إما دولة. . أو لا دولة ؟
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
قالها رئيس الوزراء الاسبق الدكتور (عادل عبد المهدي)، وقالها قبله معظم قادة العراق. لأنه من غير المعقول ان تبقى الدولة متفرجة على الاتهامات الصريحة المباشرة الموثقة بالصوت والصورة، والتي يكيلها كل يوم بعض النواب والوزراء من وقت لآخر ضد رموز السلطات التنفيذية والتشريعية، وضد القوى السياسية الفاعلة في الساحة العراقية من دون ان تكلف الدولة نفسها بالرد على الاتهامات الموجهة ضدها بالخيانة والعمالة والتنازل عن حقوقنا السيادية لصالح الغير.
فلا وزارة الخارجية ترد، ولا الوزارات المعنية ترد. ولا اللجان النيابية تذود عن نفسها، ولا الهيئات التخصصية تضع حداً لحملات التدليس والتضليل وخلط الأوراق. في الوقت الذي تغتنم فيه فضائيات التهريج والتأجيج هذه الأوضاع المتأرجحة لكي تصب النار على الزيت من أجل تحريض الشعب الذي لم يتلق حتى الآن أية ردود توضيحية من الجهات الرسمية المعنية بهذا الشأن. على الرغم من ان الدولة نفسها تعلم بنوايا الذين ركبوا الموجة الإعلامية، والذين امتطوا صهوة بغال التكسب ثم جمحوا بها نحو التلفيق في ظل الفراغ الإعلامي الذي تركته مؤسساتنا ذات العلاقة. .
وعلى السياق نفسه يسرني ان اتقدم بالشكر والتقدير إلى الكاتب الكبير الاستاذ (حسن العلوي)، والى الشيخ الجليل (الفريق البحري الركن مزاحم التميمي). واثني في الوقت نفسه على مواقف خبراء المساحة العسكرية الذين وضعوا النقاط على الحروف من دون ان يوجهوا الاتهامات إلى الجهات الرسمية. .
من المفارقات المثيرة للدهشة ان الدولة حاربت أصحاب المحتوى الهابط على منصات التواصل، لكنها تجاهلت السموم التي ينفثها البعض لتضليل الناس، واستغلال عواطفهم. .
ختاماً. وبعد ان بلغ السيل الزبى. نهيب بمجلس الوزراء ضرورة التصدي لكل الاتهامات والرد عليها بخطابات رسمية معلنة حتى يقف الناس على الحقيقة. فمن غير المعقول ان تغض الدولة بصرها، وتصم آذانها وهي ترى وتسمع الهجمات المتوالية التي يقودها أشخاص بعينهم للتشويش على الرأي العام وتأزيم الأوضاع المربكة. سيما ان تصريحاتهم المفتعلة ستترك تداعياتها السلبية على أجواء العلاقات الثنائية مع دول الجوار. .
وارجو ان يتذكر رجال الدولة ان الحرائق الكبرى تبدأ بعود ثقاب صغير. واللبيب بالإشارة يفهم. . .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الباكستاني للجزيرة نت: سنرد على الهند بالطريقة نفسها
إسلام آباد- يستمر التوتر والاشتباك المسلح على الحدود بين باكستان والهند على مدار الأسابيع القليلة الماضية والذي تطور، فجر أمس الأربعاء، بعد أن استهدفت نيودلهي عدة مناطق في باكستان بما في ذلك مناطق في كشمير وعلى الحدود المشتركة في إقليم البنجاب.
ووفقا لآخر الإحصائيات الصادرة من إسلام آباد، فقد قُتل ما لا يقل عن 31 شخصا بينهم أطفال، وأصيب نحو 57 آخرين نتيجة الضربات الهندية.
وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن بلاده سترد على الهند بالطريقة نفسها التي هاجمتها فيها، مؤكدا أن ما قامت به يعتبر دعوة واضحة لمواجهة شاملة بين البلدين.
وأضاف أن إسلام آباد طالبت منذ البداية بوجود تحقيق في حادثة بهلجام التي راح ضحيتها قرابة 26 سائحا هنديا في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية في كشمير، وأكد أن مزاعم نيودلهي -بوجود جماعات إرهابية في الجانب الباكستاني الذي قامت الهند بقصفه- غير صحيحة تماما. واستبعد وصول التوتر إلى حد المواجهة بالأسلحة النووية.
وفيما يلي نص الحوار:
أولا، ما حدث ليلة أمس، وإذا استمر هذا الوضع، فقد يُفسد جميع العلاقات بين البلدين. وهذه الصراعات تقتصر على كشمير وهي منطقة يوجد بها خط سيطرة وحدود مختلفة بين الهند وباكستان. لكن هذه المرة، هاجموا مدنا عبر الحدود الدولية. إنها دعوة واضحة لمواجهة شاملة بين الجانبين.
إعلانثانيا، يُزعم وجود جماعات من جانبنا، قُصفت أو استهدفتها الهند، وهو أمر غير صحيح تماما.
لقد دعونا وسائل الإعلام اليوم وزاروا جميع هذه المواقع، وستستمر هذه الزيارات غدا أيضا. نريد من وسائل الإعلام الدولية أن تفحص جميع هذه الأهداف، وأن تكتشف بنفسها ادعاءات الهند الزائفة تماما. لقد قلنا الشيء نفسه بشأن ما حدث في مدينة بلجاوم الهندية أيضا.
فليتم إجراء تحقيق دولي، وإذا ثبت تورطنا هناك، فليُقرر ذلك جهة محايدة أو لجنة أو مجموعة من الأشخاص من منظمات دولية أو دول أخرى في المنطقة أو خارجها ممن يمكنهم القيام بهذه المهمة، سواء في بهلجام أو في باكستان، فمرحبا بهم. سنقدم جميع المعلومات للتحقق من هذه الادعاءات.
ما الرسالة التي بعثتها باكستان لنيودلهي بإسقاطها 5 طائرات هندية وأَسر جنودها؟حسنا، إنها رسالة واضحة للغاية، مفادها أن أراضينا تتعرض للهجوم، وحتى لو هوجمت من داخل الهند، فإنهم كانوا يحلقون في مجالهم الجوي ويطلقون النار على مواقع باكستانية، ومواقع مختلفة في جميع أنحاء البنجاب، وآخريْن في آزاد كشمير. لذا، إذا قُصفنا عبر الحدود الدولية فإننا بالتأكيد سنرد على الهند بنفس الطريقة.
يخشى العالم من أن تتفاقم الأزمة إلى حرب نووية، فهل هذا محتمل؟لا أعتقد ذلك. لقد حصلنا على هذه القدرة النووية متأخرين كثيرا عن الهند، وكان ذلك في الأساس ردا على حصولها عليها، وكنا نريد ضمانا بأننا إذا هاجمتنا نيودلهي، فيجب أن يكون لدينا ضمان أو قدرة تردعها عن مهاجمة باكستان متى شاءت.
برأيكم، لماذا صعّدت الهند الموقف وهل هو بسبب هجوم بهلجام الذي أودى بحياة 25 هنديا في كشمير؟أعتقد أن هذه دوافع داخلية لدى الحكومة الهندية الحالية حيث تُجرى انتخابات في مناطق مختلفة في البلاد، وخاصة في بيهار، وهي ولاية بالغة الأهمية، وكلما شعر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بتراجع شعبيته أو أنها في خطر، بدأ نوعا من المغامرات مع باكستان. لا يمكن لنيودلهي أن تعامل إسلام آباد كطفل صغير. سنرد عليها بالطريقة نفسها. إذا هاجمونا، فسنجعلهم يدفعون ثمن ذلك بالتأكيد.
إعلان ما رأيكم في تأثير هذا التصعيد على المنطقة؟إنه أمر خطير. أود الإشارة إلى شيء واحد يتعلق بهذا النوع من المغامرات التي قامت بها الهند في الماضي. لم نكن نريد لهذا الأمر أن يحدث. ولذلك كررنا القول ورئيس وزرائنا عرض إجراء تحقيق. وإذا كان الأصبع الذي يوجه الاتهامات غير قادر على حل المشكلة، فهذا لا يعني شيئا.
لا بد من وجود دليل يثبت تورط باكستان فيما حدث في بهلجام. حتى الآن، مر أسبوعان ولم يقدموا أي دليل يدين إسلام آباد في هذه المأساة.
الوقت الحالي، هل هناك أي وساطة من الولايات المتحدة أو الصين أو روسيا؟سنرحب بالتدخل الدولي للحد من هذا الصراع إلى أدنى حد. وفي حال خروجه عن السيطرة، يجب على المجتمع الدولي أن ينتبه إلى استخدام رئيس الوزراء الهندي لهذه الأساليب لتعزيز سلطته السياسية وإشراك الجميع في الأمر.