كاتب إسرائيلي يتحدث عن تسوية دائمة متعددة المراحل.. مقترح لكسر الجمود
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
تهدف مسودة الاقتراح الأمريكي الجديدة إلى "حل المأزق" الذي نشأ خلال المناقشات لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتقترح تسوية دائمة متعددة المراحل، تبدأ بالخطوط العريضة المألوفة التي وضعها المبعوث ستيف ويتكوف وتنتهي، باتفاق وقف إطلاق النار على المدى الطويل.
ونقل الكاتب والمحلل الإسرائيلي داني زاكين، في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن مصادر أمريكية وعربية، أن "المسودة الجديدة تم إعدادها عقب المحادثات التي جرت هذا الأسبوع في مصر بين وفد حماس والوسطاء، حيث تزعم المصادر أنه تم إنشاء بنية تحتية لكسر الجمود، رغم التصريحات المتكررة لكبار مسؤولي حماس حول رفضهم قبول شروط إنهاء الحرب التي وضعتها الدول العربية والولايات المتحدة وإسرائيل".
وأضاف زاكين أن مصدر عربي أفاد بأن "حماس أبدت استعدادها لقبول بنود خطة ويتكوف، التي عارضتها خلال جولة محادثات الدوحة، وللتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وحماس لم تستبعد طرح مسألة إنهاء الحرب في المحادثات التي ستُعقد خلال وقف إطلاق النار، كما أبدت استعدادها لتلبية بعض المطالب المتعلقة بالرهائن (الأسرى الإسرائيليين)".
وأوضح أن "إسرائيل طالبت منذ بداية الحرب حماس بتقديم تفاصيل عن حالة الرهائن، والسماح بنقل الغذاء والدواء والعلاج الطبي، وزيارات الصليب الأحمر. لم تؤكد المصادر الأمريكية جميع التفاصيل، مع أنها أشارت إلى أن لهجة حماس مختلفة، وتشير إلى رغبتها في التوصل إلى وقف إطلاق النار ومنع احتلال مدينة غزة".
وذكر أنه "بناء على هذه المحادثات والاتصالات بين وفد حماس وممثلي قطر الذين وصلوا إلى القاهرة، وكذلك بعد الاتصالات مع إسرائيل، تم إعداد مسودة اقتراح أمريكي، ويجري مناقشتها من قبل جميع الأطراف، وعلى رأسها إسرائيل".
وأشار إلى الفكرة "وراء المسودة هي تجنب التعارض مع النهج الإسرائيلي، الذي يدعو حاليًا إلى التوصل إلى اتفاق كامل بدلاً من اتفاق جزئي، والسماح بوقف إطلاق نار من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن إلى جانب وقف إطلاق النار".
وأضاف أن "المرحلة الأولى هي مخطط ويتكوف مع تغييرات طفيفة، وهو مخطط وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس، والذي يتضمن إطلاق سراح نصف الرهائن، أحياءً وأمواتًا، ستشمل المفاوضات التي ستُفتتح خلال وقف إطلاق النار مناقشات حول جميع شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك نزع سلاح حماس ونفي قادتها المتبقين في قطاع غزة، ونقل المسؤولية المدنية إلى هيئة دولية".
واعتبر أن "أحد الابتكارات الرئيسية هو أن معاملة المدنيين لسكان قطاع غزة بموجب المخطط الدولي ستبدأ خلال وقف إطلاق النار، حتى قبل التوصل إلى اتفاقات نهائية، وبالتالي ستتنازل حماس فعليًا عن هذه السيطرة لهيئات أخرى".
واعتبر أن "الهدف هنا هو إبعاد سكان غزة المدنيين عن معادلة الحرب، والقضاء على الاعتماد على حماس التي تنهب شحنات الغذاء، والبدء بإعادة إعمار القطاع. في الأسبوع الماضي، نشرنا تقريرًا عن الاستعدادات لإعادة إعمار غزة ورعاية سكانها، والتي تتضمن خطة منظمة مقسمة إلى قطاعات: الصحة، والتعليم، والإسكان المؤقت، وغيرها".
وأضاف أنه "في المحادثات التي عُقدت هذا الأسبوع في مصر، أُبلغ وفد حماس أن مسؤولية وضع سكان القطاع تقع على عاتقهم، وإذا رفضوا تسليم السيطرة المدنية، فستُوجه جميع أصابع الاتهام إلى قيادة الحركة".
وصرح مصدر عربي لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن المصريين "عرضوا على مسؤولي حماس في إحدى المحادثات صورًا للدمار في قطاع غزة ومخيمات النازحين في الموسى، بالإضافة إلى الفلل والفنادق التي تقيم فيها القيادة في قطر وتركيا، وحذر المصريون: ستكون هذه الحملة التي ستنتشر في جميع أنحاء العالم إذا رفضتم".
في الوقت نفسه، من المقرر وصول ممثلين قطريين إلى القاهرة نهاية هذا الأسبوع، عقب اجتماعات رئيس الوزراء محمد بن جاسم آل ثاني مع ويتكوف ورئيس الموساد دادي برنياع. ومن المتوقع أنه في حال قبول المسودة الأمريكية، ستُثري الأطراف بمحتوى عملي، ثم تجتمع مجددًا لإجراء مفاوضات تكميلية.
ونقل الكاتب أيضا عن أحد المسؤولين الأمريكيين قوله إن "المفاوضات، إن بدأت، قد لا تُعقد في قطر، وإنها ستُعرض على حماس كملاذ أخير لمنع الاحتلال الإسرائيلي الكامل للقطاع مع كل ما يترتب على ذلك من تداعيات. وحسب قوله، تحظى إسرائيل بدعم أمريكي كامل لمثل هذا الاستيلاء، إذا رفضت حماس ذلك".
وأكد المسؤول الأمريكي أنه "مع ذلك، فإن الدعم الأمريكي ليس بلا حدود، وأن الرئيس ترامب عازم على إنهاء حرب غزة في غضون أسابيع أو بضعة أشهر على الأكثر".
وأضاف أن "التوقيت الآن حاسمٌ في ظل الوضع الدبلوماسي الدقيق لإسرائيل في العالم، والأحداث المتعلقة بالحرب المتوقعة مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر، وقد أعلنت عدة دول غربية أنها ستعترف بدولة فلسطينية حينها، وستسعى إلى التوصل إلى قرارات دولية شاملة لفرض إنهاء الحرب".
يُذكر أن ترامب يبذل جهودًا حثيثة هذا الأسبوع لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد ثلاثة نجاحات في إنهاء صراعات أخرى، بين الهند وباكستان، وبين أذربيجان وأرمينيا، وبين تايلاند وكمبوديا. وإذا نجح في مهمته مع بوتين، فسيتجه إلى مهمته الأخيرة، وهي الحرب في غزة.
وفيما يتعلق بزيارة محتملة لـ"إسرائيل" يقول البيت الأبيض إن هذه الزيارة ستُجرى بهدف إبرام الاتفاق نهائيًا أو بعد التوصل إلى اتفاق لتوقيعه.
واعتبر الكاتب أن "فريق التفاوض الإسرائيلي، وكبار المسؤولين الأمنيين، والقيادة السياسية، يبدون تشككًا كبيرًا في التغيير الظاهر في موقف حماس، لكن معظم المعنيين يعتقدون أنه إذا أمكن إطلاق سراح نصف الرهائن، ولو ضمن إطار خطة ويتكوف أو ما شابهها، فيجب التوصل إلى اتفاق. أما في الحكومة، فالآراء أكثر انقسامًا، ومن المؤكد أن الوزيرين سموتريتش وبن غفير سيُعارضان ذلك، إذ يُطالبان بحرب حتى النهاية، ولكن إذا قرر نتنياهو قبول مثل هذه الصفقة، فسيتم إقرارها أيضًا في الحكومة".
صرح مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر لصحيفة "يسرائيل هيوم" بأن "التزام الدولة هو تجاه جميع الرهائن، ولذلك فإن وضع خطة على مراحل تُفضي في النهاية إلى إطلاق سراحهم جميعًا أفضل من صفقة ويتكوف وحدها. كما أعرب عن شكوكه في استعداد حماس للوفاء بالشروط، رهنًا بمدى ضغط إيران، ومدى اعتقاد قيادة الحركة بأن الجيش الإسرائيلي قد شرع بالفعل في السيطرة الكاملة على القطاع، رغم الخلافات في إسرائيل".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الإسرائيلي الاحتلال إسرائيل غزة الاحتلال حرب الابادة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يشترط إطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة ويغلق باب التسوية مع حماس
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، إنه لن يوافق على أي اتفاق مع حركة حماس إلا إذا جرى وفق الشروط التي تضعها تل أبيب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة. موقف اعتبره مراقبون بمثابة إغلاق الباب أمام أي تسوية، في ظل وصف الشروط الإسرائيلية المتكررة بـ"التعجيزية".
وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت تشهد فيه إسرائيل احتجاجات واسعة من عائلات الأسرى، الذين يطالبون حكومتهم بالتحرك الجاد لإنجاز صفقة تبادل، وسط تحذيرات من المؤسسة العسكرية من أن المماطلة قد تهدد حياة المحتجزين داخل غزة.
نتنياهو يشترط إطلاق سراح جميع الأسرى رهن حماس دفعة واحدة للموافقة على صفقة تبادل
مظاهرات ضخمة لذوي الأسرى الإسرائيليين ضد نتنياهو اليوم
وبحسب تقديرات إسرائيلية، ما يزال نحو 50 أسيراً داخل القطاع، يُعتقد أن 20 منهم أحياء، في المقابل يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و800 معتقل فلسطيني، يتعرضون وفق تقارير حقوقية للتعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة، ما أدى إلى وفاة العشرات خلال السنوات الماضية.
وفي حين تؤكد حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين، يواصل نتنياهو طرح شروط إضافية، تشمل نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وإعادة فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع.
كما يشترط إقامة كيان مدني بديل عن حماس والسلطة الفلسطينية، على أن تكون له علاقة مباشرة مع تل أبيب.
ويأتي ذلك في ظل خطة أقرها نتنياهو لإعادة احتلال غزة بشكل كامل، وهو ما أثار خلافات حادة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، التي حذرت من أن الخطوة قد تُعرّض حياة الجنود والأسرى لمخاطر أكبر، فضلاً عن الكلفة العسكرية والسياسية الباهظة.
ويرى مراقبون أن نتنياهو يستخدم ملف الأسرى وسيلة للمناورة السياسية وتخفيف الضغوط الداخلية، لاسيما مع تزايد الانتقادات الموجهة إليه من عائلات المحتجزين ومن قوى المعارضة، التي تتهمه بتغليب حساباته الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.
وفي السياق الأوسع، يواصل الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي عملياته العسكرية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما أسفر حتى الآن عن أكثر من 61 ألف شهيد و155 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية. كما أدت سياسة التجويع إلى وفاة 251 شخصاً بينهم 108 أطفال، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
ويؤكد محللون أن تعنت نتنياهو في المفاوضات يعكس رغبته في ربط أي حل بفرض واقع سياسي جديد في غزة، بما يضمن بقاء الاحتلال مسيطراً بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما ينذر بمزيد من التعقيد والتأزيم في أفق الصراع.