ماذا يعني إشعال المعارضة السورية جبهات القتال مع النظام؟.. إليك المشهد كاملا
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
تشن فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا هجوما واسعا على قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية الداعمة له، محققة تقدما ملحوظا على محاور القتال في ريف حلب الغربي.
ولا تزال خرائط الاشتباك مشتعلة على وقع تواصل المواجهات واستمرار فصائل المعارضة التي تضم "هيئة أحرار الشام"، في إصدار بيانات متتالية للكشف عن القرى والبلدات التي سيطرت عليها.
ما المهم في الأمر؟
تعد العملية العسكرية التي تشنها المعارضة تحت مسمى "ردع العدوان" أوسع تحرك عسكري في شمال غربي سوريا ضد النظام بعد التوافقات بين تركيا وروسيا، التي جمدت العمليات العسكرية في المنطقة، إلا أن قوات بشار الأسد والطيران الروسي واصلا عمليات التصعيد بوتيرة متفاوتة الحدة.
ما هدف العملية العسكرية؟
أعلنت فصائل المعارضة عن تشكيل "إدارة العمليات العسكرية" بعد بدء عملياتها ضد قوات النظام والمليشيات الإيرانية. وأوضحت هذه الإدارة في أولى بياناتها عن الحملة العسكرية تهدف إلى "توسيع المناطق الآمنة" للمدنيين، دون مزيد من التفاصيل.
لكن رقعة المعارك اتسعت بشدة على محور ريف حلب الغربي، ما يجعل فصائل المعارضة على بعد ما يقرب من 10 كيلومترات من مدينة حلب ذات الأهمية الاستراتيجية العالية، الأمر الذي يفتح باب التساؤلات أمام إمكانية استمرار تقدم المعارضة نحو المدينة في حال أتاحت لها التطورات الميدانية ذلك.
ويرى الباحث بالشأن العسكري وجماعات ما دون الدولة عمار فرهود في حديث لـ"عربي21"، أن "هدف المعركة النهائي والحاسم لا يمكن أن يتم تحديده بشكل قطعي من قبل طرف فهو خاضع للتطورات الميدانية بشكل كبير".
أين تتركز المعارك؟
تتركز المعارك في قرى ريف حلب الغربي حيث أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في بيانات منفصلة عن تحقيق تقدم ملحوظ بعد سيطرتها على العديد من البلدات، وهي: الشيخ عقيل وبالا وحيردركل وقبتان الجبل والسلوم وجمعية المعري والقاسمية وحور.
ولفتت فصائل المعارضة إلى أنها بسطت سيطرتها أيضا على بلدة عنجارة الاستراتيجية بريف حلب الغربي بعد معارك عنيفة، بالإضافة إلى سيطرتها على بلدة عاجل.
ما أهمية هذه المناطق؟
يوضح فرهود في حديثه لـ"عربي21"، أن "المناطق التي تم السيطرة عليها حتى الآن، تعتبر البوابة الغربية لمدينة حلب، كما أنها جغرافيا تعتبر أعلى من مدينة حلب ولذلك فلها أهمية جغرافية كبيرة لدى النظام".
ويضيف أن "المنطقة هذه شهدت عمليات تعزيز بالعديد والعتاد منذ عدة أسابيع من قبل النظام السوري لتشديد الحماية على مدينة حلب".
وفي سياق آخر، فقد "كانت هذه المناطق، بسبب جغرافيتها المرتفعة، منطلقا لعمليات هجومية من قبل قوات النظام وروسيا على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة".
السيطرة على "الفوج 46"
أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن السيطرة على الفوج 46 أكبر مواقع النظام السوري في غرب مدينة حلب، والذي يعتبر منطلقا لقوات النظام في هجماتها على مناطق المعارضة.
ويحمل الفوج46 الذي يمتد على مناطق شاسعة من غربي حلب، أهمية استراتيجية عالية، حيث يعد نقطة تمركز وقوة لقوات النظام السوري. وتمهد السيطرة عليه الطريق أمام فصائل المعارضة للتوجه نحو محو خان العسل وكفرناها ومن ثم مدينة المناطق الغربية من مدينة حلب.
وبحسب تقارير محلية، فإن المعارك بين المعارضة وقوات النظام تدور على محور منطقة أورم الكبرى وكفرناها بعد السيطرة على الفوج 46 ومناطق أورم الصغرى والهوتة وجمعية السعدية.
إنشاء "حزام جغرافي"
يرى الباحث بالشأن العسكري وجماعات ما دون الدولة عمار فرهود، أن فصائل المعارضة "تريد على مستوى التخطيط، السيطرة على أكبر قدر ممكن من الجغرافيا وضمها لمناطقها، لكن على المستوى العملياتي فإن قوات المعارضة تهدف مبدئيا إلى تأمين حزام جغرافي لمناطق سيطرتها".
"لكن في حال انهارت قوات الأسد بشكل كبير ومتتالي دون توقف فإن قوات المعارضة ستستمر بالضغط على تلك القوات المنسحبة لمنعها من التقاط أنفاسها وتنظيم صفوفها حتى تصل القوات المنسحبة إلى عمقها الدفاعي الاستراتيجي، وهو مدينة حلب حيث تنتقل الاشتباكات إلى هناك"، يقول فرهود.
ما السياق الإقليمي؟
تأتي العملية العسكرية ضد النظام السوري في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المليشيات الموالية لإيران في سوريا.
كما تأتي بعد تراجع مسار التطبيع بين النظام وتركيا التي تدعم فصائل المعارضة في شمال سوريا، فضلا عن إعراب أنقرة عن استياء من موقف روسيا تجاه ملف تطبيع العلاقات مع النظام، حيث قال وزير الخارجية التركي في تصريحات سابقة إن "هذا الملف القضية ليست على جدول الأعمال الروسي".
لكن فيدان علل عدم اهتمام روسيا بدعم مسار التطبيع بين بلاده والنظام السوري بهدوء جبهات التماس بين الأخير والمعارضة، قائلا "يوجد بالفعل وقف لإطلاق النار في المنطقة ولم يظهر أي تهديد خطير".
ماذا ننتظر؟
لا تزال فصائل المعارضة تخوض اشتباكات حادة مع النظام السوري والمليشيات الإيرانية ردا على الهجمات المتواصلة على المناطق المدنية شمال غربي سوريا، ما يجعل المشهد قابلا للتطور بشكل سريع في ظل استمرار تبادل النار بين الجانبين.
لكن من الممكن أن يؤدي تقدم المعارضة - في حال تواصل - على جبهات القتال إلى الطائرات الحربية الروسية بقوة لصالح النظام، الأمر الذي من شأنه أن يضيق على فصائل المعارضة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المعارضة سوريا النظام السوري حلب سوريا حلب المعارضة النظام السوري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیات العسکریة النظام السوری قوات النظام السیطرة على حلب الغربی مدینة حلب
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تحركات خطيرة من الإمارات لفتح جبهات قتال جديدة على السودان مع إثيوبيا
متابعات تاق برس- قال الناشط السياسي السوداني أمجد فريد، إن الإمارات قامت خلال الأسابيع الأخيرة بمساعٍ حثيثة لتحويل الحرب في السودان إلى نطاق إقليمي اوسع، عبر دفع إثيوبيا إلى التورّط المباشر في حرب السودان، بفتح جبهة جديدة لمليشيا الدعم السريع على الحدود مع السودان.
وأشار فريد في منشور، إلى أن الإمارات تستغل فرصة انشغال العالم بفترات عطلات نهاية العام وعدم وجود متابعة لصيقة للاوضاع في الاقليم.
وقال إن المشهد ذاته ينسحب على جنوب السودان، حيث ظهرت محاولات الإمارات لجرّ جوبا إلى دائرة الاشتباك بعد سيطرة “المليشيا”- على حد وصفه- على مصفاة هجليج واصبحت الامارات تطرح اتفاق ثنائي لتشغيلها بين مليشيا الدعم السريع والسلطات في الجنوب، بما يعني تحويل البنية النفطية إلى أداة ابتزاز وجسر لتموضع المليشيا داخل العمق الجنوبي.
وحذر من أن الصورة في الشرق بالغة الخطورة، بعد تأكد وجود قواعد لوجستية للدعم السريع في مناطق اصوصا ويابوس بالقرب من الحدود السودانية الاثيوبية، إضافة إلى قاعدة قرب هرر مَدَّى وكلها تستقبل طائرات إماراتية يومية محمّلة بالسلاح والمعدات الثقيلة للمليشيا ومنظومات مدفعية وأجهزة تشويش عبر مدينة أصوصا عاصمة إقليم بني شنقول قمز في الشمال الغربي من إثيوبيا المتاخم لإقليم النيل الأزرق في السودان، ويوجد به سد النهضة.
وقال إن ذلك يدل على ترتيبات عسكرية لفتح جبهة قتالية قاسية في ولاية النيل الأزرق.
وأشار إلى قيام السلطات الإثيوبية بإطلاق أعداد كبيرة من السجناء المدانين باستثناء المدانين بالقتل مقابل صفقة انتقالهم إلى هذه المعسكرات والتدريب للقتال في صفوف مليشيا الدعم السريع، وهو ما يضفي على المشهد طابعاً مقلقاً يذكّر بأخطر نماذج الحروب بالوكالة.
وبحسب فريد أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لا يزال يبدي تردداً في السماح للإمارات بإنشاء معسكر للتدريب وتجميع قوات الميليشيا في إقليم بني شنقول المحاذي للسودان والذي يضم سد النهضة، إلا أن هذه القواعد اللوجستية والإمداد الإماراتي المستمر يمثلان خطراً لا يقل جسامة عن إنشاء ذلك المعسكر، بل ربما يفوقه في بعض الجوانب نظراً لتعدد المواقع وصعوبة المراقبة.
واضاف “ويبدو أن آبي أحمد يحسب حساباته بدقة ويستعد لأي تطورات محتملة في علاقاته المتوترة بالفعل مع إريتريا ومصر، واحتمالات تفاقم هذه التوترات لتتحول إلى نزاع مسلح مفتوح، ولذلك يحاول الاستعداد لمثل هذه السيناريوهات عبر استخدام ورقة ميليشيا الدعم السريع كأداة في معادلاته الإقليمية والأمنية لتحقيق مصالحه الخاصة”.
ولفت فريد الى أن هذه السيناريوهات جميعها تحمل طابعاً كارثياً تدفع نحوها الإمارات بإصرار في محيط القرن الأفريقي، خاصة مع وجود ميليشيات التيغراي والفانو التي تخوض صراعات مستمرة مع الحكومة الإثيوبية وتتمركز بكثافة على طول الحدود السودانية الإثيوبية، مما يجعل المنطقة برمتها على صفيح ساخن.
وحذر من أن استمرار الإمارات في تدخلاتها المدمرة في منطقة القرن الأفريقي ينذر بإشعال الإقليم بأكمله في حريق لا يمكن السيطرة عليه، وربما يتعين على الإخوة الإثيوبيين قبل بقية العالم إعادة النظر بشكل جاد وعميق في تحولات سياساتهم الأخيرة المتعلقة بالحرب في السودان، فما يجري الآن على الأرض سوف تدفع ثمنه الباهظ شعوب المنطقة بأسرها، بينما المستفيد الحقيقي هو أطراف أخرى تجد في معاناتنا مادة للتسلية وتحقيق مصالحها الخاصة دون اكتراث بالعواقب الإنسانية والإقليمية المدمرة على حد قوله.
إثيوبياالإماراتالسودان