نجحت النسخة الأولى من المؤتمر والمعرض الدولي لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية (AIDC)، الحدث الأول من نوعه في العالم والمنطقة من رسم ملامح المستقبل فيما يخص صناعة مراكز البيانات المدعومة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في ظل الثورة التقنية التي تسود العالم، وركز المؤتمر والمعرض الذي انتهت فعالياته مؤخرا والذي عقد مصاحبا لمعرض Cairo ICT في دورته 28 على استشراف مستقبل مراكز البيانات والحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في دعم الاقتصاد الرقمي.

وجمع المعرض والمؤتمر تحت سقف واحد نخبة من خبراء الصناعة والمسؤولين الحكوميين وقادة الشركات العالمية والمحلية لاستعراض أحدث الابتكارات والحلول التقنية التي ستساهم في تعزيز التحول الرقمي ودعم استراتيجية مصر الرقمية.

أكد أسامة كمال، رئيس شركة تريد فيرز انترناشونال ورئيس ومؤسس معرض ومؤتمر Cairo ICT وAIDC، أن الحدث يمثل منصة استراتيجية تجمع بين صناع القرار والمستثمرين لتحديد مسارات المستقبل في مجالات البنية التحتية الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا السحابية. وأشار كمال إلى أن ADIC ليس مجرد معرض تقني، بل هو مبادرة متكاملة تهدف إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لخدمات مراكز البيانات والحوسبة السحابية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وتابع أن المؤتمر شهد جلسات نقاشية مع كبار المسؤولين الحكوميين وخبراء الصناعة، وعروض تقديمية لأحدث الحلول التقنية، ومسابقات للشركات الناشئة لتقديم أفكار مبتكرة تدعم التحول الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المعرض فرصة استثنائية للشركات العارضة للتواصل مع جمهور واسع من العملاء والشركاء المحتملين.

كما استهدف المعرض  تسليط الضوء على دور مراكز البيانات في دعم الاقتصاد الرقمي المصري، تعزيز الوعي بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، مثل التعليم، والصحة، والصناعة، توفير منصة للابتكار والتعاون بين القطاعين العام والخاص، دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال من خلال عرض أفكارهم أمام المستثمرين.

كما جذب ADIC 2024 اهتمامًا واسعًا من الجهات المحلية والدولية، حيث تشارك شركات عالمية متخصصة في تقديم حلول مراكز البيانات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب مؤسسات مصرية تسعى إلى تحقيق قفزة نوعية في تطوير البنية التحتية الرقمية. كما يشهد الحدث حضورًا قويًا من وزارات وهيئات حكومية تعكس التزام الدولة بدعم الابتكار التكنولوجي كأحد محركات النمو الاقتصادي.

يمثل مؤتمر ومعرض ADIC 2024 خطوة مهمة في رسم خارطة طريق مصر نحو مستقبل رقمي أكثر تطورًا وشمولًا. فهو يبرز التزام مصر بتبني أحدث الابتكارات التقنية وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام قائم على المعرفة.

ومن جانبه أكد إسلام منجي، مستشار ما قبل البيع في شركة Aruba Networks، على الدور الرائد الذي لعبه المعرض والمؤتمر باعتباره الأول من نوعه عالميا، ونجح في الجمع  بين تقنيات جديدة عالميا  ومحليا، مؤكدا على الحاجة لتوطين البيانات عبر القوانين والتشريعات تُعد ضرورية.، مشيرا إلى أن مراكز البيانات تنتج كميات ضخمة من المعلومات التي تحتاج إلى تأمين فعال، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يتمحور حول البيانات، مما يجعل من الضروري حماية هذه المصادر من محاولات الاختراق.
وتطرق منجي إلى أهمية موضوع الاستدامة والتكنولوجيا الخضراء في إمداد مراكز البيانات بالطاقة، لافتا إلى أن تطوير تقنيات الطاقة المتجددة يمثل أولوية كبيرة، لا سيما في ظل تزايد الاعتماد على مراكز البيانات.

من جانبه، أشار أيمن المرزكي، مدير أول ما قبل البيع الإقليمي في شركة Dell Technologies، إلى الفرص الكبيرة التي تتيحها الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاج المحلي. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يشهد تسارعًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، ولكن هذا التقدم يواجه تحديات كبيرة، أبرزها توفير مصادر الطاقة بكفاءة عالية على مستوى العالم.
وأكد المرزكي أن عمليات اختراق البيانات شهدت تصاعدًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، مما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لضمان تأمين مراكز البيانات.

وفيما يتعلق بمصادر الطاقة لمراكز البيانات، قال المرزكي إن مراكز البيانات كانت في الماضي مكانًا لتخزين البيانات فقط، أما مع تقدم الذكاء الاصطناعي، فزاد الطلب على الطاقة بشكل كبير. لذلك، شدد على ضرورة توفير مصادر متجددة للطاقة، مثل الطاقة الشمسية، موضحًا أن مصر والمغرب يمكنهما إنتاج ما يتراوح بين 60٪ إلى 80٪ من احتياجات مراكز البيانات من الطاقة الشمسية.
من جهته، أشار محمد الجلاد، كبير مسؤولي التكنولوجيا ومدير المملكة المتحدة وأيرلندا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة HPE، إلى التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة، ومنها ضرورة وضع استراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.

وأوضح أن هذه الاستراتيجية يجب أن تضمن تحقيق النتائج المرجوة، مع ضرورة التركيز على عمليات الحوكمة. 
كما أكد الجلاد على ضرورة تأمين أنظمة الذكاء الاصطناعي عبر اتخاذ الإجراءات المناسبة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة أساسية لتحقيق الاستدامة في مصادر الطاقة المتجددة واستخدام الموارد بشكل صديق للبيئة.

وأوضح ديموس كيرياكو، مدير العمليات ونائب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Wingu Africa Group، المؤتمر يمثل مظلة لجميع العاملين في هذه القطاعات حيث استقطب العاملين من شركات عالمية ومحلية تخت سقف واحد، وتابع قائلا  إن عدد مراكز البيانات في العالم يشهد نموًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن منطقة شمال إفريقيا تختلف عن باقي القارة، مما يدفع نحو توسع كبير في مراكز البيانات والحوسبة السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويستدعي إعادة تأهيل البنية التحتية لمراكز البيانات الحالية لتلبية احتياجات إنتاج الطاقة.
وأشار كيرياكو إلى أن تصميم مراكز البيانات بشكل جيد يعد خطوة حاسمة سواء من حيث أنظمة الطاقة أو البنية التحتية أو البيئة السحابية.

وفي السياق ذاته، قال مات أونيل، المؤسس المشارك لشركة 5O Consulting، إن التطور المستمر في تأمين البيانات أصبح ضرورة في ظل نقلها عبر أنظمة الحوسبة السحابية. 
وأضاف أن الأنظمة الحديثة تمكّن من تحديد مواطن الضعف باستخدام تقنيات تشفير متطورة، حيث توفر مستويات مختلفة من التشفير لمواجهة التحديات الكمية التي ستبرز مع التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. وشدد أونيل على أهمية تأمين أعمال مراكز البيانات بشكل مستمر في ظل التقدم في تقنيات الحوسبة والذكاء الاصطناعي، وذكر أن تحديات الأمن السيبراني تختلف من دولة إلى أخرى، مما يدعو إلى زيادة أدوات التأمين السحابية وتحديد الأدوار المطلوبة لكل جهة معنية.
وتحدث أونيل أيضًا عن تأثير الذكاء الاصطناعي كعامل مزدوج على عمليات التشفير، حيث يمكن أن يسهم في اختراقها، لكنه في الوقت نفسه يوفر آليات حماية متطورة. وأكد على أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي ليصبح قادرًا على استخدام تقنيات مثل بصمات الوجه والصوت، التي أصبحت تحتاج إلى تحديثات للحفاظ على فعاليتها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أسامة كمال مراکز البیانات والحوسبة السحابیة الذکاء الاصطناعی فی والذکاء الاصطناعی البنیة التحتیة ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

"العلوم الصحية": نؤهل كوادر الأشعة لتطوير مهاراتهم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

تحشد النقابة العامة للعلوم الصحية، أعضاءها، للمشاركة الفاعلة في مؤتمر وزارة الصحة والسكان، ممثلة في الإدارة العامة للأشعة، في الفترة بين 17 و20 ديسمبر بأحد فنادق القاهرة، وذلك في إطار خطط النقابة لتعزيز دور كوادر العلوم الصحية، داخل المنظومات الصحية المصرية والعربية والعالمية، وخاصة العاملين في تخصص الأشعة.


وفى إطار الاستعدادات لمؤتمر الإدارة العامة للأشعة، عقدت النقابة العامة العلوم الصحية، اجتماعات موسعة مع المتحدثين فى المؤتمر من أبناء المهنة، حيث يحاضر أبناء العلوم الصحية فى المؤتمر عن أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي فى مجال الأشعة والتصوير الطبي.

 

وقال أحمد السيد الدبيكي، النقيب العام للعلوم الصحية، إن مشاركة النقابة في هذا المؤتمر تعكس التزامها الاستراتيجي بدعم وتأهيل أبنائها من العاملين في مجال الأشعة، وتزويدهم بأحدث المهارات والممارسات العالمية، بما يضمن تقديم خدمات صحية متطورة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتواكب المعايير الدولية المعتمدة في الفحوصات الطبية.


وأشار الدبيكي إلى أن كوادر العلوم الصحية، وخاصة فنيي وأخصائيي الأشعة، يمثلون ركيزة محورية في منظومة التشخيص والعلاج، وأن رفع كفاءتهم العلمية والعملية أصبح ضرورة وطنية.


مؤكدًا أن النقابة وضعت خطة تدريبية متكاملة، لها 4 أهداف، وهي:


1- تعزيز مهارات التصوير الطبي بمختلف تقنياته "الأشعة السينية، الرنين، المقطعية".

2- تطوير قدرات العاملين على استخدام الذكاء الاصطناعي، في تحليل الصور وبياناتها لدعم قرار التشخيص.

3- التدريب على الأجهزة الحديثة وأنظمة العمل الرقمية في أقسام الأشعة، وفقًا لأحدث البروتوكولات.

4- مساندة الكوادر الشابة وتوفير برامج دراسية متخصصة وشهادات مهنية معتمدة.

 

وأضاف الدبيكي، أن النقابة تعمل على توسيع شراكاتها مع الوزارات الهيئات الأكاديمية والمنظمات الدولية، لضمان تطبيق أحدث معايير التدريب والتعليم المستمر، مشيدًا بالدور الذي يلعبه مؤتمر الإدارة العامة للأشعة، باعتباره منصة مهمة لتبادل الخبرات، وعرض التقدم العلمي والتكنولوجي الذي يشهده مجال الأشعة حول العالم.


وأكد الدبيكي على أن كوادر العلوم الصحية، تستحق كل أشكال الدعم، وأن النقابة تسعى إلى تمكينهم من أداء دورهم الحيوي داخل القطاع الصحي، خاصة في ظل التطور السريع للتقنيات الطبية، مشيرًا إلى أن الاستثمار في تأهيل المتخصصين بالأشعة، هو استثمار مباشر في التنمية البشرية، وينعكس مباشرة على جودة الخدمة الصحية وسلامة المرضى.


وأكد نقيب العلوم الصحية، على أن النقابة ستواصل العمل لتعظيم دور أبنائها من خلال التدريب، وإتاحة فرص تطوير متقدمة، بما يضمن مواكبة التطورات العالمية، ويضعهم على خريطة التميز المهني محليا وإقليميا ودوليا.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
  • المجلس الأعلى للأمناء: منهج البرمجة والذكاء الاصطناعي يجهز "جيل المستقبل"
  • توصيات مؤتمر إعلام  CIC التاسع لرسم خارطة طريق لمستقبل "الإعلام الغامر"
  • %76 نسبة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في الجهات الحكومية
  • دينيس دريسر تنضم إلى OpenAI لتوسيع مراكز البيانات الضخمة
  • أسبوع أبوظبي المالي يرسم خريطة طريق لمستقبل سوق الديون المرمّزة
  • "العلوم الصحية": نؤهل كوادر الأشعة لتطوير مهاراتهم بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • صندوق الثروة السيادي النرويجي يتحوط في قطاع مراكز البيانات المتقلب
  • 140مليون دولار.. الوزراء يستعرض أبرز متطلبات النجاح في إنشاء مراكز البيانات العملاقة
  • "معلومات الوزراء" يستعرض فرص ومتطلبات النجاح لمصر في مجال إنشاء مراكز البيانات العملاقة