الثقافة تقيم حفل تسعينية فيروز .. الأحد
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
ضمن برامج وزارة الثقافة، تقيم الهيئة العامة لقصور الثقافة حفل أغاني الفنانة والمطربة اللبنانية فيروز "تسعينية فيروز"، في السابعة مساء بعد غد الأحد، بمسرح السامر بالعجوزة.
الحفل يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، احتفاء بعيد ميلاد فيروز التسعين، وتحييه الفرقة المصرية للموسيقى والغناء بقيادة المايسترو د.
وينفذ الحفل من خلال الإدارة العامة للموسيقى، برئاسة د. وليد الشهاوي، والإدارة العامة للمهرجانات، برئاسة إيمان حمدي.
نُهاد وديع حداد (مواليد 21 نوفمبر 1934 والمشهورة بالاسم الفني فَيروز)، مطربة ومغنية وممثلة لبنانية. تعد من أقدم فنّاني العالم ومن الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان ومن أشهر الأصوات العربية، لاقت أعمالهُا الفنية رواجًا واسعًا في العالم العربي والغربي، لقبت في لبنان بـ (العمود السابع لبعلبك).
ولدت عام 1934 في قضاء الشوف بجبل لبنان وكانت الطفلة الأولى للعائلة، نشأت في حارة زقاق البلاط في الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية بيروت، عمل والدها في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون لوجور، أما والدتها فتوفيت عام 1961 في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية (يا جارة الوادي) وكان عمرها لا يتجاوز 45 عامًا.
فيروزأحبت الغناء منذ صغرها وأظهرت ميولًا فنية في عمر مبكر، وفي إحدى الحفلات المدرسية عام 1947 التقى محمد فليفل بالطفلة «نهاد حداد» وكان عمرها آنذاك أربع عشر عامًا وأعجب جدًا بصوتها، وكان له الفضل لتشارك كمؤدية في كورس الإذاعة، انضمت نهاد إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة، وبعد أربع سنوات من الدراسة في المعهد، نجحت أمام لجنة فحص الأصوات المؤلفة من حليم الرومي ونقولا المني وخالد أبو النصر. كانت النقلة الكبيرة لها عندما قدم لها حليم الرومي (الذي أطلق عليها اسم فَيروز) ألحانًا لأول أغانيها لقت صدىً واسعًا في الإذاعات العربية تلك الفترة مثل أغنية (يا حمام يا مروح) وأغنية (بحبك مهما أشوف منك) عام 1952.
تعرفت فيروز في بداية الخمسينيّات على الأخوين رحباني اللذين بدأت معهما مشوار طويل ومثمر من التعاون الفني تمثل في المئات من الأغاني والعديد من المسرحيات الغنائية التي وصل عددها إلى 800 أغنية وثلاثة أفلام وأربعمائة ألبوم خلال فترة زمنية امتدت لثلاثة عقود وأبدعت في الموشحات الأندلسية والمواويل والعتابات. سطع نجم فيروز ومعها الأخوان رحباني بعد مشاركتهم في مهرجان بعلبك لأول مرة عام 1957، وتوالت بعدها المهرجانات من بعلبك إلى دمشق إلى مسرح البيكاديلي.
قدمت فيروز المئات من الأغاني التي تميزت بقصر المدة الزمنية والتصاقها بقوة المضمون، وغنت للحب وللأطفال وللوطنية وللحزن والفرح والأم والوطن، قدمت هذه الأغاني ضمن عدد من المسرحيات التي ألفها ولحنها الأخوان رحباني تنوعت مواضيعها بين النقد السياسي والاجتماعي وتمجيد الشعب والبطولة والتاريخ العريق والحب على تنوعه. تعاونت فيروز مع عدد من الملحنين مثل فيلمون وهبي ومحمد عبد الوهاب وإلياس الرحباني ومحمد محسن وزكي ناصيف. تأثيرها الكبير على الشعوب وعلى الموسيقا العربية المعاصرة أكسبها لقب (السفيرة إلى النجوم) و (جارة القمر).
غنت فيروز للحب والحياة البسيطة ولوطنها لبنان والقضية الفلسطينية، وأحيت العديد من الحفلات في العديد من المدن العربية والعالمية، وبمناسبة أحد عروضها في المغرب، استقبلها الملك الحسن الثاني ملك المغرب شخصيًا في المطار. مُنحت في كثير من الأحيان مفاتيح المدن التي كانت تؤدي فيها. خلال حفلتها الموسيقية في لاس فيغاس عام 1999، أعلن عمدة المدينة رسميًا يوم 15 مايو 1999 (يوم فيروز).
توقف زوجها عاصي الرحباني عن التلحين واعتزل العمل الفني بعد مرضه وهو الذي رافقها في مسيرتها الغنائية منذ بدايتها، ثم حدث الانفصال بين الأخوان الرحباني وفيروز بعد مسيرة عمل مشتركة امتدت لعقود. أطلقت فيروز أول البوم غنائي لها دون الأخوين رحباني عام 1980 وكان بعنوان (دهب أيلول)، وأكملت مسيرتها الفنية مع ابنها زياد الرحباني وأصدرا معًا 6 ألبومات كان أخرها (ببالي) في عام 2017، وتعاونت أيضًا مع ابنتها ريما في أعمال غنائية أخرى وأفلام وثائقية.
حصلت فيروز على وسام الشرف عام 1963 والميدالية الذهبية عام 1975 من ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال. كرمها أيضًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأرفع وسام فرنسي (وسام جوقة الشرف الفرنسي) عندما زار منزلها عام 2020.
نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف في عام 1998. في عام 2015 تحول منزل فيروز الذي نشأت وترعرعت فيه إلى متحف، وتأتي تلك الخطوة بعد سنوات من إدراج المبنى إلى لائحة الجرد العام للأبنية التراثية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان فيروز المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
الملازم علي الكندي.. ذاكرة من ذهب
إسماعيل بن شهاب البلوشي
في زاوية من الزمان، تتجسد البطولات لا في صخب المعارك، بل في هدوء صوت رجل بلغ من العُمر عتيًا، لا تزال كلماته تنبض شرفًا، وذكرياته تعبق بالمجد. جلستُ إليه، وكان صوته خافتًا، ولكنه نافذ إلى القلب، يتحدث عن التاريخ وكأنه يعيشه من جديد، عن رفاق السلاح الذين مضوا، عن ساحات الوغى، وعن وسام الشجاعة الذي لا يُوضع فقط على الصدر، بل يُغرس في الروح.
الملازم علي واحدٌ من القامات العسكرية العُمانية الذين خدموا الوطن بإخلاص نادر، يقترب اليوم من العقد العاشر من عمره، ولكن في حديثه ما يُوقظ أجيالًا. رجل نحتت ملامحه الرمال والجبال وعشق الرماية حتى يومنا هذا، وخطّت كلماته عزيمة لا تلين. كان من أولئك الذين لا يكثرون الحديث، ولكن إذا تحدثوا أنصت التاريخ، واحترمتهم الذاكرة.
حين تسمع اسمه يتكرر في ملفات الشرف بقوات السلطان المُسلحة، فإنك تستعيد مشهدًا جليلًا لرجل حصل على أرفع الأوسمة العسكرية: وسام البسالة، وسام الشجاعة، وسام الخدمة المُتميزة وسام الشجاعة من ملكة بريطانيا. ليست هذه مجرد أوسمة تُمنح، بل هي محطات من حياة رجل عاش كل واحدة منها بصدق وجسارة.
يقول الملازم علي، وقد تلمع عيناه بما يشبه الدمع: "أصدقائي؟ كثير منهم مضوا، مضوا قبل أن نشهد معًا ثمار ما زرعناه. بعضهم ارتقى في ساحات الشرف، وبعضهم غادرنا في هدوء، ولكنهم لم يغادروا قلوبنا أبدًا".
حديثه لا يحمل نبرة شكوى، بل فخرًا دفينًا وحبًا أصيلًا لسلطانه ووطنه. يتحدَّث عن السنين التي قضاها في خدمة الوطن وكأنَّها كانت بالأمس. وعن اللحظات التي وقف فيها وزملاؤه سدًا منيعًا، حين كان الوطن يحتاج إلى الرجال لا إلى الشعارات.
هؤلاء الرجال، الذين من طينة الملازم علي، هم من صنعوا الفارق في زمن الاختلاف، ومن حافظوا على أمانة الدولة حين كانت تُواجه تحديات لا تُحصى. لم يكن لهم من مطلب سوى أن تبقى عُمان عزيزة، شامخة، آمنة. وكان لهم ما أرادوا.
وفي عيون هذا الجيل من المحاربين القدامى، ترى كل التضحيات التي صنعت حاضرًا نعيشه الآن بأمان وفخر. لولاهم، لما نبتت شجرة السلام بهذا الثبات، ولا امتد ظلها إلى أبناء اليوم.
قد ينسى البعض صورهم، أو تخبو أسماؤهم في زوايا الأرشيف، ولكن لا يحق لنا أن ننسى ما قدموا من سنين أعمارهم، وضحوا بأعز ما يملكون ليكون لنا وطن كما نعرفه اليوم.
الملازم علي لا ينتظر تكريمًا ولا تصفيقًا. ولكنه يستحق أن تُروى قصته، وأن تظل سيرته حيّة بيننا، رمزًا لجيل نادر. جيل كانت فيه الكلمة عهدًا، والخدمة شرفًا، والصمت مبدأ.
قد يكون الزمان قد تغيّر، وقد تكون أشكال الخدمة اختلفت، ولكن يبقى الجوهر ثابتًا: الوطن أمانة، ومن سبَقونا هم جذرٌ لا ينبغي أن يُنسى.
رسالتي إلى الجيل الجديد، أن يجلسوا مع أمثال الملازم علي، لا ليسمعوا فقط، بل ليتعلموا. فالتاريخ الحي لا يُدرّس في الكتب فقط، بل يُروى على ألسنة من عاشوه بصدق.
وفي هذه الذكرى، أكتب لا لأودعه، بل لأقول له: نحن معك، ولم ننسك، ولن ننسى. ستظل ذكراك مجدًا نتمسك به، وأنت حيٌ بيننا، بصوتك الخافت، وتاريخك الصارخ.
كم أنت عظيم عمِّي عليّ كما يريح قلبي أن أناديك عندما أجلس منصتًا لك فيما تقول وكل ما تقول أحداث تريح نفسي لأنها أيضًا تذكرني بالرجال الذين عملت معهم وسأبقى وفيًا لهم مفتخرًا بهم ما حييت.
رابط مختصر