في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم اليوم، يتساءل العديد عن قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة مشكلات حياتية شائعة مثل الأرق. 

يُعتبر الأرق من المشاكل المزعجة التي تؤثر على الكثيرين، نتيجة للضغوط النفسية، مشاكل العمل، والتحديات الأسرية، ولكن مع تزايد اعتمادنا على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، تبرز التساؤلات حول إمكانية استخدام هذه الأدوات في معالجة الأرق وتحسين جودة النوم.

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في معالجة الأرق؟

وفقًا لمجلة Forbes الأمريكية، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لفهم أسباب الأرق وتقديم نصائح لتفاديه. 

ورغم أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تقديم دعم محدود فقط، إلا أنه يوفر مزايا عدة في معالجة هذه المشكلة. 

من أبرز هذه الفوائد:

التثقيف حول الأرق: يمكن للذكاء الاصطناعي توعية الأفراد حول أسباب الأرق وأعراضه، وما يجب عليهم فعله للحد منه.تحسين جودة النوم: يمكن أن يقدم الذكاء الاصطناعي نصائح شخصية لتحسين النوم، مثل تحديد أوقات النوم والاستيقاظ المثلى، بالإضافة إلى اقتراح الأنشطة التي يمكن ممارستها قبل النوم.تمارين الاسترخاء: يوفر الذكاء الاصطناعي تمارين استرخاء للمساعدة في تهدئة العقل والجسم قبل النوم، مما يساعد على تحسين نوعية النوم.التحديات والمخاطر في استخدام الذكاء الاصطناعي لعلاج الأرق

رغم الفوائد المحتملة التي قد يقدمها الذكاء الاصطناعي في معالجة الأرق، إلا أن هناك جوانب سلبية يجب أخذها بعين الاعتبار:

إعاقة تطوير عادات النوم الصحية

يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يعيق قدرة الأفراد على تطوير عادات نوم صحية والحفاظ عليها. 

إذ أن الأفراد قد يصبحون معتمدين بشكل كبير على هذه الأدوات بدلًا من تعلم كيفية إدارة عادات نومهم بشكل طبيعي.

التعميم والافتقار إلى التخصيص

 كما أشار الدكتور هندي، الذكاء الاصطناعي قد يقدم حلولًا عامة لا تأخذ في الحسبان الفروق الفردية بين الأشخاص.

 بمعنى آخر، قد تقدم النصائح التي يولدها الذكاء الاصطناعي حلولًا لا تناسب جميع الحالات أو لا تتناسب مع الاحتياجات الخاصة لكل فرد.

الافتقار إلى اللمسة الإنسانية

 واحدة من أبرز القيود في استخدام الذكاء الاصطناعي هي عدم قدرته على تقديم الدعم النفسي البشري، الذي قد يكون ضروريًا لبعض الأفراد الذين يعانون من الأرق المزمن.

في بعض الحالات، يكون التدخل البشري من أطباء مختصين في الصحة النفسية أكثر فاعلية من الحلول التي يقدمها الذكاء الاصطناعي.

هل يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلًا للعلاج الشخصي؟

على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم مساعدة في بعض الحالات، إلا أنه لا يعد بديلًا عن العلاج الشخصي مع مختصين. 

من المهم أن يكون الأفراد على دراية بأن الأرق قد يكون نتيجة لحالات طبية أو نفسية تتطلب استشارة مختصين في الرعاية الصحية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي جودة النوم علاج الأرق تقنيات الاسترخاء عادات النوم الصحية الأرق العلاج الشخصي تأثير الأرق استخدام الذکاء الاصطناعی فی معالجة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يكشف سرا خفيا في لغة الأسود

في اكتشاف علمي جديد يمكنه أن يغير طريقتنا في فهم ومراقبة الحياة البرية، نجح باحثون من جامعة إكستر البريطانية في اكتشاف نوع "سري" وجديد من زئير الأسود لم يكن معروفا للعلماء من قبل، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

لسنوات عديدة، اعتقد علماء الحيوان أن الأسود تمتلك نمطا صوتيا واحدا ومميزا للزئير، تستخدمه للتواصل وإثبات الهيمنة. ولكن الدراسة الجديدة، المنشورة في دورية "إيكولوجي آند إيفوليوشن"، أثبتت أن الأسود تمتلك "نوعا ثانيا" من الزئير وصفه العلماء بـ"الزئير المتوسط".

هذا الصوت الخفي يظهر جنبا إلى جنب مع الزئير التقليدي المعروف، ولم يكن من السهل تمييزه بالأذن البشرية وحدها أو بالطرق التقليدية، مما يفسر سبب بقائه مجهولا طوال هذه العقود.

هذا الصوت الخفي يظهر جنبا إلى جنب مع الزئير التقليدي المعروف (رويترز)دقة الآلة

قام الفريق البحثي بتطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي لتحليل التسجيلات الصوتية للأسود بدقة فائقة. بدلا من الاعتماد على الأذن البشرية التي قد تخطئ أو تتحيز، قام البرنامج بتفكيك "البصمة الصوتية" للأسود وتصنيفها آليا.

النتيجة كانت مهمة، حيث حقق النظام دقة تصنيف وصلت إلى 95.4%، وأثبت أن تسلسل زئير الأسد يحتوي بوضوح على هذين النوعين (الزئير الكامل والزئير المتوسط).

قال الباحث الرئيسي للدراسة جوناثان جروكوت من جامعة إكستر في تصريح حصلت الجزيرة نت، على نسخة منه: "زئير الأسود ليس مجرد رمز، بل هو بصمات فريدة يمكن استخدامها لتقدير أحجام الأعداد ومراقبة الحيوانات الفردية".

وأضاف "حتى الآن، كان تحديد هذا الزئير يعتمد بشكل كبير على تقديرات الخبراء، مما قد يُؤدي إلى تحيز بشري. نهجنا الجديد باستخدام الذكاء الاصطناعي يَعد بمراقبة أكثر دقة وأقل ذاتية، وهو أمر بالغ الأهمية لخبراء الحفاظ على البيئة الذين يعملون على حماية أعداد الأسود المتناقصة".

إعلان الحفاظ على ملوك الغابة

من جانب آخر فإن الطرق التقليدية لدراسة مجتمعات الأسود (مثل تتبع الآثار أو الكاميرات) قد تكون صعبة ومكلفة في الغابات والمحميات الواسعة، أما استخدام "المراقبة الصوتية السلبية" بوجود هذا الاكتشاف سيجعل تتبع الأسود أسهل وأدق.

وبفضل هذا التصنيف الدقيق، يمكن للعلماء الآن تمييز "أفراد" الأسود عن بعضهم بعضا بناءً على أصواتهم فقط، مما يساعد في إحصاء أعدادهم بدقة أكبر دون إزعاجهم.

مع انخفاض أعداد الأسود البرية في أفريقيا إلى ما بين 20 ألفا و25 ألفا فقط (انخفاض للنصف في آخر 25 عاما)، فإن أي أداة تكنولوجية تساعد في رصدهم وحمايتهم تعتبر طوق نجاة.

مقالات مشابهة

  • لو بتعاني من الأرق ردد 4 آيات هتنام على طول
  • عالمة بصناعة الأدوية: استخدام الذكاء الاصطناعي في تسريع اكتشاف الأدوية يوفر آلاف التجارب
  • دراسة تكشف سبب عدم قدرة المصابين بالأرق على إيقاف التفكير ليلا
  • مركب طبيعي في الصبار قد يكون مفتاحًا لعلاج الزهايمر
  • ميتا تفرض السيطرة على الذكاء الاصطناعي
  • تحذير خطير من جوجل لمستخدمي الـ VPN: أمانك قد يكون وهميًا إذا تجاهلت هذه النقاط
  • مفاجآت عن تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل التصميم في مصر
  • الذكاء الاصطناعي يكشف سرا خفيا في لغة الأسود
  • تمارين صينية تقليدية تعالج الأرق المزمن بفاعلية.. تعرف عليها
  • مؤتمر المخ والأعصاب يؤكد أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي والتعليم المستمر في تطوير الرعاية الصحية