمثابة رسائل غربية للمنطقة بخصوص مستقبل النفوذ والحضور بالساحل.
وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن موريتانيا قد تستفيد من التدريب الذي سيقدمه الجنود التشيكيون لقواتها، لكن في المقابل "الجميع يعرف أن التشيك تحمل الهم الأوروبي وهي إحدى دول حلف شمال الأطلسي وتتصرف وفق مصالح الغرب، من أجل حماية نفوذه ومصالحه في المنطقة".
ويثير حضور روسيا في الساحل قلق الأوروبيين بدرجة كبيرة في ظل المشهد العالمي المتشكل وفق خارطة جديدة يحاول الروس من خلالها لعب أدوار استراتيجية في إفريقيا وآسيا.
ويرى متابعون أن الصراع الغربي الروسي بالساحل هو صراع نفوذ للحصول على موطئ قدم استراتيجي، خصوصا على منافذ البحر، وهو ما يرون أنه يعكس حجم الاهتمام الحاصل بموريتانيا التي تمتلك شواطئ تمتد حتى إسبانيا.
ويعتقد متابعون أن إرسال جنود من التشيك إلى موريتانيا، هو بمثابة بداية عملية لمواجهة حلف شمال الأطلسي للنفوذ الروسي بالساحل، متوقعين أن يحتدم الصراع بين الطرفين في المنطقة خلال الفترة القادمة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الصراع موريتانيا الناتو روسيا روسيا الناتو موريتانيا صراع الجيش التشيكي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حلف شمال الأطلسی فی منطقة الساحل إلى موریتانیا أن موریتانیا فی المنطقة الصراع بین إرسال جنود إلى أن
إقرأ أيضاً:
الدفاع الجزائرية: لا مرتزقة لنا بالساحل الأفريقي وهذه افتراءات سيئة الإخراج
نفت وزارة الدفاع الجزائرية اليوم السبت ما وصفته بـ"الأخبار المضللة والاتهامات غير المؤسسة" التي تحدثت عن "إنشاء الجزائر وحدات مرتزقة تنشط في منطقة الساحل لتنفيذ عمليات سرية".
وفي بيان نشرته في صفحتها على فيسبوك، قالت الوزارة إن هذه الأخبار "ليست سوى افتراء سافر وكذب مكشوف، ومحاولة يائسة للمساس بسمعة الجيش الوطني الشعبي وتلطيخ الصورة الناصعة للجزائر إقليميا ودوليا".
وأضافت أن بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية تروج "لروايات وسيناريوهات وهمية فاشلة سيئة الإخراج من نسج خيالها وخيال أسيادها".
وأوضح المصدر ذاته أن هذه الروايات والسيناريوهات "تتضمن معلومات زائفة وعارية من الصحة حول إنشاء الجزائر لوحدات مرتزقة تنشط في منطقة الساحل لتنفيذ عمليات سرية".
وذكرت وزارة الدفاع أن الجيش الوطني الشعبي يؤدي مهامه في إطار الاحترام التام للدستور ولقوانين الجمهورية الجزائرية، وفي انسجام تام مع سياستها ومبادئها الثابتة القائمة على حسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتفضيلها للحوار والمفاوضات في حل الأزمات.
ونوهت أن الجزائر التي تعد جزءا لا يتجزأ من منطقة الساحل وتشاركها نفس المصير والمصالح، لا يمكنها بأي حال من الأحوال، أن تكون طرفا في زعزعة استقرارها، "بل على عكس ذلك تماما، تسعى دوما للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة، تكريسا لمبدأ التضامن، ووفاء للعلاقات التاريخية والإنسانية المتميزة التي تربطها مع شعوب منطقة الساحل".
وشددت وزارة الدفاع على أن الجزائر لن تقبل أن يزايد عليها أحد في مواجهتها للإرهاب، مؤكدة أن "هذه الحملات الدعائية الدنيئة، التي تغذيها الإشاعات والأخبار الزائفة، لن تتمكن من تحقيق مآربها الخسيسة، ولن تستطيع التشويش على الدور المحوري لبلادنا في المنطقة، كطرف فاعل في تعزيز السلم والاستقرار".
إعلانوكانت مواقع إخبارية زعمت مؤخرا أن الجزائر شكلت وحدة عسكرية لتنفيذ عمليات سرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو.